شروط الأضحية من الغنم ، أفضل الأنعام في الأضحية

شروط الأضحية من الغنم ، أفضل الأنعام في الأضحية
شروط الأضحية من الغنم

شروط الأضحية من الغنم، لا بدّ للأضحية أن تكون من بهيمة الأنعام، وحيث أن الغنم من بهيمة الأنعام، فيكون الشرط الأول للغنم قد تحقق، وفي هذا المقال الذي يطرحه موقع تصفح، سيتم بيان الشروط المتبقية المتعلقة بالأضحية من الغنم، كما سيتمُّ بيان أفضل ما يُذبح من البهائم على سبيل الأضحية عند أهل العلم، وفي ختام هذا المقال سيجد القارئ بيان فضل الأضحية مع ذكر الدليل من السنة النبوية المطهرة.

شروط الأضحية من الغنم

إنَّ للغنم عددًا من الشروط التي لا بدَّ من تحقيقها لتجزئ بالأضحية، وفي هذه الفقرة من هذا المقال، سيتم بيان هذه الشروط بشيء من التفصيل وبعناوين مستقلة، وفيما يأتي ذلك:[1]

أن تبلغ السن المعتبرة شرعا

لا بد من أن تبلغ الأضحية من الغنم السن المعتبرة شرعًا، وذلك بأن تكون جذعة من الضأن أو ثنية من الماعز، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لا تَذْبَحُوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ يَعْسُرَ علَيْكُم، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ”،[2] وفيما يأتي بيان المراد من الجذعة والمسنة، بحسب أقوال أهل العلم:

  • المراد من الجذعة: تباينت آراء أهل العلم بالمراد من الجذعة، وفيما يأتي بيان أقوالهم في ذلك:[3]
    • القول الأول: الجذعة من الضأن هو من أتم ستة أشهر ودخل في الشهر السابع، وهذه مذهب الحنفية والحنابلة وأحد أقوال فقهاء المالكية.
    • القول الثاني: الجذعة من الضأن هو من أتم السنة ودخل في الثانية، وهذا مذهب الشافعية، والقول الراجح عند فقهاء المالكية.
  • المراد من المسنة: إنَّ المسنة تعني الثنية، قد تباينت آراء أهل العلم في المراد بالثنية من الماعز، وفيما يأتي بيان أقوالهم في ذلك:[4]
    • القول الأول: إن الثنية من الغنم هي من بلغت السنة عند فقهاء الحنفية.
    • القول الثاني: إن الثنية من الغنم هي من بلغت السنة ودخلت في السنة الثانية دخولا بينا.
    • القول الثالث: إن الثنية من الغنم هي من بلغت السنتين.

شاهد أيضًا: هل يجوز التضحية بنعجة

أن تكون سالمة من العيوب المانعة من الإجزاء

ومن شروط الأضحية من الغنم أن تكون سالمة من العيوب المانعة من الإجزاء، وهذه العيوب أربعة، بينها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في قوله: “العَرجاءُ البَيِّنُ ظَلَعُها، والعَوراءُ البَيِّنُ عَوَرُها، والمَريضةُ البَيِّنُ مَرضُها، والعَجفاءُ التي لا تُنقي”،[5] وفيما يأتي بيان معاني هذه العيوب الأربعة:[1]

  • العرجاء: وهي التي لا تستطيع مسايرة البهيمة السليمة في ممشاها إلى المرعى.
  • العوراء: هي البهيمة انخسفت عينها إلى الداخل، أوالتي برزت إلى الخارج، أو البهيمة التي ابيضت عينها ابيضاضًا تامًا.
  • المريضة: وهي البهيمة التي أقعدها مرضها عن المرعى ومنع شهيتها، ويدخل في المرض المانع من الإجزاء الجرب الذي يفسد اللحم والجرح العميق الذي يؤثر على صحتها.
  • العجفاء: وهي البهيمة الهزيلة التي لا مخَّ في عظامها.

شاهد أيضًا: عيوب الأضحية التي لا تجوز

الملكية

ومن شروط الأضحية عمومًا أن تكون ملكًا للمضحي، أو مأذونًا له فيها من قِبَل الشرعِ الحنيف، أو أن يأذن صاحب الأضحية للمضحي أن يضحي بها، وبناءً على ذلك فإنَّ الأضحية المسروقة أو المغتصبة أو الأضحية المأخوذة بدعوى باطلة لا يجوز للمسلم أن يضحي بها؛ إذ أنَّ التقرَّب لله -عزَّ وجلَّ- لا يصحُّ بمعصيته، ومن الشروط التي لا بدَّ من توفرها أيضًا أن لا تكون الأضحية متعلقة بحقِّ الغير، مثل البهيمة المرهونة مثلًا.[1]

عدم المشاركة في ثمنها

إنَّ الأضحية من الشاة لا تُجزئ إلَّا عن شخصٍ واحدٍ وأهل بيته ممن يعولهم، وبناءً على ذلك فمن شروط صحة الأضحية من الغنم أن لا يتشارك أكثر من شخصٍ واحدٍ في ثمنها،[7] وقد وجدَ أهل العلم عن ذلك بديلًا، وهو أن يساهم من يريد المساعدة في ثمن الأضحية، لكن على سبيل الهبة وليس على سبيل الأضحية، ومعلومٌ أنَّ للهبةِ ثوابٌ عند الله -عزَّ وجلَّ- والله تعالى أعلى وأعلم.[8]

أن تنحر في الوقت المحدد شرعا

ومن شروط صحة الأضحية من الغنم أن يتمَّ نحرها في الوقت المحدد شرعًا، ويبدأ وقت النحر من بعد صلاة العيد يومَ النحرِ، ويستمرَّ حتى غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق،[1] وبناءً على ذلك فإنَّ الذبح قبل الصلاة لا يجزئ، ودليل ذلك الحديث الذي رواه البراء بن عازب -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: “إِنَّ أوَّلَ ما نَبْدَأُ به في يَومِنا هذا أنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ، مَن فَعَلَهُ فقَدْ أصابَ سُنَّتَنا، ومَن ذَبَحَ قَبْلُ، فإنَّما هو لَحْمٌ قَدَّمَهُ لأهْلِهِ، ليسَ مِنَ النُّسُكِ في شيءٍ”.[8]

أفضل الأنعام في الأضحية

تمَّ في مقدمة هذا المقال بيان أنَّ من شروط الأضحية أن تكون من بهيمة الأنعام، وبهيمة الأنعام تشمل الإبل والبقر والغنم، سواء من الماعز أم من الضأن، وقد تباينت آراء أهل العلم في أفضل ما يُذبح من هذه الأنعام بقصد الأضحية، وفي هذه الفقرة من هذا المقال سيتمُّ بيان آراءأهل العلم في ذلك، وفيما يأتي ذلك:[9]

رأي الأحناف

لقد فصَّل الأحناف في ذلك، حيث أنَّ الشاةَ عندهم أفضل من سبع البقرة، بل إنَّ الشاةَ عندهم أفضل من البقرة ذاتها في حال أنَّ كلا البهيمتين استوتا في مقدار اللحم والقيمة، أمَّا إن اختلفا في القيمة ومقدار اللحم، فإنَّ الفاضل منهما هو أفضلهما، والموجوء -أيِّ الخصي- من الضأن والمعز أفضل عندهم من الأنثى، أمَّا إن لم يكن موجوءًا فإنَّ الأنثى منهما أفضل عند الاستواء في القيمة ومقدار اللحم.

شاهد أيضًا: عمر الجمل للأضحية

رأي المالكية

إنَّ الضأن هو أفضل الأضاحي عند المالكية، ثمَّ يأتي بالمرتبة الثانية المعز، وقد تباينت آراءهم فيما يأتي بعد ذلك بالأفضلية البقر أم الإبل، والحقَّ في ذلك عندهم أنَّ الأفضلية فيهما يرجع إلى أيُّهما أطيب لحمًا، وإنَّ ذلك يختلف باختلاف البلاد، ولا بدَّ من التنبيه إلى أنَّ الذكر في الأنعام أفضل عندهم من الأنثى، والأقرن منهما أفضل من الكبش الذي لا قرن له، كما يفضَّل الأبيض على غيره، والفحل عندهم يُفضَّل على الخصِّي، ما لم يكن الخصيُّ أسمن منه.

رأي الشافعية

إنَّ أفضل ما يُذبح عنجد الشافعية على سبيل الأضحية هو البدنة ثمَّ تأتي بالمرتبة الثانية البقرة، ثمَّ يأتي بعد ذلك الشاة الواحدة، وإنَّ الأضحية بسبعِ شياهٍ أفضل عندهم من ذبح البدنة، والضأن عندهم أفضل من المعز، والذكر من الأنعام عندهم أفضل من الأنثى، ويُفضل فقهاء الشافعية البهيمة البيضاء على غيرها، ومن الأمور المستحبة عندهم في الأضاحي أن يتمَّ تسمين الأضحية المراد نحرها.

شاهد أيضًا: لماذا سميت الأضحية بهذا الاسم

فضل الأضحية

لقد ورد في فضل الأضحية أنَّها من أحبِّ الأعمال إلى الله -عزَّ وجلَّ- في يوم النحر، ودليل ذلك الحديث المرويِّ عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: “ما عملَ آدميٌّ من عملٍ يومَ النحرِ أحبُّ إلى اللهِ من إهراقِ دمٍ ، وإنهُ ليأتي يومَ القيامةِ في قرنِه بقرونِها وأشعارِها وأظلافِها ، وإنَّ الدمَ ليقعُ من اللهِ بمكانٍ قبلَ أن يقعَ في الأرضِ فطِيبُوا بها نفسًا”.[10]

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان شروط الأضحية من الغنم، وفيه تمَّ بيان الشروط الواجب توفرها في الأضحية من الغنم لتكون مجزئة، كما تمَّ بيان أفضل ما يُذبح من البهائم على سبيل الأضحية عند أهل العلم، وفي ختام هذا المقال تمَّ بيان فضل الأضحية مع ذكر الدليل الشرعي من السنة النبوية المطهرة.

المراجع

  1. ^ islamqa.info، شروط الأضحية، 20/01/2023
  2. ^ صحيح مسلم، جابر بن عبدالله، مسلم، 1963، صحيح
  3. ^ shamela.ws، كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي، وهبة الزحيلي، (2723/4)، بتصرف، 20/01/2023
  4. ^ islamqa.info، ما سبب اختلاف الفقهاء في تحديد سن الثني والجذع؟، 20/01/2023
  5. ^ تخريج المسند، شعيب الأرناؤوط، البراء بن عازب، 18675، صحيح
  6. ^ islamweb.net، حكم المشاركة في أضحية الغنم، 20/01/2023
  7. ^ aliftaa.jo، لا يجوز الاشتراك في الشاة الواحدة على سبيل الأضحية، 20/01/2023
  8. ^ صحيح البخاري، البراءبن عازب، البخاري، 5545، صحيح
  9. ^ shamela.ws، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، مجموعة من المؤلفين، (99/5)، بتصرف، 20/01/2023
  10. ^ السنن الكبرى للبيهقي، عائشة أم المؤمنين، البخاري، 261/9، مرسل

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *