عناصر المقال
لماذا سميت معركة نهاوند بفتح الفتوح، يذخر التاريخ الإسلامي بالمعارك البطولية والانتصارات العظيمة والفتوحات الكبيرة التي حققها المسلمون على أعدائهم إعلاءً لكلمة الله في الأرض ونصرة لدينه ولنبيه -صلى الله عليه وسلّم، ولم تتوقف الفتوحات الإسلامية بعد وفاة رسول -صلى الله عليه وسلّم- بل استمرت على يد الخلفاء الراشدين ومن تبعهم من خلفاء الإسلام، وكان من أشهر هذه الفتوحات والمعارك معركة نهاوند التي سميّت بفتح الفتوح، وفي هذا المقال سنتعرف على معركة نهاوند ونعرف سبب تسميتها بهذا الاسم.
معلومات عن معركة نهاوند
وقعت معركة نهاوند في العام الواحد والعشرين للهجرة، في عهد الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قرب بلدة نهاوند في فارس، بين المسلمين بقيادة النعمان بن مقرن المزني والفرس الذين كانوا يشكلون الدولة الساسانية في ذلك الوقت بقيادة الفيرزان، وقد انتهت هذه المعركة بانتصار حاسم للجيش الإسلامي على الفرس وانهيار الإمبراطورية الساسانية بعد أن دام حكمها 416 عامًا، ولكن قائد جيش المسلمين النعمان بن مقرن المزني استشهد في هذه المعركة.[1]
لماذا سميت معركة نهاوند بفتح الفتوح
سميت معركة نهاوند بفتح الفتوح لأن المسلمين تمكنوا في هذه المعركة من الانتصار على الفرس وكسر شوكتهم في المنطقة وتدمير الإمبراطورية الساسانية بعد أن دام حكمها 416 عامًا وفتح كامل بلاد فارس، وكانت هذه المعركة من الملاحم البطولية وقد استشهد فيها عدد من المسلمين من بينهم قائد جيش المسلمين النعمان بن مقرن المزني، وقيل إن قائد الفرس ترك المعركة وفرّ هارباً بعد الخسارة الكبيرة التي لحقت به وبجيشه وبدولته الساسانية.[1]
شاهد أيضًا: لماذا سميت غزوة تبوك بغزوة العسرة
سبب معركة نهاوند
بلغ الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن ملك الفرس قد جمع جموعًا عظيمة بنهاوند وجعل ذا الحاجب قائدًا عليهم وذلك بعد الانتصارات والفتوح المتتالية التي حققها المسلمون في العراق وفي بلاد الفرس وكان ذلك الحشد يقارب مئةً وخمسين ألفاً، فلمّا سمع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بذلك استشار من حوله من المسلمين ثم قال: ” لأستعملنّ على الناس رجلاً يكون لأول أسنّة يلقاها -أي أول من يتلقى الرماح بصدره ،كناية عن شجاعته-” وكان ذلك الرجل هو النعمان بن مقرن المزني، فأرسل إليه كتاباً أن يسير بأهل البصرة وثلثي أهل الكوفة، وأن يكون حذيفة بن اليمان خلفاً له إن استشهد، ثمّ جرير بن عبد الله رضي الله عنهم أجمعين.[1]
أحداث المعركة
سار النعمان بجيش المسلمين الذي كان تعداده ثلاثون ألفاً باتجاه نهاوند لملاقاة جيش الفرس الذي كان يبلغ تعداده مئةً وخمسين ألفاً، ولما وصلوا إلى نهاوند إذ بحسكٍ من حديد يدخل في حافر الخيل كان قد زرعه الفرس في طريق المسلمين، فتوقف المسلمون وطلب النعمان من أصحابه المشورة، فقالوا: نريهم أننا منهزمون ثم نكرُّ عليهم، ففعلوا ذلك، وانقاد الفرس لتلك الحيلة وكنسوا الشوك وخرجوا لقتال المسلمين، فانهال عليهم المسلمون بعد أن قام النعمان بتنظيم الجيش وتعبئته وتجهيزه للقتال ودارت معركة حامية الوطيس بين الطرفين، بدأ القتال يوم الأربعاء، واستمرت المناوشات إلى يوم الخميس، والحرب سجال بين الطرفين وكان الفرس يختبؤون في الخنادق وخشي النعمان أن يطول الأمر فاستشار أصحابه فأشاروا عليه طليحة فقال :أرى أن تبعث خيلاً مؤدبة، فيحدقوا بهم، ثم يرموا لينشبوا القتال، ويحمشوهم ، فإذا أحمشوهم واختلطوا بهم وأرادوا الخروج أرزوا إلينا استطراداً، ففعل النعمان ذلك وخرج جيش الفرس بكامله، وكان يوم الجمعة وعندما حان وقت زوال الشمس أمر النعمان بالقتال فكبّر التكبيرة الاولى ثم الثانية، ثم قال :” اللهم اعزز دينك وانصر عبادك، واجعل النعمان أول شهيد اليوم على إعزاز دينك ونصر عبادك، اللهم إني أسألك أن تقر عيني اليوم بفتح يكون فيه عزالإسلام، أمنوا رحمكم الله” ثمّ كبر النعمان التكبيرة الثالثة وبدأ القتال واشتد القتل في صفوف الفرس وغرقت الأرض بالدماء فزلق النعمان من الدماء وصرع بين سنابك الخيل وأصابه سهم في جنبه واستشهد فأخذ أخوه نعيم الراية وسلمها إلى حذيفة بن اليمان وأخفوا عن المسلمين نبأ استشهاد النعمان لكيلا تضعف عزيمتهم ويكون ذلك سبباً في خسارتهم، واستمرت المعركة إلى أن بدأ الفرس بالهرب فانتهوا إلى واد فسقطوا فيه فكان واحدهم يقع فيقع معه ستة، فمات في ذلك الوادي أكثر من ثمانين ألفاً منهم، وكان مجموع من مات من الفرس في تلك المعركة قرابة مئة ألف، وانتهت المعركة بنصر ساحق للمسلمين وتدمير الامبراطورية الساسانية ودخل المسلمون نهاوند بقيادة حذيفة بن اليمان الذي النعمان بن مقرن في قيادة الجيش وذلك في العام 21 للهجرة.[1]
شاهد أيضًا: كم عدد غزوات الرسول في رمضان
أهمية معركة نهاوند
انتهت معركة نهاوند بانتصار المسلمين على الفرس في ملحمة بطولية ألحقت خسائر عظيمة في صفوف الفرس وقضت على الدولة الساسانية وكان من أبرز نتائج هذه المعركة وأهميتها التاريخية ما يأتي:[1]
- صد الهجوم الكبير الذي كان الفرس على وشك القيام به بعد أن حشدوا مئةً وخمسين ألفاً من المقاتلين والذي كان سيشكل خطراً على المسلمين.
- القضاء على الإمبراطورية الساسانية التي دامت زهاء 416 عاماً وكسر شوكة الفرس والحد من نفوذهم.
- فتح جميع بلاد فارس بعد تلك المعركة.
قائد معركة نهاوند
النعمان بن مقرن المزني صحابي جليل من صحابة رسول الله وأمير قبيلة مزينة التي تسكن قريباً من المدينة المنورة وبطل معركة نهوند والذي أعتنق الأسلام في بداية الدعوة النبوية الشريفة حين قال لقومه:” ياقوم واللّهِ ما عَلِمْنا عن محمدٍ إِلاَّ خيراً، ولا سَمِعْنَـا من دَعْوَتِهِ إِلاَّ مَرْحَمَةً وِإحْساناً وعَدْلاً، فما بالُنا نُبْطِئُ عنه، والناسُ إليه يُسْرِعون؟” ثم أتبعَ يقول: “أما أنا فقد عَزَمْتُ على أن أغدُوَ عليه إِذا أصْبَحْتُ، فمَنْ شاءَ منكم أنْ يكونَ مَعي فَلْيَتَجَهَّزْ”، وقد أكرمه الله بأن يكون قائد المسلمين في ملحمة تاريخية هي معركة نهاوند وختم له فيها بالشهادة.[1]
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال الذي قدمناه لكم بعنوان لماذا سميت معركة نهاوند بفتح الفتوح والذي تعرفنا فيه على واحدة من أبرز المعارك التي خاضها المسلمون ضد الفارسيين في أرض نهاوند قرب طهران، والتي انتهت بانتصار ساحق للجيش الإسلامي على الفرس وانهيار الإمبراطورية الساسانية بعد أن دام حكمها 416 عامًا، نرجوا أن تكونوا قد استفدتم، نلقاكم في مقالات أخرى.
المراجع
- ^ marefa.org، معركة نهاوند، 04/01/2023
التعليقات