ما المقدار الخارج من زكاة الذهب والفضة

ما المقدار الخارج من زكاة الذهب والفضة
ما المقدار الخارج من زكاة الذهب والفضة

ما المقدار الخارج من زكاة الذهب والفضة التي جعلها الله تبارك وتعالى فرضًا على كلّ ابن آدم امتلك نصابًا أن يأتي بها، والزكاة هي حقّ من حقوق الله -تبارك وتعالى- يُخرجها الله من الأغنياء وترد على الفقراء حتى تتوازن كفة الحياة، والمسلم الذي يبخل بما آتاه الله إياه سيُطوقه ما بخل به في الدار الآخرة، لذلك فإنّه لا بدّ من مقال يتم فيه الوقوف مع مقدار الزكاة من الذهب والفضة في الإسلام.

ما المقدار الخارج من زكاة الذهب والفضة

في الإجابة عن سؤال ما المقدار الخارج من زكاة الذهب والفضة فإنّ أهل العلم قد أوضحوا ذلك من خلال تحديد قيمة الزكاة بمَا يعادل ربع العشر أي 2.5% من إجمالي الذهب أو إجمالي الفضة، أيّ إن امتلكتَ عشرين ديناراً من الذهب وجب عليك أن تزكي بنصف دينار.[1]

وذلك بدليل ما جاء في السنة النبوية الشريفة، إذ أوضح الرسول الكريم الأمر بما ذكره لصحابته في تلك المسألة فقال أن ليس عليكَ شيءٌ- يعني في الذَّهَبِ- حتى تكونَ لكَ عِشرونَ دينارًا، فإذا كانت لكَ عشرونَ دينارًا وحال عليها الحَوْلُ، ففيها نِصفُ دينارٍ، فما زاد فبِحِسابِ ذلك”. [1]

شاهد أيضًا: هل يجوز اخراج زكاة الفطر من زكاة الفطر

دليل وجوب زكاة الذهب والفضة

أمر الله تعالى عباده بالزكاة وجعلها ركناً أساسياً من أركان الإسلام، لِما لها من دورٍ في تآخي المجتمع فقيره وغنيه، بالإضافة لدورها في تطهير النفس من الشح والإسراف، وتعد الزكاة عن ما نملك من الذهب والفضة واحدة من الأمور التي أوجبها الله على عباده بشروط معينة، وذلك استناداً إلى عدّة دلائل من القرآن والسنة النبوية الشريفة، وما يأتي ذكرها:

  • قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ}.[2]
  • قوله عزَّ وجلَّ: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.[3]
  • روي عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ما مِن صاحِبِ ذَهَبٍ ولا فِضَّةٍ لا يؤدِّي منها حقَّها إلَّا إذا كان يومُ القيامةِ، صُفِّحَتْ له صفائِحُ من نارٍ، فأُحمِيَ عليها في نارِ جهنَّمَ، فيُكوى بها جَنبُه وجبينُه وظهرُه، كلَّما بَرُدَت أُعيدَتْ له، في يومٍ كان مقدارُه خمسينَ ألفَ سَنةٍ، حتَّى يُقضى بين العبادِ؛ فيُرَى سبيلَه؛ إمَّا إلى الجنَّةِ وإمَّا إلى النَّارِ”.[4]
  • روي عن الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لبيان الصدقات قوله: “وفي الرِّقَةِ: رُبُعُ العُشرِ، فإن لم تكُن إلَّا تِسعينَ ومئةً، فليس فيها شيءٌ إلَّا أن يشاءَ رَبُّها”.[5]

شاهد أيضًا: من شروط وجوب الزكاة في الذهب والفضة

نصاب الذهب والفضَّة

بيّن أهل العلم الشرط الأساسي لوجوب زكاة الذهب والفضة على صاحبهما، والذي يتعلق بالمقدار الذي يمتلكه منه، وما يأتي تفصيل ذلك:

نصاب الذهب في الزكاة

ذكر أهل العلم في مسألة نصاب الزكاة من الذهب هو ما  يُعادل عشرون مثقالاً، أيّ ٨٥ غراماً من الذهب الخالص الصافي في اليوم الحاضر.[6]

نصاب الفضة في الزكاة

يوضح علماء أهل السنة والجماعة في مسألة نصاب الفضة في الزكاة بأنه يُعادل مئتي درهماً من الفضة، أيّ ٥٩٥ غراماً من الفضة الخالصة.[6]

شاهد أيضًا: طريقة حساب زكاة الذهب بالريال السعودي

شروط زكاة الذهب وَالْفِضَّةَ

بيّن أهل العلم الأمور الواجب توفرها في المرء، حتى تستوجب عليه الزكاة، وهي:[7]

  • شروطٌ عامّةٌ:
    • الإسلام: إذ إن الزكاة عبادةٌ يتقرب بها العبد إلى خالقه، والإنسان غير المسلم أو الكافر لا تُقبل عبادته حتى يدخل في الإسلام، قال تعالى:{وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ}. [8]
    • الحرية: فالمرء الذي لا يملك حريته، لا تجب عليه الزكاة لعدم امتلاكه شيء وعدم وصول ما يملكه لنصاب الزكاة.
    • الملك التام للنصاب: أيّ أن يكون النصاب فائضاً عن الحاجات الأساسية لا جزءاً منها فلا يكون جزءًا من المطعم أو الملبس أو المسكن.
    • مرور حولٍ كاملٍ: أيّ أن يمر على النصاب في حوزة صاحبة اثنا عشر شهراً، وذلك لما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من أنه لا زكاةَ في مالٍ حتى يَحولَ عليه الحوْلُ.
  • شروطٌ خاصةٌ:
    • النصاب: أي امتلاك ٨٥ غراماً من الذهب الخالص الصافي، أو امتلاك ٥٩٥ غراماً من الفضة الخالصة.

شاهد أيضًا: هل يجوز اخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد 

كيفية حساب زكاة الذهب وَالْفِضَّةَ

لمعرفة الزكاة الواجب دفعها نتبع الخطوات التالية:

  • بعد تأكدنا من بلوغ النصاب المُوجب للزكاة، نسأل عن قيمة الغرام الواحد في الوقت الذي نريد فيه تقديم الزكاة.
  • نخرج من الناتج ربع العشر وذلك من خلال التقسيم على 40.
  • نقوم بضرب العدد الناتج من ربع العشر بسعر الغرام الواحد وهو 300.

مثال: إن كنت تملك 85 غراماً من الذهب، ويبلغ سعر الغرام الواحد 300، فالعملية الحسابية تكون كالتالي:

85 ÷ 40 = 2.125

2.125 × 300 = 637.5

شاهد أيضًا: هل يجوز اخراج زكاة الصيام نقدا

ما يستثنى من زكاة الذهب والفضة

يبيّن أهل العلم أن ما يستثنى من زكاة الفضة والذهب من الأمور الخلافيّة بين الفقهاء.

فيرى الجمهور من المالكيّة والحنابلة والشافعيّة  أن الحُلي المعد للزينة أو الاستعمال لا تجب زكاته، بينما يرى الحنفيّة  وجوب زكاته.

وذكر بعضهم أنّ الراجح هو  الحنفية وذلك لما روته السيدة عائشة رضب الله عنها: دخلَ عليَّ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فرأى في يديَّ فتَخاتٍ من وَرِقٍ ، فقالَ: “ما هذا يا عائشةُ ؟ ، فقلتُ: صنعتُهُنَّ أتزيَّنُ لَكَ يا رسولَ اللَّهِ ، قالَ: أتؤدِّينَ زَكاتَهُنَّ؟ قلتُ: لا ، أو ما شاءَ اللَّهُ ، قالَ: هوَ حَسبُكِ منَ النَّارِ”.[9]

وروي في ذلك عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ “أنَّ امرأةً مِن أهْلِ اليمنِ أتَتْ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ وبنتٌ لَها ، في يدِ ابنتِها مسَكَتانِ غليظَتانِ مِن ذَهَبٍ ، فقالَ : أتؤدِّينَ زَكاةَ هذا ؟ قالت : لا ، قالَ : أيَسرُّكِ أن يُسوِّرَكِ اللَّهُ عزَّ وجلَّ بِهِما يومَ القيامةِ سِوارَينِ مِن نارٍ ، قالَ : فخلَعتْهُما فألقَتْهُما إلى رسولِ اللَّهِ فقالَت : هُما للَّهِ ولرسولِهِ”.[10]

ما المقدار الخارج من زكاة الذهب والفضة
ما المقدار الخارج من زكاة الذهب والفضة

شاهد أيضًا: هل يجوز اخراج زكاة الفطر في بلد اخر

وبذلك نكون قد وصلنا إلى خاتمة مقال ما المقدار الخارج من زكاة الذهب والفضة وذكرنا رأي علماء المسلمين في مسألة الزكاة الخاصة بالذهب والفضة بالاستناد إلى الأحاديث النبوية الصحيحة والآيات القرآنية، وذكرنا بعضًا من الأحكام الخاصة بالزكاة.

المراجع

  1. ^ al-maktaba.org، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، 27/04/2022
  2. ^ سورة التوبة، 35
  3. ^ سورة التوبة، 103
  4. ^ صحيح مسلم، مسلم، أبو هريرة، 987 ، صحيح
  5. ^ صحيح البخاري، البخاري، أبو بكر الصديق، 1454، صحيح
  6. ^ islamweb.net، نصاب الذهب والفضة، 27/04/2022
  7. ^ al-maktaba.org، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، 27/04/2022
  8. ^ التوبة، 54
  9. ^ islamqa.info، زكاة الحلي المعد للاستعمال، 27/04/2022
  10. ^ صحيح النسائي، الألباني، عبد الله بن عمرو، 2478، صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *