ما هي مناسك العمرة بالترتيب وخطوة بخطوة

ما هي مناسك العمرة بالترتيب، هو ما سيتمّ المرور عليه في هذا المقال، وتُعدّ العمرة واحدة من أهم النوافل في الإسلام وأعظمها، وهي تتمثل بزيارة بيت الله الحرام، أما مناسك العمرة فهي من العبادات التي لها الفضل والأجر العظيم؛ لما فيها من أركان وشروط وأجر في كل خطوة من خطوات العمرة، ومن هذا المنطلق ومن خلال هذه السطور سيتم بيان مفهوم العمرة في الإسلام وفضلها، ثمّ سنسرد للزوار الكرام مناسك العمرة بالترتيب، بالإضافة إلى ذكر محظورات العمرة للنساء والرجال ونحو ذلك من الأمور.

العمرة في الإسلام

تُعتبَر العمرة عبادةٌ من أجل العبادات التي فرضها الله -عزّ وجلّ- على عباده المسلمين، وتُعرَف العمرة لغةً بأنها القصد والزيارة، وتعرف اصطلاحًا أنّها التّعبد لله -عزّ وجل- من خلال طواف المسلم حول الكعبة في البيت الحرام، وبالسعي بين الصفا والمروة، ثمّ التحلل بالحلق أو التقصير، ويجدر بالذّكر أنّ العمرة من العبادات التي تساهم في تعظيم شعائر الله سبحانه وتعالى^[1]، كما أنها واجبة على الرجال والنساء مرة في العمر مع الاستطاعة ^[2]، حيث تمّ الاستدلال على ذلك من حديث جبريل لما سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الإسلام حيث رواه عمر بن الخطاب قال: “الإسلامُ أن تشهدَ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأن محمدًا رسولُ اللهِ، وتقيمَ الصلاةَ، وتؤتِي الزكاةَ، وتحجَّ البيتَ وتعتمرَ، وتغتسلَ من الجنابةِ، وتُتمَّ الوضوءَ، وتصومَ رمضانَ”^[3].

ما هي مناسك العمرة بالترتيب

تعتبر العمرة بأنها إحدى العبادات الّتي شرعها الله -عزّ وجل- لعباده، فقد قال -تعالى- في محكم تنزيله: “وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ”^[4]، كما وصّى بها رسوله الكريم عليه الصّلاة والسّلام، أما مناسكها فهي عبارة عن شعائر معينة يقوم بها المعتمرون في بداية العمرة وخلالها وعند انتهائها، كما تعتبر مناسك العمرة بأنها تنقسم إلى أركان وواجبات وسنن، وتأتي خطوات اداء العمرة على النحو الآتي:

الإحرام

وهو نية الدخول في العمرة، وهو فريضة في العمرة فلا تصحّ من دونه، ولا خلاف ولا فرق بين إحرام الرّجل أو إحرام المرأة بمضمون عقد النّية، فكلّ عمل تحتاج النّية لصحته، وعند القول أحرم الرجل فذلك يعني دخل في حرمة عهد أو ميثاق، فيكون عليه ممنوعًا ما كان قبل ذلك حلالًا، فقد شُرّع الإحرام تحقيقًا لعبودية الله -سبحانه وتعالى- وامتثالًا لأوامره، وفيه تظهر المساواة بين المسلمين، ويتذكّر النّاس فيه اليوم الآخر ويوم المحشر، ويجدر بالذّكر أنّ للإحرام بعض من السّنن والأمور المستحبّة فيه ومنها الاغتسال والتطيب وتقليم الأظافر، والتّخلص من شعر الجسم غير مرغوب فيه، بالإضافة إلى الإكثار من التحميد والتسبيح والتكبير قبل التّلبية، والأولى أن يجعل المسلم إحرامه عقب فريضة فإن لم يكن ذلك؛ يصلي ركعتين سنة الإحرام، ثم يهل بالنسك فيقول: “لبيك اللهم بعمرة”.^[5]

شاهد أيضًا: هل العمرة في رمضان تعدل حجه ، فضل العمرة في رمضان 

الطواف

وهو دوران المسلم حول الكعبة في البيت الحرام بكيفيّة محددة، وهو عبادةٌ مشروعة في الدين الإسلامي، ويقوم بها المعتمر من أجل التقرّب من الله، فقد قال -تعالى- في محكم تنزيله: {وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}^[6]، فعندما يصل المعتمر للمسجد الحرام يقدم رجلها اليمنى لدخوله، ويقول: “بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك، أعوذُ بالله العظيم وبوجهه الكريم وبُسلطانه القديم من الشيطان الرجيم”، ثمّ يبتدئ طوافه من الرّكن الذي فيه الحجر الأسود، فيستقبله ويستلمه بيده، ويقوم ويحاذي الحجر بجميع بدنه، ويبدأ طوافه جاعلًا يساره جهة البيت الحرام، ثم يبدأ بالطّواف، حتّى ينتهي إلى الحجر فيتمّ طوفة، ويكرر الأمر سبع مرّات، كما ينبغي الموالاة بن الأشواط فلا يفصل بينها، فإذا انتهى من الأشواط السبعة يصلّي ركعتين خلف مقام إبراهيم -عليه السلام- أو في أي مكان في المسجد، ثمّ يخرج للمسعى.^[7]

السعي بين الصفا والمروة

وهو النسك الثالث من مناسك العمرة، وقد شرّعه الله تعالى- إحياءً لسنّة نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام- وزوجته هاجر وابنه نبي الله إسماعيل عليهما السلام، والسّعي في اللغة هو المشي والعدو من غير شدّ، أماّ الصفا فهو مكانٌ مرتفعٌ من جبل أبي قبيس، ومنه يبتدئ السعي، والمروة جبلًا بمكّة وإليه ينتهي السعي، ويتمثل السعي بين الصفا والمروة بأن يقطع المُحرم المسافة بينهما سبع مرات، ولا يجب على المعتمر أن يوالي بين الطواف والسّعي ولكنّ الأمر مستحب ^[8]، وهناك مجموعة من الشروط التي ينبغي تحقيقها لضمان صحّة السّعي:^[9]

• أن يوالي بين أشواط السعي ولا يفصل بينها.
• أن يحرص على ألا يكن السعي قبل الطواف بل يكون بعده.
• أن يراعي المعتمر الترتيب بينهما فيبدأ بالصفا وينتهي بالمروة.
• أن يستوعب الساعي المسافة ما بين الصفا والمروة من كلّ شوط من الأشواط السبعة.
• أن يتمّ الساعي سبعة أشواطٍ كاملة، فمن الصفا للمروة شوط، ومن المروة للصفا شوط.

شاهد أيضًا: بديل النقاب في العمرة ، لماذا نهيت المرأة المحرمة عن لبس النقاب

الحلق أو التقصير

إنّ حلق الشعر أو تقصيره من واجبات العمرة، وهو ما ذهب إليه جمهور أهل العلم، فقد قال -تعالى- في كتابه العزيز: { لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ}^[10]، ويجب على المعتمر حلق جميع رأسه أو تقصيره كلّه، وإنّ الحلق أفضل من التّقصير، لما ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: “أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خَرَجَ معتَمِرًا، فحالَ كفَّارُ قريشٍ بينه وبين البيتِ، فنحَرَ هَدْيَه وحَلَقَ رَأسَه بالحُدَيبِيَةِ”^[11]، كما يشرّع للنّساء أن يقصّرن شعورهن، وكذلك من المستحبّ في الحلق التيامن فيبدأ بشقّ الرّأس الأيمن ثمّ الشّق الأيسر.^[12]

ما هي شروط العمرة

هناك عدة شروط ينبغي على المسلم المعتمر أن يلتزم بها، حيث أنَّ هذه الشروط يشترك بها الرّجال والنّساء، ولكنّ المرأة تختصّ بشرط دون الرّجال، وشروط العمرة هي كما يأتي:^[13]

• الإسلام: فلا يجب الحج على الكافر؛ لأن الحج عبادة، والعبادة لا تصح من الكافر، فقد قال الله -تعالى- في محكم تنزيله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا}^[14].
• التكليف: أن يكون المعتمر مسلمًا بالغاً عاقلًا، فالعمرة لا يجب على الصّغير لكنّه لو أدّاه يصحّ ولا يسقط عنه.
• الأمن في الطّريق: حيث ينبغي تواجد الأمن على النّفس والمال فإن لم يأمن طريقه تسقط عنه العمرة.
• القدرة المادّية والبدنية: وهي من الشروط المهمة للعمرة، حيث  ينبغي أن يكون لدى المعتمر فائضًا عن حاجة أهله وعياله ومن تلزمه نفقتهم، وإلا من لا يملك فائضًا تسقط عنه العمرة، بالإضافة إلى أن يكون صحيحاً في بدنه حتّى يستطيع أداء العمرة.
• وجود محرم للمرأة: وهو يعد من شروط العمرة على المرأة، فمن لم تجد محرمًا فقد سقطت العمرة عنها وهي غير مكلّفة بهذا.

شاهد أيضًا: ما هو التنعيم في العمرة وعلى ماذا يدل

محظورات الإحرام 

إنَّ لمناسك العمرة شروط وأركان وواجبات، وأيضًا هناك مجموعة من محظورات التي لا ينبغي على المسلم المعتمر الإتيان بها بأي شكل من الأشكال؛ ولهذا نلخص محظورات الإحرام على النحو الآتي:^[15]

• إزالة شيءٍ من شعر الرأس أو شعر البدن، سواءً بحلقه أو نتفه، فقد قال الله -تعالى- في محكم تنزيله: {وَلاَ تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ}^[4].
• إزالة شيءٍ من الأظافر أو قصّها، فقد أجمع أهل العلم على منع قصّ الأظافر في الإحرام، وذلك قياساً على الشّعر.
• للبس القفّازين للنّساء فقط، فالمرأة محرّم عليها تغطية يديها، والرّجل ممنوعٌ من لبس المخيط من الملابس.
• يُحرم الصّيد في حال الإحرام، فقد قال الله -تعالى- في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ}^[16].
• التطيّب واستعمال الطّيب والبخور عمداً على الثّوب أو البدن بعد الإحرام، أمّا إن كان الطّيب من قبل الإحرام فلا بأس به، لكنّ المرأة محرّم عليها التّطيّب خارج منزلها سواءً بإحرامٍ أو غير إحرام.
• أعظم المحظورات الّتي يشترك بها الرّجل والمرأة في الإحرام هو الجماع، لأنّه مفسدٌ للإحرام فهو الرّفث الّذي نهى عنه الله -تعالى- ورسوله الكريم في الحج.

مبطلات العمرة للنساء

إنّ النساء تفرّدت ببعض محظورات الإحرام دون الرّجال، ومنها لبس البرقع والنّقاب ولبس القفّازين، وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الصحيحين أنّه قال: “ولا تنتقبُ المرأةُ الحرامُ ولا تلبسُ القفازينِ”^[17]، وقد أُبيح للمرأة ما دون ذلك، كالقميص والسراويل، والخفين والجوارب، ويُباح لها تغطية يديها بثوبها وعباءتها، وأن تسدل غطاءً على وجهها من رأسها^[15]، وقد دلّ على ذلك ما ثبت عن فاطمة بنت المنذر قالت: “كنا نُخمِّرُ وجوهَنا ونحن مُحرماتٌ ونحن مع أسماءَ بنتِ أبِي بكرٍ الصدِّيقِ”^[18].

شاهد أيضًا: ما هو فضل العمرة في رمضان

فضل العمرة

تعتبر العمرة بأنه من أفضل الأعمال عند الله تعالى، فهي من أفضل النوافل وأجل العبادات، وأفضل القربات التي يرفع الله -عزّ وجل- بها لعباده الدرجات، كما تساهم في التّقرب مِنَ الله -تعالى- ونيل حبه وعفوه ومغفرته، حيث له فضل كبير على حياة المسلم وتندرج على النحو الآتي:^[19]

• إنّ العمرة من أسباب مغفرة الذنوب لقول النّبي صلى الله عليه وسلم: “مَن أَتَى هذا البَيْتَ، فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كما وَلَدَتْهُ أُمُّهُ”^[20].
• إنّ العمرة للعمرة مغفرة للذّنوب بينهما، وينفيان الفقر ويكونان سببًا لاستجابة دعاء العبد، فعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: “تابِعوا بينَ الحجِّ والعمرةِ، فإنَّهما ينفِيانِ الفقرَ والذُّنوبَ، كما ينفي الْكيرُ خبثَ الحديدِ والذَّهبِ والفضَّةِ وليسَ للحجِّ المبرورِ ثوابٌ دونَ الجنَّةِ”^[21].

أدعية وأذكار مستحبة في العمرة

هناك العديد من الاحاديث النبوية الشريفة التي وردت عن النّبي -صلى الله عليه وسلم- وتبيّن فضل الدّعاء أثناء العمرة، وما يُستحبّ أن يقول المعتمر، ويجدر بالذّكر أنّ المعتمر يباح له الذّكر أو قراءة القرآن، كما يمكن أن يدعو بما أراد ممّا أباحه الله تعالى- وشرّعه من الدُّعاء، وفيما يأتي بعض الأماكن التي يستحب فيها الدّعاء مع ما يُدعى فيها:

شاهد أيضًا: دعاء الطواف والسعي في العمرة والحج بالأشواط مكتوب

مناسك العمرة خطوة خطوة بالصور

إنّ العمرة من أجل العبادات، فهي من طرق دخول الجنة، وإظهار العبودية لله -عزّ وجل- وتعظيم رجائه وشكره، وحمده على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، وين، وهي كسائر العبادات لها أركان وشروط وكيفية ولباس وما إلى ذلك؛ ولهذا سنبين للزوار الكرام فيما يأتي مناسك العمرة خطوة بخطوة بالترتيب بالصور، وهي كالآتي:

مناسك العمرة للنساء pdf

تُعد العمرة من أعظم الطّاعات التي يتقرّب المُسلم بها من الله، ونظراً لأهمية هذا الموضوع الذي يتحدث حول مناسك العمرة بالترتيب، سيتم تقديمه كملف pdf وقراءته عبر الهاتف المَحمول، حيث يطيب للمُسلم أن يتعرّف بعبادات الدين الإسلامي، فهو الهوية التي يحملها بين ضُلوعه ويمضي بها مع تلك الدّرجات الإيمانيّة، بالإضافة إلى أنّ العمرة من أهم العبادات والسنن الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث يمكن تحميل مناسك العمرة بالترتيب “من هنـــا“، حتى يبقى مرجع يمكن العودة إليه في وقت الحاجة.

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقال ما هي مناسك العمرة بالترتيب، والذي سلّط الضّوء على مفهوم العمرة في الإسلام، وبيّن الإجابة الصحيحة حول السؤال المطروح، كما تمّ بيان فضل العمرة في الإسلام والاستدلال بالأحاديث النبوية الشريفة، ومحظورات الإحرام، وأيضًا ذكرنا مبطلات العمرة للنساء، ثمّ تطرقنا إلى ذكر مجموعة من الأدعية والأذكار المستحبة في العمرة، ونختم المقال ببيان مناسك العمرة خطوة خطوة بالصور، ومناسك العمرة للنساء بصيغة pdf.