من شروط وجوب الزكاة في الذهب والفضة

من شروط وجوب الزكاة في الذهب والفضة
من شروط وجوب الزكاة في الذهب والفضة

من شروط وجوب الزكاة في الذهب والفضة في الشريعة الإسلامية قد فصل فيها العلماء، وذكروا في متون كتبهم عن أهمية الزكاة وكيف أنّ الله -تبارك وتعالى- قد جعلها فرضًا على كل مسلم امتلك النصاب سواء من المال أو من الأنعام أو نحوها، لذلك فإنّه لا بدّ من مقال يتم فيه الوقوف مع أحكام الزكاة عامة وشروطها في الذهب والفضة وما تختص به في بعض المسائل وسيكون ذلك فيما يأتي.

الزكاة في الإسلام

إنّ الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام وقد جعل الله تعالى للزكاة أهمية عظيمة، وقد وعد الذين يخرجون الزكاة ولا يمنعوها بالفلاح فقال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ}.[1]

وتجب الزكاة في الإسلام على الأموال والعروض التجارية والماشية السائمة والمحاصيل الزراعية إذا حال عليها الحول وبلغت النصاب المحدد لكل منها، أمّا ما كان يستعمل كالبيت والسيارة والثياب فلا تجب فيه الزكاة وتصرف هذه الزكاة -الآنفة الذكر- عند بلوغ وقتها في مصارف الزكاة الثمانية التي بينتها الآية الكريمة: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.[2]

شاهد أيضًا: هل تجب زكاة الفطر على الفقير

من شروط وجوب الزكاة في الذهب والفضة

يوجد شروط لوجوب الزكاة في الذهب والفضة على النحو الآتي:[3]

  • تجب الزكاة في الذهب والفضة لمن كان مسلماً حراً له الملكية التامة حال الحول على الملك الذي يريد إخراج الزكاة عنه.
  • تجب الزكاة عندما تبلغ النصاب، والنصاب في الشريعة الإسلامية في الذهب عشرون مثقالاً أي ما يعادل 85 جراماً أما نصاب الفضة وهو مئتا درهم أي ما يعادل خمس أواق على إجماع العلماء.

شاهد أيضًا: طريقة حساب زكاة الذهب بالريال السعودي

الأموال التي تجب فيها الزكاة

تجب الزكاة في خمسة أصناف من الأموال وهي:[4]

  • زكاة الأنعام من إبل وبقر وغنم لما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم من أنّه ما مِن صَاحِبِ إبِلٍ، وَلَا بَقَرٍ، وَلَا غَنَمٍ لا يُؤَدِّي زَكَاتَهَا إلَّا جَاءَتْ يَومَ القِيَامَةِ أَعْظَمَ ما كَانَتْ، وَأَسْمَنَهُ تَنْطَحُهُ بقُرُونِهَا وَتَطَؤُهُ بأَظْلَافِهَا، كُلَّما نَفِدَتْ أُخْرَاهَا، عَادَتْ عليه أُولَاهَا، حتَّى يُقْضَى بيْنَ النَّاسِ.
  • الذهب والفضة والأوراق النقدية المتداولة في الوقت الحالي لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}.[5]
  • كل ما كان متداولاً في أمور البيع والشراء وجرى فيه الربح تجب فيه الزكاة ويسمى عروض التجارة لقول الله تعالى: {أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الْأَرْضِ ۖ}.[6]
  • الحبوب من شعير وقمح ومثيلاتها وتمر وزبيب وهي الثمار لقول الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ۚ كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ۖ وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}،[7] وكل ما نبت من غير سقي ففيه الزكاة بالعشر أو روي بالنضح فزكاته نصف العشر لما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم مما تجب فيه الزكاة هو ما سقتِ السماءُ والأنهارُ والعيونُ أوْ كان عثَّرِيًّا العُشْرُ ، وفيما سُقِيَ بالسواني أوِ النَّضْحِ نصفُ العُشْرِ.
  • في كل ما له قيمة كالذهب والفضة والنحاس وغير ذلك من المعادن وفي الركاز وهو ما كان موجوداً في داخل الأرض من دفائن الجاهلية لقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الْأَرْضِ ۖ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلَّا أَن تُغْمِضُوا فِيهِ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ}.[8]

شاهد أيضًا: هل يجوز اخراج زكاة الصيام نقدا

حكم زكاة حلي المرأة

اختلف الفقهاء في حكم زكاة حلي المرأة على قولين:

  • القول الأول: أنه تجب الزكاة في حلي المرأة مهما كان حاله وصفاته لأن الآية الكريمة لم تستثني شيئاً معيناً من الذهب، ودليلهم قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}،[9] كما أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت لا بأس بلبس الحلي إذا أعطيت زكاته فإذا كان قد بلغ حلي المرأة أكثر من الحد الطبيعي وجبت فيه الزكاة.
  • القول الثاني: لا تجب الزكاة في الحلي الذي يستعمل لأن المقصود بالذهب والفضة الذي ذكر في الآية الكريمة: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}[9] هو النقود لأنها هي التي تخبأ وتصرف أما الحلي الذي يستعمل عادة فلا يعتبر معداً للإنفاق ودليلهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قَالَ: تَصَدَّقْنَ ولو مِن حُلِيِّكُنَّ، فلو كانت الزكاة واجبة فيه لما جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم مثالاً للصدقة.[10]

شاهد أيضًا: هل يجوز اخراج الزكاة للاقارب

وبذلك نكون قد وصلنا إلى خاتمة مقال من شروط وجوب الزكاة في الذهب والفضة وذكرنا ما فصّله العلماء في شروط الزكاة للذهب والفضة، وأتينا على ذكر بعضٍ أحكام الزكاة وما الأموال التي تجب فيها الزكاة ونحو ذلك من الأمور.

المراجع

  1. ^ سورة المؤمنون، 1 - 4
  2. ^ التوبة، 60
  3. ^ shamela.ws، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، 27/04/2022
  4. ^ al-maktaba.org، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، 27/04/2022
  5. ^ التوبة، 34
  6. ^ البقرة، 267
  7. ^ الأنعام، 141
  8. ^ البقرة، 267
  9. ^ التوبة، 34
  10. ^ dorar.net، المطلب الأوَّل: زكاةُ الحُلِيِّ المُعَدِّ للاستعمالِ، 27/04/2022

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *