من نوى صيام القضاء ثم أفطر هل يصوم يومين

من نوى صيام القضاء ثم أفطر هل يصوم يومين
من نوى صيام القضاء ثم أفطر هل يصوم يومين

من نوى صيام القضاء ثم أفطر هل يصوم يومين، وما حكم من يقطع صيام القضاء عندما يصوم بعد رمضان، فمعرفة أحكام الصيام وأحكام صيام القضاء من الأمور الهامة التي على كل مسلم ومسلمة أن يقوموا بالتعرف عليها، فالصيام من أعظم العبادات وأجلها، وهو في شهر رمضان ركنٌ من أركان الإسلام، وهو فريضة على المسلمين، وقضاؤه صيامٌ واجب على المسلم لا يقل في حكمه عن صيام رمضان، ومن خلال هذا المقال سيتم بيان حكم الإفطار في صيام القضاء وكم يوم يقضي من قطع صوم القضاء.

من نوى صيام القضاء ثم أفطر هل يصوم يومين

إن المسلم لا يجوز له أن يفطر في صيام القضاء إلا بعذرٍ شرعي، وهذا الأمر ينطبق على كل صيامٍ واجب، ومن فعل هذا الأمر فإنه يأثم على ذلك، ولكن لو أفطر فليس عليه أن يقضي مكان اليوم الذي أفطر فيه إلا يومًا واحدًا وهو ذات اليوم الذي أفطره في رمضان، فصيام القضاء لا يقضى، لكن الواجب هو قضاء ما يقطعه من شهر رمضان المبارك، وعلى كل مسلم أن يحرص على أن لا يقطع أي عبادة واجبة فلو شرع فيها كالصيام والصلاة وغيرها فعليه أن يتمها وأن لا يقطعها من دون عذرٍ شرعي، لأن ذلك من الآثام الكبيرة التي توجب التوبة والاستغفار، فمن مرض أو حصلت له مشقة كبيرة في الصيام أو كان على سفر يباح له أن يفطر على أن يقضي في وقتٍ آخر قبل دخول رمضان التالي، وفي حال كان معذورًا شرعًا فإنه لا إثم عليه، وفي حال أفطر بدون عذرٍ شرعي، فإنه تلزمه التوبة والاستغفار وقضاء يوم واحد فقط ولا كفارة عليه لأن الكفارة تكون في قطع صيام رمضان بالجماع فقط والله ورسوله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: هل صيام الست من شوال يحتاج نية وحكم التردد في نية صيام التطوع

من أفطر في يوم القضاء فهل يصوم ثلاثة أيام

يعتقد بعض الناس أن من أفطر في صيام القضاء فإن عليه أن يقضي ذلك اليوم ثلاثة أيامٍ مكانه أو يومين بدلًا عن يوم رمضان ويوم القضاء، لكنّ الصحيح عند أهل العلم أنه لا يلزمه إلا صيام يوم واحد وهو يوم رمضان الذي أفطر فيه، فقضاء رمضان من الصيام الواجب على المسلمين، ولا يجوز لأي مسلم أن يقطع صيام القضاء أو صيام الواجب إلا لعذر شرعي، فلو دخل المسلم في صوم القضاء فإنه يلزمه أن يكمله ويتمه من الفجر إلى المغرب، وذكر ابن حزم في كتابه المحلى أن من أفطر متعمدًا في قضاء شهر رمضان، فإنه ليس عليه إلا قضاء يوم واحد محل اليوم الذي أفطره في رمضان، ولا يجوز أن يزيد المسلم على صيام رمضان فريضةً أبدًا، بل عليه أن يصوم أيام رمضان الشرعية المثبتة برؤية هلال رمضان وهلال العيد ولا يزيد عليها والله ورسوله أعلم.[2]

هل يجوز الافطار بعد نية الصيام في القضاء

إن من عقد نية الصوم للقضاء أو أي صيامٍ واجب لا يجوز له أن يقطعه بالفطر مطلقًا بدون عذرٍ شرعي أبدًا، فالنية من الصيام، فمن نوى عليه أن يكمل صيامه حتى تغيب الشمس وذلك من طلوع الفطر، وعليه أن يصبر على الجوع والعطش والتعب الحاصل له من الصيام وعدم التساهل في الإفطار، وذلك ينطبق على صيام قضاء رمضان، فصيام القضاء فرض لا يجوز التساهل فيه مطلقًا، فلو جاع الإنسان وهو صائم يتصبر ويتحمل حتى يكمل صيام نهاره كله، إلا إن خشي المضرة الشديدة أو الموت، أو نحو ذلك من التعب الشديد المنهك، فإن هذا عذر شرعي يبيح له الفطر ثم يقضي يومًا واحدًا بدلًا عنه فقط ولا يزيد في عدد أيام القضاء والله ورسوله أعلم.[3]

شاهد أيضًاهل يجوز تقديم صيام الست من شوال على قضاء رمضان ابن باز

من أفطر في قضاء رمضان هل يلزمه قضاء القضاء

إن من أفطر في قضاء رمضان لا يلزمه قضاء القضاء، بل يبقى عليه قضاء يوم الصيام الذي أفطره في رمضان، فقضاء شهر رمضان واجب على كل مسلم ومسلمة أفطر في رمضان سواءً كان ذلك بعذرٍ شرعي أو بغير عذر، وعلى المسلم الذي يفطر في رمضان أن يقضي تلك الأيام قبل دخول رمضان التالي، والمستحب والأفضل له أن يسرع في قضاء تلك الأيام مهما أمكن حتى لا يفوته الوقت، وقد ورد عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: “كانَ يَكونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِن رَمَضَانَ، فَما أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ إلَّا في شَعْبَانَ؛ الشُّغْلُ مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، أَوْ برَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ. [وفي رواية]: وَذلكَ لِمَكَانِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ. [وفي رواية]: لم يُذكَرْ في الحَديثِ الشُّغْلُ برَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ”.[4] ومن أخّر القضاء ولم يقضي حتى دخل رمضان التالي لعذرٍ شرعي، كمرض وغيره، فلا شيء عليه، ولكن لو لم يقضي ودخل عليه رمضان التالي، ولم يكن معذورًا فإنه يأثم وعليه يترتب القضاء والتوبة ووجوب فدية الصيام عن كل يومٍ أخره عن رمضان ولم يقضه والله ورسوله أعلم.

حكم من بدأ صيام يوم قضاء ولم يكمله ابن باز

سُئل الشيخ ابن باز -رحمه الله- عن رجلٍ نوى صيام يوم قضاء، لكنه لم يكمل صيامه وأفضل هل يكون عليه شيء، فأجاب أنه لا ينبغي للمسلم أن يفطر من صيام الواجب إلا من علة أو مرض، ولو تمت دعوته لطعام يعتذر ويقول إني صائم، وهو يأثم إن أفطر بغير عذرٍ شرعي وعليه التوبة والاستغفار وإعادة قضاء اليوم ذاته، كما سألته إحدى السيدات عن صيامها في صيام القضاء وعند الظهيرة أحسّت بالجوع فأكلت وشربت متعمدة فما الحكم، فقال أن الواجب في الأصل عليها إكمال هذا الصيام ولا يجوز لها الإفطار فيه، لأنه كصيام الفريضة، وعليها التوبة وإعادة اليوم، وخلاصة القول أن من شرع في صومٍ واجب كصيام قضاء رمضان فلا يجوز له أن يفطر من غير عذرٍ شرعي كالمرض أو السفر ولو أفطر بدون هذا العذر أو معه، فإنه يلزمه قضاء هذا اليوم فيصوم يومًا مكانه ولا كفارة عليه لأن الكفارة لا تجب إلا بالجماع في نهار رمضان.[5]

شاهد أيضًا: من يُباح له الفطر في رمضان ويجب عليه الكفارة

شرع في صيام قضاء رمضان وأفطر بلا عذر ابن عثيمين

سُئل الشيخ ابن عثيمين عن امرأة صامت في القضاء فأفطرت متعمدة وقضت اليوم الذي أفسدته مرة أخرى يومًا واحدًا، فهل عليها شيء، فأجاب بقوله:[6]

“إذا شرع الإنسان في صوم واجب كقضاء رمضان ، وكفارة اليمين ، وكفارة فدية الحلق في الحج إذا حلق المحرم قبل أن يحل ، وما أشبه ذلك من الصيام الواجب ، فإنه لا يجوز له أن يقطعه إلا لعذر شرعي ، وهكذا كل من شرع في شيء واجب فإنه يلزمه إتمامه ، ولا يحل له قطعه إلا بعذر شرعي يبيح قطعه ، وهذه المرأة التي شرعت في القضاء ثم أفطرت في يوم من الأيام بلا عذر ، وقضت ذلك اليوم ، ليس عليها شيء بعد ذلك ، لأن القضاء إنما يكون يوماً بيوم ، ولكن عليها أن تتوب وتستغفر الله عز وجل لما وقع منها من قطع الصوم الواجب بلا عذر”.

وقد أكّد الشيخ أن قضاء رمضان إن شرع فيه المسلم فلا يجوز له قطعه بغير عذرٍ شرعي، لأنه من الصيام الواجب، فالقاعدة في العبادات عند كل أهل العلم أن من دخل في عبادةٍ مفروضة لا يحل له أن يقطعها مطلقًا إلا بعذرٍ شرعي، وهذا الأمر ينطبق على قضاء رمضان لأنه كصيام الفريضة من شهر رمضان واجبة ومفروضة على المسلمين، والله ورسوله أعلم.

شاهد أيضًا: هل يجوز صيام القضاء قبل رمضان بيوم او يومين

هل يأثم من قطع صيام القضاء وأفطر ذلك اليوم

اختلف أهل العلم في مسألة إن كان من يقطع صيام القضاء يأثم أم لا، فمنهم من قال أنه يأثم لأن صيام القضاء هو صيامٌ واجب ولا يجوز قطع العبادة الواجبة إلا بعذرٍ شرعي وهو القول الراجح، واختلفوا في الأعذار الشرعية كالدعوة إلى طعام، فمن أهل العلم من قال أن من كان يصوم صيام القضاء وأفطر لعذر شرعي فالواجب عليه قضاء ما أفطره بغير إثم أو ذنب، ولا يجب عليه إلا أن يقضي ذلك اليوم، ومن الأدلة التي استند عليها العلماء الأحاديث الآتية:

  • عن فاختة بن أبي طالب أم هانئ -رضي الله عنها- قالت: “أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ دخلَ عليها فدَعى بشَرابٍ فشربَ ثمَّ ناولَها فشَربت فقالت يا رسولَ اللَّهِ أما إنِّي كنتُ صائمةً فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ الصَّائمُ المتطوِّعُ أمينُ نفسِهِ إن شاءَ صامَ وإن شاءَ أفطرَ”.[7]
  • عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: “أهدي لي ولحفصة طعام وكنا صائمتين فأفطرنا ثم دخل رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم فقلنا له يا رسول اللهِ إنا أهديت لنا هدية فاشتهيناها فأفطرنا فقال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم لا عليكما صوما مكانه يوما آخر”.[8]

في ختام مقال من نوى صيام القضاء ثم أفطر هل يصوم يومين، تم التعرف على حكم صيام القضاء وحكم قطع الصيام الواجب كصيام القضاء، وما يترتب على المسلم إذا نوى القضاء ولم يكمل صيام يومه، كما تمّ بيان العديد من المسائل والأحكام الشرعية المتعلقة بقضاء صيام رمضان المبارك.

المراجع

  1. ^ islamweb.net، هل يجب على من أفطر في يوم القضاء أن يصوم يومين؟، 24/04/2023
  2. ^ islamqa.info، من أفطر في يوم القضاء فهل يصوم ثلاثة أيام ؟ !!، 24/04/2023
  3. ^ binbaz.org.sa، حكم الإفطار في صوم القضاء، 24/04/2023
  4. ^ صحيح مسلم، عائشة أم المؤمنين، مسلم، 1099، صحيح
  5. ^ islamqa.info، حكم الإفطار في قضاء الصوم الواجب، 24/04/2023
  6. ^ binothaimeen.net، شرع في صيام قضاء رمضان وأفطر بلا عذر، 24/04/2023
  7. ^ صحيح الترمذي، فاختة بنت أبي طالب أم هانئ، الألباني، 732، صحيح
  8. ^ سنن أبي داود، عائشة أم المؤمنين، أبو داود، 2457، سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *