هل يجوز تقديم صيام الست من شوال على قضاء رمضان ابن باز

هل يجوز تقديم صيام الست من شوال على قضاء رمضان ابن باز
هل يجوز تقديم صيام الست من شوال على قضاء رمضان ابن باز

هل يجوز تقديم صيام الست من شوال على قضاء رمضان ابن باز ، لا بدَّ من التعرف عليها قبل حلول شهر رمضان المبارك وانتهاء هذا الشهر الفضيل، إذ يضطر بعض الرجال ومعظم النساء إلى الإفطار في شهر رمضان لأعذار عديدة، ويحرصون على قضاء هذه الأيام بعد رمضان مباشرة، وسوف نتعرف في هذا المقال على حكم صيام الست من شوال في الإسلام، وعلى حكم تقديم صيام الست من شوال على قضاء رمضان عند ابن باز وغيره من الفقهاء، وعلى الخلاف بين الفقهاء حول صيام الست من شوال وغيرها من الأحكام المتعلقة.

حكم صيام الست من شوال

يعدُّ صيام ستة أيام من شهر شوال الذي يأتي بعد شهر رمضان المبارك سنة مستحبة في الإسلام، فقد شرع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وحضَّ عليه في أكثر من حديث، وفي الحديث عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله تعالى عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ”،[1] وفي حديث آخر عن ثوبان رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” مَن صام ستةَ أيامٍ بعد الفِطْرِ ، كان تمامَ السَّنَةِ ، مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا”،[2] وقد دلَّت هذه الأحاديث الصحيحة على أنَّ صيام الست من شوال مشروع في الإسلام وهو سنة مستحبة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.[3]

هل يجوز تقديم صيام الست من شوال على قضاء رمضان ابن باز

وردت أقوال عديدة في حكم تقديم صيام الأيام الستة من شوال على صيام قضاء رمضان، وقد ذهب ابن باز رحمه الله تعالى إلى أنَّ تقديم صيام قضاء رمضان واجب، على اعتبار أنَّ قضاء ما فات المسلم من رمضان هو الأهم، وقد استدلَّ بذلك على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيح في مشروعية صيام الست من شوال، فقد قال صلى الله عليه وسلم: “مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ”،[1] وهذا يدلُّ على أنَّ الواجب تقديم صيام رمضان ثم صيام الست من شوال، ولذلك ذهب ابن باز إلى أنَّ المسلم يصوم ما فاته من رمضان ثم يصوم الست من شوال.[4]

شاهد أيضًا: من يُباح له الفطر في رمضان ويجب عليه الكفارة

هل يجوز صيام الست من شوال قبل القضاء إسلام ويب

أشار الفقهاء إلى أنَّ بدء المسلم بصيام الست من شوال قبل قضاء ما فات من شهر رمضان صحيح ولا حرج فيه على مذهب جمهور الفقهاء من أهل العلم في الإسلام، وإلى هذا ذهب الفقهاء في موقع إسلام ويب، وأشاروا إلى أنَّ ذلك جائز من دون كراهة أيضًا وهذا هو الراجح عندهم، لأنَّ قضاء شهر رمضان يجوز فيه التأجيل والتأخير ولا حرج فيه، أمَّا صيام الست من شوال إذا فاته المسلم فقد فاته فضل كبير.[5]

هل يجوز صيام الست قبل القضاء في المذاهب الأربعة

ذهب الفقهاء في حكم صيام الست من شوال قبل قضاء ما فات من شهر رمضان مذاهب شتى، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أقوال العلماء في حكم صيام الست من شوال قبل صيام قضاء رمضان:[6]

  • الحنفية: ذهب أصحاب المذهب الحنفي إلى أنَّ صيام الست من شوال جائز قبل صيام القضاء ولا حرج فيه.
  • الشافعية: ذهب أصحاب المذهب الشافعي إلى أنَّ صيام الست من شوال قبل صيام القضاء جائز من الكراهة.
  • المالكية: يرى المالكية أنَّ صيام تطوع الست من شوال جائز قبل صيام القضاء مع الكراهة أيضًا.
  • الحنابلة: ذهب الحنابلة إلى أنَّ صيام الست من شوال قبل صيام القضاء لا يصح وغير جائز، واستندوا إلى حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَن أَدْرَكَ رمضانَ ، وعليه من رمضانَ شيءٌ لم يَقْضِهِ ، لم يُتَقَبَّلْ منه ، ومَن صام تَطَوُّعًا وعليه من رمضانَ شيءٌ لم يَقْضِهِ ، فإنه لا يُتَقَبَّلُ منه حتى يصومَه”،[7] ولكن الفقهاء ضعفوا هذا الحديث.

شاهد أيضًا: حكم إفطار الحامل في رمضان

حكم الجمع بين نية صيام القضاء وصيام الست من شوال

لا يجوز في الشرع الإسلامي الجمع بين نية صيام قضاء ما فات من رمضان وبين نية صيام الست من شوال أو غيره من التطوع، لأنَّ  كل منهما عباجة مقصودة بذاتها، ولذلك ذهب الفقهاء إلى عدم جواز هذا الفعل، ويطلق على هذا العمل اسم التشريك، أي الجمع بين عبادتين في نية واحدة، وقد يصح هذا الفعل إذا كان من الجمع في الوسائل أو الجمع فيما يتداخل، مثل الاغتسال من الجنابة والاغتسال ليوم الجمعة، ففي هذه الحالة يجوز التشريك لأنَّ الجنابة ترتفع وينال المسلم ثواب غستل الجمعة، بينما إذا كانت كل من العبادتين مقصودة بذاتها لا يجوز الجميع بينهما في نية واحدة، واختلف الفقهاء في حكم ما صام القضاء والست من شوال في أيهما يقع، فأشار البعض إلى أنَّ ذلك يكون صيام القضاء ولا يقع صيام الست من شوال، وذهب البعض إلى أنَّ صيام التطوع يقع، وذهب آخرون إلى أنه لا يقع أي من النيتين، والله تعالى أعلم.[8]

اختلاف العلماء في صيام ست من شوال

ذهب الإمام مالك رحمه الله تعالى إلى أنَّ صيام الست من شوال مكروه بعد صيام فريضة رمضان، حيث أشار إلى أنَّه لم يصل إليه أنَّ أحدًا من الصحابة والسلف صام الست من شوال، وخشيَ رحمه الله أن يعتقد الناس من صيامها أنها فريضة أو جزءًا من شهر رمضان، وقد ورد عنه في الموطأ: “قال يحيى: وسمعت مالكًا يقول في صيام ستة أيام بعد الفطر من رمضان: إني لم أر أحدا من أهل العلم والفقه يصومها ولم يبلغني ذلك عن أحد من السلف، وأن أهل العلم يكرهون ذلك ويخافون بدعته وأن يلحق برمضان ما ليس منه أهل الجهالة والجفاء لو رأوا في ذلك خفته عند أهل العلم ورأوهم يعملون ذلك”، ولم يذهب إلى هذا القول غيره، وقد كره المالكية صيامها أيضًا بشروط مثل أن تكون متصلة برمضان ومتتابعة، ولكن الأصل أنَّ صيامها ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا ما ذهب إلى جمهور الفقهاء ، وقد أشار الإمام الباجي في شرح الموطأ إلى هذه المسألة قائلًا:[9]

“وهذا كما قال، إن صوم هذه الستة الأيام بعد الفطر لم تكن من الأيام التي كان السلف يتعمدون صومها . وقد كره ذلك مالك وغيره من العلماء، وقد أباحه جماعة من الناس ولم يروا به بأسا، وإنما كره ذلك مالك لما خاف من إلحاق عوام الناس ذلك برمضان وأن لا يميزوا بينها وبينه حتى يعتقدوا جميع ذلك فرضا، والأصل في صيام هذه الأيام الستة ما رواه سعد بن سعيد عن عمر بن ثابت عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من صام رمضان، ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر. وسعد بن سعيد هذا ممن لا يحتمل الانفراد بمثل هذا، فلما ورد الحديث على مثل هذا ووجد مالك علماء المدينة منكرين العمل بهذا احتاط بتركه لئلا يكون سببا لما قاله”.

شاهد أيضًا: هل يجوز صيام القضاء قبل رمضان بيوم او يومين

فضل صيام الست من شوال

ذكر الفقهاء العديد من الفضائل لصيام الست من شوال، وذلك حسب ما ورد من أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ورد عن صحابته الكرام رضوان الله عليهم، وفيما يأتي أهم فضائل صيام الست من شوال:[10]

  • صيامها سنة مستحبة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد حثَّ رسول الله المسلمين على صيامها.
  • إنَّ صيام الست من شوال لمن صام شهر رمضان المبارك يكون كمن صام السنة كلها في الأجر والثواب الجزيل، والذي يحافظ على هذه العادة كل عام يكون كمن صام الدهر كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • صيام الست من شوال يجبر ما وقع من نقص في صيام الفريضة في شهر رمضان، من ذنوب أو تقصر وغير ذلك.
  • أشار الفقهاء إلى أنَّ صيام الست من شوال بعد صيام رمضان يعدل صيام سنة فرضًا.

في ختام مقال هل يجوز تقديم صيام الست من شوال على قضاء رمضان ابن باز تعرفنا على حكم صيام الست من شوال وعلى فضل صيام الست من شوال في الإسلام، وتعرفنا على حكم الجمع بين نية صيام القضاء وصيام الست من شوال، وعلى حكم صيام الست من شوال قبل صيام القضاء وغير ذلك من التفاصيل والأحكام المتعلقة.

أسئلة شائعة

أسئلة شائعة
أيهما أولى صيام القضاء من رمضان أم صيام ست من شوال؟
اختلف الفقهاء في حكم صيام الست من شوال قبل قضاء ما فات من رمضان، ولكن الراجح في ذلك أن صيام القضاء أولى من صيام الست من شوال، لأنَّ القضاء فرض والست من شوال سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصيام الفريضة أولى من صيام التطوع.
متى يجب صيام ستة من شوال؟
إنَّ صيام الست من شوال سنة مستحبة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس واجبًا، ويمكن للمسلم أن يبدأ بصيام الست من شوال من ثاني أيام عيد الفطر، لأنَّ الصيام في أول أيام العيد محرم في الإسلام.

المراجع

  1. ^ صحيح مسلم، أبو أيوب الأنصاري، مسلم، 1164 ، صحيح
  2. ^ صحيح الجامع، ثوبان مولى رسول الله، الألباني، 6328 ، صحيح
  3. ^ wikiwand.com، شوال، 07/03/2023
  4. ^ binbaz.org.sa، حكم صيام الست من شوال قبل القضاء، 07/03/2023
  5. ^ islamweb.net، حكم البداءة بصيام الست من شوال قبل القضاء، 07/03/2023
  6. ^ islamweb.net، لا حرج في صيام التطوع لمن عليه قضاء من رمضان، 07/03/2023
  7. ^ السلسلة الضعيفة، أبو هريرة، الألباني، 838، ضعيف
  8. ^ islamweb.net، حكم الجمع بين نية القضاء وصيام ست من شوال، 07/03/2023
  9. ^ islamweb.net، علة كراهية الإمام مالك لصوم الست من شوال، 07/03/2023
  10. ^ islamqa.info، فضل صيام الست من شوال، 07/03/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *