من هو الصحابي الذي جمع القران في مصحف واحد

من هو الصحابي الذي جمع القران في مصحف واحد
من هو الصحابي الذي جمع القران في مصحف واحد

من هو الصحابي الذي جمع القران في مصحف واحد وهو ما سيتم بيانه في سطور وفقرات هذا المقال، فقد أرسل الله -سبحانه وتعالى- آياته وكلامه إلى خلقه، من خلال تنزيل الآيات القرآنية على الرًّسل والأنبياء الكرام رضوان الله عليهم، ثمَّ تم حفظ القرآن الكريم خشية من تحريفه أو ضياعه بعد مروره بعدد من المراحل، وللاستفادة بمزيد من المعلومات  سنتعرف في هذا المقال على الصحابي الذي جمع القرآن في مصحف واحد.

القرآن الكريم

قبل الإجابة عن سؤال من هو الصحابي الذي جمع القران في مصحف واحد لا بدّ من ذكر تعريف عن القرآن الكريم، فهو كلام الله -سبحانه وتعالى- المنزّل مع الوحي على النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم- المعجز بلفظه، والمتعبّد بتلاوته، المُفتتح بسورة الفاتحة، والمُنتهي بسورة الناس، المكتوب في المصاحف، والمنقول إلينا بالتواتر، حيث يشمل كافة التشريعات الدينية التي تناسب كل زمان ومكان على مر العصور، وكذلك إعجازه الغيبي وإخبار المسلمين بغيبيات وقصص الأمم السابقة، فهو مصدر التّشريع الأوّل، ويعدّ من أعظم المعجزات، حيثُ تكفّل الله بحمايته من التحريف على مرّ الزمن إلى قيام الساعة، فمن معجزاته اللغة والفصاحة والأسلوب والأحكام التشريعية والتنبؤات بالمستقبل.[1]

من هو الصحابي الذي جمع القران في مصحف واحد

إنَّ الصَّحابيّ الّذي جَمعَ القُرآن في مصحفٍ واحدٍ هو أبو بَكر الصدِّيق رَضِيَ الله عنهُ [2]، فهو أول الخُلفاء الرَّاشدين -رضوان الله عليهم- الذي جمع كتاب الله -تعالى- بعد استشهاد العديد من حُفّاظ القرآن الكريم في معركة اليَمامة، فقد اقترح الصحابي الجليل عمر بن الخطّاب على أبو بكر الصديق -رضي لله عنهما- بجمع القرآن الكريم خشية ضياعه، حيثُ بدأ بجمع الألواح الّتي كتبت فيها بعضٌ آيات القرآن وجمعها في كتابٍ واحدٍ، كما أنّ أبو بكر هو أوّل من أطلق على القرآن اسم المصحف، ومن الجدير بالذّكر أنَّ الصحابي زيد بن ثابت -رضي الله عنه- هو من ثِقات الحفّاظ لكتاب الله، فأمره بأن يتتبّعَ ما عند الصّحابة من صُحف من القرآن الكريم ليجمعَها في مكان واحد، فتتبعه زيد حتى جمعه في مصحف واحد لينال شرف جمع القرآن الكريم، وقد قال زيد في هذا: “فواللهِ لو كلَّفوني نَقْلَ جبلٍ مِن الجبالِ ما كان بأثقلَ عليَّ ممَّا أمَرني به مِن جمعِ القرآن”[3].

من هو الصحابي الذي جمع القران في مصحف واحد
من هو الصحابي الذي جمع القران في مصحف واحد

شاهد أيضًا: ماهو الحيوان الذي وصف وصفا دقيقا في القرآن

من الذي جمع القرآن في مصحف واحد

يُعدّ أبو بكر الصدِّيق -رضي الله عنه- هو أول من أمر بجمع القرآن الكريم في مصحف واحد عن مشورة من الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث وكِّل في هذه مهمة جمع القرآن زيد بن ثابت رضي الله عنه، وذلك بدليل ما روى في صحيح البخاري عن زيد بن ثابت –رضي الله عنه- أنّه قال:[4]

أرسل إليَّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة وعنده عمر، فقال أبو بكر: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحرَّ -أي اشتد وكثر- يوم اليمامة بالناس، وإني أخشى أن يستحرَّ القتل بالقراء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن، إلا إن تجمعوه، وإني لأرى أن تجمع القرآن، قال أبو بكر: قلت لعمر كيف أفعل شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال عمر: هو والله خير، فلم يزل عمر يراجعني فيه حتى شرح الله صدري، ورأيت الذي رأى عمر. قال زيد: وعمر عنده جالس لا يتكلم، فقال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل ولا نتهمك، كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتَتَبع القرآن فاجمعه. فوالله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن، قلت: كيف تفعلان شيئاً لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال أبو بكر: هو والله خير، فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر أبي بكر وعمر، فقمت فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعُسب وصدور الرجال…وكانت الصحف التي جُمع فيها القرآن عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حتى توفاه الله، ثم عند حفصة بنت عمر. رواه البخاري.

من هو أول من كتب القران الكريم في مصحف واحد

إنَّ الله -سُبحانَه وتَعَالى- تكفَّل في حفظِ القُرآن الكَريم، فقد قال -تعالى- في محكم تنزيله: “إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ”[5]، كما دلَّت السُّنة النبويَّة الشَّريفة على أنّ الصحابي عثمان بن عفان -رضي الله عنه- هو من كتب القرآن الكريم في مصحف واحد [6]، وذلك بدليل ما روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه: “أنَّ حذيفة بن اليمان قدم على عثمان رضي الله عنه وكان يُغازي أهل الشَّام في فتح أرمينية، وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين ! أدرك هذه الأمَّة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنَّصارى !..، فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصُّحف ننسخُها في المصاحف ثمَّ نردُّها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزُّبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرَّحمن بن الحارث بن هشام رضي الله عنهم فنسخوها في المصاحف”[7].

ويعدّ أول من كتب القُرآن الكريم لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أثناء نزول الوحي من قريش هو الصّحابيّ الجليل سعد بن أبي سرح العامريّ رضي الله عنه[8]، كما أنّ أول من كتب القرآن الكريم للنبيّ -صلى الله عليه وسلّم- أثناء نزول الوحي من الأنصار في المدينة المنورة هو الصحابي أبي بن كعب رضي الله عنه[9]، وذلك قبل أن يكتب زيد بن ثابت بدليل ما روى أنس بن مالك رضي الله عنه: “أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ لِأُبَيٍّ: إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ قالَ: آللَّهُ سَمَّانِي لَكَ؟ قالَ: اللَّهُ سَمَّاكَ لي، قالَ: فَجَعَلَ أُبَيٌّ يَبْكِي”[10].

شاهد أيضًا: دعاء ختم القران مكتوب كامل بخط كبير

جمع القرآن الكريم وترتيبه

إنّ القرآن الكريم شهد ثلاثة مراحل في سنوات الإسلام الأولى، حيثُ تمّ فيها جمع كتاب الله -تعالى- وترتيبه من أجل المحافظة عليه من الضياع ومن اختلاط اللهجات والقراءات التي قد تؤدي إلى التحريف أو التبديل في آيات الله تعالى، ولا شكَ بأنّ الله -تعالى- هو الذي يحفظ القرآن الكريم من التحريف والاندثار، فقد قال تعالى في سورة الحجر: “إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ”[5]، ولكنَّ حكمة الله تقتضي أن يهيِّئَ بعض الناس كي يتولوا مسؤولية الحفاظ على كتاب الله من خلال جمع القرآن الكريم وترتيبه تحقيقًا لأمر الله سبحانه وتعالى، ومن الجدير بالذّكر إنّ مصطلح جمع القرآن يقصد به معنيين وهما، حفظه في الصّدور عن ظهر قلب، ودليل ذلك قول الله تعالى: “إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ”[11]، أما المعنى الثّاني وهو جمعه بمعنى كتابته، ودليل ذلك  قول عمر بن الخطّاب لأبي بكر -رضي الله عنهما- في مسألة جمع القرآن الكريم: “وإنّي أرى أن تأمر بجمع القرآن”[12].

شاهد أيضًا: هل يجوز قراءة القرآن من الجوال وأنا منسدح

كم مرة جمع القرآن الكريم

إنّ الله -عزّ وجل- أنزل القرآن الكريم على نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم  على مدى ثلاث وعشرين سنة، فقد قال الله تعالى في محكم تنزيله: “وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلا”[13]، حيث نزل على فترات متباينة، ولذلك لم يُجمع على مرحلة واحدة وإنما تمّ جمعه على ثلاثة مراحل،  وفيما يلي سيتم بيان مراحل جمع القرآن الكريم:[14]

  • عهد الرسول صلى الله عليه وسلم: إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر كتّاب الوحي بتدوين القرآن الكريم، حتى يتم حفظه إلى يومنا هذا، ونستدل على ذلك في قوله تعالى: “رَسُولٌ مِّنَ ٱللَّهِ يَتْلُواْ صُحُفًا مُّطَهَّرَةً”[15]، كما أنّ القرآن كان مكتوبًا في عهد النبي لقوله تعالى: ” لا تكتبوا عنّي شيئًا إلّا القرآنَ ، فمن كتب عنّي غيرَ القرآنِ فلْيمحه”، ولكن لم يتمّ جمع القرآن الكريم في عهده -صلى الله عليه وسلّم- بسبب ترقّبه لتتابع نزول الوحي.
  • عهد أبو بكر الصديق رضي الله عنه: إنّ الصّحابيّ الجليل أبو بكر الصدِّيق أمر بجمعِ القُرآن الكَريم بعد وفاة رسول الله صلّى الله عليه وسلم، حيثُ أنه خشي من ضياع القرآن الكريم بعدما قتل الكثير من المسلمين الّذين كانوا من حفظة القرآن الكريم، ولذلك أوكل الصحابيّ زيد بن ثابت رضي الله عنه بأداء مهمة جمع القرآن الكريم، فقد قال زيد في هذا: “فواللهِ لو كلَّفوني نَقْلَ جبلٍ مِن الجبالِ ما كان بأثقلَ عليَّ ممَّا أمَرني به مِن جمعِ القرآن”[3].
  • عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه: بعد جمع القرآن في عهد أبو بكر الصديق رضي الله عنه، انتشر اللحن في قراءات القرآن الكريم، فقام الصحابي الجليل عثمان -رضي الله عنه- بجمع القرآن الكريم وعمل على إعداد نسخ منه، ثمّ ارسل إلى كلِّ ولاية تابعة للمسلمين نسخةً حتَّى تتفق الناس على قراءة واحدة لكتاب الله تعالى، ومن الجدير بالذّكر أن هذه المرحلة كانت المرحلة الثالثة والأخيرة التي جٌمِع فيها القرآن الكريم والله تعالى أعلم.
من هو الصحابي الذي جمع القران في مصحف واحد
من هو الصحابي الذي جمع القران في مصحف واحد

الفرق بين جمع أبي بكر وبين جمع عثمان للقرآن الكريم

قد أجبنا سابقًا عن السّؤال منْ هو الصّحابيِّ الذّي جمع القرآن الكريم في مصحفٍ واحدٍ، أمّا هُنا فسنتحدّّث عن الفَرق بينَ جمع أبو بكر الصدِّيق وعثمان بن عفَّان رَضِيَ الله عنهما وأرضاهما، حيثُ إنّ القُرآن الكَريم جُمع على ثلاثة مراحل، بدايةً من كتابته في عهد النَّبيّ محمد -صلّى الله عليه وسلّم- إلى جمعه في عهد أبي بكر الصّدّيق رضي الله عنه، ثمّ نُسِخ المصحف الشَّريف الذي كان ببيت حفصة -رضي الله عنها- في خلافة عثمان بن عفّان -رضي الله عنه- على حرف واحد ووزِّع على الأمصار، ولكن هناك مجموعة من الفروقات بين جمع أبو بكر الصديق وعثمان بن عفان من حيث غاية جمع القرآن الكريم، وكيفيّة جمعه ومصيره وهي على النحو الآتي:[16]

أوجه المقارنة أبو بكر الصديق  عثمان بن عفان
الغاية من جمع القرآن خشية ضياع شيء من القرآن الكريم بسبب مقتل العديد من حفظة كتاب الله، أو تلف شيء ممّا كتب عليه القرآن الكريم. الخلافات التي  وقعت بين المسلمين بسبب وجوه قراءة القرآن الكريم، فقد خشيَ عثمان بن عفان من انتشار الفتنة.
كيفية جمع القرآن جمع ما تفرّق من صحف القرآن الكريم في مصحف واحد، مع الاهتمام بترتيب الآيات والسّور. نسخ المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق على حرف واحد، ثمّ إرساله إلى كل ولاية تابعة للمسلمين لتكون مرجعًا لهم، وأحرق ما سواها من صحف، ليبعد الخلاقات التي وقعت  بين المسلمين بسبب تعدد وجوه القراءات.
مصير جمع القرآن  وضِعَ المُصحف الشَّريف بعد وفاة أبو بكر الصدِّيق -رضي الله عنه- في بيت حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها، ثمّ قام عثمان بن عفان بنسخه مئات النُّسخ وتوزيعها، وبعدما توفيت حفصة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قام أخوها بإتلافه بناءً على طلب مروان من الحكم، وذلك خوفًا من إثارة الخلاف حول الأحرف السّبعة وتعدُّد القراءات.

شاهد أيضًا:  في اي عام تم جمع القران الكريم

جمع القرآن في عهد عثمان

أجبنا في مستهلّ مقالنا عن سؤال منْ هو الصّحابيِّ الذّي جمع القرآن الكريم في مصحفٍ واحدٍ، أما الآن سنوضِّح للقارئ كيف جُمع كتاب الله في عهد الخليفة عثمان بنْ عفَّان رَضِي الله عنه، فقد جمع القرآن الكريم للمرة الثالثة والاخيرة في عهد الخليفة الَّراشديّ عثمان بن عفَّان، ولكن اختلفت طريقة الجمع في عهده عن طريقة أبو بكر الصدّيق، فقد قام عثمان بنسخ المصحف لعدّة نسخٍ، ثمّ شكّل لجنةً من الصّحابة وكتّاب الوحي والتي تمثلث أربعة أشخاصٍ وهم، زيد بن ثابت الأنصاريّ رضي الله عنه، وعبدالله بن زبير القرشيّ رضي الله عنه، وسعيد بن العاص القرشيّ رضي الله عنه، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام القرشيّ رضي الله عنه.[17]

وبعد تشكيل اللجنة قام الخليفة عُثمان بن عفّانٍ -رضي الله عنه- بأخذ الصّحف الّتي جمعها ابو بكر الصدّيق -رضي الله عنه- في عهده، حيث كانت في بيت أمِّ المُؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطّاب رَضِي الله عنها، كما وَضَع عُثمان بنْ عفّان خطّةً محدّدة  يتم من خلالها كتابة القرآن الكريم، فقد شملت الخطة على عدة قواعد مهمة ومن ضمنها أنّ الاختلاف في لفظ آيةٍ أو كلمة فإنّ كتابتها تكون كما يلفظها بنو قريش، وذلك لأنّ القُرآن الكريم نزل بلسان قريش، بالإضافة إلى التحقّق من أنّ الآيات الّتي يتم كتابتها هي قرآنٌ متلوٌ وليس منسوخ، ومن الجدير بالذّكر أنّ القرآن جمع وكتب في مصحف واحدٍ، ثمّ نسخ لعدّة نسخ وُزّعت على بلاد المسلمين.[17]

من هو الصحابي الذي جمع القران في مصحف واحد
من هو الصحابي الذي جمع القران في مصحف واحد

سبب جمع القرآن في عهد عثمان

بعد اتساع رقعة الدَّولة الإسلاميَّة تزايدت أعداد المسلمين في البلاد، مما زاد الحاجة إلى القُرآن الكريم من أجل الرّجوع إلى أحكامه، فقد ظهرت خلافاتٌ عديدة بين المسلمين في عدّة أمصارٍ حول القراءة الصّحيحة للقرآن الكريم، حيث اختلفت القراءات نظرًا لاختلاف البلد الإسلامي ولغته، وعلى إثر هذه الأسباب قرّر الخليفة عثمان بن عفّان -رضي الله عنه- بجمع القرآن الّذي كتبه أبو بكر الصديق -رضي لله عنه- ونسخه إلى عدة نسخٍ، ومن ثمّ توزيعها على الأمصار الإسلاميّة.[18]

ومن الجدير بالإشارة إلى أنَّ عثمان بن عفَّان بعث مع كلّ نسخةٍ قارئًا متمكّنًا ليقرأ على النّاس بلفظه الصّحيح، فقد ورد عن أنَسِ بنِ مالِكٍ -رَضِيَ اللهُ عنه- قال: “إنَّ حُذَيفةَ بنَ اليَمَانِ قَدِمَ على عُثمانَ وكان يغازي أهلَ الشَّامِ في فَتحِ أرمينِيَّةَ وأذربيجانَ مع أهلِ العِراقِ، فأفزعَ حُذَيفةَ اختلافُهم في القُرْآنِ، فقال حُذَيفةُ لعُثمانَ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، أدرِكْ هذه الأُمَّةَ قبل أن يختَلِفوا في الكِتابِ اختِلافَ اليَهودِ والنَّصارى، فأرسل عُثمانُ إلى حَفصةَ: أنْ أرسِلي إلينا بالصُّحُفِ نَنسَخْها في المصاحِفِ، ثمَّ نرُدَّها إليك. فأرسَلَت بها حفصةُ إلى عُثمانَ، فأمر زَيدَ بنَ ثابتٍ، وعبدَ اللهِ بنَ الزُّبَيرِ، وسَعيدَ بنَ العاصِ، وعبدَ الرَّحمنِ بنَ الحارِثِ بنِ هِشامٍ، فنسخوها في المصاحِفِ، وقال عُثمانُ للرَّهْطِ القُرَشِيِّينَ الثلاثةَ: إذا اختَلَفْتُم أنتم وزيدُ بنُ ثابتٍ في شَيءٍ مِن القُرْآنِ، فاكتُبوه بلسانِ قُرَيشٍ فإنما نزل بلسانِهم؛ ففعلوا، حتى إذا نسَخوا الصُّحُفَ في المصاحِفِ، رَدَّ عثمانُ الصُّحُفَ إلى حَفصةَ، فأرسل إلى كُلِّ أُفُقٍ بمُصحَفٍ ممَّا نسخوا، وأمر بما سِواه من القُرْآنِ في كُلِّ صَحيفةٍ أو مُصحَفٍ أن يُحرَقَ”[19].

جمع القرآن في عهد عمر بن الخطاب

لم يُجمع القرآن الكريم في عهد الخليفة عُمَر بنْ الخطَّاب -رَضِي الله عنه- حيثُ لمْ يحدُث في فترة خلافته سببًا للجمع، فقد حدثت مسألة الخلاف بين الناس على قراءات المصاحف في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، كما إنّ القُرآن الكريم قد تكامل في الصُّحف التي جمعها أبو بكر الصديق فلم يوجد في عهده داع إلى جمع القرآن، ومن الجدير بالذّكر أنّ الصحابي الجليل عمر بن الخطاب هو من أشار إلى أبو بكر الصدّيق -رضي الله عنه- بجمع القرآن الكريم، وذلك بسبب قتل العديد من حفظة القرآن الكريم وخوفه من ضياع شي من كتاب الله عزّ وجل.[20]

شاهد أيضًا: ما هو الحرف الذي لم يذكر في القرآن

أهميّة القرآن الكريم في حياة المسلم

يعتبر القرآن الكريم بأنَّه دليل المسلم إلى مرضاة الله -تعالى- ونجاته، وهو دليل إلى سعادته في دنياه وآخرته، فقد جاء في وصف هذا الكتاب: “إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا”، فهو الكتاب الخالد والدّستور الشّامل للأمّة الإسلاميّة، حيث يحتوي على القيم السامية والمثل العالية، والموازين العادلة، والقواعد الرّاسخة، والتّصوّرات الرّاشدة، وفيما يأتي سيتم بيان أهمية القرآن في حياة المسلم:[21]

  • تنمية قلب المؤمن بالتّأثيرعليه، وإنذار الإنسان وإقامة الحجّة عليه.
  • توحَُد المسلمين، وتوضيح الحلال والحرام لبيان الطريق الصحيح للمسلم.
  • تساعد الفرد المسلم إلى معرفة كافة السُّنن التي تستقيم بها الحياة على الأرض.
  • أخذ العبرة والعظة من قصص الأمم السّابقة، والمساعدة تربية العقل على التدبّر.
  • توجيه الفرد إلى طريق الحق في علاقته مع الله -تعالى- وعلاقته نفسه ومع النّاس.
  • يعدّ القرآن هداية للناس، فهو يخرج الفرد من الظلام والجهل إلى النور وطريق الهداية.
  • يعتبر منهاجًا لتربيةٍ المسلمين؛ فقد حمل في مضامينه منهجًا يهدف إلى إيقاظ بواعث الخير في نفوس المسلمين، وتوجيه طاقاتهم توجيهاً سليماً في كافّة المجالات التعبّدية.

إلى هنا أعزّاءنا القرّاء نصل وإياكم إلى نهاية هذا المقال الذي قدمناه لكم بعنوان من هو الصحابي الذي جمع القران في مصحف واحد، فقد عرفنا في هذا المقال بعض من المعلومات حول الصحابي الذي كتب القرآن وهوعقمان بن عفان رضي الله عنه، وقد أدرجنا لكم الإجابة الصحيحة حول السؤال المطروح، ثمّ تعرفنا على مراحل جمع القرآن وعدد مرات جمعه، كما ختمنا مقالنا ببعض المعلومات عن سبب جمع القرآن في عهد عثمان، نرجو أن  تكونوا قد استمتعتم بمطالعة هذا المقال ونلتم الفائدة التي تبحثون عنها.

المراجع

  1. ^ al-maktaba.org، كتاب جمع القرآن - دراسة تحليلية لمروياته، 18/10/2022
  2. ^ al-maktaba.org، كتاب مناهل العرفان في علوم القرآن، 18/10/2022
  3. ^ تخريج صحيح ابن حبان ، شعيب الأرناؤوط، زيد بن ثابت، 4507، إسناده صحيح على شرط مسلم
  4. ^ islamweb.net، جمع القرآن في عهد أبي بكر، 18/10/2022
  5. ^ سورة الحجر، الآية 9
  6. ^ islamqa.info، من الذي كتب القرآن وكيف تم تجميعه ؟، 18/10/2022
  7. ^ صحيح الترمذي، الألباني، أنس بن مالك، 3104 ، صحيح.
  8. ^ al-maktaba.org، كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية، 18/10/2022
  9. ^ al-maktaba.org، كتاب فتح المنعم شرح صحيح مسلم، 18/10/2022
  10. ^ صحيح مسلم، مسلم، أنس بن مالك، 799، صحيح.
  11. ^ سورة القيامة ، الآية 17
  12. ^ تخريج مسند أبي بكر ، شعيب الأرناؤوط، زيد بن ثابت، 46، إسناده صحيح.
  13. ^ سورة الإسراء، الآية 106
  14. ^ al-maktaba.org، [مراحل جمع القرآن وكتابته]، 18/10/2022
  15. ^ سورة البينة ، الآية 2
  16. ^ marefa.org، جمع القرآن، 18/10/2022
  17. ^ islamstory.com، جمع القرآن في عهد عثمان بن عفان، 18/10/2022
  18. ^ islamqa.info، جمع عثمان للقرآن، وإجماع الصحابة على القرآن الذي جمعه، ودفع بعض الشبهات، 18/10/2022
  19. ^ صحيح الترمذي، الألباني، أنس بن مالك، 3104 ، صحيح.
  20. ^ islamweb.net، لم يوجد في عهد عمر داع يدعو إلى جمع القرآن، 18/10/2022
  21. ^ islamweb.net، أهمية القرآن الكريم في حياة الأفراد والأمة، 18/10/2022

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *