من هو الصحابي الذي غسلته الملائكة عند وفاته

من هو الصحابي الذي غسلته الملائكة عند وفاته
من هو الصحابي الذي غسلته الملائكة عند وفاته

من هو الصحابي الذي غسلته الملائكة عند وفاته؟ ذلك السؤال الذي قد لا يعرف إجابته الكثير من المسلمين على الرغم من كونه أحد أعظم الشخصيات الإسلامية على الإطلاق التي يجب أن تدرس ويكون جميع المسلمين صغاراً وكباراً على علم بها، لما يقدمه هذا الصحابي الجليل من نموذج يجب أن يحتذي به المسلم في حياته، نموذج يعلي قيمة الله ورسوله والدين الإسلامي في حياة المرء وجعلهم الأولوية دائماً حتى وإن كان على حساب النفس.

من هو الصحابي الذي غسلته الملائكة عند وفاته

جاء في كتب السيرة النبوية إجابة السؤال من هو الصحابي الذي غسلته الملائكة عند وفاته؟ على أنه الصحابي الجليل حنظلة بن أبي عامر الأنصاري، والمعروف أنه من سادة المسلمين في عهد صدر الإسلام، وأحد الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم أجمعين-، الذين استشهدوا في غزوة أحد، ثاني غزوات المسلمين التي وقعت في السنة الثالثة من الهجرة وتلقى المسلمون الهزيمة فيها على يد كفار قريش، حيث عرف حنظلة -رضي الله عنه- باسم غسيل الملائكة، بمعنى الرجل الذي غسلته الملائكة[1] وهو ما جاء في الحديث الصحيح الذي يقول: حدثنا محمد بن عمرو بن خالد الحراني، حدثني أبي، ثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة : “في تسمية من استشهد يوم أحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنظلة بن أبي عامر بن صيفي بن نعمان غسيل الملائكة”.[2]

من هو الصحابي الذي غسلته الملائكة عند وفاته
من هو الصحابي الذي غسلته الملائكة عند وفاته

شاهد أيضاً: من هو الصحابي الجليل الذي حج سرا

قصة استشهاد الصحابي الذي غسلته الملائكة

كان الصحابي حنظلة بن أبي عامر الراهب -رضي الله عنه- قد تزوج من جميلة بنت عبد الله بن أبي ابن سلول، وقد استأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى يبيت معها ويدخل بها. فأذن له رسولنا الكريم، وكان ذلك في الليلة التي تسبق غزوة أحد، ودخل بها بالفعل، وهو ما أكدت عليه زوجته جميلة بنت عبدالله التي استشهدت بأربعة من قومها، ثم اغتسل حنظلة وصلى مع النبي -صلوات الله عليه وتسليمه- الفجر، ولكنه عاد إليها مرة أخرى وكان معها على جنب.

ثم نُدي إلى الجهاد، فترك حنظلة زوجته وذهب ملبياً النداء فوراً دون أن يغتسل من الجنابة حتى يلتحق بالجنود والرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- وهو يرتبهم في الجيش وينظم صفوفه ويكون من أوائل المسلمين الذين لبوا النداء إلى الجهاد في سبيل الله، وأثناء غزوة أحد التقى حنظلة بن أبي عامر بأبي سفيان بن الحارث الذي كان لا يزال مشركاً ولم يسلم، ونجح حنظلة في أن يُوقع أبي سفيان عن فرسه وأن يجز عنقه، لولا أن أبو سفيان قد استنجد ببعض المشركين، ونجح رجل منهم يُدعى شداد بن أبي الأسود في قتله بالسيف من الخلف، فسقط الصحابي الجليل حنظلة بن أبي عامر الأنصاري شهيداً.[1]

شاهد أيضاً: استشهد الخليفة عمر بن الخطاب على يد

سبب تغسيل الملائكة الصحابي حنظلة بن أبي عامر

لبى حنظلة بن أبي عامر -رضي الله عنه- نداء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الجهاد في سبيل الله دون أن يغتسل من الجنابة، واضعاً الله ورسوله قبل أهواء نفسه ورغباتها، جاعلاً نفسه خير مثال على هؤلاء الذين قال عنهم المولى -عز وجل- في كتابه العزيز: {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}.[3]

 ولأنه صدق في إيمانه بالله ورسوله، جاءت مكافآته من الخالق -سبحانه وتعالى- مباشرةً، بأن جعل الملائكة هم من يطهرونه من جنابته ويغسلونه، فعلى الرغم من أن الشهداء لا يتم تغسليهم ويدفنون بدمائهم، كما أمرنا الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- في الحديث النبوي الشريف: عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه، قال: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَجْمَعُ بيْنَ الرَّجُلَيْنِ مِن قَتْلَى أُحُدٍ في ثَوْبٍ واحِدٍ، ثُمَّ يقولُ: أيُّهُمْ أكْثَرُ أخْذًا لِلْقُرْآنِ فَإِذَا أُشِيرَ له إلى أحَدٍ قَدَّمَهُ في اللَّحْدِ، وقالَ: “أنَا شَهِيدٌ علَى هَؤُلَاءِ يَومَ القِيَامَةِ وأَمَرَ بدَفْنِهِمْ بدِمَائِهِمْ، ولَمْ يُصَلِّ عليهم ولَمْ يُغَسَّلُو”.[4]

إلا أنه من أعلى المراتب التي لا ينالها سوى الصادقون الذي صدقوا ما عاهدوا الله عليه. هي أن تغسل الملائكة عبداً، والذي كان حنظلة -رضي الله عنه- المعروف عنه أنه “الصحابي الذي غسلته الملائكة”, كما جاء في الآية الكريم، وقد جاء هذا التكريم لِلصحابي حنظلة بن أبي عامر رضي الله عن، كما وعد رب العزة -تجلى في علاه- في كتابه العزيز، في قوله تعالى: { لِّيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا}[5]، وأيضاً قوله تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا}.[6]

الصحابي الذي غسلته الملائكة
من هو الصحابي الذي غسلته الملائكة عند وفاته

قصة الصحابي الذي غسلته الملائكة عند وفاته من السنة

تم التعرف على قصة الصحابي الذي غسلته الملائكة عند وفاته من السنة، حيث روى لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أكثر من حديث عن الصحابي حنظلة بن أبي عامر الأنصاري الراهب”، يوضح فيه قصة استشهاده في غزوة أحد، وسبب أن الملائكة قد غسلته، كما وردت في مجموعة من الأحاديث منها:

  • عن عبدالله بن الزبير رضي الله عنه، قال: “سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول عن قتْلِ حنظلةَ بن أبي عامرٍ بعد أن التقَى هو وأبو سفيانَ بن الحارثِ حين علاهُ شدّادُ بن الأسودِ بالسيفِ فقتلهُ فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إن صاحبكُم تُغَسّله الملائكةُ فسألوا صاحبتهُ فقالتْ إنه خرج لمّا سمعَ الهائعةَ وهو جنبٌ فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لذلك غسلتْه الملائكةُ”.[7]
  • “عن جميلةَ بنتِ أُبيِّ بنِ سَلولٍ أختَ عبدِ اللهِ بنِ أُبيٍّ وكان قد ابتنَى بها تلك اللَّيلةِ -أي حنظلةَ- فرأتْ في منامِها كأنَّ بابًا من السَّماءِ فتِحَ فدخل وأُغلِقَ دونَهُ فعرفتْ أنَّه مقتولٌ من الغدِ فلمَّا أصبحتْ دعتْ برجالٍ من قومِها وأشهدَتْهم أنَّه دخل بها خشيةَ أن يقعَ في ذلك نزاعٌ”.[8]
  • عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: «افتخرَ الحيَّانِ من الأوسِ والخزرجِ فقال الأوسُ مِنَّا غسيلُ الملائكةِ حنظلةُ بنُ الراهبِ ومِنَّا مَنِ اهتزَّ لهُ عرشُ الرحمنِ ومِنَّا من حمتهُ الدَّبْرُ عاصمُ بنُ ثابتٍ قال فقال الخزرجيونَ مِنَّا أربعةٌ جمعوا القرآنَ لم يجمعْهُ أَحَدٌ غيرُهم زيدُ بنُ ثابتٍ وأبو زيدٍ وأُبَيُّ بنُ كعبٍ ومعاذُ بنُ جبلٍ”.[9]
  • أما عن الحديث الذي يذكر أن حنظلة -رضي الله عنه- غسلته الملائكة بماء المزن بين السماء والأرض، فلم يثبت صحته، بل أنه من الأحاديث الضعيفة، خزيمة بن ثابت، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إني رأيتُ الملائكةَ تُغَسِّلُ حنظلةَ بنَ أبي عامرٍ ، بين السماءِ و الأرضِ ، بماءِ الْمُزْنِ ، في صِحافِ الفِضَّةِ”.[10]

شاهد أيضاً: من هو أول من وضع التاريخ الهجري

معلومات عن الصحابي حنظلة بن أبي عامر

بعد أن تعرفنا على الصحابي الذي غسلته الملائكة بعد وفاته وسبب ذلك كما ورد في السنة النبوية الشريفة، يجب أن نسرد بعض من المعلومات البسيطة المتوفرة عن هذا الصحابي الجليل:[1]

  • اسمه: حنظلة بن أبي عامر بن صيفي بن مالك بن أمية بن ضبيعة بن زيد بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي.
  • لقبه: غسيل الملائكة.
  • والده: أبو عامر الأنصاري، المعروف في الجاهلية باسم الراهب، وسماه الرسول -صلى الله عليه وسلم- الفاسق، ومات وهو كافراً ولم يسلم.
  • إسلامه: لا تتوفر الكثير من المعلومات عن سنة إسلام حنظلة بن أبي عامر، إلا أنه من المؤكد أنه قد أسلم بعد هجرة الرسول من مكة إلى المدينة برفقة أنصار المدينة.
  • استشهاده: استشهد حنظلة -رضي الله عنه- في غزوة أُحد في السنة الثالثة من الهجرة، ويُقال في اليوم السابع من الغزوة، وكان لا يزال شاباً في العشرين من عمره.
الصحابي حنظلة بن أبي عامر
من هو الصحابي الذي غسلته الملائكة عند وفاته

في ختام هذه المقالة فقد أجبنا لكم على سؤال من هو الصحابي الذي غسلته الملائكة عند وفاته؟ كما قدمنا كامل المعلومات الخاصة بقصة استشهاده وسبب تغسيل الملائكة له، بناء على ما ورد في السنة النبوية الشريفة، وختاماً قدمنا بعض المعلومات التي تخص الصحابي الذي غسلته الملائكة “حنظلة بن أبي عامر” رضي الله عنه.

المراجع

  1. ^ islamweb.net، غَسِيلُ الملائكة، 29/10/2021
  2. ^ المعجم الكبير للطبراني، عروة بن الزبير، الطبراني، 3486،صحيح
  3. ^ سورة الأحزاب، الآية 23
  4. ^ صحيح البخاري، جابر بن عبدالله، البخاري، 4079، صحيح
  5. ^ سورة الأحزاب، الآية 24
  6. ^ سورة النساء، الآية 69
  7. ^ السلسلة الصحيحة، عبدالله بن الزبير، الألباني، 326، حسن
  8. ^ نصب الراية، جميلةَ بنتِ أُبيِّ بنِ سَلولٍ، الزيلعي، 2/316، صحيح
  9. ^ إرواء الغليل، أنس بن مالك، الألباني، 3/168، حسن صحيح
  10. ^ ضعيف الجامع، خزيمة بن ثابت، الألباني، 2087، ضعيف

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *