موضوع تعبير عن المولد النبوي الشريف بالعناصر 2024

موضوع تعبير عن المولد النبوي الشريف بالعناصر، ذلك الموضوع الذي يُعبر عن خلجات النفس الإنسانية التي يشعر بها الإنسان تجاه نبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم، ذلك الرسول الذي احتسى من العلقم والمر حياتًا له في سبيل نشر الدعوة الإسلامية، رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ما ادّخر جهدًا في نشر الدعوة الإسلامية، لذلك فإنّ هذا المقال سيقف مع ذكر أبرز النقاط في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

موضوع تعبير عن المولد النبوي الشريف بالعناصر

إنّ موضوع تعبير عن المولد النبوي الشريف بالعناصر سيكون مع أجمل الوقفات في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، منذ أن بصرت عيناه نور الحياة إلى أن توفي وواراه التراب، إنّ هذا الموضوع ليس موضوعًا عاديًا على الإطلاق، إن هذا الموضوع بمثابة التأريخ لأعظم رجل في العالم.

مقدمة عن المولد النبوي

يدوّن شهر ربيع الأول في أخبار صفحاته أعظمها، ويجتلب إلينا من المواقيت أسماها، فإذ ما هبّت نسائمه ونثرت عبقها بشرتنا بذكرى مولد النبي الكريم “محمد” خاتم الأنبياء والمرسلين، الذي ما عرفت الأعوام والسنون في صفحات أيامها مثله قط، فقد امتلك من الأخلاق جميعها، ومن لين القلب وحسن المعاملة أتمّها، ومن رجاحة العقل أكمله، ذلك النبي الذي أرسله الله رحمةً وشفاعةً للعالمين، فكان اليد التي أنقذت البشرية من الغرق في بحر الوثنية.

واحتفاءً بمولده الكريم وتعبيراً عن محبتنا له، تقوم الدول الإسلامية بالاحتفال بذكرى مولد النبي سنوياً في الثاني عشر من شهر ربيع الأول، وتتعدد أوجه هذا الاحتفال ما بين مجالس الذكر التي يتمّ فيها الصلاة على النبي العدنان، وحلقات العلم التي تتغنى بذكر سيرته العطرة وشمائله اللامحدودة وفضائله الكثيرة، وبين مجالس الإنشاد النبوي الممتلئة بأجمل قصائد المدح النبوية، غير أن تقديم الطعام وتوزيع الصدقات من أكثر مظاهر الاحتفال انتشاراً.

شاهد أيضًا: عبارات قصيرة عن المولد النبوي الشريف

العرض: حياة النبي الشريف

وأما عن حياة النبي الشريف فقد أكرمه الله بالنسب الرفيع والمكانة العظيمة، إذ يعود نسبه إلى قبيلة قريش المعروفة بزعامتها وسيادتها على سائر القبائل العربية، فالنبي محمد هو ” أبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي القرشي”.

ولادة سيدنا محمد

ولد يتيم الأب في مكة المكرمة في شِعب بني هاشم في يوم الاثنين الموافق للثاني عشر من شهر ربيع الأول في عام 570/571م، أي في العام الذي يُعرف باسم عام الفيل.

فحياة النبي صلى الله عليه وسلم مملوءةٌ بالأحداث والتفاصيل، وكيف لذلك ألا يكون ونبينا أشرف الخلق وأطهرهم، إذ أرسله الله تعالى إلى البشرية ليضيء بنور الإيمان عقولهم وقلوبهم التي اتخذت من الأصنام وعبادتها ديناً لها، وذلك اعتقاداً منهم بأنها تجلب النفع لهم وتدفع الضر عنهم، فأراد الله إنهاء ظلام الوثنية ببعثه، وقد بدأت الآيات العظيمة الدالة على بعثه قبيل مولده حتى.

ومن هذه الآيات قصة أصحاب الفيل وزعيمهم أبرهة الحبشي الذي أقسم على هدم الكعبة، فأنجى الله أهل مكة المكرمة والكعبة الشريفة منهم، وسمي هذا العام الذي جرت فيه القصة بعام الفيل، أي أنه العام الذي ولد فيه النبي الكريم.

ولم تشهد عينٌ ولم تسمع أذنٌ ولم تعرف امرأةٌ يوماً كيوم ولادة النبي وبمجيء النبي فرح جده أيمّا فرح، فأخذه فور ولادته وأدخله الكعبة شكراً لله على نعمة قدوم النبي، وانتقى له اسم محمدٍ، ولم يكن حينها يُعرف من العرب أحدٌ بهذا الاسم سوى ثلاثةٍ منهم قد سُموا به طمعاً من قبل آبائهم إذ سمعوا عن اقتراب زمان بعث النبي الذي سيكون اسمه محمداً.

وما إن بلغ السادسة من عمره حتى فقد أمه “آمنة بنت أبي وهب” أيضاً، فتربى في كنف جده “عبد المطلب” وبقي معه عامين إذ توفي جده بعدهما، وذلك عندما بلغ النبي الثامنة من عمره، من بعد ما أوصى جده لعمه “أبا طالب” بكفالته والقيام بشؤونه، ليعيش النبي في دار عمه، متخذاً من رعي الأغنام مهنةً له، وذلك لمساعدة عمه إذ لم يكن ذا مالٍ عظيم، ومن ثم عمل النبي بالتجارة فعُرف بأمانته وصدقه حتى لُقب “بالصادق الأمين”.

شاهد أيضًا: قصة سيدنا محمد حقيقية كاملة كتابة

حياة النبي قبل البعثة

وعندما بلغ الخامسة والعشرين من عمره تزوج النبي من السيدة خديجة بنت خويلد، التي أنجبت جميع أبناء النبي عدا ابنه إبراهيم، وفي السنة الأربعين من عمر النبي نزل عليه الوحي في غار حراء، ذلك الوحي الذي استمر ثلاثة وعشرين عاماً حتى وفاة النبي، قضى منها ثلاثة عشر سنةٍ في مكة المكرمة وما تبقى منها في المدينة المنورة، داعياً خلال هذه الأعوام إلى الإسلام، ومتحملاً لأذى المشركين، إلى أن أثمرت دعواه بانتشار الإسلام فكانت المدينة المنورة مركزاً للحضارة الإسلامية التي قامت.^[1]

عُرف عن النبي بين أهل قريش الصدق والأمانة فكانت أهل قريش تضع ودائعها عنده حتى لُقب بالصادق الأمين، وعُرف أيضاً بخلقه القويم وحبه لمساعدة الآخرين ومشاركته في الحروب مع كبار القوم كحرب الفجار، وأيضاً اشتهر برجاحة عقله، فقد عملت قريش وأهلها برأيه حينما اختلفوا في اختيار الشخص الذي سيحمل الحجر الأسود ويضعه في الكعبة الشريفة.

حياة النبي بعد البعثة

عُرف النبي بأخلاقه ومن آياته عز وجل أن النبي لم يسجد لصنمٍ قط، وكان من عاداته صلى الله عليه وسلم الذهاب إلى غار حراء للتأمل والتفكر في أسرار الكون، وفي أحد أيام تواجده في غار حراء أنزل الله الوحي عليه، آمراً إياه بالقراءة، وبذلك بدأ بعث النبي وهو يبلغ من العمر أربعين عاماً.

لتبدأ دعوة النبي صلى الله عليه وسلم للإسلام بعد ذلك، فكانت دعوةً سريةً في أول الأمر واستمرت على ذلك لثلاث سنواتٍ، وذلك حفاظاً على الدعوة الناشئة من الهلاك والدمار، فكان أول من آمن من النساء السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، ومن الرجال أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ومن الصبيان علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وثم أخذت الدعوة تتوسع لتشمل ثلاثين رجلٍ وامرأة، جاعلين من دار الأرقم عند جبل الصفا مكاناً للعبادة وأداء الصلاة التي فُرضت حينها على أن تكون ركعتين في الصبح وركعتين في العشي.

وثم جاء أمر الله لرسوله الكريم بأن يدعو للإسلام جهراً، الأمر الذي أدى إلى غضب أهل قريش وتعذبيهم للمسلمين واتهامهم النبي بأبشع الألقاب والصفات، ولما بلغ أذى المشركين أشده قام النبي ومن معه من المسلمين بالهجرة إلى الحبشة، فازداد خوف أهل قريش وسادتها من انتشار الإسلام فأخذوا يتفاوضون مع عم النبي، غير أنهم بعثوا بالرسل إلى ملك الحبشة مغدقين عليها بالعطايا والهدايا، وذلك ترغيباً له في طرد المسلمين، إلا أن قريشاً خابت في مسعاها فقد أسلم الرسل المبعوثون إليه.

وفي العام العاشر للبعثة، توفي عم الرسول الذي لطالما سانده في أمر دعوته، ومن بعده زوجته خديجة رضي الله عنها، فأصاب رسول الله عليه الصلاة والسلام حزناً شديداً حتى سمي بعام الحزن.

فجاءت رحلة الإسراء والمعراج تسريةً للنبي صلى الله عليه وسلم من بعد وفاة زوجته وعمه ومن بعد ما لقاه من الأذى من أهل الطائف، لتكون أحد معجزاته الكبرى الدالة على نبوته، وتمت هذه الرحلة بالروح والجسد معاً وتجاوزت حدود المكان والزمن، إذ أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ومن ثم عرج به إلى السماء.

وفي السنة الحادية عشر للبعثة جاءت بيعة العقبة الأولى عند منطقة العقبة بمنى، والتي بايع فيها ستة من الأنصار النبي على نصرته، لتأتي بعدها بيعة العقبة الثانية في السنة الثالثة عشر للبعثة وتحديداً بعد موسم الحج والتي بايع فيها مجموعة من الأنصار من أهل يثرب النبي، ومع اشتداد إيذاء المشركين للمسلمين، وتآمر المشركين على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحصار قريش للمسلمين، أمر الرسول المسلمين بالهجرة إلى يثرب التي سميت فيما بعد بالمدينة المنورة.

فكانت الهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة انطلاقة الإسلام الكبرى، وقد أعلن يوم دخولها بدايةً للتقويم الإسلامي، غير أن نتائجها كانت محمودة، فقد آخى النبي بين المهاجرين والأنصار، ونظم العلاقات بين سكان المدينة عبر إصدار دستورٍ للمدينة أو ما يطلق عليه اصطلاحاً الصحيفة، كما أن الإسلام اهتم بالجانب الاقتصادي والعسكري اهتماماً ملحوظاً.

وذلك كله ساعد على نشر الإسلام سواءً عبر الدعوة أو المفاوضات أو الغزوات كغزوة بدر وأحد وخيبر ومؤتة والخندق، إلى أن جاء يوم فتح مكة والذي اكتسب فيه المسلمون انتصاراهم الحقيقي، فتمكنوا من أداء فريضة الحج.

تعامل النبي مع الأطفال

اتسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم بلين قلبه ورقة طبعه، فعلى الرغم من الجهد الذي بذله لنشر الدعوة الإسلامية والأذى الذي تعرض له، إلا أن قلبه لم يزدد إلا ليناً، فكان دائم الرفق والعطف ولاسيما مع الأطفال إذ كان يمسح صلى الله عليه وسلم رؤوس الصغار، وإذ ما مرّ بهم يسلم عليهم، كما كان يقوم بتبريكهم والدعاء لهم، ويقوم بملاطفتهم ومداعبتهم، ويدعو الناس إلى عدم التكذيب على أطفالهم، كما أنه دعا إلى تأديب الصغار وغرس الأخلاق الحسنة في نفوسهم وحثهم على الرحمة والشفقة.

شاهد أيضًا: أول من أحدث بدعة المولد النبوي

شعر عن المولد النبوي

كثرت الأشعار في مدح النبي وذكر يوم ولادته العظيم ومن أهم الشعراء الذين قاموا بمدحه:

أحمد شوقي:

ولد الهدى فالكائنات ضياء
وفم الزمان تبسمٌ وثناءُ

الروح والملأ الملائك حوله
للدين والدنيا به بشراءُ

والعرش يزهو والحظيرة تزدهي
والمنتهى والسدرة العصماءُ

وحديقة الفرقان ضاحكة الربا
بالترجمان شذيةٌ غناءُ

والوحي يقطر سلسلا من سلسلٍ
واللوح والقلم البديع رواءُ

البوصيري:

كيف ترقى رُقيك الأنبياء
يا سماءً ما طاولتها سماء

لم يساؤوك في علاك وقد حال
سناً منك دونهم وسناءُ

إنما مثلوا صفاتك للناس
كما مثّل النجوم الماءُ

أنت مصباح كل فضل فما تصدر
إلا عن ضوئك الأضواءُ

وأيضاً من جميل ما قاله البوصيري:

بمدح المصطفى تحيا القلوب
وتغتفر الخطايا والذنوب

نبيٌّ كامل الأوصاف تمّت
محاسنه فقيل له الحبيب

مدائحه تزيد القلب شوقاً
إليه كأنها حليٌ وطيبُ

شاهد أيضًا: كلمات بمناسبة المولد النبوي الشريف

وفاة النبي

بدأ احتضار النبي حين اشتداد ضحى يوم الاثنين، وكان بجوار السيدة عائشة رضي الله عنها فأسندته إليها، وكان موته في بيتها وفي حجرها، فرحل نبي الرحمة ووافته المنية في يوم الاثنين الموافق للثاني عشر من شهر ربيع الأول في العام الحادي عشر للهجرة، وكان له صلى الله عليه وسلم من العمر ثلاثة وستون عاماً، وذلك بعد ثلاثة عشر يوماً على مرضه،وقد ترك لنا رسول الله عدة وصايا لنعمل بها فقد أوصانا بالصلاة وبإحسان الظن بالله تعالى، وكما نهى عن اتخاذ مسجده قبراً.

الخاتمة عن المولد النبوي

وبهذا يكون الرسول محمداً رسول الهدى والرحمة، قد ولد يتيماً وعاش كريماً ومات عظيماً، من بعد ما بلغ الدعوة الإسلامية وأكملها حتى نهايتها ليكون الرجل الأعظم والأبرز في التاريخ الإنساني كله، فقد جمع ما بين المستويين الدنيوي والديني، واستطاع أن يخضع البلاد لوحدةٍ سياسيةٍ دينيةٍ، فكان بذلك أرحم الحكام وأعدل القضاة وأحسن الخلق كلهم والصلاة والسلام عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبذلك نكون قد أنهينا حديثنا عن موضوع تعبير عن المولد النبوي الشريف بالعناصر وذكرنا ما هي أبرز الوقفات في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما هي أجمل الأبيات الشعرية التي قالها الأدباء وتغنوا بها في مثل هذه المناسبات الشرعية والدينية.