هل شرب الزعفران من محظورات الاحرام في الإسلام

هل شرب الزعفران من محظورات الاحرام في الإسلام هو موضوع فقهي من المواضيع المهمة بالنسبة لجميع المسلمين الراغبين بأداء مناسك الحج أو العمرة، حيث يجب على المسلم أن يتفقه في كل الأحكام التي تتعلق بالحج والعمرة وما يجوز للمحرم وما يحرم عليه من الأفعال، وفي هذا المقال سوف نقوم بتسليط الضوء على هل الزعفران يبطل الاحرام أو هل الزعفران من مبطلات الاحرام وسنلقي الضوء على مجموعة من الأحكام الشرعية التي تتعلق بالمحرمين لأداء مناسك الحج أو العمرة.

حكم شرب الزعفران للمحرم

إنّ شرب الزعفران بالنسبة للمحرم غير جائز، وذلك لأنّ الزعفران طيب من أنواع الطيوب، ولا يجوز للمحرم في الشريعة الإسلامية أن يتطيب إذا أحرم لأداء مناسك العمرة أو الحج، ولكنّ إذا نسي أو شرب الزعفران مع القهوة وهو لا يعلم بوجوده أو لا يعلم بحقيقة الحكم الشرعي فلا حرج عليه، وفيما يأتي نلقي الضوء على رأي الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى فعندما سُئل عن شرب الشاي أو القهوة مع الزعفران للمحرم: ^[1]

إذا كان ذلك عن جهل منهم فإنه لا يلزمهم شيء ، وإذا كان عندهم شك هل هذا زعفران أو لا ؟ فلا يلزمهم شيء ، وإن تيقنوا أنه زعفران وقد علموا أن المحرم لا يجوز أن يشرب القهوة التي فيها الزعفران ، فإنه إن كانت الرائحة موجودة فقد أساءوا ، وإن كانت غير موجودة وليس فيه إلا مجرد لون فلا حرج عليهم في هذا.

شاهد أيضًا: هل النعناع من محظورات الاحرام وما هي محظورات الإحرام

المحرم الذي يشرب القهوة وفيها زعفران يكون قد أساء؛ لأن الزعفران طيب فلا ينبغي استعماله في القهوة في حق المحرم، كما لا ينبغي استعماله في ملابسه ولا في بدنه وهو محرم، فإذا فعل ذلك الرجل المحرم أو المرأة المحرمة جهلًا أو نسيانًا فلا شيء عليهما، أما إن تعمد ذلك وهو يعلم أنه محرم ولا يجوز، فإنه يتصدق بإطعام ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع من التمر أو الحنطة، أو يصوم ثلاثة أيام، أو يذبح شاة.

شاهد أيضًا: هل يجوز وضع كريم الشعر بعد الاحرام وحكم استعمال المرطبات

لماذا الزعفران من محظورات الاحرام

إنّ السبب الرئيس وراء كون الزعفران من محظورات الإحرام هو أنّ الزعفران طيب من والطيوب، والطيب محظور على المحرم، لذا كان محرمًا، فعلى جميع المسلمين المحرمين لأداء مناسك الحج أو العمرة الحرص على عدم تنازل الزعفران مع القهوة أو تناوله منفردًا لأن هذا يخالف ما نصّت عليه الشريعة الإسلامية، والله تعالى أعلم. ^[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز لبس الاحرام المخيط للمرأة والرجل في النسك

أقوال العلماء في تناول المحرم للزعفران

كثيرة هي الأقوال التي وردت في مسألة تناول المحرم للزعفران وحكمها وتأثيرها على العمرة أو الحج، ومن هذه الأقوال ما سيأتي: ^[4]

• قال ابن قدامة في كتابه المغني: “وجملة ذلك أن الزعفران وغيره من الطيب، إذا جعل في مأكول أو مشروب، فلم تذهب رائحته، لم يبح للمحرم تناوله، نيئا كان أو قد مسته النار، وبهذا قال الشافعي، وكان مالك وأصحاب الرأي لا يرون بما مست النار من الطعام بأسا، سواء ذهب لونه وريحه وطعمه، أو بقي ذلك كله، لأنه بالطبخ. استحال عن كونه طيبًا”.

• جاء عن الإمام مالك في الموطأ: “سئل مالك عن طعام فيه زعفران هل يأكله المحرم فقال: أما ما مسته النار من ذلك فلا بأس أن يأكله المحرم، وأما ما لم تمسه النار من ذلك فلا يأكله المحرم”.

• جاء في كتاب شرح الموطأ للباجي: “وهذا كما قال إن الزعفران وغيره من أنواع الطيب إذا خلط بمأكول وأنضج بالنار لا بأس أن يأكله المحرم هذا الذي ذكره مالك في الموطأ، ونحوه في المدونة”.

إلى هنا نختم هذا المقال الذي ألقينا فيه الضوء على حكم شرعي مهم بالنسبة لجميع المحرمين وهو هل شرب الزعفران من محظورات الاحرام ثم مررنا فيه على لماذا الزعفران من محظورات الاحرام وتحدثنا عن أقوال أهل العلم في مسألة شرب الزعفران بالنسبة للمحرمين.