هل يجوز اخراج الزكاة للاقارب

هل يجوز اخراج الزكاة للاقارب في شهر رمضان المبارك أو حتى في غيره من زكاة الأموال حيث إنّ بعض الأشخاص يُعانون من فقر مدقع يجعلهم في حاجة للزكاة ولكن يخاف بعض النّاس من عدم جواز إعطاء الزكاة للأقارب، لذلك فإنّ هذا المقال سيتحدث عن حكم إعطاء الزكاة المالية للأقرباء وهل يجوز للشخص الذي يتقاضى راتبًا عن عمله أن يأخذ زكاة ونحو ذلك من الأمور.

هل يجوز اخراج الزكاة للاقارب

نعم يجوز إعطاء الزكاة للأقارب من أخ أو عم أو عمة أو أخت فقراء وعموم الأقارب الفقراء الذين لا تجب عليه نفقتهم لما فيها من صلة للأرحام وصدقة، إلا أنها لا تعطى للوالدين الأصول وما علاهما ولا للأولاد الفروع سواء في ذلك الذكور والإناث وإن نزلوا وإن كانوا فقراء لأنه ملزم بالإنفاق عليهم.^[1]

حكم إعطاء الزكاة لمن له راتب

بين الله تعالى من يحق لهم الأخذ من مال الزكاة من الأصناف الثمانية التي ذكرتها الآية الكريمة بقوله  تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}،^[2] فإن كان الآخذ للزكاة  يعمل وله راتب ولكن راتبه لا يكفيه لسد حاجاته فله أن يأخذ من مال الزكاة ما يكفي حاجته، أما إن كان دخله يكفيه ويسد حاجاته الأساسية وحاجة عياله فلا يجوز له أن يأخذ من مال الزكاة لما أخبر به النبي صلى الله عيه وسلم بأنه لا تَحِلُّ الصدقةُ لغَنِيٍّ.^[3]

هل يجوز إعطاء الزكاة للأخت المطلقة

نعم يجوز للأخت المطلقة أن تأخذ من مال الزكاة إن لم يكن لها دخل يكفيها لسد حاجاتها وكانت ممن حق فيها وصف الفقر فهو من باب الأولى لما فيها من صدقة وصلة فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن صَدَقَتُكَ على المِسكينِ صَدَقةٌ، وهي على ذي الرَّحِمِ ثنتانِ: صَدَقةٌ، وصِلةٌ، أما إذا لم ينطبق عليها وصف الفقر تدفع الزكاة لمن هو أكثر حاجة منها والله أعلم.^[4]

هل يجوز إعطاء الزكاة على أنها هدية

لا يجوز إعطاء الزكاة على أنها هدية من غير نية الزكاة، فإن أعطيت الزكاة واعتبرها الآخذ أنها هدية دون علمه بأنها زكاة فلا تقع، لأنه ربما لا يقبلها ويتعفف عنها ويردها إن علمها أنها من مال زكاة، فعلى المعطي أن يبين للآخذ أنها زكاة وليست هدية إن شاء قبلها وإن شاء ردها، أما إذا كان الآخذ للزكاة ممن اعتادوا قبل ذلك أخذ مال الزكاة وقبلها فيعطيها لهم بنية الزكاة.^[5]

هل يجوز إعطاء الزكاة لأهل الزوجة

يجوز إعطاء الزكاة لأهل الزوجة والأقارب الذين لا تجب عليه نفقتهم إذا كانوا من ضمن الأصناف الثمانية الذين تصرف لهم الزكاة وكانوا فقراء وهو من باب حسن المعاشرة للزوجة بالإحسان إلى أهلها إن علم أنهم كانوا ممن يستحقون الزكاة فهم أولى بها من غيرهم.^[6]

حكم دفع زكاة المال للموظفين ذوي الدخل المحدود

إن كان هؤلاء الموظفين من الأصناف التي ذكرها الله تعالى في مصارف الزكاة بقول الله تعالى في سورة التوبة {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}^[2] جاز دفع الزكاة لهم إن علم أن دخلهم لا يكفي لسد حاجاتهم وحاجة عيالهم من مطعم وملبس أو عليهم دين لا يستطيعون وفاءه وغير ذلك من الحاجات الأساسية  فلا حرج في دفع زكاة المال لهم والله تعالى أعلم.^[7]

هل يجوز إعطاء الزكاة دون ذكر أنها زكاة

يجوز للمسلم أن يدفع الزكاة دون أن يذكر أنها زكاة، ويرى جمهور الفقهاء أنها تجزئ عن الزكاة ولا حرج في ذلك، ويرى بعض الفقهاء أن عدم ذكر أنها زكاة أفضل حتى لا يكون في ذلك كسر لقلب الفقير، وقد ورد في الشرح الكبير للشيخ الدردير رحمه الله: “ولا يشترط إعلامه، أو علمه بأنها زكاة ، بل قال اللقاني : يكره إعلامه ؛ لما فيه مِن كسر قلب الفقير ، وهو ظاهر ، خلافاً لمَن قال بالاشتراط”، وقد سئل ابن عثيمين رحمه الله عن ذلك فأجاب: “إذا أعطى الإنسان زكاته إلى مستحقها : فإن كان هذا المستحق يرفض الزكاة ولا يقبلها : فإنه يجب على صاحب الزكاة أن يخبره أنها زكاة ؛ ليكون على بصيرة من أمره إن شاء رفض وإن شاء قبل ، وإذا كان من عادته أن يأخذ الزكاة : فإن الذي ينبغي أن لا يخبره ؛ لأن إخباره بأنها زكاة فيه نوع من المنَّة”.^[8]

مقالات قد تهمك

وبذلك نكون قد وصلنا إلى خاتمة مقال هل يجوز اخراج الزكاة للاقارب وذكرنا رأي فقهاء أهل السنة في ذلك، ومَن هو الشخص الذي يُمكن أن يصنف في دائرة الفقراء والمحتاجين وهل يُمكن إعطاء الزكاة للأخت أو ما إلى ذلك.