هل يجوز اخراج زكاة الفطر قبل العيد بثلاث ايام

هل يجوز اخراج زكاة الفطر قبل العيد بثلاث ايام هو واحد من أهم وأشهر الأحكام الشرعية الإسلامية التي يتساءل ويهتم بها المسلمون في الفترة التي يجب فيها على المسلم إخراج زكاة الفطر، هذه الزكاة المفروضة على المسلمين أجمعين في عيد الفطر السعيد من كل عام، ومن خلال فقرات هذا المقال سوف نقوم بتقديم معلومات مفصلة عن زكاة الفطر وحكمها في الإسلام، وسنقدم مجموعة من الأحكام الفقهية الشرعية المهمة التي تتعلق بزكاة الفطر وحكم إخراجها قبل العيد بثلاث أيام وأفضل وقت لإخراج زكاة الفطر في الإسلام.

ما هي زكاة الفطر في الإسلام

تُعرَّف زكاة الفطر في الإسلام على أنّها الزكاة التي يخرجها المسلمون طهارة للأبدان في عيد الفطر المبارك أي بعد الانتهاء من شهر رمضان الكريم، وسُمّيت بزكاة الفطر لأنّها تُخرج بعد أن يفطر الإنسان من صيام شهر رمضان المبارك وذلك في يوم العيد، والزكاة في اللغة هي النماء والزيادة، وتُعرف زكاة الفطر في الاصطلاح الشرعي بشكل عام بأنّها الزكاة التي تُخرج في وقت معلوم بقدر معلوم، ومن الضروري أن يطلع المسلم بشكل عام على كل الأحكام الشرعية التي تتعلق بزكاة الفطر في الإسلام، ومنها حكم إخراج هذه الزكاة قبل العيد بثلاثة أيام، وهذا ما سنتحدث عنه فيما يأتي. ^[1]

هل يجوز اخراج زكاة الفطر قبل العيد بثلاث ايام

أباح بعض أهل العلم إخراج زكاة الفطر قبل العيد بثلاث أيام وحرّم آخرون، حيث ذهب أهل العلم في حكم إخراج زكاة الفطر قبل العيد بثلاثة أيام إلى ثلاثة أقسام، في كل قسم رأي مختلف، وسوف نقدّم فيما يلي في النقاط الآتية الأقوال الثلاثة لمسألة إخراج زكاة الفطر قبل العيد بثلاثة أيام في الإسلام: ^[2]

• القول الأول: ذهب علماء وفقهاء المذهب المالكي وعلماء وفقهاء المذهب الحنبلي إلى أنّه يمكن إخراج زكاة العيد قبل العيد بيومين اثنين، واستدلوا في هذا الحكم بحديث رسول الله صلَّى الله عليه وسلّم، والذي رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنه: “فَرَضَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَدَقَةَ الفِطْرِ – أوْ قالَ: رَمَضَانَ – علَى الذَّكَرِ، والأُنْثَى، والحُرِّ، والمَمْلُوكِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ فَعَدَلَ النَّاسُ به نِصْفَ صَاعٍ مِن بُرٍّ، فَكانَ ابنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا، يُعْطِي التَّمْرَ ، فأعْوَزَ أهْلُ المَدِينَةِ مِنَ التَّمْرِ، فأعْطَى شَعِيرًا، فَكانَ ابنُ عُمَرَ يُعْطِي عَنِ الصَّغِيرِ، والكَبِيرِ، حتَّى إنْ كانَ لِيُعْطِي عن بَنِيَّ، وكانَ ابنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهما يُعْطِيهَا الَّذِينَ يَقْبَلُونَهَا، وكَانُوا يُعْطُونَ قَبْلَ الفِطْرِ بيَومٍ أوْ يَومَيْنِ” ^[3]وجاء عن الإمام مالك أنّه قال: “أخبرني نافع أن ابن عمر كان يبعث بزكاة الفطر إلى الذي تجمع عنده قبل الفطر بيومين أو ثلاثة”..
• القول الثاني: وهو قول فقهاء وعلماء الشافعية وقول فقهاء وعلماء الحنفية، وقالوا إنّه يجوز إخراج زكاة الفطر منذ أول شهر رمضان.
• القول الثالث: وقال بعض علماء الحنفية وبعض علماء الشافعية أنّه يجوز للمسلم إخراج زكاة الفطر منذ بداية السنة كلها، وهؤلاء شبهوها بزكاة المال التي تُخرج بمجرد أن يبلغ المال النصاب ويحول عليه الحول، فذلك المال لا يوجد وقت معين لإخراج زكاته.

هل يجوز تقديم زكاة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين

يجوز للمسلم أن يخرج زكاة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين وهذا القول الراجح من أقوال أهل العلم، مع ضرورة الإشارة إلى أنّ أفضل وقت لإخراج زكاة الفطر هو الوقت الممتد من صلاة الفجر في يوم العيد إلى ما قبل صلاة العيد، والدليل على أفضلية إخراج زكاة الفطر في هذا الوقت هو الحديث الشريف الذي رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال فيه: “فرض رسول الله -صلَّى الله عليه وسلّم- زكاة الفطر طُهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين، من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات”^[4] والله تعالى أعلم. ^[5]

هل يجوز إخراج زكاة الفطر يوم 27 رمضان

ذهب معظم أهل العلم إلى أنّه يجوز للمسلم أن يخرج زكاة الفطر في يوم السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك، وهذا القول الراجح بين أهل العلم، ولكنّ الذي لا خلاف فيه هو أنّ أفضل وقت لإخراج زكاة الفطر هو بين صلاة الفجر وصلاة العيد في يوم العيد، فإذا أراد المسلم أن ينال الأجر الأكبر في زكاة الفطر، فعليه أن يختار هذا الوقت لإخراج الزكاة، قال الشيخ الجليل عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى:  ^[6]

يجب أن تقدم زكاة الفطر قبل صلاة العيد، كما أمر النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- بذلك، ولا مانع من إخراجها قبله بيوم أو يومين أو ثلاثة، لكن لا تؤجل بعد العيد.

كم هو مقدار زكاة الفطر

إنّ مقدار زكاة الفطر في الإسلام هو صاع من قوت أهل البلد، أي صاع من أرز أو تمر أو شعير أو قمح، وهذا يُحدد بحسب قوت أهل البلد، والأدلة على هذا القول كثيرة في السنة النبوية الشريفة، نذكر منها ما سيأتي: ^[7]

• عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: “كُنَّا نُخْرِجُ إذْ كانَ فِينَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ، عن كُلِّ صَغِيرٍ، وَكَبِيرٍ، حُرٍّ، أَوْ مَمْلُوكٍ، صَاعًا مِن طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِن أَقِطٍ، أَوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِن زَبِيبٍ فَلَمْ نَزَلْ نُخْرِجُهُ حتَّى قَدِمَ عَلَيْنَا مُعَاوِيَةُ بنُ أَبِي سُفْيَانَ حَاجًّا، أَوْ مُعْتَمِرًا فَكَلَّمَ النَّاسَ علَى المِنْبَرِ، فَكانَ فِيما كَلَّمَ به النَّاسَ أَنْ قالَ: إنِّي أَرَى أنَّ مُدَّيْنِ مِن سَمْرَاءِ الشَّامِ، تَعْدِلُ صَاعًا مِن تَمْرٍ فأخَذَ النَّاسُ بذلكَ. قالَ أَبُو سَعِيدٍ: فأمَّا أَنَا فلا أَزَالُ أُخْرِجُهُ كما كُنْتُ أُخْرِجُهُ، أَبَدًا ما عِشْتُ” ^[8]
• عن عبد الله بن عمر رضي الله عنها، قال: “فَرَضَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَدَقَةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن شَعِيرٍ، أوْ صَاعًا مِن تَمْرٍ علَى الصَّغِيرِ والكَبِيرِ، والحُرِّ والمَمْلُوكِ” ^[9]

حكم إخراج زكاة الفطر بعد العيد

لا يجوز للمسلم أن يخرج زكاة الفطر بعد الانتهاء من عيدا الفطر السعيد، وذلك لأنّ الوقت الذي يجب أن تُخرج فيه هذه الزكاة هو قبل العيد، والدليل على هذا ما ورد في السنة النبوية الشريفة عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه، قال: “فرضَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ زكاةَ الفطرِ طُهرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ وطُعمَةً للمساكينِ من أدَّاها قبلَ الصَّلاةِ فهيَ زكَاةٌ مقبولةٌ ومن أدَّاها بعدَ الصَّلاةِ فهيَ صدَقةٌ منَ الصَّدقاتِ” ^[4]وهذا الحديث الشريف دليل صريح على أنّه لا يجوز إخراج هذه زكاة الفطر بعد العيد كي لا تصير صدقة من الصدقات العادية. ^[1]

حكم من نسي إخراج زكاة الفطر فأخرجها بعد الصلاة

إذا نسي المسلم إخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد في يوم 1 شوال، فلا حرج عليه ويمكنه أن يخرجها بعد الصلاة  فهذا يجزئه كما أشار أهل العلم، والأفضل أن يخرجها المسلم قبل الصلاة، ولأنّ النسيان ليس عليه حرج في الشرع الإسلام، فيجوز للمسلم أن يخرج هذه الزكاة بعد الصلاة مباشرة في حال النسيان، قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى:

 لا ريب أن السنة إخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد كما أمر بهذا النبي الكريم عليه الصَّلاة والَّسلام، وقد أحسنت فيما فعلت في إخراجها قبل الصلاة، لكن هذا الشيء الذي نسيته لا حرج عليك فيه، وإخراجه بعد الصلاة مجزئ والحمد لله، وإن كان جاء في الحديث أنه صدقة من الصدقات لكن لا يمنع ذلك الإجزاء وأنه وقع في محله ونرجو أن يكون مقبولاً، وأن تكون زكاة كاملة؛ لأنك لم تؤخر ذلك عمداً وإنما تأخرته نسياناً.

مقالات قد تهمك

نكتفي بهذا القدر في هذا المقال ونصل إلى نهايته بعد أن عرفنا في أولى فقراته زكاةَ الفطر، ثمّ قدمنا معلومات عن هل يجوز اخراج زكاة الفطر قبل العيد بثلاث ايام بالإضافة إلى تقديم مجموعة مميزة من المعلومات المفصلة عن زكاة الفطر في الشرع الإسلامي الحنيف.