هل يجوز الجماع في رمضان في الليل وما هي كفارة الجماع في نهار الصيام

هل يجوز الجماع في رمضان في الليل وما هي كفارة الجماع في نهار الصيام
هل يجوز الجماع في رمضان في الليل

هل يجوز الجماع في رمضان في الليل وما هي كفارة الجماع في نهار الصيام هي من المواضيع الفقهية الرمضانية المهمة للغاية بالنسبة لعامة المسلمين لكي يتعرف مسلم على الأحكام الفقهية التي تتعلق بهذا الشهر الفضيل، ولكي لا يقع المسلم في المحرمات والمحظورات بسبب الجهل بالأحكام الإسلامية، وفي هذا المقال سوف نقوم بالحديث عن مجموعة من الأحكام الشرعية المهمة التي تضبط العلاقات الزوجية في شهر رمضان المبارك بين المسلمين.

هل يجوز الجماع في رمضان في الليل

إنّ الجماع بين الزوجين في الليل في شهر رمضان مُباح وجائز ولا حرج فيه على المسلمين، والمحرم هو الجماع أثناء الصيام، وجدير بالقول إنّ وقت الإباحة يستمر من وقت الإفطار إلى وقت دخول الفجر، فإذا جامع الرجل زوجته خارج هذا الوقت فقد ارتكبا إثمًا عظيمًا، والدليل على هذا الحكم واضح في القرآن الكريم في قوله تعالى في سورة البقرة: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ۚ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [1]وهذه الآية دليل على إباحة الأكل والشرب والجماع في ليالي رمضان، في كل ليلة حتّى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، والله تعالى أعلم. [2]

شاهد أيضًا: ما هو المرض الذي يبيح الفطر في رمضان وما حكم من يصوم وهو مريض

أقوال الفقهاء في الجماع في رمضان في الليل

وردت عن أهل الفقه والعلم في مختلف المذاهب الإسلامية مجموعة من الأقوال تتحدث عن مسألة الجماع في رمضان في الليل، وكلها أقوال تؤيد مشروعية الجماع في ليالي رمضان، ومن هذه الأقوال ما سيأتي في النقاط الآتية: [3]

  • قال ابن كثير رحمه الله تعالى: “هذه رخصة من الله تعالى للمسلمين، ورفع لما كان عليه الأمر في ابتداء الإسلام، فإنه كان إذا أفطر أحدهم إنما يحل له الأكل والشرب والجماع إلى صلاة العشاء أو ينام قبل ذلك، فمتى نام أو صلى العشاء حرم عليه الطعام والشراب والجماع إلى الليلة القابلة، فوجدوا من ذلك مشقة كبيرة، والرفث هنا هو: الجماع قاله ابن عباس وعطاء ومجاهد وسعيد بن جبير وطاوس وسالم بن عبد الله وعمرو بن دينار والحسن وقتادة والزهري والضحاك وإبراهيم النخعي والسدي وعطاء الخراساني ومقاتل بن حيان”.
  • قال الحصحاص: “فأباح الجماع والأكل والشرب في ليالي الصوم من أولها إلى طلوع الفجر”.
  • قال السعدي رحمه الله: “(فالآن) بعد هذه الرخصة والسعة من الله (باشروهن) وطأ وقبلة ولمسا وغير ذلك. (وابتغوا ما كتب الله لكم) أي: انووا في مباشرتكم لزوجاتكم التقرب إلى الله تعالى والمقصود الأعظم من الوطء، وهو حصول الذرية وإعفاف فرجه وفرج زوجته، وحصول مقاصد النكاح”.

حكم الجماع في نهار رمضان متعمدا

إنّ الجماع في نهار الصيام متعمدًا يفسد الصيام بإجماع أهل العلم وهو كبيرة من الكبائر، والدليل ما روي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّه قال: “أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جاء إليه رجلٌ فقال: هلكْتُ يا رسولَ الله. قال: وما أهلَكَك؟ قال: وقعْتُ على امرأتي في رمضانَ، فقال: هل تجِدُ ما تُعتِقُ؟ قال: لا. قال: هل تستطيعُ أن تصومَ شَهرينِ مُتَتابعينِ؟ قال: لا. قال: فهل تجِدُ إطعامَ سِتِّينَ مِسكينًا؟ قال: لا. قال: فمكث النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فبينا نحن على ذلك أُتِيَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعَرَقٍ فيها تَمرٌ- والعَرَقُ: الْمِكتَلُ- قال: أين السَّائِلُ؟ فقال: أنا. قال: خذْ هذا فتصَدَّقْ به. فقال الرجُلُ: على أفقَرَ مني يا رسولَ اللهِ؟ فواللهِ ما بين لابَتَيْها- يريدُ الحَرَّتَينِ- أهلُ بَيتٍ أفقَرُ مِن أهل بيتي. فضَحِكَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتى بدَتْ أنيابُه، ثم قال: أطعِمْه أهلَك” [4]والله تعالى أعلم. [5]

ما يترتب على الجماع في نهار الصيام للزوج

يترتب على الزوج الذي جامع زوجته في نهار الصيام الكفارة ما سيأتي:

  • الكفارة: والكفارة هي عتق رقبة فمن لم يجد فعليه صيام شهرين متتابعين ومن لا يستطيع فعليه إطعام ستين مسكينًا، وهذا هو الترتيب الذي يجب على الزوج أن يتبعه في دفع كفارة الجماع في نهار الصيام، واستدلّ أهل العلم بحديث أبي هريرة رضي الله عنه، هذا الحديث الوارد في صحيح البخاري ومسلم، والذي جاء فيه: “ هل تجِدُ ما تُعتِقُ؟ قال: لا. قال: هل تستطيعُ أن تصومَ شَهرينِ مُتَتابعينِ؟ قال: لا. قال: فهل تجِدُ إطعامَ سِتِّينَ مِسكينًا؟ قال: لا. قال: فمكث النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فبينا نحن على ذلك أُتِيَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعَرَقٍ فيها تَمرٌ- والعَرَقُ: الْمِكتَلُ- قال: أين السَّائِلُ؟ فقال: أنا. قال: خذْ هذا فتصَدَّقْ به. فقال الرجُلُ: على أفقَرَ مني يا رسولَ اللهِ؟ فواللهِ ما بين لابَتَيْها- يريدُ الحَرَّتَينِ- أهلُ بَيتٍ أفقَرُ مِن أهل بيتي. فضَحِكَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتى بدَتْ أنيابُه، ثم قال: أطعِمْه أهلَك” [4]وجدير بالقول إنّ الواجب على المسلم أن يحافظ على صيامه وألّا يفسده بمثل هذه المعصية، والله أعلم وأحكم. [6]
  • القضاء: والمقصود بالقضاء أنّ يقضي هذا اليوم الذي أفطره فيه بالجماع، وسبب القضاء أنّه أفطر في هذا اليوم ولأنّه إذا كان القضاء على من أفطر بعذر أمر واجب، فالأولى أن يكون واجبًا على من أفطر متعمدًا، والله أعلم. [5]

شاهد أيضًا: حكم الحقن المسكنة في الصيام وهل حقن العضل أو الوريد تبطل الصيام

ما يترتب على الجماع في نهار الصيام للزوجة

إذا جُومعت الزوجة في نهار رمضان وهي راضية بهذا فإنّ عليها القضاء وعليها الكفارة، وهذا ما اتفق عليه جمهور أهل العلم من الحنفية والمالكية والحنابلة وهو قول عند أتباع المذهب الشافعي، والسبب في ذلك هو: [5]

  • القضاء: يجب القضاء على الزوجة لأنّها أفطرت في هذا اليوم بالجماع.
  • الكفارة: تجب الكفارة على الزوجة قياسًا بالزوج، فالقاعدة الفقهية تقول إنّ الرجل والمرأة متساويان في الأحكام الفقهية.

الحكم الشرعي للجماع في رمضان قبل الفجر

إنّ جماع الزوجة في رمضان قبل الفجر لا حرج فيه على المسلم، فهو في وقت الإفطار وقبل دخول وقت الصوم، ولو جامع الرجل زوجته قبل الفجر ثمّ أذن الفجر فاغتسل بعد دخول وقت الصيام فهذا جائز ولا حرج فيه، فالجماع في رمضان مُباح من أول غروب الشمس حتّى طلوع الفجر من كل ليلة، قال تعالى في سورة البقرة: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ} [1]والله تعالى أعلم. [7]

حكم مجامعة الزوجة في ليل رمضان والنوم على جنابة

إذا جامع الزوج زوجته في ليل ورمضان ونام على جنابة ودخل وقت الصيام فصيامه صحيح، ولكن يجب عليه أن يستيقظ قبل فوات وقت صلاة الفجر، فيغتسل ويصلي الفجر، قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى موضحًا الحكم الشرعي لهذه المسألة: [8]

فتأخير الغسل إلى بعد طلوع الفجر أمر لا حرج فيه، لا من الرجل ولا من المرأة إذا كان الجماع في الليل، أما لو أخر الغسل أو أخرت الغسل إلى طلوع الشمس هذا لا يجوز؛ لأن معناه تأخير الصلاة، فالواجب أن يبادر بالغسل في الوقت حتى تؤدى الصلاة في الوقت، وحتى يؤدي الرجل الصلاة في الوقت، وفي الجماعة مع إخوانه والصوم صحيح بكلها الصوم صحيح؛ ما دام الجماع حصل في الليل إنما تأخر الغسل فالصوم صحيح.

بهذه الأحكام الشرعية المهمة بالنسبة لجميع المسلمين، نصل إلى نهاية مقال هل يجوز الجماع في رمضان في الليل وما هي كفارة الجماع في نهار الصيام للزوج والزوجة، وقد فصلنا فيه بمجموعة من الأحكام الشرعية المهمة بالنسبة للمسلمين والمسلمات، وهي أحكام تنظم العلاقات الزوجية في شهر رمضان المبارك وفق ما يرضي الله تعالى.

المراجع

  1. ^ سورة البقرة، الآية 187.
  2. ^ islamqa.info، هل يجوز الجماع خلال شهر رمضان، 04/04/2023
  3. ^ islamweb.net، مشروعية الجماع في ليالي الصوم، 04/04/2023
  4. ^ صحيح البخاري، أبو هريرة، البخاري، 6709، صحيح.
  5. ^ dorar.net، الجِماع في نهارِ رمَضان متعمِّدًا، 04/04/2023
  6. ^ islamweb.net، كفارة الجماع في نهار رمضان، 04/04/2023
  7. ^ islamqa.info، حكم جماع الزوجة في رمضان، 04/04/2023
  8. ^ binbaz.org.sa، حكم تأخير غسل الجنابة بعد طلوع الشمس في رمضان، 04/04/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *