هل يجوز جمع صلاة الجمعة مع العصر للمسافر

هل يجوز جمع صلاة الجمعة مع العصر للمسافر
هل يجوز جمع صلاة الجمعة مع العصر للمسافر

هل يجوز جمع صلاة الجمعة مع العصر للمسافر، من المسائل التي تُشكل على المسلمين خاصّة في هذه الأوقات المعاصرة حيث بعض الدّول التي لا يكون فيها يوم الجمعة عطلة،  لذلك فإنّه لا بدّ من التعرض لمسألة جمع صلاة يوم الجمعة مع غيرها من الصلوات وقد رخّص الله تبارك وتعالى جمع الصلاة للمسافر، وتفصيل ذلك في هذا المقال.

معنى جمع الصلاة

الجمع في اللغة يعني: ضم الشيء بعضه إلى بعض، وهو مصدر مشتق من الفعل الثلاثي “جمع”، والجمع ضد التفريق، وأما في المعنى الشرعي فإن جمع الصلاة هو: أن يجمع المصلي بين فريضتين في وقت إحداهما، ويكون الجمع جمع تقديم أو جمع تأخير.

وأما جمع التقديم فهو أن يجمع بين صلاتي الظهر والعصر في وقت إحداهما، فيقدم صلاة العصر ويصليها مع صلاة الظهر وهذا يسمى جمع (تقديم)، أو أن يؤخر صلاة الظهر ويصليها مع صلاة العصر وهذا يسمى جمع (تأخير)، والصلوات التي يجوز فيها الجمع: الظهر مع العصر، والمغرب مع العشاء، وذلك لسببٍ من الأسباب التي تبيح ذلك كالمرض أو السفر أو الخوف أو غير ذلك.[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف

هل يجوز جمع صلاة الجمعة مع العصر للمسافر

أمّا في حكم جمع صلاة الظهر مع العصر للمسافر فقد ذهب الجمهور إلى عدم الجواز يبين أهل العلم أنّ صلاة الجمعة تسقط عن المسافر، وإنما يصلي صلاة الظهر، ولا بأس أن يجمع بين صلاة الظهر والعصر، ويختلف أهل العلم في أمر المسافر الذي يصلي صلاة الجمعة في البلد التي هو فيها، ثم يريد بعد ذلك أن يجمع العصر إلى الجمعة، فقد ذهب الجمهور إلى عدم جواز ذلك، بينما نرى أن المذهب الشافعي أجاز ذلك، والأظهر هو قول الجمهور.[2]

شاهد أيضًا: هل الإحتفال بالمولد النبوي الشريف بدعة

هل يجوز جمع صلاة الجمعة مع العصر للمقيم

اختلف أهل العلم في تحديد مشروعية الجمع بين صلاتي الجمعة والعصر عند وجود سببٍ لذلك، وانقسمت الآراء إلى:[3]

  • الحنفية: لا يجوز عندهم أصلاً الجمع بين صلاتي الظهر والعصر إلاّ بعرفة ومزدلفة، للنسك.
  • الحنابلة والمالكية: منعوا الجمع بين صلاتي الجمعة والعصر، حتى أنهم لم يجيزوا الجمع بين صلاتي الظهر والعصر بوجود المطر كسبب شرعي لذلك، وقد احتجّ الحنابلة والمالكية والحنفية، بأن الجمع بين صلاتي الجمعة والعصر لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم.
  • الشافعية: أجازوا الجمع بين صلاة الجمعة والعصر، محتجين بأن صلاة الجمعة لا تختلف عن صلاة الظهر، إذ تُصلى في وقتها، وتنوب عنها في السفر.

شاهد أيضًا: حكم قول جمعة مباركة ابن باز

هل يجوز جمع صلاة الجمعة مع العصر للنساء

بحسب أهل العلم فإن صلاة الجمعة غير واجبة على النساء، ولكن صلاة النساء للجمعة مع الإمام في المسجد صحيحة منهن، يقول “ابن قدامة” -رحمه الله- في ذلك: “والذكورية شرطٌ لوجوب الجمعة وانعقادها، لأن الجمعة يجتمع الرجال لها، والمرأة ليست من أهل الحضور في مجامع الرجال، ولكنها تصح منها، لصحة الجماعة منها، فإن النساء كن يصلين مع النبي صلى الله عليه وسلم في الجماعة”.[4]

وقد بيّن جمهور أهل العلم أن الجمع بين صلاتي الجمعة والعصر غير جائز، لأن الجمع ورد في صلاتي الظهر والعصر، ولا يصح قياس صلاة الجمعة على صلاة الظهر، لاختلافهما.[4]

الصلوات التي يجمع بينها

يوضح أهل العلم إن الجمع بين الصلوات محصورٌ بين صلاتي الظهر والعصر، وصلاتي المغرب والعشاء، ويكون إما جمع تقديم أو جمع تأخير، إذ يقدم المصلي صلاة العصر ويصليها مع صلاة الظهر أو يؤخر صلاة الظهر ويصليها مع صلاة العصر، وكذلك الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء.[5]

ويجب على المصلي مراعاة الترتيب في أداء صلاته فلا يصلي صلاة العصر قبل الظهر، وإنما يصلي الظهر أولاً ومن ثم صلاة العصر، ويكون الجمع لسببٍ من الأسباب المقبولة شرعاً، ولا يجمع بين صلاة الفجر والعشاء، أو الفجر والظهر، أو العصر والمغرب.[5]

شاهد أيضًا: ما حكم الاحتفال بيوم المعلم

سنن يوم الجمعة

يعد يوم الجمعة من الأيام المباركة، إذ أن له فضائل عدة، ويستحب في هذا اليوم تأدية بعض الأعمال التي وردت في سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها:[6]

  • قراءة سورة السجدة وسورة الإنسان في صلاة فجر الجمعة: والشاهد على ذلك قول ابن عباس رضي الله عنهما: “أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة الم تنزيل، هل أتى على الإنسان حينٌ من الدهر.
  • قراءة سورة الكهف: والشاهد على ذلك قول أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين”.
  • الدعاء: إذ يستحب الإكثار من الدعاء في يوم الجمعة، سواءً من الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة أو بأي دعاء آخر، وقد ورد ذلك في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يوم الجمعة فقال: فيهِ ساعةُ لا يُوافقها عبدٌ مسلمٌ وهو قائمٌ يصلّي يسألُ الله شيئا إلا أعطاهُ إياهُ وأشارَ بيدهِ يقللها”.[7]
  • الغسل في يوم الجمعة: وفي ضوء ذلك يرد حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتى الجمعة فاستمع، وأنصت غفر له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيامٍ، ومن مسّ الحصى فقد لغا”.[8]
  • التطيب: إذ يستحب استخدام المسواك، والتطيب، وارتداء أحسن الثياب، وقد ورد ذلك في قول أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من اغتسل يوم الجمعة، واستن، ومسّ من طيب إن كان عنده، ولبس أحسن ثيابه، ثم خرج حتى يأتي المسجد، ولم يتخط رقاب الناس، ثم ركع ما شاء الله أن يركع، وأنصت إذا خرج الإمام، كانت كفارةً لما بينها وبين الجمعة التي قبلها”.
  • التبكير لصلاة الجمعة: إذ يستحب التبكير من أول النهار، ومن ذلك ما ورد عن قول أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا كان يوم الجمعة كان على كل بابٍ من أبواب المسجد الملائكة يكتبون الأول فالأول”.[9]
  • الذهاب إلى صلاة يوم الجمعة مشياً: ومن ذلك ما ورد عن أوس بن أوس بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “من غسل واغتسل يوم الجمعة، وبكر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام فأنصت، كان له بكل خطوة يخطوها صيام سنة وقيامها وذلك على الله يسير”.

وبذلك نكون قد وصلنا إلى خاتمة الحديث عن سؤال هل يجوز جمع صلاة الجمعة مع العصر للمسافر، وذكرنا رأي أئمة أهل العلم والفقه في ذلك، وما حجة الإمام الشافعي في مخالفته لجمهور أهل العلم وغير ذلك مما يختص بهذه المسألة من كلام.

المراجع

  1. ^ .islamweb.net، كيفية الجمع بين الصلوات، 30/10/2021
  2. ^ ar.islamway.net، هل يجوز جمع صلاة الجمعة مع صلاة العصر في السفر؟ ، 30/10/2021
  3. ^ ar.islamway.net، الجمع بين صلاة الجمعة والعصر ، 30/10/2021
  4. ^ islamqa.info، هل يجوز للمرأة المسافرة أن تجمع بين الظهر والعصر يوم الجمعة ؟، 30/10/2021
  5. ^ islamweb.net، كيفية الجمع بين الصلوات، 30/10/2021
  6. ^ dorar.net، المَبحَثُ السابع: الذَّهابُ إلى صلاةِ الجُمُعةِ ماشيًا، 30/10/2021
  7. ^ المجموع، النووي، أبو هريرة، 4/548 ، صحيح
  8. ^ صحيح مسلم، مسلم، أبو هريرة، 857، صحيح
  9. ^ صحيح البخاري، البخاري، أبو هريرة، 3211، صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *