هل يجوز سماع الاغاني بدون موسيقى

هل يجوز سماع الاغاني بدون موسيقى
هل يجوز سماع الاغاني بدون موسيقى

هل يجوز سماع الاغاني بدون موسيقى هو ما سيتناوله موضوع هذا المقال، فقد تعالت أصوات الناس التي تنادي بالغناء والطرب والموسيقى دونما الحذر من الوقوع في الأخطاء واللغط الشرعي، إمّا لخبثٍ منهم أو جهلٍ أو نسيان، فالشيطان يتلو على المرء وساوسه ويغويه عن الصراط المستقيم بشتّى أنواع السبل والوسائل، ونزولاً عند الأهمية البالغة لمعرفة الحكم الشرعي في الغناء والاستماع إليه يقدم هذا المقال إجابةً لسؤال هل يجوز سماع الاغاني بدون موسيقى.

الأغاني والموسيقى في الإسلام

عرف الإنسان من سالف العصور والأزمان الأغاني والموسيقى وسعى بشكلٍ دائم على تطويرها واستحداث الآلات الموسيقية التي تترك انطباعًا جميلًا على مسمع الناس أجمعين، وقد استخدم المغنون الأبيات الشعرية التي كان ينظمها الأدباء العرب ويلحنها الملحنون، وبدخول الدين الإسلامي الحنيف تغيرت النظرة إلى الأغاني والموسيقا لوجود آيات تنهى عن المعازف واللهو، وكثر الجدل حول حرمة الأغاني مع موسيقا وبدونها، ولعلّ أكثر الأسئلة تداولاً بين عامّة المسلمين في هذا الصدد هو هل يجوز سماع الاغاني بدون موسيقى ؟ وهو ما سيتمّ إجابته تباعًا في فقرات المقال.

هل يجوز سماع الاغاني بدون موسيقى

يتساءل عامّة المسلمون على الدوام هل يجوز سماع الاغاني بدون موسيقى ؟ وقد ذكر أهل العلم والفقهاء أن إجابة هذا السؤال تنقسم إلى قسمين ونوعين اثنين، وهما كالآتي:[1]

  • غناء المرأة: إذا كان الغناء من المرأة للنساء بكلامٍ طيبٍ وحسن لا يحمل أي نوع من الأذى أو الألفاظ المخلّة بالآداب فهو مباح في الشريعة الإسلامية، أمّا إنّ غنت المرأة لرجلٍ أجنبيّ فلا يجوز لها ذلك، فقد حرّم الدين الإسلامي رفع المرأة لصوتها في حضور الرجال، والغناء أشدّ من رفع الصوت والله أعلم.
  • غناء الرجل: وتكون إباحته نظرًا لنوع الكلام المضمن لأغنيته، فإنّ كان كلامًا حسنًا فهو مباح للمستمعين من النساء والرجال، وأمّا إن اشتمل على الألفاظ المخلّة بالآداب وما هو قبيح فهو منكر والله ورسوله أعلم.

هل أغاني الحب بدون موسيقى حرام؟

بيّنت دار الإفتاء المصرية عبر شيخها أحمد وسام الأمين للفتوى أنّه لا حرج من سماع أغاني الحب بين الزوجين ضمن الضوابط الشرعية التي نصّ عليها الدين الإسلامي، مشيرًا إلى أنّه لا يجوز الاستماع إلى الأغاني المليئة بالفسوق والتي تحثّ على الرذيلة والفجر ونحو ذلك من الأمور المحرمة شرعًا والله ورسوله أعلم.

حكم سماع الأغاني الأجنبية بدون موسيقى

بعد بيان هل يجوز سماع الاغاني بدون موسيقى قد يتساءل البعض حول حكم سماع الأغاني الأجنبية بدون موسيقى، وقد بيّن أهل العلم والفقهاء أن ذلك جائز في الشريعة طالما أن معاني كلمات الأغنية لا تدعو إلى الفتن والفواحش، وقال في ذلك الإمام ابن رجب رحمه الله:[2]

أكثر العلماء على تحريم ذلك ـ أعني سماع الغناء وسماع آلات الملاهي كلها ـ وكل منها محرم بانفراده، وقد حكى أبو بكر الآجري وغيره إجماع العلماء على ذلك، والمراد بالغناء المحرم: ما كان من الشعر الرقيق الذي فيه تشبيب بالنساء ونحوه، مما توصف فيه محاسن من تهيج الطباع بسماع وصف محاسنه، فهذا هو الغناء المنهي عنه، وبذلك فسره الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه، وغيرهما من الأئمة، فهذا الشعر إذا لحن، وأخرج تلحينه على وجه يزعج القلوب، ويخرجها عن الاعتدال، ويحرك الهوى الكامن المجبول في طباع البشر، فهو الغناء المنهي عنه.

فإن أنشد هذا الشعر على غير وجه التلحين، فإن كان محركا للهوى بنفسه فهو محرم أيضا، لتحريكه الهوى، فأما ما لم يكن فيه شيء من ذلك، فإنه ليس بمحرم وإن سمي غناء، وعلى هذا حمل الإمام أحمد حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ في الرخصة في غناء نساء الأنصار وقال: هو غناء الركبان أتيناكم أتيناكم، يشير إلى أنه ليس فيه ما يهيج الطباع إلى الهوى ويشهد لذلك حديث عائشة: أن الجاريتين اللتين كانتا عندها كانتا تغنيان بما تقاولت به الأنصار ـ رضي الله عنهم ـ يوم بعاث، وعلى مثله يحمل كل حديث ورد في الرخصة في الغناء، كحديث الحبشية التي نذرت أن تضرب الدف، في مقدم النبي صلى الله عليه وسلم، وما أشبهه من الأحاديث.

ويدل عليه أيضا ما في صحيح البخاري عن الربيع بنت معوذ قالت: جاء علي رسول الله صلى الله عليه وسلم، غداة بني بي فجلس على فراشي وجويريات لنا يضربن الدف ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر، إلى أن قالت جارية منهن: وفينا نبي يعلم ما في غد، فقال لها: أمسكي عن هذه، وقولي التي كنت تقولين قبلها ـ وفي مسند الإمام أحمد وسنن ابن ماجه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة: أهديتم الجارية إلى بيتها؟ قالت: نعم، قال: فهلا بعثتم معها من يغنيهم يقول: أتيناكم أتيناكم… فحيونا نحييكم ـ فإن الأنصار قوم فيهم غزل ـ

وعلى مثل ذلك أيضا حمل طوائف من العلماء قول من رخص في الغناء من الفقهاء من أصحابنا وغيرهم وقالوا: إنما أردوا الأشعار التي لا تتضمن ما يهيج الطباع إلى الهوى، وقريب من ذلك الحداء، وليس في شيء من ذلك ما يحرك النفوس إلى شهواتها المحرمة.

حكم الأغاني بدون موسيقى في الأعراس

كذلك قد يتساءل البعض هل يجوز سماع الاغاني بدون موسيقى في الأعراس، وقد بيّن أهل العلم في ذك أنّ الاستماع إلى الأغاني المليئة بالمعازف هو محرم بالمطلق في الأعراس وغير الأعراس، أمّا إن كان الغناء من النساء إلى النساء بكلامٍ طيب لا فحش فيه ولا منكر ولا يشتمل على معازف سوى الدف، فلا بأس للمرأة حضوره، وأما إن كان الغناء من الرجال فهو مباحٌ للنساء والرجال شريطة اشتماله على الضوابط الشرعية المعروفة في الدين الإسلامي الحنيف، والله ورسوله أعلم.[3]

حكم الاستماع إلى الأغاني

بيّن الدين الإسلامي وعلمائه أنّ الاستماع إلى الأغاني بالمجمل يدخل ضمن التحريم لما فيه من الانجرار خلف المعاصي والذنوب الكثيرة، والفتن المختلفة، وقد أرجع الفقهاء حرمة الأغاني لقول الله تعالى في سورة لقمان: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِين * وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}،[4] وقد بيّن أكثر المفسرين أنّ لهو الحديث هو الغناء.

فالواجب على المسلمين الحذر من الوقوع في هذه الفتنة وشركها، فهي وسيلة إلى شرور الدنيا وعقاب الآخرة ، فمن اعتاد الاستماع إلى الأغاني ثقل عليه سماع القرآن الكريم وتلاوته ولا يستريح للاستماع لجلسات الذكر والعلم وهي من العقوبات العاجلة في الدنيا والله ورسوله أعلم.[5]

أقوال أهل العلم حول الغناء

إنّ الكلام حول الغناء وما يباح فيه وما يحرم كثير، وذلك للاستحداث المستمر في عالم الغناء، ولكن قد أجمع أهل العلم في أقوالهم على ما يأتي:[6]

  • تحرم الأغاني المليئة بالرقص والمجون وكشف ما أمر الله بستره بإجماع أهل العلم تحريمًا قطعيًا.
  • تجوز الأغاني المعروفة بالأناشيد الإسلامية بلا دف بإجماع أهل العلم، وقد اختلفوا في جوازها مع الدف  والله ورسوله أعلم.
  • أنّ الغناء المباح هو الغناء الخالي من المجون والفحش والمنكرات بإجماع أهل العلم بدون موسيقى، ولكن ذهب ابن حزم إلى جوازه إن كان مصحوبًا بآلة موسيقى.

حكم سماع الأغاني بدون موسيقى ابن عثيمين

ذهب ابن عثيمين رحمه الله تعالى إلى جواز الاستماع إلى الأغاني إذا كان من دون موسيقى وإذا استمع الرجل إلى صوت الرجل والمرأة إلى صوت المرأة، ولم تكن كلمات الأغاني فاحشة، فالكلمات التي تحتوي على فتنة وإغراء وكلام غير لائق لا يجوز الاستماع إليها، وقد أشار إلى ذلك بقوله: “الغناء المجرد عن الموسيقى، وآلات العزف الأخرى مثل الربابة، وشبهها، يجوز استماعه بشرط أن لا يكون مشتملاً على أشياء توجب الفتنة، وبشرط أن لا يصد الإنسان عما يجب عليه من إقامة الصلاة مع الجماعة أو غير ذلك”، والله أعلم.

مقالات قد تهمك

إلى هنا نصل لختام هذا المقال هل يجوز سماع الاغاني بدون موسيقى والذي بيّن حكم الأغاني من منظور شريعة الدين الإسلامي الحنيف بالموسيقا وبدونها، ليختم بذكر ما أجمع عليه أهل العلم فيما يباح من الأغاني وما يحرم.

المراجع

  1. ^ islamweb.net، حكم سماع الغناء الخالي من الموسيقى، 26/11/2024
  2. ^ islamweb.net، سماع الغناء الأجنبي المجرد عن الموسيقى.. حرمة أم إباحة؟، 26/11/2024
  3. ^ islamweb.net، هل يرخص سماع الأغاني في الأعراس، 26/11/2024
  4. ^ سورة لقمان، الآية 6-7
  5. ^ binbaz.org.sa، حكم الاستماع إلى الأغاني، 26/11/2024
  6. ^ islamweb.net، ما أجمع عليه العلماء في الغناء، 26/11/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *