عناصر المقال
هل يجوز قراءة الفاتحة فقط في الصلاة في المذاهب الأربعة من المعلومات التي يبحث عنها كثير من الأشخاص في العالم الإسلامي، إذ يجهل كثيرون أحكامًا شرعية مختلفة، ولا بدَّ من التعرف عليها من أجل الالتزام بها وتجنب الوقوع فيما لا يرضي الله تعالى، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال معلومات عن حكم قراءة الفاتحة في الصلاة، وسوف نعرف هل تكفي قراءة سورة الفاتحة فقط في الصلاة أم لا، وهل يجوز صلاة السنة بالفاتحة فقط دون سورة بعدها، إضافة إلى التعرف على السور التي تقرأ فيها الفاتحة فقط وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل المتعلقة.
حكم قراءة الفاتحة في الصلاة في المذاهب الأربعة
ذهب جمهور الفقهاء من أهل العلم في الإسلام إلى أنَّ قراءة الفاتحة للإمام والمنفرد ركن من أركان الصلاة ولا تصح الصلاة إلا بها، وإلى هذا القول ذهب المالكية والشافعية والحنابلة، بالإضافة إلى عدد كبير من أهل العلم من الصحابة والتابعين، وقد استدلوا ببعض الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ورد في الحديث عن عُبادةَ بنِ الصَّامتِ رضيَ اللهُ عنه أن رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: “لا صلاةَ لِمَن لم يقرَأْ بفاتحةِ الكتابِ”،[1] وفي حديث آخر عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أن رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: “من صلَّى صلاةً لم يقرأْ فيها بفاتحةِ الكِتابِ، فهي خِداجٌ”،[2] وخداج يعني ناقصة، وقد ذهب أبو حنيفة رحمه الله تعالى إلى أن الصلاة تصح بدون قراءة سورة الفاتحة ولكنها تكون ناقصة الأجر، لأنَّ الواجب عنده قراءة ما تيسر من كتاب الله تعالى وأقله ثلاث آيات قصيرة أو آية طويلة، وإلى هذا ذهب الإمام الثوري رحمه الله، ولكن بدون الفاتحة تبقى الصلاة ناقصة عندهم.[3]
هل يجوز قراءة الفاتحة فقط في الصلاة
ذهب جمهور الفقهاء من أهل العلم إلى جواز قراءة سورة الفاتحة فقط في الصلاة، لأنَّ الواجب فقط كما سبق هو قراءة سورة الفاتحة باعتبارها ركن من أركان الصلاة، بينما قراءة شيء بعدها يعدُّ سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا لم يقرأ المسلم بعد الفاتحة شيئًا صلاته صحيحة، ولا حرج في ذلك، ومن أقوال العلماء والفقهاء في هذا الشأن، ذكر الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى حول هذا الشأن: “ولا خلاف في استحباب قراءة السورة مع الفاتحة في صلاة الصبح والجمعة والأوليين من كل الصلوات”، وأشار الإمام النووي إلى: “أن ذلك سنة عند جميع العلماء، وحكى القاضي عياض عن بعض أصحاب مالك وجوب السورة. قال النووي: وهو شاذ مردود”، وورد أيضًا عن ابن قدامة قوله: “لا نعلم بين أهل العلم خلافا في أنه يسن قراءة سورة بعد الفاتحة في الركعتين الأوليين من كل صلاة”.[4]
هل تجوز الصلاة بقراءة الفاتحة فقط ابن باز
ذهب الإمام ابن باز رحمه الله تعالى إلى أنَّ الصلاة بقراءة سورة الفاتحة فقط تصح، سواء كان ذلك في صلاة الفريضة أو في النوافل، حيث إن المسلم إذا لم يقرأ إلا الفاتحة فإن الصلاة صحت صلاته، فقراءة الفاتحة فقط هي الواجب في الصلاة والتي تعد ركنًا من أركان الصلاة حسب جمهور الفقهاء، وكل قراءة زيادة فهي مستحبة وليست واجبة، والسنة أيضًا أن يزيد المصلي في القراءة بعد الركعتين الأولى والثانية في الصلاة الرباعية والثلاثية، وفي الفجر أيضًا، وقد أشار رحمه إلى ذلك بقوله: “نعم؛ إذا لم يقرأ إلا الفاتحة صحت صلاته، جميع الصلوات الخمس إذا لم يقرأ إلا الفاتحة صحت؛ لأنها ركن في الصلاة وما زاد عليها مستحب ليس بواجب، لكن السنة أن يزيد عليها في الأولى والثانية من الظهر والعصر والمغرب والعشاء والسنة أن يزيد عليها في الفجر أيضاً هذا السنة؛ لأن الرسول كان يزيد عليها عليه الصلاة والسلام، لكنه قال: لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب فدل على أنها ركن والباقي مستحب”.[5]
هل يجوز قراءة الفاتحة فقط في الركعة الثالثة والرابعة
إنَّ قراءة الفاتحة واجبة في الصلاة للإمام والمنفرد في جميع ركعات الصلاة، ويسن في الركعة الأولى والثانية في الصلاة الرباعية قراءة شيء من القرآن معها، وأما في الركعة الثالثة والرابعة فإن السنة أن لا يقرأ المسلم معها شيء، وقد ذهب بعض الفقهاء إلى كراهية قراءة شيء من القرآن مع سورة الفاتحة في الركعة الثالثة والرابعة لأنه مخالف لسنة النبي عليه الصلاة والسلام، ولذلك فإن السنة والأفضل أن لا يقرأ المسلم إلا سورة الفاتحة في الركعة الثالثة والرابعة.[6]
ما هي الصلوات التي تقرأ فيها الفاتحة فقط
يجوز للمسلم أن يقرأ سورة الفاتحة فقط في جميع الصلوات سواء كان ذلك في النفل أو في صلاة الفريضة، وسواء كان ذلك في الصلاة الثنائية أو الثلاثية أو الرباعية، حيث أن قراءتها فقط هي ركن من أركان الصلاة حسب جمهور الفقهاء، ويسن أن يقرأ معها شيء في الركعة الأولى والثانية فقط.[6]
هل يجوز قراءة الفاتحة فقط في صلاة السنة
يجوز للمسلم أن يقرأ سورة الفاتحة في صلاة السنة ولا حرج في ذلك، وإذا لم يقرأ المسلم إلا سورة الفاتحة في صلاة السنة فإن صلاته صحيحة وتجزئ ولا حرج عليه، حيث أشار الفقهاء إلى أن قراءة شيء بعدها يعد سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم وتركه لا يبطل الصلاة، حتى أنه لا يسجد المسلم سجود سهو إذا لم يقرأ شيئًا بعد الفاتحة، وقد ذكر الإمام النووي ذلك بقوله: ” وأما غير الأبعاض من السنن كالتعوذ، ودعاء الافتتاح، ورفع اليدين، والتكبيرات والتسبيحات، والدعوات، والجهر والإسرار، والتورك، والافتراش، والسورة بعد الفاتحة، ووضع اليدين على الركبتين، وتكبيرات العيد الزائدة، وسائر الهيئات المسنونات غير الأبعاض فلا يسجد لها سواء تركها عمدا أو سهوا لأنه لم ينقل عن رسول الله صلي الله عليه وسلم السجود لشيء منها، والسجود زيادة في الصلاة فلا يجوز إلا بتوقيف”، والله أعلم.[4]
مقالات قد تهمك
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال هل يجوز قراءة الفاتحة فقط في الصلاة في المذاهب الأربعة وقد تعرفنا على بعض المعلومات عن حكم قراءة سورة الفاتحة في الصلاة، وعلى حكم من لم يقرأ سوى سورة الفاتحة في الصلاة، وعرفنا حكم الاقتصار على الفاتحة في الصلاة المفروضة، إضافة إلى حكم الصلاة بسورة الفاتحة فقط في كل ركعة وغير ذلك من الأحكام الأخرى.
المراجع
- ^ صحيح البخاري، عبادة بن الصامت، البخاري، 756، صحيح
- ^ صحيح مسلم، أبو هريرة، مسلم، 395، صحيح
- ^ al-eman.com، كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم، 18/04/2024
- ^ islamweb.net، مذاهب العلماء في من ترك السورة بعد الفاتحة عمداً أو سهوا، 18/04/2024
- ^ binbaz.org.sa، هل تجوز الصلاة بقراءة الفاتحة فقط؟ ، 18/04/2024
- ^ islamweb.net، مذهب الأحناف في قراءة الفاتحة وغيرها في الصلاة، 18/04/2024
التعليقات