هل يجوز للمطلقه أن تزوج نفسها بدون ولي

هل يجوز للمطلقه أن تزوج نفسها بدون ولي
هل يجوز للمطلقه أن تزوج نفسها بدون ولي

هل يجوز للمطلقه أن تزوج نفسها بدون ولي هو حكم من الأحكام الشرعية المهمة التي لها علاقة بعقد الزواج في الإسلام وما أباح الشرع الإسلامي للمرأة المطلقة والأرملة والبِكر في مسألة تزويج نفسها بغير وجود ولي أمرها، ومن الواجب على جميع المسلمين أن يكونوا على علم ودراية بهذا الحكم الشرعي المهم، وفي هذا المقال سوف نلقي الضوء على حكم زواج المطلقة من دون وجود الولي بالإضافة إلى مجموعة من الأحكام الشرعية المهمة التي تتعلق بهذا الحكم بشكل مباشر مثل زواج البكر من دون ولي أمرها.

هل يجوز للمطلقه أن تزوج نفسها بدون ولي

ذهب جمهور أهل العلم إلى أنّ المرأة المطلقة لا يجوز أن تزوج نفسها بدون إذن ولي أمرها، وهذا الحكم ينطبق على سائر النساء في الشرع الإسلامي، وقد ورد في الموسوعة الفقهية الكويتية ما سيأتي: “المرأة البالغة العاقلة الحرة الرشيدة، لا يجوز لها تزويج نفسها، بمعنى أنها لا تباشر العقد بنفسها، وإنما يباشره الولي عند جمهور الفقهاء؛ لحديث: لا نكاح إلا بولي، ولا يجوز لها أن تزوج غيرها، سواء أكانت المرأة بكرًا أم ثيبًا”، وجاء عن ابن قدامة رحمه الله تعالى أنّه قال في كتابه المغني: “فإن عقده بولي وشاهدين فأسرّوه، أو تواصوا بكتمانه؛ كُره ذلك، وصحّ النكاح. وبه يقول أبو حنيفة والشافعي وابن المنذر”، ومعنى هذا أنّ الزواج لا يصح إلّا بولي الأمر وشاهدين، والله تعالى أعلم. [1]

من هو ولي المطلقة أثناء الزواج

إنَّ ولي المرأة في الإسلام سواء كانت مطلقة أو أرملة أو بكرًا هو أبوها، ثمَّ جدها لأبيها وإن علا، أي جد أبيها ثمَّ جد جدها وهكذا، ثمَّ ابنها ثمَّ ابنه وإن سفل، ثمَّ أخوها الشقيق أي من أبيها وأمها، ثمَّ أخوها من أبيها، ثمَّ أولاد أخيها ثمَّ عمها، ثمَّ يكون الأقرب فالأقرب في الميراث من أهلها، ويجب أن تتوفر في ولي المرأة مجموعة من الشروط في الإسلام وهي: أن يكون بالغًا وأن يكون ذا عقل وأن يكون من العدول، فإذا كان الأقرب إلى الولاية ليس أهلًا للولاية انتقلت الولاية إلى الذي بعده، وجدير بالقول إنّه إذا لم يكن للمرأة أيّ ولي زوجها السلطان أو القاضي فيكون وليها بإذن الله تعالى، وقد ورد في هذا عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فيما ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: “أيُّما امرأةٍ نَكَحت بغيرِ إذنِ وليِّها، فنِكاحُها باطلٌ، فنِكاحُها باطلٌ، فنِكاحُها باطلٌ، فإن دخلَ بِها ، فلَها المَهرُ بما استحلَّ من فرجِها، فإن اشتجَروا فالسُّلطانُ ولِيُّ من لا ولِيَّ لَه” [2]فإذا لم تجد المرأة وليًا ولا سلطانًا يزوجها فيجوز أن يزوجها رجل عدل يستأذنها، قال ابن قدامة في هذه المسألة: “فإنْ لم يوجَدْ لِلمرأة وليٌّ ولا ذو سُلطان، فَعَنْ أحْمَد ما يدلُّ على أنَّه يزوِّجها رجلٌ عدْلٌ بِإِذْنِها”. [3]

ما حكم زواج المطلقة سرا

ذهب جمهور علماء المسلمين على أنّه لا يجوز للمرأة المطلقة وغير المطلقة أن تتزوج بالسرّ، فالزَّواج في الإسلام له مجموعة من الشروط والأركان اليت يجب أن تتوفر حتَّى يكون الزواج صحيحًا، ومن هذه الشروط حضور شاهدين ووجود ولي أمر المرأة، ولا يجوز للمرأة أن تزوّج نفسها سرًا بدون حضور وليها، فإذا اكتملت شروط الزواج فيجب أن يتم إشهاره وهذا قول جمهور أهل العلم، والله تعالى أعلم.[4]

هل يجوز للمطلقة أن تتجوز دون علم أهلها

لا جوز للمرأة المطلقة أن تزوج نفسها دون علم أهلها بحسب ما أفتى جمهور أهل العلم باستثناء علماء المذهب الحنفي، فالزواج بالمرأة دون علم ولي أمرها باطل استنادًا على حديث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- الذي روته السيدة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- والذي جاء فيه: “”أيُّما امرأةٍ نَكَحت بغيرِ إذنِ وليِّها، فنِكاحُها باطلٌ، فنِكاحُها باطلٌ، فنِكاحُها باطلٌ، فإن دخلَ بِها ، فلَها المَهرُ بما استحلَّ من فرجِها، فإن اشتجَروا فالسُّلطانُ ولِيُّ من لا ولِيَّ لَه” [2]لذا فالواجب على المسلم أن يكون على علم بشروط صحة عقد الزواج في الشرع الإسلامي، حتَّى لا يقع في المحرمات ويرتكب ما يكون سببًا في غضب الله تعالى، والله أعلم وأحكم. [5]

هل يجوز للمراة الأرملة أن تزوج نفسها

ذهب جمهور العلماء والفقهاء من المسلمين إلى أنّ زواج المرأة الأرملة دون ولي غير جائز في الإسلام، مستندين في هذا على حديث صحيح روته السيدة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قال فيه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “أيُّما امرأةٍ نَكَحت بغيرِ إذنِ وليِّها، فنِكاحُها باطلٌ، فنِكاحُها باطلٌ، فنِكاحُها باطلٌ، فإن دخلَ بِها ، فلَها المَهرُ بما استحلَّ من فرجِها، فإن اشتجَروا فالسُّلطانُ ولِيُّ من لا ولِيَّ لَه” [2]فإذا تزوجت المرأة الأرملة بغير إذن وليها فزواجها باطل والجماع في هذا الزواج زنا كما قال علماء المسلمين، والله أعلم. [6]

ما حكم زواج البكر بدون ولي

إنّ زواج المرأة البكر بدون ولي أمرها غير جائز في الإسلام عند جمهور أهل العلم، والواجب في الزواج أن يحضر ولي أمر المرأة وأن يحضر شاهدان وأن يتم العقد بشروطه وأركانه كاملة حتَّى يصح الزواج، وولي المرأة في الزواج هو أبوها ثمَّ جدها ثمَّ ابنها ثمَّ أخوها الشقيق ثمَّ أخوها لأبيها ثمَّ أبناء أخيها ثمَّ أعمامها، وهنا تجب الإشارة إلى أنّه إذا امتنع ولي الأمر الأقرب عن تزويج المرأة جاز لها أن تنتقل إلى الولي الثاني، وإذا لم تجد المرأة وليًا لها يزوجها فإن وليها السلطان، وإذا لم تجد سلطانًا يزوجها فإنّ وليها رجل من العدول، قال ابن قدامة رحمه الله: “إذا عضلها وليها الأقرب، انتقلت الولاية إلى الأبعد، نص عليه أحمد وعنه رواية أخرى، تنتقل إلى السلطان”، والله أعلم. [7]

متى يجوز للمرأة أن تزوج نفسها بدون ولي

بحسب ما أفتى جمهور أهل العلم فإنّه لا يجوز للمرأة المسلمة أن تزوج نفسها بدون ولي أمرها أبدًا، في حين أفتى أبو حنيفة بجواز تزويج المرأة نفسها بنفسها سواء كانت ثيبًا أو بكرًا، فالراجح أنّ تزوّج المرأة بإذن وليها وهذا ما يفتي به علماء المسلمين في الوقت الحاضر، وهو الأقرب للصواب بإذن الله رب العالمين، وذلك أنّ وجود ولي الأمر من شروط الزواج ومن أركان عقد الزواج التي لا يصح العقد إلا بها، والله أعلم. [1]

ما هي شروط صحة الزواج في الإسلام

توجد لعقد الزواج في الإسلام أربعة شروط يجب أن تتوفر هذه الشروط الأربعة حتَّى يكون عقد الزواج صحيحًا، وهذه الشروط هي: [8]

  • الشرط الأول: يجب أن يتم تعيين كل طرف من أطراف عقد الزواج، فيتم تحديد الزوج باسمه أو صفته ويتم تحديد الزوجة باسمها أو صفتها، فيجب أن تتم الإشارة إلى الزوجين ليعرفهما الشهود والحاضرون أثناء كتابة العقد.
  • الشرط الثاني: يجب أن يكون الزوجان راضيين عن الزواج، فلا يصح عقد النكاح في الشرع الإسلامي إذا كان أحد الطرفين غير راضٍ عن الزواج، فإذا تم إجبار المرأة على الزواج بغير رضاها يجوز لها الامتناع عن زوجها، ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال في الحديث الصحيح: “لا تُنْكَحُ الأيِّمُ حتَّى تُسْتَأْمَرَ، ولا تُنْكَحُ البِكْرُ حتَّى تُسْتَأْذَنَ. قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، وكيفَ إذْنُها؟ قالَ: أنْ تَسْكُتَ” [9]ويجوز لولي أمر الصغيرة أن يزوجها بنفسه دون إذنها ولكن بشرط أن يختار لها زوجًا مناسبًا يكون كفؤًا للزواج بها، قال المنذر في هذا الحكم: “أجمع كلُّ مَن نحفَظُ عنه من أهل العلم، أنَّ نكاح الأب ابنته البكر الصغيرة جائزٌ، إذا زوَّجَها من كفءٍ”.
  • الشرط الثالث: يجب أن يكون ولي المرأة حاضرًا في العقد، والدليل قول رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث الذي رواه عمران بن الحصين رضي الله عنه، وروته السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: “لا نكاحَ إلا بولِيٍّ، وشاهِدَيْ عَدْلٍ”.[10]
  • الشرط الرابع: يجب أن يحضر شاهدان على عقد الزواج، ويجب أن يكون الزوجان خاليين من موانع النكاح، مثل الرضاع أو المصاهرة أو اختلاف الدين أو غير ذلك من موانع النكاح.

هل يجوز للأب أن يمنع ابنته من الزواج

لا يجوز للأب أن يمنع ابنته من الزواج برجل تريده إذا كان هذا الرجل كفؤًا للزواج بها، فقد قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث: “إذا أتاكُم من تَرضونَ خُلقهُ ودينهُ فزوّجوهُ ، إلا تفعلوا تكنْ فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ عريضٌ”[11]، وفي هذه المسألة قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: “هذه المسألة مسألة عظيمة ومشكلة كبيرة فإن بعض الرجال والعياذ بالله يخونون الله ويخونون أمانتهم ويجنون على بناتهم، والواجب على الولي أن يتَّبِع ما يُرضي الله ورسوله وقد قال الله تعالى: “وأنكحوا الأيامى منكم” أي زوِّجوا الأيامى منكم “والصالحين من عبادكم وإمائكم” أي زوجوا الصالحين من العبيد والإماء الرقيقات”، فعلى جميع ولاة الأمور من المسلمين أن يتقوا الله تعالى في هذه المسألة المهمة، وأن يراعوا حدود الله رب العالمين كي لا تكون في الأرض فتنة وفساد عريض كما أخبر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، والله أعلم.[12]

هل يجوز للمطلقه أن تزوج نفسها بدون ولي عند أبي حنيفة

ذهب علماء المذهب الحنفي إلى أنّه يحلّ للمرأة أن تزوج نفسها بغير إذن وليها، سواء كانت بكرًا أو ثيبًا بشرط أن تكون المرأة بالغة عاقلة راشدة، واستدلوا في هذا الحكم بحديث عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- والذي قالت فيه: “أنَّ فَتاةً دَخَلَتْ عليها، فقالت: إنَّ أبي زوَّجني من ابنِ أخيهِ؛ ليَرفَعَ بي خَسيستَه وأنا كارِهَةٌ، قالت: اجْلِسي حتى يأتِيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فجاءَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأخْبَرَتْه، فأرسَلَ إلى أبيها فدَعاه، فجَعَلَ الأمْرَ إليها، فقالت: يا رسولَ اللهِ، قد أَجَزتُ ما صَنَعَ أبي، ولكن أَرَدتُ أنْ أُعلِّمَ النَّاسَ أنْ ليس للآباءِ من الأمْرِ شَيءٌ”[13]،واستدلّ علماء المذهب الحنفي أيضًا بحديث الخنساء بنت خذام الأنصاريَّة والذي جاء فيه: “أنَّ أبَاهَا زَوَّجَهَا وهْيَ ثَيِّبٌ، فَكَرِهَتْ ذلكَ، فأتَتْ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فَرَدَّ نِكَاحَهُ”[14][]والله أعلم.[15]

هل يجوز للمرأة أن تزوج نفسها بدون ولي ولا شهود

ذهب جمهور الفقهاء من أهل العلم إلى أن المرأة لا يجوز لها أن تزوج نفسها من دون ولي وكذلك لا يجوز لها تزويج نفسها من دون شهود، لأنه ذلك من شروط عقد الزواج في الإسلام، وبدون الولي والشهود يكون الزواج باطلًا، بينما ذهب الإمام أبو حنيفة رحمه الله إلى جواز أن تزوج المرأة نفسها من دون ولي، ولكن رغم ذلك لم يجز أن تزوج نفسها من دون شهود، لأن الشهود من الشروط الأساسية في عقد الزواج، وقد استند أبو حنيفة إلى أن المرأة يمكنها أن تبرم عقود التجارة وما إلى هنالك ولذلك يمكنها تزويج نفسها، ولكن حديث النبي صلى الله عليه وسلم يؤكد أن المرأة لا تتزوج إلا بولي، ولذلك لا يجوز بأي حال من الأحوال في الإسلام الزواج بدون ولي أو بدون شهود والله أعلم.

مقالات قد تهمك

بهذه الأحكام الشرعية نختم مقال هل يجوز للمطلقه أن تزوج نفسها بدون ولي وكنا قد قدمنا من خلال هذا المقال العديد من الأحكام الشرعية التي لها علاقة بتزويج المرأة المطلقة نفسها بدون إذن وليها عند علماء المسلمين كافة، بالإضافة إلى هل يجوز للأب أن يمنع ابنته من الزواج وذكرنا شروط عقد الزواج في الإسلام أيضًا.

المراجع

  1. ^ islamweb.net، زواج المطلقة بدون ولي، 26/11/2024
  2. ^ صحيح الترمذي، عائشة أم المؤمنين، الألباني، 1102، صحيح.
  3. ^ ar.islamway.net، ولي المرأة المطلقة أو المتوفى زوجها، 26/11/2024
  4. ^ islamweb.net، حكم الزواج في السر، 26/11/2024
  5. ^ islamweb.net، حكم الزواج من امرأة مطلقة بدون علم أهلها، 26/11/2024
  6. ^ islamweb.net، حكم زواج الأرملة سرا بلا ولي ولا شهود، 26/11/2024
  7. ^ islamweb.net، زواج البكر العاقلة بدون ولي لرفضه تزويجها، 26/11/2024
  8. ^ alukah.net، شروط عقد النكاح، 26/11/2024
  9. ^ صحيح البخاري، أبو هريرة، البخاري، 5136، صحيح.
  10. ^ صحيح الجامع، عمران بن الحصين وعائشة، الألباني، 7557، صحيح.
  11. ^ السلسلة الصحيحة، الألباني،أبو هريرة،1022،حسن لغيره
  12. ^ islamqa.info، ما حكم منع الأب ابنته من الزواج بمن تريده، 26/11/2024
  13. ^ تخريج المسند، عائشة أم المؤمنين، شعيب الأرناؤوط، 25043، صحيح.
  14. ^ صحيح البخاري، خنساء بنت خذام الأنصارية، البخاري، 5138، صحيح.
  15. ^ islamweb.net، حجة الأحناف فيما ذهبوا إليه من صحة النكاح بلا ولي، 26/11/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *