هل يجوز مكالمة الحبيب أثناء الصيام وهل الكلام الجنسي مع الحبيب يبطل الصيام

هل يجوز مكالمة الحبيب أثناء الصيام وهو ما سيتم التحدث عنه في هذا المقال، حيثُ يعتبر من الأمور يبحث عنها المسلمون في شهر رمضان من لكي لا يقعوا في المحرمات الشرعية في هذا الشهر الفضيل بسبب الجهل بالأحكام الخاصة بصيام رمضان، وقد ذكر أهل العلم أنّ للصوم مفطرات ومفسدات وقد فصّلوها وشرحوها وبيّنوا الأمور التي تفسد الصوم والأمور التي لا تفسده، ومن خلال هذا المقال سوف يتم بيان حكم الكلام مع المرأة الأجنبية في رمضان، وهل يجوز مكالمة الحبيب أثناء الصيام.

حكم الكلام مع المرأة الأجنبية في نهار رمضان

إنّ الشرع الإسلامي الحنيف بيّن أنَّ الكلام مع المرأة الأجنبية لا يجوز في رمضان أو في غيره، وهو لا يبطل الصيام، ولكن يكون الإثم عظيمًا في رمضان؛ لأن هذا الأمر من الأفعال المحرمة التي تشتد وتزداد حرمتها في هذا الشهر الفضيل، كما يكون صيام هذا الرجل كحال من ليس له من صيامه إلّا الجوع والعطش، بدليل ما ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “ربَّ صائِمٍ ليس لَهُ مِنْ صيامِهِ إلَّا الجوعُ، ورُبَّ قائِمٍ ليس لَهُ مِنْ قيامِهِ إلَّا السَّهرُ”^[1]، فقد بيّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم أنّ الصيام ليس صيامًا عن الجوع والعطش فقط، بل يجب أن يكون صيام عن المحرمات وعن الذنوب، فقد قال -تعالى- في سورة البقرة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}^[2]، حيث تشير كلمة” لعلكم تتقون” على أهمية تقوى الله -تعالى- أثناء الصيام، فكل ذنب يقوم المسلم بارتكابه وهو صائم ينقص من أجر الصيام، والله أعلم.^[3]

هل يجوز مكالمة الحبيب أثناء الصيام

لا يجوز مكالمة الحبيب في أثناء الصيام في رمضان أو غيره من الأيام والشهور، فهو رجل أجنبي عنها، وقد حرّم الله -تعالى- هذا الكلام بين الجنسين خارج نطاق الزواج حفظًا للنسل والأعراض، فقد قال الله تعالى- في محكم تنزيله: {وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ}^[4]، حيثُ إنّ الكلام الفاحش هو إحدى مقدمات الزنا، والمكالمة بين رجل وامرأة أجنبيّة عنه هو باب من أبواب الفتنة والشرّ وهو غير جائز، ويجدر بالذكر أنّ الصائم مأمور بتقوى الله -تعالى- وفعل كل ما أمر به واجتناب ما نهى عنه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ” ليس الصيام من الأكل والشرب ، إنما الصيام من اللغو والرفث”^[5]، حيثُ دلّ الحديث على أن المقصود من الصيام ليس الامتناع عن الطعام والشراب بل تحقيق تقوى الله تعالى، وتهذيب النفس، ولذلك من الأفضل للمسلم أن يبتعد كل البعد عن الشهوات والمحرمات، ومن وقع في ذلك لم يبطل صومه ولكنّه آثم ولا بدّ له أن يتوب لله تعالى حتّى لا ينقص من أجر صومه شيء، والله أعلم.^[6]

هل يجوز مكالمة الحبيب أثناء الصيام ابن باز

ذكر الشيخ ابن باز -رحمه الله- أنه لا يجوز للمرأة المسلمة أن تتحدث مع الرجل الأجنبي دون حاجة ضرورية، أما مكالمته أثناء الصيام للحديث فيما حرّم الله لا تجوز مطلقًا، وهي من أعظم أسباب الفتنة، والواجب على المؤمن أن يحذر ما حرم الله عليه، فلا ينبغي للمرأة أن تتحدث إلى رجل أجنبي عنها عن شهوة أو حتى ينظر إلى محاسنها، فقد قال الله -جل وعلا- في الكتاب: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}^[7]، وفيما يأتي نستعرض هذه الفتوى بالتفصيل:^[8]

وأما المكالمة للأجنبية فلا بأس بها إذا كانت مكالمة مباحة ليس فيها تهمة ولا ريبة، كي يسألها عن أولادها يسألها عن أبيها يسألها عن حاجة من حوائج الجيران أو الأقارب لا بأس بذلك.أما إن كانت المكالمة للتحدث فيما يتعلق بالفساد والزنا ومواعيد الزنا أو عن شهوة أو عن كشف منها له، بأن يرى محاسنها يرى وجهها يرى محاسنها كل هذا لا يجوز.

• الأكل والشرب: وكلّ ما يدخل من الفم والأنف إلى المعدة، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “وبالِغْ في الاستنشاقِ إلَّا أن تكونَ صائمًا”^[27]، كما بيّن أهل العلم أنه يوجب معه القضاء والتوبة الاستغفار.
• ما كان بمعنى الأكل والشرب: ويشمل ذلك حقن الدم، والإبر المغذية، وغسيل الكلى، وكلّها توجب القضاء.
• الجماع: وهو أعظم المفسدات للصيام، فمن جامع في نهار رمضان وجب عليه التوبة والقضاء والاستغفار والكفارة، بدليل ما ورد في صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: “بيْنَما نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يا رَسولَ اللَّهِ هَلَكْتُ. قَالَ: ما لَكَ؟ قَالَ: وقَعْتُ علَى امْرَأَتي وأَنَا صَائِمٌ”^[28].
• القيء عمداً: فهو مبطل للصيام ويتوجب على المسلم القضاء، فقد جاء عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “مَنْ ذرعَه القيءُ فليسَ عليهِ قضاءٌ، ومَنْ استقاءَ عمدًا فليقضِ”^[29].
• إخراج الدم بالحجامة ونحوها: فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “أَفْطَرَ الحاجِمُ والمحجومُ”^[30].
• الاستمناء: وهو ما يكون من إنزالٍ للمني باليد ونحو ذلك، فقد جاء في الصحيح من الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ:” الصِّيَامُ جُنَّةٌ فلا يَرْفُثْ ولَا يَجْهلْ، وإنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِن رِيحِ المِسْكِ. يَتْرُكُ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ وشَهْوَتَهُ مِن أجْلِي الصِّيَامُ لِي، وأَنَا أجْزِي به والحَسَنَةُ بعَشْرِ أمْثَالِهَا”^[31].
• خروج دم الحيض أو النفاس من المرأة: وقد استدل أهل العلم في ذلك بما ورد عن حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “أَليسَ إذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ ولَمْ تَصُمْ، فَذلكَ نُقْصَانُ دِينِهَا”^[32].

وهكذا نصل وإيّاكم إلى نهاية هذا المقال الذي قدمناه لكم بعنوان هل يجوز مكالمة الحبيب أثناء الصيام، فقد بيّنا حكم الكلام مع المرأة الأجنبية في نهار رمضان، ثمّ أدرجنا لكم الإجابة الصحيحة حول السُّؤال المطروح، ثمّ بيّنا هل الكلام الجنسي مع الحبيب يبطل الصيام، وهل يجوز مكالمة الحبيب أثناء الصيام ابن باز، وأيضًا أرفقنا هل يجوز تقبيل الحبيب في رمضان،كما ختمنا مقالنا ببيان مبطلات الصيام، نرجو أن نكون قد وفقنا في الإجابة على هذا السؤال وأن نكون حملنا لكم الفائدة في هذا المقال.