أفضل وقت للصدقة في العشر الأواخر وفضلها وحكمها

أفضل وقت للصدقة في العشر الأواخر وفضلها وحكمها من المعلومات التي يبحث عنها كثير من المسلمين، وخصوصًا مع اقتراب حلول العشر الأواخر من شهر رمضان في كل عام، حيث يحرص كثيرون على اغتنام هذه الليالي المباركة، وسوف نقدم للزوار الكرام معلومات عن حكم صدقة التطوع ومكانتها في الإسلام، وعلى أفضل الأوقات للصدقات في العشر الأواخر من رمضان، وسوف يتم التعرف على فضل الصدقات في العشر الأواخر من رمضان، وحكمها وما إلى هنالك من أحكام متعلقة.

حكم صدقة التطوع في الإسلام

إنَّ صدقة التطوع من الأمور المستحبة في الإسلام، وهي سنة مؤكدة أوصى بها الله تعالى في كتابه العزيز وحثَّ المسلمين على أدائها في كثير من المواضع، كما حثَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين على أدائها في كل وقت وحين، فقد ورد في كتاب الله تعالى قوله: “لَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ”،^[1] وقد وعد المتصدقين بأجر كبير وفضل جزيل، وقد ورد في الحديث عن أبي أُمامةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم: “يا ابن آدَمَ، إنَّك أن تَبذُلَ الفَضلَ خيرٌ لك، وأن تُمسِكَه شرٌّ لك، ولا تُلامُ على كَفافٍ، وابدأ بمن تَعولُ، واليدُ العُليا خَيرٌ مِنَ اليَدِ السُّفلى”،^[2] ولذلك فهي من الأمور المستحبة وليست واجبة، بل من أبواب الخير واكتساب الأجر والثواب من الله، والله تعالى أعلم.^[3]

أفضل وقت للصدقة في العشر الأواخر

لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الصدقة في العشر الأواخر من رمضان أفضل، وإنما كان يحيي العشر الأواخر من خلال الصلاة والذكر والانشغال بالعبادة، ولكن ما ثبتَ أن الصدقة في شهر رمضان أفضل من الصدقة في غيره من الأيام، كما أشار الفقهاء إلى أنَّ العمل الصالح على عمومه بما في ذلك الصدقات تكون أفضل عندما تكون في زمان فاضل، مثل العشر الأواخر من رمضان، وقد أوصى النبي عليه الصلاة والسلام بتحري ليلة القدر في العشر الأواخر، وعلى المسلم أن يتصدق في جميع هذه الليالي المباركة وفي شهر رمضان كله، فقد كان النبي أجود ما يكون في رمضان، وقد ورد في الحديث عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أنه قال: ” كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ بالخَيْرِ، وَكانَ أَجْوَدَ ما يَكونُ في شَهْرِ رَمَضَانَ”،^[4] ولذلك لا فرق في فضل الصدقة بين العشر الأواخر،و للمسلم أن يكثر من الصدقات في العشر الأواخر كلها، وفي بقية أيام وليالي الشهر الفضيل.^[5]

هل الصدقة في العشر الأواخر من رمضان واجبة

إنَّ الصدقة في الإسلام من الأمور المستحبة التي حضَّ عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أنها في شهر رمضان آكد وأعظم أجرًا، فقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يكون أجود ما يكون في رمضان، ولكنها ليست واجبة، بل هي سنة مؤكدة ومستحبة، وينال المسلم عليها أجرًا كبيرًا وفضلًا عظيمًا بإذن الله، حيث إن الأعمال في هذه الأوقات مضاعفة الأجر، وإذا ما وافقت ليلة القدر تكون أفضل من العبادة في ألف شهر، وقد ورد عن ابن القيم رحمه الله قوله في ذلك: “وكان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، يُكثر فيه مِن الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن والصلاة والذكر والاعتكاف”، وقد ميز بين الجود والإسراف، وهو أن الجود أن يتم وضع الأعطيات في مواضعها، بينما الإسراف قد توضع الأعطية في مواضعها وأكثر الأعطيات في غير مواضعها، ولذلك كان النبي عليه الصلاة والسلام أجود ما يكون في رمضان.^[6]

سبب تفضيل الصدقة في العشر الأواخر من رمضان

لقد ذهب الفقهاء من أهل العلم إلى أنَّ الأعمال الصالحة والعبادات تكون أفضل في الزمان الفاضل، والعشر الأواخر من رمضان هي أفضل الليالي على الإطلاق، فهي أفضل الليالي في شهر رمضان وهو أفضل الشهور على الإطلاق أيضًا، وقد أقسم الله تعالى بها، حيث قال في كتابه العزيز: “وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ * وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ * هَلْ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ”،^[7] ولذلك فإنَّ الصدقة في هذه الليالي أفضل وأعظم أجرًا، كما أن هذه الليالي فيها ليلة القدر التي نزل فيها القرآن الكريم والأعمال فيها أفضل من ألف شهر كما ورد في كتاب الله تعالى أيضًا.^[6]

فضل الصدقة في العشر الأواخر من رمضان

إنَّ الصدقة في العشر الأواخر تدخل ضمن أعمال الخير في شهر رمضان والتي يرجى المسلم أن يضاعفها له الله أضعافًا كثيرة، كما أنَّ العشر الأواخر فيها ليلة القدر وهي خير من ألف شهر، والأعمال والعبادات فيها تكون أفضل من الأعمال والعبادة في ألف شهر، ولم يتم تحديد هذه الليلة في العشر الأواخر حتى يتحراها المسلم في جميع الليالي ويجتهد في جميع الليالي، ولذلك فإذا تصدق المسلم في العشر الأواخر في كل ليلة، ووافقت إحدى الصدقات ليلة القدر، يكون ذلك أفضل له من الصدقة لألف شهر متواصلة، فقد قال تعالى: “إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ”،^[7] كما أنها اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم فقد كان أجود ما يكون في رمضان.^[8]

أفضل أنواع الصدقات في العشر الأواخر

إنَّ الصدقات في الإسلام محمولة على الإطلاق، وقد يكون أفضلها ما يحتاجه الشخص نفسه الذي سوف تقدم له الصدقة، كأن يكون محتاجًا للطعام فتقدم له الطعام، أو محتاجًا للباس فتقدم له اللباس، ولكن هنالك بعض الصدقات التي ورد في الإسلام أنها أفضل من غيرها وخصوصًا في العشر الأواخر من شهر رمضان، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أفضل هذه الصدقات:^[8]

• تفطير الصائمين: فقد حثَّ النبي عليه الصلاة والسلام على تفطير الصائمين، وأشار إلى أنَّ المسلم الذي يقدم الإفطار للصائم له مثل أجره، إضافة إلى إطعام الفقراء والمساكين وسقيا الماء.
• تقديم الصدقة للأهل والأبناء والأقارب: إنَّ الأقربين أولى بالمعروف، وعلى المسلم أن يتفقد أحوال أهله وأقاربه في رمضان وفي العشر الأواخر وينظر مواضع حاجتهم ويتصدق عليهم.
• الصدقة على الجار: إنَّ الجار له مكانة كبيرة، ويجب على المسلم ان يسد حاجة جاره ويتصدق عليه وخصوصًا في رمضان.
• الصدقة في الخفاء: فقد أشار النبي عليه الصلاة والسلام إلى أن الصدقة الخفية أفضل وأعظم أجرًا.

مقالات قد تهمك

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال أفضل وقت للصدقة في العشر الأواخر وفضلها وحكمها وقد تعرفنا على صدقة التطوع وحكمها في الإسلام، كما تعرفنا على أفضل وقت للصدقة في العشر الأواخر من شهر رمضان، وتعرفنا على حكم الصدقة في العشر الأواخر من رمضان، وعلى فضلها في هذه الليالي الفضيلة، وغير ذلك من المعلومات الأخرى.