التشهد في صلاة الوتر

التشهد في صلاة الوتر
التشهد في صلاة الوتر

التشهد في صلاة الوتر، إنَّ مصطلح صلاة الوتر يُطلق على الركعات التي يصلِّها المسلم بعددٍ فرديٍ بعد فريضة العشاء، وفي هذا المقال الذي يطرحه موقع تصفحه سيتمُّ بيان عدد المرات التي يتشهد فيهنَّ المصلِّي في صلاة الوتر بحسب عدد الركعاتِ، كما سيتمُّ بيان كيفية أداء الركعات بشيءٍ من التفصيل، ثمَّ سيتمُّ بيان أقوال الأئمة الأربعة في حكم صلاة الوتر مع ذكر أدلة كل فريق، وفي ختام هذا المقال سيجد القارئ فضائل صلاة الوتر.

التشهد في صلاة الوتر

إنَّ مصطلح التشهد في الصلاة عمومًا يعني قول المصلّي وهو جالسٌ عند موضعه: “التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي، ورحمة الله وبركاته، السلام علينا، وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله”،[1] وفي هذه الفقرة من هذا المقال سيتمُّ بيان موضع التشهد في صلاة الوتر بحسب عدد الركعات، وفيما يأتي ذلك:[2]

في الركعة الواحدة

إذا أوتر المسلم بركعةٍ واحدةٍ فإنَّ عليه بهذه الحالة أن يأتي بتشهدٍ واحدٍ، حيث يصلِّي ركعةً واحدة ويأتي بجميع أركانها وواجباتها وما شاء من سننها، وبعد أن يسجد السجدة الثانية منها، فإنَّه يجليس ويأتي بالتشهد والصلاة الإبراهيمية، ثمَّ يسلِّم عن يمينه وعن يساره.

شاهد أيضًا: هل يجوز صلاة التهجد بعد الوتر

في الثلاث ركعات

إنَّ أقلَّ الكمال أن يوتر المسلم بثلاث ركعات، وفي هذه الحالة فإنَّ لصلاة الوتر كيفيتان، وفيما يأتي بيانهما:

  • الكيفية الأولى: أن يوصل الثلاث ركعات بسلامٍ واحدٍ، وفي هذه الحالة عليه أن يأتي بتشهدٍ واحدٍ، وذلك عند الجلوس بعد السجدة الثانية من الركعة الثالثة.
  • الكيفية الثانية: أن يفصل بين الثلاث ركعات، وفي هذه الحالة عليه أن يأتي بتشهدين اثنين، حيث يصلِّي ركعتين متصلتين ويجلس للتشهد بعد السجدة الثانية من الركعة الثانية ثمَّ يسلِّم عن يمينه ويساره، ثمَّ يأتي بالركعة الثالثة ويجلس في السجدة الأخيرة للتشهد ثمَّ يسلم عن يمينه وعن يساره.

في الخمس والسبع ركعات

يجوز للمسلم أن يوتر بخمسِ ركعاتٍ أو بسبع، وفي هاتين الحالتين عليه أن يأتي بتشهدٍ واحد في آخرهنَّ، حيث يأتي بالركعات الخمس، أو السبع متصلات من غير فصلٍ، ودليل ذلك الحديث الذي روته أم المؤمنين أم سلمة -رضي الله عنها- حيث قالت: “كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم يوترُ بسبعٍ أو بخمسٍ ، لا يفصلُ بينهنَّ بتسليمٍ ولا كلامٍ”.[3]

في التسع ركعات

إذا أوتر المسلم بتسع ركعاتٍ فإنَّ في هذه الحالة عليه أن يأتي بتشهدين اثنين، حيث يصلِّي التسع ركعاتٍ متصلاتٍ، فيجلس بعد السجود الثاني من الركعة الثانية ولا يسلِّم، بل يقوم ليأتي بالركعة التاسعة، ثمَّ بعد السجود الثاني منها يجلس ليأتي بالتشهد، ثمَّ يسلِّم عن يمينه وعن يساره، وقد بيَّنت السيدة عائشة -رضي الله عنها- هذه الكيفية بالحديث الذي روته، حيث قالت: “أنَّهُ – صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ – كانَ يصلِّي من اللَّيلِ تسعَ ركَعاتٍ لا يجلسُ فيها إلَّا في الثَّامنةِ فيذكرُ اللَّهَ ويحمَدُهُ ويدعوهُ ثمَّ ينهضُ ولا يسلِّمُ ثمَّ يقومُ فيصلِّي التَّاسعةَ ثمَّ يقعدُ فيذكرُ اللَّهَ ويحمدُهُ ويدعوهُ ثمَّ يسلِّمُ تسليمًا يسمِعُناهُ”.[4]

شاهد أيضًا: السور التي تقرأ في صلاة الوتر

في الإحدى عشر ركعة

أمَّا إذا أوتر المسلم بإحدى عشر ركعة فعليه بهذه الحالة أن يأتي بستِّ تشهدات، حيث يجلس بعد كلِّ ركعتين متصلتين ويجلس للتشهدِّ فيهنَّ بعد السجدة الثانية من الركعة الثانية، ثمَّ يسلِّم عن يمينه وشماله، ثمَّ أن ينهي العشر ركعاتٍ، فإنَّه يأتي بالركعة الحادية عشر على حدة ويجلس للتشهد فيها ثمَّ يسلِّم عن يمينه وعن يساره، والله تعالى أعلى وأعلم بذلك.

حكم صلاة الوتر

إنَّ صلاة الوتر من المسائل الفقهية التي تباينت فيها آراء الأئمة الأربعة، حيث ذهب جمهور أهل العلم إلى سنيتها، وذهب بعضهم إلى وجوبها، ولكلِّ فريقٍ منهم أدلتهم، وفي هذه الفقرة من مقال التشهد في صلاة الوتر، سيتمُّ بيان آراءهم بشيءٍ من التفصيل، وفيما يأتي ذلك:[5]

صلاة الوتر سنة مؤكدة

ذهب جمهور أهل العلم من المالكية والشافعية والحنابلة إلى أنَّ صلاة الوتر سنةٌ مؤكدةٌ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مستدلين على ذلك بالحديث الذي رواه طلحة بن عبيدالله -رضي الله عنه- حيث قال: جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن أهْلِ نَجْدٍ ثَائِرَ الرَّأْسِ، يُسْمَعُ دَوِيُّ صَوْتِهِ ولَا يُفْقَهُ ما يقولُ، حتَّى دَنَا، فَإِذَا هو يَسْأَلُ عَنِ الإسْلَامِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ. فَقالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَوَّعَ”.[6]

صلاة الوتر واجبة

ذهب فقهاء الحنفية إلى وجوب صلاة الوتر على كلِّ مسلم، وقد استدلَّ أصحاب هذا القول بعددٍ من الأدلة الشرعية، وفيما يأتي ذكرها:

  • الحديث الذي رواه بريدة بن الحصيب الأسلمي، حيث قال: “الوِترُ حَقٌّ، فمَن لم يُوتِرْ فليس مِنَّا، الوِترُ حَقٌّ، فمَن لم يُوتِرْ فليس مِنَّا، الوِترُ حَقٌّ، فمَن لم يُوتِرْ فليس مِنَّا”.[7]
  • الحديث الذي رواه أبو بصرة الغفاري، حيث قال: “إنَّ اللهَ زادَكُم صلاةً, وهي الوِترُ, فصلُّوها بينَ صلاةِ العشاءِ إلى صلاةِ الفجرِ”، ووجه الدلالة من هذا الحديث أنَّ النبي قال فصلُّوها، وإنَّ الأمر هنا للوجوب.[8]

شاهد أيضًا: دعاء الثلث الأخير من الليل للرزق

فضل صلاة الوتر

لقد رتب الشرع الحنيف على صلاة الوتر عددٌ من الفضائل، والتي يمكن إجمالها في النقاط التالية:[9]

  • أن النبيَّ حافظ عليها، وقد ثبت عنه أنَّه لم يكن يتركها لا في السفر ولا في الحضر.
  • أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر بالمحافظة عليها، ودليل ذلك أنَّه قال: “إنَّ اللهَ زادكم صلاةً فحافِظوا عليها، و هي الوِترُ”.[10]
  • أنَّها خيرٌ من حمر النعم، ودليل ذلك الحديث الذي رواه خارجة بن حذافة العدوي -رضي الله عنه- حيث قال: “إنَّ اللهَ أمدَّكم بصلاةٍ هي خيرٌ لكم من حُمْرِ النَّعمِ. قلنا: وما هي يا رسولَ اللهِ؟ قال: الوترُ ما بين صلاةِ العشاءِ إلى طلوعِ الفجرِ”.[11]
  • أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أوصى أبا هريرة بأدائها، ودليل ذلك الحديث الذي رواه الصحابي الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه- حيث قال: “أَوْصَانِي خَلِيلِي بثَلَاثٍ لا أدَعُهُنَّ حتَّى أمُوتَ: صَوْمِ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، وصَلَاةِ الضُّحَى، ونَوْمٍ علَى وِتْرٍ”.[12]

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان التشهد في صلاة الوتر، وفيه تمَّ التعريف بالتشهد، وبيان عدد المرات التي يتشهد بها المسلم في صلاة الوتر حسب كم ركعة سيصلِّي بالتفصيل، ثمَّ تمَّ بيان حكم صلاة الوتر عن الأئمة الأربعة، وفي ختام هذا المقال تمَّ بيان فضل صلاة الوتر.

المراجع

  1. ^ binbaz.org، صيغة التشهد في الصلاة، 12/01/2023
  2. ^ islamqa.info، الكيفيات الواردة لصلاة الوتر، 12/01/2023
  3. ^ صحيح ابن ماجه، أم سلمة أم المؤمنين، الألباني، (352/1)، صحيح
  4. ^ أعلام الموقعين، ابن القيم، عائشة أم المؤمنين، (313/2)، صحيح
  5. ^ .alukah.net، صلاة الوتر فضائل وأحكام، 12/01/2023
  6. ^ صحيح البخاري، طلحة بن عبيدالله، البخاري، 46، صحيح
  7. ^ سنن أبي داوود، بريدة بن الحصيب الأسلمي ، أبو داوود، 1419، سكت عنه
  8. ^ قيام رمضان، أبو بصرة الغفاري، الألباني، 26، صحيح
  9. ^ shamela.ws، كتاب القنوت في الوتر، الوليد بن عبدالرحمن الفريان، 7، بتصرف، 12/01/2023
  10. ^ صحيح الجامع، عبدالله بن عمرو، 1772، صحيح
  11. ^ حاشية بلوغ المرام، خارجة بن حذافة العدوي، ابن باز، 263، إسناده حسن
  12. ^ صحيح البخاري، البخاري، أبو هريرة، 1178، صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *