الحضانة بعد زواج الأم وشروط الحضانة

الحضانة بعد زواج الأم وشروط الحضانة
الحضانة بعد زواج الأم

الحضانة بعد زواج الأم المطلقة من حق الأب أم من حق الأم، فبعد الطلاق يبقى الأطفال في الوسط بين الأم والأب وهم حلقة الاتصال الوحيدة بينهما، وتحديدًا في حال كان الأطفال في سنٍ صغيرة، وقد نظّم الإسلام شؤون الأسرة ورتبها وبيّن الحقوق والواجبات، وحتى مع الطلاق، فإن الحقوق تكون محفوظة في الشريعة الإسلامية، وقد وجدت الأحكام والضوابط التي تنظم حقوق المطلقة والزوج والأطفال وحضانتهم، وعبر هذا المقال سيتم بيان من له الحق في حضانة الأطفال بعد أن تتزوج الأم من رجل آخر.

حضانة الأطفال بعد الطلاق

اتفق أهل العلم أن الشريعة الإسلامية جاءت بمنح حق الأم حضانة الأطفال بعد الطلاق ولا خلاف في ذلك، والأدلة الشرعية التي اعتمدوا عليها في هذا الأمر كثيرة، ومنها ما ورد عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- حين قال: “أنَّ امرأةً أتَتِ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالتْ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ ابني هذا كان بَطني له وعاءً، وحِجري له حِواءً، وثَديي له سِقاءً، وزعَمَ أبوه أنَّه ينزِعُه منِّي؟! قال: أنتِ أحقُّ به ما لم تَنكِحي”.[1]وقد رجّح أهل العلم بعد خلافٍ على مسألة العمر الذي يحق للأم الحضانة فيه، أن من حق الأم حضانة أطفالها حتى يبلغوا سبعًا من السنين، وهو سن التمييز والاختيار، فعند هذا السن يخيّر الطفل بين إرادته ببقائه مع أمه أو العيش مع أبيه، وذلك اعتمادًا على الكثير من الأدلة الشرعية الصحيحة التي تشير إلى ذلك، فعن أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: “أنَّ امرأةً جاءَت فقالت : يا رسولَ اللَّهِ ! إنَّ زوجي يريدُ أن يذهبَ بابني ؛ وقَد سقاني من بئرِ أبي عِنَبةَ وقد نفعني فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : استَهِما عليهِ ، قالَ زوجُها : من يحاقُّني في ولدي . فقالَ النَّبِيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : هذا أبوكَ وَهذِه أمُّكَ فخُذْ بيدِ أيِّهما شئتَ فأخذَ بيدِ أمِّهِ ، فانطلقَت بِه”.[2] والله ورسوله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: حكم طلب الطلاق بسبب مشاهدة الأفلام الإباحية

الحضانة بعد زواج الأم

إن الحضانة حقٌ للأم بعد الطلاق ما لم تتزوج، أما لو تزوجت فإن الحضانة تنتقل إلى الجدّة أم الأم ثم إلى جدته أم الأب ثم لخالته أخت أم الأطفال، وقيل عند كثير من أهل العلم أن الأب أولى من الجدة لذلك تنتقل الحضانة إليه بعد زواج الأم، فالأطفال وهم في سنٍّ صغيرة يحتاجون للرعاية والخدمة المتواصلة، ويحتاجون لما يحتاجونه من الحنان والشفقة والعطف والمرأة في ذلك أصلح من الرجل وأقدر عليه، لذلك جعل الإسلام حق الحضانة للمرأة المطلقة، ولو كانت كتابية أو مجوسية، فشفقة الأم بأطفالها لا تختلف باختلاف دينها، وقد ورد عن القاسم بن محمد أنه قال: “كانت عند عُمَرَ بنِ الخطَّابِ امرأةٌ مِن الأنصارِ، فولَدتْ له عاصمَ بنَ عُمَرَ، ثم إنَّه فارَقها، فرَكِب عُمَرُ يومًا إلى قُبَاءٍ، فوجَد ابنَهُ يَلعَبُ بفِناءِ المسجدِ، فأخَذ بعَضُدِهِ، فوضَعه بين يدَيْهِ على الدابَّةِ، فأدرَكتْهُ جَدَّةُ الغلامِ، فنازَعتْهُ إيَّاه، فأقبَلا حتى أتيَا أبا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، فقال عُمَرُ: ابني، وقالت المرأةُ: ابني، فقال أبو بَكْرٍ: خَلِّ بينها وبينه، فما راجَعه عُمَرُ الكلامَ”.[4] ولأن الترتيب الذي ورد في من له الحق في الحضانة لا دليل له ولا استناد إلا أنه اجتهادٌ من أهل العلم في تفسيرهم الأدلة، فلذلك اختلف فيه في مسألة ترتيب أحقية الحضانة بعد الأم في حال تزوجت، فمنهم من قال الحضانة لأم الأم، ومنهم من قال الحضانة للأب، وينظر في حال الأب إن كان صالحًا وقادرًا على تربية الابن فإنه ينال حق حضانته أما لو لم يكن فإن حضانته تنتقل لغيره والله ورسوله أعلم.[5]

حضانة الأولاد بعد زواج الأم إسلام ويب

ورد في موقع إسلام ويب أنه لا خلاف عند أهل العلم في أحقية المرأة المطلقة بحضانة أطفالها بعد طلاقها، وذلك في حال ما لم يكن فيها أي مانعٍ من موانع هذا الحق، ولا حضانة لها لو تزوجت، فبمجرد زواجها يسقط حقها في حضانة أطفالها، وقد اختلف أهل العلم في مسألة من له حق الحضانة للأطفال بعد زواج الأم، وذهب الجمهور وهو القول الراجح في هذه المسألة إلى أن أم الأم هي الأحق بحضانة الأطفال بعد أمهم، واختار الحنابلة أن الأب هو الأحق بعد الأم بالحضانة، وبالأخذ في قول الجمهور، فإن كانت أم الأم ميتة أو عاجزة عن الحضانة، فيختلف فيمن يكون أحق بالحضانة بعدها وكان الخلاف بين أم الأب والأب وأخت الأم الشقيقة، والراجح عندهم أنها أم الأب ثم خالة الأولاد، وقد ذكر أصحاب هذا القول، أن الأنثى دائمًا تكون مقدمة على الذكر في مسألة الحضانة لغريزة الأمومة فيها، وهذا يكون في الأطفال دون السابعة الغير قادرين على التمييز.[6]

شاهد أيضًا: حكم الطلاق قبل الدخول ، هل يجوز إرجاع المطلقة قبل الدخول بها

شروط حضانة الأم للأولاد

إن الإسلام كتشريع وضع الحق في حضانة الأطفال للمرأة بعد الطلاق، وكذلك يفعل القانون في الدول الإسلامية، فللأم الأحقية بحضانة أطفالها ما لم تتزوج، وما لم يبلغوا سن السبع سنوات، وفي حال زواجها تسقط الحضانة عنها، وقد تم تحديد عدد من الشروط لتكون الأم صاحبة الحق في الحضانة، وهي كما يأتي:[7]

  • على المرأة أن تكون عاقلة، فلا تعطى الحضانة لامرأة مريضة أو مجنونة أو نحو ذلك ولو كان عقلها يذهب ويأتي فلا تعطى حق الحضانة.
  • الإسلام وهو من الشروط الذي لم يتم الاتفاق عليه لكن اختاره جمهور أهل العلم، فلا تعطى الحضانة لغير المسلمة لأنها ستكون سببًا في تغيير دين أطفالها.
  • العفة والأمانة وعدم الفسق، فالعفيفة التي تعف نفسها وفرجها وتحفظ نفسها من الحرام، والأمينة التي لا تنم ولا تشهد زورًا ولا تظلم، وعدم الفسوق أي غير تاركة للصلاة فلا حضانة لمن تركت الصلاة.
  • أن تكون الأم مقيمة في ذات البلد الذي يقيم فيه الأب أو في البلد الأصلي للطفل.
  • عدم زواج الأم، فمتى تزوجت الأم ولو لم يحدث دخول من الزوج الجديد فإنه لا حق لها في حضانة أطفالها أبدًا بعد ذلك.
  • عدم تمييز الأطفال، وقد اختار أهل العلم عمر عدم التمييز كل ما يكون تحت سبع سنوات.

حالات سقوط الحضانة عن الأم

جاء الإسلام منظمًا لكل أحوال الأسرة حتى بعد وقوع الطلاق، وذلك تحقيقًا للمصلحة على الرجل والمرأة والأطفال وضمان حق كل طرف من الأطراف، وعندما أعطى الأم الحق في حضانة أطفالها كان ذلك تحقيقًا لمصلحتها ومصلحتهم، ولكن قد تسقط هذه الحضانة في بعض الظروف المعينة والتي يمكن ذكر ما يأتي منها:

  • في حال تزوجت الأم مرة أخرى من رجل غير الأب لأطفالها يسقط حقها في الحضانة.
  • إن كانت المرأة مهملةً لأطفالها ورعايتهم والاهتمام بشؤونهم وتربيتهم وثبت ذلك عنها فيسقط حقها في الحضانة.
  • في حال أصيبت الأم بمرضٍ نفسي أو عقلي، أو أصيبت بمرضٍ جسدي يمنعها من القيام بواجباتها تجاه أطفالها ورعايتهم فإن حقها في الحضانة يسقط.
  • إن تورطت الأم في أي قضية تتعلق بالأمانة والشرف وصدور حكم قضائي في حقها.
  • لو قامت المرأة بمنع الأب من رؤية أطفاله ثلاث مرات متوالية يحق للأب طلب إسقاط حق حضانتها.
  • في حال بلغ الأطفال السن المعتبرة والمحددة شرعًا وقانونًا لانتهاء فترة الحضانة، وهي في الغالب تكون سن السبع سنوات.

متى يحق للأب حضانة الولد

يمكن القول في الحالة الطبيعية أن الأب يحق له حضانة الأطفال بحسب أقوال بعض أهل العلم عندما ينتهي حق الأم في الحضانة، وذلك بعد بلوغ الأطفال سن التمييز أي السابعة من العمر، فإنهم يتم تخييرهم بين الأب وبين الأم فيعيشون مع من يختارون، أما في الحالات الغير طبيعية فعند زواج المرأة من رجل آخر فإن حقها يسقط في حضانة أطفالها ويكون من بعدها الحق لزوجها، وكذلك لو ثبت فسوق المرأة وعدم عفتها وعدم كفاءتها في الرعاية والتربية للأطفال فإن حقها يسقط ويكون الحق من بعدها للأب عند كثير من أهل العلم، مع ضرورة الذكر أن الراجح في أحقية الحضانة من بعد الأم هي أم الأم بالنسبة للأطفال، فلو لم يوجد في القول العام في الحضانة من هو أحق بالحضانة من الأب بعد سقوط حق الأم فيها فإنه يأخذ أولاده لحضانته والله ورسوله أعلم.[8]

شاهد أيضًا: مستحقات الزوجة بعد الطلاق ، حقوق المرأة بعد الطلاق في الإسلام

حضانة الأطفال بعد وفاة الأب

قد نصّ الشّرع الحنيف على أنّ حضانة الأطفال تكون حقًا للأم إذا ما مات عنها زوجها، فالأم هي الأولى باحتضان أطفالها بعد وفاة والدهم، ولا يجوز لأحدٍ من عائلتها أو عائلة زوجها منعها من احتضان أطفالها إذا مات زوجها ولم تتزوّج من بعده، فإذا هي تزوجت سقط حقّ الحضانة لها، ومن الشّروط التي يجب أن تتوافر ليكون حقّ حضانة الأطفال من نصيب الأم هو أن تكون مقيمةً في نفس البلد الذي يقيم فيه وليّ المحضون أي الجد أو العم، فإذا ما انتقلت لبلدٍ آخر للحاق بأهلها أو غيرهم فإنّ حقّها في الحضانة يسقط وينتقل لمن هو أولى من بعدها كأم الأب أو الخالة، لأنّ الشّرع الحنيف قد جعل لوليّ المحضون حقٌ في رؤية المحضون والإشراف على تربيته والعناية به والسّعي فيما يخصّه، فلا يحقّ ولا يجوز للأم الانتقال بأطفالها من بلد وليّهم إلى آخر وإلّا فإنّ حقّها في الحضانة يسقط وينتقل لغيرها من الإناث والله أعلم.[9]

شاهد أيضًا: ما هو الطلاق البائن ، أنواع الطلاق البائن في الإسلام

الحكمة من سقوط حضانة الأم إذا هي تزوجت

إنّ الحضانة في الإسلام هي الحماية والقيام على مصالح وشؤون المحضون وحمايته ممّا يضرّ به، ولقد أسقط الإسلام حقّ الحضانة للأم إذا ما تزوجت وذلك بناءً على قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “أنتِ أحقُّ بِه ما لم تَنكِحي”.[10] فالمرأة إذا ما تزوجت وكان لها الأولاد فإنّها حتمًا ستنشغل بمرضاة زوجها والقيام بحقوقه عن رعايتها لأطفالها وأولادها، وذلك فيه ضررٌ للطفل عظيم، كذلك قد تنشأ لدى الزوج الجديد كراهيةٌ تجاه هذا الطفل فلا يبالي بما يضره، ولا يبالي في انحرافه أو استقامته، كذلك خاف الإسلام الحنيف على الأطفال إذا تزوجت أمّهم من المنّة والأذى وضياع حقوقهم ومصالحهم، كذلك قيل بأنّ الحضانة تسقط للحفاظ على حقّ الزوج من الضياع فيزهد الزوج بالزوجة لضياع حقوقه ومصالحه، ولقد قال الباجي رحمه الله تعالى: “وَوَجْهُ ذَلِكَ : أَنَّ الصَّبِيَّ يَلْحَقُهُ الضَّرَرُ بِتَكَرُّهِ الزَّوْجِ لَهُ ، وَضَجَرِهِ بِهِ ، وَالْأُمُّ تَدْعُوهَا الضَّرُورَةُ إِلَى التَّقْصِيرِ فِي تَعَاهُدِهِ ؛ طَلَبًا لِمَرْضَاةِ الزَّوْجِ ، وَاشْتِغَالًا بِهِ ، وَذَلِكَ كُلُّهُ مُضِرٌّ بِالصَّبِيِّ ، فَبَطَلَ حَقُّهَا مِنْ الْحَضَانَةِ” فإذا ما تزوجت المرأة بعد طلاقها أو موت زوجها فإنّ حقّ الحضانة ينتقل إلى أمّها ومن بعدها أختها فإن لم تجد فإنّ حقّ الحضانة يكون لأمّ الأب، والله أعلم.[11]

الحضانة بعد زواج الأم مقالٌ تعرّفنا فيه على معنى الحضانة في الإسلام ولمن يكون الحقّ بها بعد زواج الأم، كذلك بيّنا من خلاله شروط حضانة الأم للأطفال والحالات التي يسقط بها حقّ الأم في الحضانة والحكمة الشرعية في ذلك.

أسئلة شائعة

أسئلة شائعة
اذا تزوجت المرأة المطلقة فلمن تكون حضانة الولد؟
فالأم أحق بحضانة أبنائها قبل سن السابعة، ما لم تتزوج ، فينتقل الحق لمن يليها وفي تعيين الأحق بعد الأم خلاف بين الفقهاء ، فذهب بعض العلماء إلى أنه ينتقل إلى أم الأم ، ورجح شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن الأب أولى من أم الأم.
متى يحكم القاضي بالحضانه للاب؟
يحق للأب رفع دعوى حضانة بمجموعة من الحالات، هي: إذا تزوجت الأم أجنبياً، تكون حضانة الأبناء للأب سواء أكانوا ذكوراً أو إناثاً، إذا منعت الأم زوجها السابق من رؤية الأطفال ثلاث مرات متتالية، سوف تسقط حضانتها على الفور لتعود الحضانة للأب.
هل البنت تخير بين الام والاب؟
ذهب الشافعية والحنابلة إلى تخيير المحضون بين أبيه وأمه إذا تنازعا فيه على ما يأتي من التفصيل، فيلحق بأيهما اختار  ولا فرق في التخيير بين الذكر والأنثى، فرق الحنابلة بين الذكر والأنثى، فيخير الصبي إذا بلغ سبع سنين، أما البنت فتكون في حضانة والدها إذا تم لها سبع سنين، حتى سن البلوغ، وبعد البلوغ تكون عند الأب أيضا إلى الزفاف وجوبا.

المراجع

  1. ^ تخريج المسند لشعيب، عبد الله بن عمرو، شعيب الأرناؤوط، 6707، حسن
  2. ^ التعليقات الرضية، أبو هريرة، الألباني، 2/340، إسناده صحيح
  3. ^ islamweb.net، من يتولى الحضانة بعد الطلاق، 01/03/2023
  4. ^ تخريج شرح السنة ، القاسم بن محمد، شعيب الأرناؤوط، 9/333 ، رجاله ثقات لكنه منقطع
  5. ^ islamqa.info، إذا تزوجت المطلقة فلمن تكون حضانة البنت ؟، 01/03/2023
  6. ^ islamweb.net، حضانة الأولاد بعد زواج الأم، 01/03/2023
  7. ^ islamweb.net، شروط استحقاق الأم للحضانة، 01/03/2023
  8. ^ islamweb.net، متى يحق للأب حضانة ولده، 01/03/2023
  9. ^ islamweb.net، مآل الحضانة بعد موت الأب، 01/03/2023
  10. ^ صحيح أبي داود ، عبد الله بن عمرو، الألباني، 2276، حسن
  11. ^ islamqa.info، الحكمة من سقوط حضانة الأم إذا هي تزوجت، 01/03/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *