تعبير عن بر الوالدين بالعناصر كاملة

تعبير عن بر الوالدين وهو عنوان هذا المقال، حيثُ إنَّ الله -عزَّ وجلَّ- أمر بطاعة الوالدينِ، وجعل ذلك مقرون بطاعته، كما يعتبر بر الوالدين من أفضل الأعمال التي تقرب العبد من الله سبحانه وتعالى، فهو أحد أسباب الدخول إلى الجنة، ونيل رضا الله، ومن أهميَّة هذه العبادة وعظم مكانتها وصى الله -سبحانه وتعالى- الأبناء على والديهم في القرآن الكريم، ومن خلال هذا المقال سوف ندرج للزوار الكرام موضوع تعبير عن برِّ الوالدين.

مقدمة تعبير عن بر الوالدين

بسم الله الرحمن الرحيم، والصّلاة والسّلام على سيّد الخلق والنّاس أجمعين، أما بعد، إنّ بر الوالدين من أفضل وأحب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى، فقد حثت عليه كافة مصادر الشريعة الإسلامية من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وغيرها، ومن فضلها العظيم قرن الله -سبحانه وتعالى- رضاه برضا الوالدين، وشدد على التوصية ببِر الوَالدين والإحسان لهما، وذكرهما في أكثر من موضع بالقرآن الكريم، ويُعدُّ بِر الوالدين من أعظم العِبادات، ومن أفضل القربات إلى الله تعالى، فحينما سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أحب الأعمال قال الصلاة ثم برِّ الوالدين، كما أنّ برهما وطاعتهما، والإحسان إليهما من أكثر الأسباب التي تساعد على تحقيق المحبة، وسواءً كان عائليًا، ومجتمعيًا، إلى جانب كون هذا من أساليب الشكر لهما، فقد قال تعالى: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}^[1].

تعبير عن بر الوالدين

إنّ البر هو من أسمى وأرقى مراتب الإحسان، ويعد بر الوالدين أحد واجبات الأبناء نحو آبائهم، فهو من الأمور الواجبة شرعًا على كل مسلم ومسلمة، فقد قال -تعالى- في محكم تنزيله: {وَقَضى رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا إِمّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُما أَو كِلاهُما فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما وَقُل لَهُما قَولًا كَريمًا* وَاخفِض لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحمَةِ وَقُل رَبِّ ارحَمهُما كَما رَبَّياني صَغيرًا}^[2]، حيث إنّ بر الوالدين يتمثل بالإحسان للوالدين قولاً وفعلاً، أي الإخلاص لهما والقيام على حوائجهما، ورعايتهم والعناية بهم، بالإضافة إلى طاعتهما بقدر الاستطاعة إلا في معصيةٍ، حيثُ يكون البر بكل الوسائل الممكنة والمباحة، سواء بالمالِ أو بالجهد.^[3]

بر الوالدين في الإسلام

إن بر الوالدين من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله، فقد حثَّ الله -سبحانه وتعالى- عباده على الإحسان للوالدَين وطاعتهما، والاعتراف بجميلهما وفَضْلهما، فقد قَال -تعالى- في محكم تنزيله: {وَقَضى رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا إِمّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُما أَو كِلاهُما فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما وَقُل لَهُما قَولًا كَريمًا}^[2]، حيثُ وصى الدين الإسلامي الحنيف ببرّ الوالدين وورد ذلك في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، ومن أهميته قرن الله -تعالى- حقه ببرّ الوالدين، حيث ورد في ذلك الكثير من الآيات القرآنية التي تأمرالمسلم بالتوحيد ويتبعها ببرّ بالوالدين، كما تمَّ تقديم بر الوالدين على الجهاد في سبيل الله، فقد ثبت عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- أنه قال: “جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فاستأذنهُ في الجهاد، فقال: أحَيٌّ والِداك؟ قال: نعم، قال: فَفِيهِما فَجاهِدْ”^[4]، فعلى الرغم من الأجر والثواب العظيم المترتب على الجهاد في سبيل الله، إلا أنّ البر بالوالدين يُعادل الجهاد في سبيله، فمن الواجب على المسلم الإحسان إلى والديه وطاعتهما في غير معصية؛ لأنّهما السبب في وجود الأبناء بعد الله تعالى.^[5]

بر الوالدين في حياتهما

إنّ بر الوالدين هم الواجبات والفرائض، فقد أمر الله بذلك في كتابه الكريم، كما نصّ الإسلام الحنيف على العديد من التّعاليم التي من خلالها يبرّ المسلم والديه في حياتهما، حيث يمكن للمسلم أن يبرّ والديه من خلال الأمور الآتية:^[6]

• تقديم الطاعة والاحترام لهما.
• الدّعاء لهما في كلّ وقتٍ وحين.
• البعد عن التذمر والتضجر والتأفف في وجهيهما.
• زيارة الوالدين بشكل مستمر، والاطمئنان عليهما وخدمتهما.
• الحرص على الأخذ برأيهما في الأمور الخاصة كالسفر والزواج وغيرها.
• عدم إغضاب الوالدين، وحسن الاستماع لهما وإعطائهما الاهتمام بشكل كافٍ.
• الإحسان إليهما وحسن معاشرتهما، وعدم تفضيل الزوجة أو الأبناء عليهما في أيّ شيء.
• الإنفاق عليهما، ويتمثل الإنفاق بالمال وبالطعام وبالكسوة وبما شابه ذلك من الاحتياجات المادية.

شاهد أيضاً: فوائد بر الوالدين في الدنيا ، أهمية بر الوالدين

بر الوالدين بعد موتهما

إنّ برِّ الوالدين لا يكون فقط في حياتهما، بل يستمرّ إلى ما بعد موتهما، بحيث يبرّ المسلم والديه المتوفيين من خلال الدُّعاء لهما بالرّحمة والمغفرة والخير من الله -تعالى- فدعاؤه يصلهما وينفعهما بإذن الله، فقد ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “إذا مات ابنُ آدمَ انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ : صدقةٍ جاريةٍ، وعلمٍ ينتفعُ به، وولدٍ صالحٍ يدعو له”^[7]، ويُجدر بالإشارة إلى أنّ المسلم يستطيع برّهما من خلال الاستغفار لهما والحجّ والاعتمار عنهما وإخراج الصدقات باسمهما وقضاء ديونهما والوفاء بعهودهما وتنفيذ وصيّتهما، بالإضافة إلى صلة أصدقاء الوالدين، والاستوصاء بهم وإكرامهم.^[8]

ثمرات بر الوالدين

يحصد المسلم ثمار بر الوالدين في الدنيا قبل الآخرة، فقد خص الله -سبحانه وتعالى- الأبناء البارّين بوالديهم بالكثير من الأفضال والثمرات في الحياة الدنيا والآخرة، ومن ثمرات بر الوالدين ما يأتي:^[9]

• استجابة دعاء الوالدين لابن البارّ، فقد نقل عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: “ثلاثُ دَعواتٍ لا تُرَدُّ: دعوةُ الوالِدِ لِولدِهِ”^[10].
• من أفضل الأعمال إلى الله وأحبّها، حيث سُئل النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “أيُّ الأعمالِ أحَبُّ إلى اللهِ؟ قال: الصَّلاةُ لوقتِها، قال: ثمَّ أيُّ؟ قال: بِرُّ الوالدَيْنِ”^[11].
• يُبارك الله -تعالى- للإنسان برزقه وعمره، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “مَنْ سَرَّه أنْ يُعظِمَ اللهُ رِزْقَه، وأنْ يَمُدَّ في أجَلِه، فَليَصِلْ رَحِمَه”^[12]، حيثُ إنّ الوالدين من الأرحام.
• أقرب الطُّرق إلى الجنّة، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لعبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عندما سأله عن أقرب طُرق الجنة: “يا نَبِيَّ اللهِ، أيُّ الأعْمالِ أقْرَبُ إلى الجَنَّةِ؟ قالَ: الصَّلاةُ علَى مَواقِيتِها، قُلتُ: وماذا يا نَبِيَّ اللهِ؟ قالَ: برُّ الوالِدَيْنِ، قُلتُ: وماذا يا نَبِيَّ اللهِ؟ قالَ: الجِهادُ في سَبيلِ اللَّه”^[13].
• مضاعفة الحسنات، ونيل رضا الله، فرضا الله -تعالى- من رضا الوالدين، وبهما ينال العبد أجر الجهاد في سبيل الله، فقد جاء عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- قال: “أَقْبَلَ رَجُلٌ إلى نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَقالَ: أُبَايِعُكَ علَى الهِجْرَةِ وَالْجِهَادِ، أَبْتَغِي الأجْرَ مِنَ اللهِ، قالَ: فَهلْ مِن وَالِدَيْكَ أَحَدٌ حَيٌّ؟ قالَ: نَعَمْ، بَلْ كِلَاهُمَا، قالَ: فَتَبْتَغِي الأجْرَ مِنَ اللهِ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فَارْجِعْ إلى وَالِدَيْكَ فأحْسِنْ صُحْبَتَهُمَا”^[14].
• أحد أسباب قبول التوبة، فقد ورد عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قَالَ: “أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَجُلٌ، فقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَذْنَبْتُ ذَنْبًا كَبِيرًا، فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟، فقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  «أَلَكَ وَالِدَانِ؟»، قَالَ: لَا، قَالَ: «فَلَكَ خَالَةٌ»؟، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَبِرَّهَا إِذًا»”^[15].

خاتمة تعبير عن بر الوالدين

وفي النهاية لا بدّ للمسلم أن يقوم بما أمر به الله -تعالى- ويبتعد عمّا نهى عنه، فيقوم ببرّ والديه ويبتعد كل البعد عن عقوقهما، حتى ينال الأجر والثواب العظيم من الله -تبارك وتعالى- في الدّنيا والآخرة، وينجو من العذابٍ، كما أنّ بر الوالدين من أهم القربات وأفضلها، ومما لا شك فيه أن مقام الوالدين عظيم، فإذا كان العبد بارًا بوالديه وهما أحياء فقد أعانه الله -عزّ وجل- على عبادة من أعظم العبادات، وطاعة من أهم الطاعات؛ وذلك لعظيم وأهمية هذا العمل في الإسلام؛ ولما يترتب عليه من سعادة الدنيا والآخرة، وأخيرًا فإن برّهما ما هو إلا تقدير بسيط من الأبناء للوالدين مقابل كل كل التضحيات العظيمة التي قاموا بها رعاية وحماية وتربية ودعم ومساندة دون مقابل من أبنائهم، فمحبتهما محبة أبدية لا يمكن أن يضاهيها شيء.

شاهد أيضاً: تعبير عن عقوق الوالدين بالعناصر كاملة

تعبير عن بر الوالدين 10 اسطر

وبعد أن أضفنا لكم موضوع تعبير عن بر الوالدين، سنقوم بإدراج تعبير عن بر الوالدين في 10 أسطر، بحيث يبين أهمية هذه العبادة العظيمة، ودور الوالدين في حياة الأبناء، وهو كما يأتي:

يعدّ بر الوالدين من الأمور المهمة التي أوصى بها الدين الإسلامي، فهي من الأعمال العظيمة والمفروضة في آنٍ واحد، حيثُ إنّ الوالدين هما الركيزة الأساسية والعامة في حياة كل إنسان مهما كبر، ويبقى برّهما واجبًا علينا ودين لم نستطع سداده، ويكون برهما خلال أعمال الطاعة التي تشعر الوالدان بقيمتهما، فقد يكون من خلال استجابة أوامرهما، واستشارتهما في كل الأمور التي يمكنهما الإفادة فيها والأخذ برأيهما، بالإضافة إلى السعي في إرضائهما بالأقوال والأفعال؛ مما يُعبّر ذلك عن المحبة والمودة والاحترام.

إن الوالدين نعمة عظيمة من الله تعالى، فدورهما يبدأ منذ بزوغ بذرة الإنسان وخروجه إلى هذا العالم، فهما من يقوم على تربيته وهو طفل صغير، ويقدمان له الدعم والرعاية والتربية حتى يشتد عوده ويكبر، وعندما يكبر يقوم والداه يمساندته في كل مرحلة من مراحل حياته، فهما من يكونان معه في يومه الأول في المدرسة، وهما اللذان يسهران الليالي لتخفيف ألم الأمراض وعواقبها الوخيمة، كما أنهما يبخلان على أنفسهما ويأخذان اللقمة من فمهما ليطعما أبناءهما وإن كانا أكثر حاجة منهما، ثم يبقيان مع الولد حتى يكبر ويدخل الجامعة ويتزوج ويدعمانه في كل منعطف قد يواجهه في حياته، فمهما استدار يجدهما معه.

فمهما حاول الإنسان أن يتحدث عن فضل الوالدان عليها في حياته فإنه لن يستطيع أن يفيهما حقهما، لذا من الواجب على الابن أن يكون بار بهما، ويطيعهما ويحسن إليها ولا يفعل شيئًا يجعلهما في حالة من الاستياء ولو بأبسط الأمور، كما يتوجب الابتعاد عن عقوقهما؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- توّعد لمن عقّ والداه بدخول النار يوم القيامة والخلود فيها، والطرد من رحمة الله.

تعبير عن بر الوالدين للاطفال

أوصى الله -سبحانه وتعالى- ببرّ الوالدين والإحسان لهم؛ فقد جعل طاعته من طاعتهما، ورضاه من رضاهما، حيثُ إن رضا الوالدين من أحب الأعمال وأفضلها عند الله تعالى؛ فقد قال -تعالى- في كتابه العزيز: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لهما أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}^[2].

يعد الوالدان هم المدرسة التي من خلالها اكتشاف الأبناء ما يدور حولهم في العالم، فهما الثروة الحقيقية التي يمتلكها الإنسان، وبالتالي، يجب على الأبناء منحهم كافة الحقوق لهم، والتي تتمثل في برهما وطاعتهما، والعمل على إرضائها، وعدم رفض أوامرهما إلا إذا كانت في معصية، فالمصاحبة بالمعروف والإحسان إليهما واجب على كل مسلم، بدليل قوله تعالى: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً}^[1].

وفي الختام، لا بد من التأكيد على أن البرّ بالوالدين من القضايا التي ركزّ عليها الدين الإسلامي الحنيف وحثّ عليها في الكثير من المواضع في القرآن والسنة، وإنما يدل هذا على الأهمية الكبيرة لهذه الطاعة التي تستوجب من الإنسان عناية كبيرة به، حيثُ يتوجب على كل مسلم أن يجعل الهدف الرئيسي في حياته هو رؤية والديه يعيشون في سعادة، وحال جيد، ويجدر بالقول أنّ الآباء هم الأحق بالحصول على الرعاية الأفضل، ويعود هذا لأنهم السبب الأول في بلوغ الإنسان للنجاح في أعماله، إضافةً إلى تحقيق الأهداف والطموحات.

شاهد أيضاً: حديث عن بر الوالدين ، أحاديث عن فضل الوالدين وبرهما بعد موتهما

تعبير عن بر الوالدين للصف الثالث الاعدادي

إنّ برّ الوالدين من الأمور التي دعا إليها الإسلام، وقد أقرّه جميع الشَّرائع الأخلاقية السَّاميَّة، وهي وصيّة الله -سبحانه وتعالى- لعباده، حيث وردت الكثير من الآيات في كتاب الله توصي ببرّ الوالدين، فلا أحد يستحق الإحسان والبرّ والعطف والحنان أكثر من الوالدين، فهما اللذان سهرا على راحة أبنائهم، وهما من حرموا نفسيهما من ملذات الدنيا حتى يمنحوا أبنائهم حياة كريمة تليق بهم، فلا يوجد أحد يقدم ويعطي دون مقابل إلا الوالدين، حيث إنهما يفعلان ذلك بداعي الحب العميق، والتّضحيَّة التي لا حدود لها.

إنّ الله -سبحانه وتعالى- عظّم حقّ الوالدَين ببرهما والإحسان إليهما، فقد قرن الله -تعالى- إفراده بالعبادة ببرّ الوالدَين والإحسان إليهما كما في قوله تعالى: {وَقَضى رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا}^[2]، كما قَرَن الله -تعالى- شكره بشكرهما، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ الإسلام الحنيف كَفِل حق الوالدَين ببرّهما والإحسان إليهما سواءً كانا على دين الإسلام أو غيره بدليل قوله تعالى: {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا}^[16].

إن بر الإنسان المسلم لوالديه سوف يشجع أبنائه على بره، حيث إنه القدوة لهم، وما يفعله أمامهم سيفعلونه له، لأنّ الجزاء من جنس العمل فقد قال -تعالى- في محكم تنزيله: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}^[17]، وبالتالي، يتوجب تقديم الاهتمام والإحسان له مثلما يفعل مع والديه، بينما الابن العاق، لن يمنحه أبنائه إلا العقوق، إلى جانب قلة الاحترام والقسوة، حيثُ إن الخير يعود على الإنسان بذاته مع مرور الوقت، والأمر كذلك بالنسبة للشر، وفي النهاية أدعو الله أن يرزقنا برّ والدينا أحياءً وأمواتًا، وأن يرحمهما كما ربّونا صغارًا.

تعبير عن بر الوالدين للصف الخامس

إن بر الوالدين وطاعتهما والإحسان إليهما من الأمور الواجبة على كل مسلم ومسلمة، حيثُ إن برهما هو تعبير عن الشُّكر لهما على تربيتهما ورعايتهما للإنسان في صغره، كما أنّهما سبب لوجوده في هذه الحياة، فقد قال تعالى: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}^[2]، حيث إن الوالدان هما صاحبا الفضل علينا منذ ولادتنا وما إلى بعد ذلك، فبرهما من الحقوق العظيمة التي دعا إليها الإسلام وحثّ عليها.

رفع الله -تعالى- شأن الوالدَين والإحسان إليهما، فقد جعل برّ الوالدَين إحدى الوسائل التي ينال بها المسلم الجنّة ونعيمها لقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “الوالِدُ أوسطُ أبوابِ الجنَّةِ، فإنَّ شئتَ فأضِع ذلك البابَ أو احفَظْه”، كما جلعه سبيلاً لِلاقتداء بالأنبياء والصّالحين، فقد وصف الله -تعالى- نبيّه يحيى -عليه السلام- بقوله -تعالى-: {وَبَرًّا بِوالِدَيهِ وَلَم يَكُن جَبّارًا عَصِيًّا}^[18]، كما انّ بر الوالدين من أحبّ الأعمال إلى الله -عزّ وجل- وأفضلها بعد الصلاة على وقتها، ويجدر بالإشارة إلى أنه ما من طاعة أو أمر يأمر الله به عباده ويلتزمون بتطبيقه إلا ويعود عليهم بالخير الكبير في الدنيا والآخرة؛ حيثُ إنّ في طاعة الوالدين ثمار الخير كلها، والتي تبدأ من رضا الخالق عز وجل، والحصول على المحبة والسعادة وتيسير الأمور، والبركة في العمر، وسعة في الرزق، بالإضافة إلى التخفيف من سكرات الموت.

وفي النهاية، لا بدّ من التذكير بأنّ الله -تعالى- حذّر عباده من عقوق الوالدين؛ فهي من الأمور التي تتنافى مع جميع الأديان السّماويّة، ويتمثل العقوق في عدم برّ الوالدين والإحسان إليهما، وعدم طاعتهما وإغضابهما والتكبرّ عليهما، حيثُ إنّ عقوقهما كبيرة من الكبائر وهو من الذنوب التي توجب العذاب في الحياة الدنيا قبل الآخرة، كما قد تكون سبباً من أسباب دخول النار؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا أنبِّئُكم بأكبرِ الكبائرِ ثلاثًا، قالوا: بلَى يا رسولَ اللهِ، قال: الإشراكُ باللهِ، وعقوقُ الوالدينِ -وجلَس وكان متكئًا وقال:- ألا وقولُ الزُّورِ”^[19].

تعبير عن بر الوالدين doc

إنّ بر الولدين هو من أفضل الأعمال وأجلّ الطاعات التي تقرّب العبد من الله، حيثُ إنه سبب لنيل القرب من الله -عزّ وحل- وابتغاء مرضاته، ونظرًا لأهمية هذا لموضوع سيتم تقديمه من خلال ملف بصيغة العمل على برنامج وورد، ليقوم الطّالب بتعديل تلك الفقرات بما يتوافق مع المطلوب منه في البحث، ومن أجل تقديم الفائدة العامَّة إلى كافة الطّلاب سيتم إدراج نماذج عن موضوع التعبير، كما يمكن الحصول على  تعبير عن بر الوالدين وتحميله بصيغة doc “من هنــــــــــا“.

شاهد أيضاُ: دعاء للوالدين المتوفين يوم الجمعة 2022 أدعية للوالدين المتوفين ليلة الجمعة

تعبير عن بر الوالدين pdf

إنّ بر الوالدين هو من الأعمال الصالحة التي يحبها الله ورسوله، ومن أهميتها ذكرت في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة، ونظرًا لاهمية هذا الموضوع قمنا بإدراج موضوع التعبير بصيغة pdf، ويمكن تحميله “من هنــــــــــــا“، حيث إنّ هذه الصيغة من الصيغ الرسمية المناسبة لحفظ ملفات مواضيع التعبير والأبحاث العلمية، حيثُ يتم حفظها دائمًا في هذه الصيغة لأن المحتوى الخاص بها يحتوي على العديد من التنسيقات التي لا ينبغي أن يطرأ عليها أي تغييرات خصوصًا عند تبادلها عبر الأجهزة المختلفة.

إلى هنا نصل وإياكم إلى نهاية هذا المقال الذي قدمناه لكم بعنوان تعبير عن بر الوالدين، والذي قدم مجموعة من أفضل مواضيع التعبير عن بر الوالدين، حيث قمنا بإدراج مجموعة من المعلومات المهمة عن بر الوالدين في الإسلام وفضلهما وثمرات برهما، وأخيرًا ختمنا مقالنا بإمكانية تحميل الموضوع بصيغ متعددة للاستفادة منها، نرجو أن  تكونوا قد استمتعتم بمطالعة هذا المقال ونلتم الفائدة التي تبحثون عنها.