عناصر المقال
تفسير سورة الليل للاطفال من التفاسير المهمة التي ينبغي الوقوف عليها من أجل تقريب القرآن الكريم إلى الناشئة والأطفال والوصول معهم إلى حدّ يستطيعون فيه قراءة السورة كاملة وفهمها كما يفهمها المسلم البالغ مع اختلاف بسيط في إدراك معانيها بحسب السن، وفي هذا المقال يتوقف موقع تصفّح مع بيان تفسير مبسّط للأطفال لسورة الليل، بالإضافة للوقوف على مقاصد السورة وسبب نزولها وأيضًا الوقوف عليها كاملة.
تفسير سورة الليل للاطفال
إنّ تفسير سورة الليل للأطفال يحتاج إلى تفصيل وإفراد كلّ مجموعة آيات من آيات هذه السورة على حدة لكي يسهل وصول المعلومة إلى القارئ الطفل، وسورة الليل من السور التي جاءت في الجزء الأخير من القرآن الكريم في ترتيب المصحف الشريف، وهي من السور المكية التي نزلت على النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل الهجرة إلى المدينة، وفيما يأتي تفسيرها للأطفال.
تفسير الآيات من 1 إلى 4
يقول الله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى}،[1] في هذه الآيات يقسم الله -تعالى- بالليل عندما يعقب النهار ويغطي السماء بظلامه، وبالنهار عندما يزيل الظلام ويتجلى بضوئه، ثمّ يقسم تعالى بخَلقِ الذكر والأنثى، وقالوا إنّ القصد هو اللذان جاء منهما الذكر والأنثى وهما آدم وحواء عليهما السلام، وفي الآية الأخيرة يقول تعالى إنّ أعمال الناس مختلفة كلّ بحسب ما يعمل به.[2]
شاهد أيضًا: تفسير سورة الفاتحة للاطفال
تفسير الآيات من 5 إلى 7
يقول تعالى في هذه الآيات: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى}،[3] ومعنى هذه الآيات أنّ المسلم الذي ينفق ماله في سبيل الله وهو يتقيه ويرجو رضاه ويصدق بأنّ الله -تعالى- سيخلف عليه ويدخله الجنة فإنّ الله -تعالى- سوف يجعله يحيا حياة طيبة في الدنيا في طاعة الله -تعالى- ومرضاته.[2]
تفسير الآيات من 8 إلى 11
في هذه الآيات يقول تعالى: {وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى * وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى}،[4] ومعنى هذه الآيات أنّ الذي يبخل ولا يفعل الخير بسبب بخله ولا يريد ثواب الله -تعالى- بل وكذّب بذلك الثواب والعطاء والجنة وغيرها فإنّ الله -تعالى- سوف يجعل حياته كلّها عسر في الدنيا، وسيفعل الأعمال الشريرة ويصبح مستحقًّا لعذاب النار، ولن يشفع له ذلك المال الذي بخل به إذا مات ودخل النار.[2]
تفسير الآيات من 12 إلى 13
ثمّ يقول تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا لَلْـهُدَى * وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى}،[5] والمعنى المقصود من هذه الآيتين هو أنّ الله -تعالى- يقول إنّ عليّ أن أبيّن طريق الضلال وطريق الهدى للناس، وإنّ الآخرة والدنيا هما بيدي أنا، أي الله عز وجل، فمن أراد واحدة منهما فعليه أن يطلبهما منّي، ومن طلبها من غيري فقد ضلّ سواء السبيل.[2]
شاهد أيضًا: تفسير سورة الشمس للأطفال
تفسير الآيات من 14 إلى 16
ثمّ يقول تعالى: {فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى * لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى * الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى}،[6] يقول إنّه ينذر أهل مكة -كون السورة نزلت هناك قبل الهجرة- نارًا تتلظّى، يعني تتوقّد وتتوهّج، هذه النار لا يدخل إليها إلّا الأشقياء، ومن صفاتهم أنّهم الذين يكذبون الرسول -عليه الصلاة والسلام- ويتولون عن الحق ويسيرون في طريق مخالف للحق.[2]
تفسير الآيات من 17 إلى 21
يقول الله تعالى في ختام السورة: {وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى}،[7] يقول إنّ تلك النار لن يدخلها من يتقي الله تعالى، ومن صفات هذا التقي أنّه ينفق من أمواله في سبيل الله تعالى يبتغي أن يكون ذلك المال عند الله تعالى زاكيًا لا رياء فيه ولا سمعة، ولا يبتغي الجزاء من أحد من الناس بل يبتغي الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى، وهذا التقي سوف يرضيه الله -تعالى- بما يعطيه في الجنة من الدرجة العالية والكرامة في الآخرة.[2]
تفسير سورة الليل ابن كثير
فسّر الإمام ابن كثير الدمشقي -رحمه الله- سورة الليل في عدد من صفحات كتابه المعروف بتفسير ابن كثير، واسمه الأصلي: تفسير القرآن العظيم، ويفسّر السورة كلّ بضعة آيات معًا، وفيما يأتي بيان تفسير الإمام ابن كثير لسورة الليل كما جاءت في كتابه المشهور بتصرّف يسير.
تفسير الآيات من 1 إلى 11
يفتتح الإمام ابن كثير تفسير سورة الليل بتفسيره للآيات الإحدى عشرة الأولى، فيقول: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى * فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى * وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى}،[8] فيقول إنّ الله -تعالى- قد أقسم بالليل إذا غشي الخليقة بظلامه، وبالنهار إذا تجلّى بضيائه وإشراقه، وبخَلق الذكر والأنثى.[9]
ثمّ يقول ابن كثير إنّه لما كان القسم بهذه الأشياء المتضادة كان القسم عليه أيضا متضادًا، لذلك قال: {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى}، بمعنى أنّ أعمال العباد التي اكتسبوها متضادة أيضًا ومتخالفة، فمن فاعل خيرًا ومن فاعل شرًا، فأمّا الذي أعطى ما أُمِرَ بإخراجه واتقى الله -تعالى- في ذلك وصدّق بمجازاة الله -تعالى- على هذه الأفعال فسوف تكون حياته للخير بتيسير من الله تعالى.[9]
وأمّا الذي بخل بماله واستغنى عن ربه سبحانه وتعالى فسوف يكون طريقه في الدنيا طريق الشر الذي يُفضي للهلاك والنار في الآخرة، ولن يغني عنه ماله الذي بخل به إن مات ثمّ تردّى في النار.[9]
شاهد أيضًا: تفسير سورة الفلق للاطفال
تفسير الآيات من 12 إلى 21
يتابع الإمام ابن كثير تفسير الآيات، فيكمل من حيث انتهى من الآية 12 وحتى نهاية السورة، يقول تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا لَلْـهُدَى * وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى * فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى * لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى * الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى * وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى}،[10] فالمقصود بهذه الآيات أنّ الله تعالى يقول إنّه سيبيّن الحلال والحرام، وأنّه هو المالك والمتصرّف بأمر الدنيا والآخرة.[11]
ولذلك فهو ينذر الناس من نار تتقد وتتوهج، لا يدخلها إلّا الشقي الذي كذّب بقلبه الرسول وتولّى عمّا أُمرَ به بجوارحه وأركانه، وسوف يُزحزح عن النار التقي النقي الأتقى الذي يصرف ماله في طاعة ربه؛ ليزكي نفسه وماله وما وهبه الله من دين ودنيا، الذي لا يعطي أمواله ابتغاء مرضاة الناس ولا انتظارًا لجزائهم، ولكنّه يعطي ابتغاء مرضاة الله تعالى، وطمعًا في أن يحصل له رؤيته في الدار الآخرة في روضات الجنات، ولا محالة سوف يرضى من كانت هذه حاله حين يرضيه الله تعالى في الآخرة، والله أعلم.[11]
سبب نزول سورة الليل
ورد في سبب نزول سورة الليل عدد من الروايات، كلّ رواية منها تختصّ بعدد من الآيات الكريمة، وهذه الروايات منها ما هو ضعيف ومنها ما هو صحيح أو نحوه، وفيما يأتي بيان أسباب النزول التي ذكرها العلماء في كتب أسباب النزول المعتبرة عند أهل السنة والجماعة، وذلك كما يأتي.
سبب نزول الآيات من 1 إلى 4
ورد في سبب نزول هذه الآيات حديث ضعيف ذكره الواحدي في كتابه أسباب النزول، والحديث يرويه ابن عباس رضي الله عنهما، يقول ابن عباس في الحديث إنّ رجلًا كانت له نخلة في دار رجل فقير، فكان يدخل ويصعد إلى النخلة فيتناول منها التمر، فربما تقع بعض الحبات على الأرض فيتناولها أبناء الفقير، فيأخذها صاحب النخلة منهم وإذا كان الولد يضعها في فمه كان يدخل إصبعه فيخرجها من فمه، فشكا الفقير للنبي -صلى الله عليه وسلم- ما يفعل صاحب النخلة، فذهب إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال له: “أعطِني نخلتَكَ المائلَةَ التي فرعُها في دار فلانٍ ولكَ بها نخلَةٌ في الجنَّةِ”.[12][13]
فقبل الرجل وقال إنّ عنده نخل كثير ولكن هذه أحبّ نخلاته إليه، فسمع تحاورهم رجل فذهب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال له: “أعطِني ما أعطيتَ الرَّجُلَ إن أنا أخذتُها قال نعَم”، فذهب الرجل وساوم صاحب النخلة على أن يأخذها منه مقابل عدد من النخيل، فاشترط الرجل أن يبيع نخلته مقابل أربعين نخلة.[13]
فقال له الرجل: “أنا أُعطيكَ أربعين نخلةً فقال له أشهِدْ إن كنتَ صادِقًا فأشهَدَ له بأربعينَ نخلةً بنخلتِهِ المائلةِ فمكثَ ساعةً ثُمَّ قال ليسَ بيني وبينَكَ بيعٌ لم نفترِقْ فقال له الرَّجُلُ ولستُ بأحَقَّ حين أعطيتُكَ أربعين نخلَةً بنخلتِكَ المائلَةَ فقال له أُعطيكَ على أن تُعطيَني كما أريدُ تعطينها على ساقٍ فسكتَ عنه ثم قال هي لكَ على ساقٍ قال ثُمَّ ذهبَ إلى النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال له يا رسولَ اللهِ إنَّ النخلةَ قد صارَت لي فهِيَ لكَ فذهبَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إلى صاحبِ الدارِ فقالَ النَّخلَةُ لكَ ولعيالِكَ، فأنزل اللهُ وَاللَّيلِ إِذَا يَغْشَى إلى آخرِ السُّورَةِ”.[12][13]
شاهد أيضًا: تفسير سورة الفجر للاطفال
سبب نزول الآيات من 5 إلى نهاية السورة
جاء في صحيح الإمام البخاري من حديث علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: “كُنَّا في جَنَازَةٍ في بَقِيعِ الغَرْقَدِ، فأتَانَا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فَقَعَدَ وقَعَدْنَا حَوْلَهُ، ومعهُ مِخْصَرَةٌ، فَنَكَّسَ فَجَعَلَ يَنْكُتُ بمِخْصَرَتِهِ، ثُمَّ قالَ: ما مِنكُم مِن أحَدٍ وما مِن نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إلَّا كُتِبَ مَكَانُهَا مِنَ الجَنَّةِ والنَّارِ، وإلَّا قدْ كُتِبَتْ شَقِيَّةً أوْ سَعِيدَةً. قالَ رَجُلٌ: يا رَسولَ اللهِ، أفَلَا نَتَّكِلُ علَى كِتَابِنَا ونَدَعُ العَمَلَ؟ فمَن كانَ مِنَّا مِن أهْلِ السَّعَادَةِ، فَسَيَصِيرُ إلى عَمَلِ أهْلِ السَّعَادَةِ، ومَن كانَ مِنَّا مِن أهْلِ الشَّقَاءِ، فَسَيَصِيرُ إلى عَمَلِ أهْلِ الشَّقَاوَةِ، قالَ: أمَّا أهْلُ السَّعَادَةِ فيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أهْلِ السَّعَادَةِ، وأَمَّا أهْلُ الشَّقَاوَةِ فيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أهْلِ الشَّقَاءِ. ثُمَّ قَرَأَ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى} [الليل: 5، 6] الآيَةَ”.[14]
وجاء في رواية صحيحة أخرجها الإمام الحاكم في مستدركه على الصحيحين، أنّ والد أبي بكر -رضي الله عنهما- قال له: “أَراكَ تُعتِقُ رقابًا ضِعافًا، فلوْ أنَّكَ إذ فعلتَ ما فعلتَ أَعتَقْتَ رجالًا جُلْدًا يَمنعونَكَ ويَقومونَ دونَكَ. فقالَ أبو بكرٍ: يا أبَهْ، إنِّي إنَّما أُريدُ ما أُريدُ، إنَّما نَزَلَتْ هذه الآياتُ فيه: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} [الليل: 5 – 7] إلى قولِهِ عزَّ وجلَّ: {وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى} [الليل: 19 – 21]”.[15]
وفي رواية عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنّ “بِلَالًا لَمَّا أَسْلَمَ ذَهَبَ إلى الأصنام فسلح عَلَيْهَا وَكَانَ عَبْدًا لِعَبْدِ اللهِ بن جدعان، فشكى إِلَيْهِ الْمُشْرِكُونَ مَا فَعَلَ، فَوَهَبَهُ لَهُمْ وَمِائَةً مِنَ الْإِبِلِ يَنْحَرُونَهَا لِآلِهَتِهِمْ، فَأَخَذُوهُ وَجَعَلُوا يُعَذِّبُونَهُ فِي الرَّمْضَاءِ وَهُوَ يَقُولُ أَحَدٌ أَحَدٌ، فَمَرَّ بِهِ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: “يُنْجِيكَ أَحَدٌ أَحَدٌ”، ثُمَّ أَخْبَرَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبَا بَكْرٍ أَنَّ بِلَالًا يُعَذَّبُ فِي اللهِ، فَحَمَلَ أَبُو بَكْرٍ رِطْلًا مِنْ ذَهَبٍ فَابْتَاعَهُ بِهِ، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: مَا فَعَلَ أَبُو بَكْرٍ ذَلِكَ إِلَّا لِيَدٍ كَانَتْ لِبِلَالٍ عِنْدَهُ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: {وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى}”، والله أعلم.[13]
مقاصد سورة الليل
لقد احتوت سورة الليل على بعض المقاصد المهمة التي ينبغي للمسلم معرفتها، ومنها:[16]
- بيان شرف المؤمنين وفضائلهم وفضائل أعمالهم، وبيان مذمة المشركين ومساوئهم وبيان جزاء كل فريق منهم.
- بيان أنّ الله هو الذي يهدي الناس للخير وأنّه يجزي المهتدين بخير الحياتين؛ أي: في الدنيا والآخرة، وأمّا الضالين فهم بعكس ذلك.
- بيان أنّ الله -تعالى- أرسل نبيه -صلى الله عليه وسلم- للتذكير بالله -تعالى- وما عنده، فينتفع بهذه الذكرى من يخشى الله -تعالى- فيكون سببًا في فلاحه، وأمّا الشقي فيصدّ عن الذكرى لإيثاره الحياة الدنيا وحب ما فيها، فيكون جزاؤه النار.
- الإشارة إلى دلائل قدرة الله -تعالى- العظيمة وبديع صنعه في الدنيا والآخرة.
شاهد أيضًا: تفسير سورة الكافرون للاطفال
سورة الليل للاطفال مكتوبة
يقول تعالى في سورة الليل بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى * فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى * وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى * إِنَّ عَلَيْنَا لَلْـهُدَى * وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى * فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى * لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى * الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى * وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى}،[17] صدق الله العظيم.
شاهد أيضًا: بحث عن ضوابط التفسير
وإلى هنا يكون قد تم مقال تفسير سورة الليل للاطفال بعد الوقوف على تفسير هذه السورة الشريفة على نحو مبسّط يفهمه الأطفال، وبعد الوقوف على بعض التفاسير الأخرى للسورة التي تناسب الكبار والمرور على أسباب نزولها ونحو ذلك.
المراجع
- ^ سورة الليل، الآية: 1 - 4
- ^ shamela.ws، تفسير البغوي ص442 - 449، 24/07/2022
- ^ سورة الليل، الآية: 5 - 7
- ^ سورة الليل، الآية: 8 - 11
- ^ سورة الليل، الآية: 12 - 13
- ^ سورة الليل، الآية: 14 - 16
- ^ سورة الليل، الآية: 17 - 21
- ^ سورة الليل، الآية: 1 - 11
- ^ shamela.ws، تفسير ابن كثير ص416 - 421، 24/07/2022
- ^ سورة الليل، الآية: 12 - 21
- ^ shamela.ws، تفسير ابن كثير ص421 - 422، 24/07/2022
- ^ الدر المنثور، عبد الله بن عباس، السيوطي، 15/464، حديث إسناده ضعيف.
- ^ shamela.ws، أسباب النزول ص454 - 456، 24/07/2022
- ^ صحيح البخاري، علي بن أبي طالب، البخاري، 4948، حديث صحيح.
- ^ المستدرك على الصحيحين، عبد الله بن الزبير، الحاكم، 3990، حديث صحيح على شرط مسلم.
- ^ shamela.ws، التحرير والتنوير ص377 - 378، 24/07/2022
- ^ سورة الليل، الآية: 1 - 21
التعليقات