حكم التوكيل في الرمي في الحج وكم عدد رمي الجمرات في الحج

حكم التوكيل في الرمي في الحج وكم عدد رمي الجمرات في الحج، وهو ما سنتحدث عنه في هذا المقال، حيثُ يعتبر رمي الجمرات من الأعمال التي يقوم بها جميع حجاج بيت الله الحرام، وهي أن يقوم الحاج برمي الحصى في أماكن محددة من شرق مكة المكرمة، وفي هذا المقال سوف يتم بيان المقصود برمي الجمرات في الإسلام وسنتحدث عن حكم التوكيل في الرمي في الحج، وغير ذلك من الأحكام الشرعية المهمة التي تتعلق برمي الجمرات في الإسلام.

رمي الجمرات في الإسلام

يعتبر رمي الجمرات في الحج بأنه من الواجبات والأعمال التي يستوجب على الحاج القيام بها في يوم النّحر وأيام التشريق الثلاث، وهو يتمثل بقذف الحصى في مكان مخصوص في وقت مخصوص وبطريقة محددة بالشرع الإسلامي، فالجمرات هي تلك الحصيّات التي يرميها الحاج في مشعر منى، ويكون الرّمي في يوم النّحر وهو اليوم العاشر من ذي الحجة بسبع حصيّات فقط تسمّى جمرة العقبة الكبرى، أمّا في أيام التشريق فيكون الرّمي ثلاث جمرات وهي الجمرة الصغرى، والوسطى، والكبرى.^[1]

حكم التوكيل في الرمي في الحج

يعتبر رمي الجمرات من أهم شعائر الحج، وقد أوضح العلماء بأنه يجوز توكيل أحد لرمي الجمرات في الحج  في حال كان الشخص غير قادر على رمي الجمرات بنفسه، بسبب العجز أو المرض، فقد جاء في كشاف القناع عن متن الإقناع: “ومن كان مريضاً أو محبوساً أو له عذر جاز أن يستنيب من يرمي عنه كالمعضوب يستنيب في الحج كله إذا عجز عنه (والأولى: أن يشهده إن قدر) على الحضور ليتحقق الرمي (ويستحب أن يضع) المريض ونحوه (الحصا في يد النائب ليكون له عمل في الرمي)”، وبناءً على ذلك من الأفضل إذا كان الحاج لا يستطيع الرمي أن يقوم بمرافقة الموكل عنه من أجل الدعاء، أما إذا كان الشخص قادرًا لا يجوز له أن يوكل غيره لرمي الجمرات وإن فعل فعليه دم بدل ترك الرمي، والواجب أن يحرص كل حاج على إقامة كافة شعائر الحج بنفسه.^[2]

هل يجوز توكيل غير الحاج في رمي الجمرات

يعتبر رمي الجمرات أحد واجبات الحج التي يجب على الحاج أن يقوم بها بنفسه، وذلك لقوله تعالى في الكتاب: {وأتموا الحج والعمرة لله}^[3]، ولكن إن كان الشخص عاجزًا عن الرمي عجزاً لا يرجى زواله، يستطيع أن يوكل غيره حتى لو كان غير حاج، فهو مجزئ عن بعض العلماء، وفيما يأتي سيتم بيان رأي أهل العلم في ذلك:^[4]

وتوكيل غير الحاج في الرمي مجزئ عند الشافعية خلافاً للحنابلة، ففي المجموع للنووي: قال أصحابنا: وينبغي أن يستنيب العاجز حلالاً، أو من قد رمى عن نفسه. انتهى. وفي كشاف القناع ممزوجاً بمنتهى الإرادات الحنبلي: (ولا يعتد برمي حلال) لا عن نفسه ولا غيره. وعليه، فما قام به الشخص المذكور مجزئ عند بعض أهل العلم، وإن كان من الورع والاحتياط في الدين أن يذبح هدياً خروجاً من خلاف أهل العلم.

كم عدد رمي الجمرات في الحج

يرمي الحاج في يوم النحر أي اليوم الأول من أيام عيد الأضحى المبارك جمرة واحدة وهي يطلق عليها جمرة العقبة الكُبرى، ويقع مكانها في نهاية مِنى نحو مكة المكرمة، ويكون الرّمي بسبع حُصيّات، كما يرمي في أيام التشريق الثلاثة ثلاث جمرات وهي الجمرة الصغرى، ومن ثم الجمرة الوسطى، ومن ثم الجمرة الكبرى على الترتيب ذاته، وفي كلّ رمية يرمي سبع حصوات، فيكون مجموعها إحدى وعشرين حصاة في كل يوم، ومثلهم في اليوم الثاني، والثالث، وهكذا يكون المجموع خلال الأربعة أيام هو 70 حصاة، وهو المشروع الذي فعله النبي عليه الصلاة والسلام.^[5]

ما الحكمة من رمي الجمرات

إنّ الله -سبحانه وتعالى- جعل في كلّ أمر وفريضة على المسلمين حكمة من ذلك، حيثُ يعتبر رمي الجمرات في الحج من المناسك التي يتوجب على المُسلم الالتزام بها اقتداءً بفعل النّبي الكريم عليه الصلاة والسلام، فقد رمى الجمرات قائلًا : “خذوا عنّي مناسككم”^[6]، وفيه أيضًا تذكيرًا لما وقع مع الخليل إبراهيم -عليه السلام- عندما اعترضه إبليس على تنفيذ أمر ربه في ذبح ابنه إسماعيل عليه السلام، فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: “لمَّا أَتَى إبراهيمُ خَلِيلُ اللهِ المَناسِكَ عرضَ لهُ الشَّيْطَانُ عندَ جَمْرَةِ العقبةَ، فَرَماهُ بِسبعِ حصياتٍ حتى ساخَ في الأرضِ ، ثُمَّ عرضَ لهُ عندَ الجمرةِ الثانيةِ، فَرَماهُ بِسبعِ حصياتٍ حتى ساخَ في الأرضِ، ثُمَّ عرضَ لهُ عِنْدِ الجمرةِ الثالثةِ، فَرَماهُ بِسبعِ حصياتٍ حتى ساخَ في الأرضِ”، كما أنّ في رميها إغاظة للشيطان الذي عصى الله تعالى، وخرج عن أمره.^[7]

مقالات قد تهمك

إلى هنا نصل إلى نهاية وختام هذا المقال الذي كان بعنوان حكم التوكيل في الرمي في الحج وكم عدد رمي الجمرات في الحج، فقد قمنا من خلاله ببيان ما المقصود برمي الجمرات في الحج، ثم قمنا بإدراج الإجابة الصحيحة حول السؤال المطروح، كما تحدثنا عن هل يجوز توكيل غير الحاج في رمي الجمرات، وكم عدد رمي الجمرات في الحج، وختمنا المقال ببيان الحكمة من تشريع رمي الجمرات للمسلمين.