ما هو حكم ترك صلاة التراويح وما هو حكم صلاة التراويح في الإسلام

ما هو حكم ترك صلاة التراويح وما هو حكم صلاة التراويح في الإسلام
حكم ترك صلاة التراويح

ما هو حكم ترك صلاة التراويح وما هو حكم صلاة التراويح في الإسلام هو من المواضيع الشرعية المهمة التي يهتم بها الكثير من المسلمين في شهر رمضان المبارك لمعرفة حكم صلاة التراويح وهل هي مفروضة على المسلمين ومن تركها يأثم على تركها أم هي سنة لا يأثم تاركها، ومن خلال هذا المقال سوف نقوم بالحديث المفصل عن صلاة التراويح وحكمها وهل يجوز تركها وهل يأثم من تركها بالإضافة إلى الحديث عن كيفية صلاة التراويح وعدد ركعاتها وبعض الأدعية المستحبة في هذه الصلاة وسوف نمر على فضائل صلاة التراويح في الإسلام أيضًا.

صلاة التراويح في الإسلام

تُعرّف صلاة التراويح في الإسلام بأنّها صلاة القيام في شهر رمضان المبارك المبارك، وهي سنة مؤكدة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم للرجال والنساء من المسلمين، ويبدأ وقت هذه الصلاة بعد أداء صلاة العشاء ويستمر حتّى وقت صلاة الفجر، وقد حثّ النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم- المسلمين على أداء صلاة القيام في رمضان، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ” [1]فعلى المسلم أن يتبع ما أمر به الله تعالى ورسوله الكريم صلّى الله عيله وسلّم، وأن يحرص على أداء هذه الصلاة، والله تعالى أعلم وأحكم. [2]

شاهد أيضًا: كيفية صلاة التراويح للنساء في البيت

حكم صلاة التراويح في الإسلام

إنّ صلاة التراويح سنة مؤكدة عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وهذا ما أجمع عليه علماء المسلمين أجمعين، فقد ثبت عن النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم- أنه صلاها في حياته والأدلة على أنّ النبي صلاها هي الأدلة التي تثبت أنّ هذه الصلاة سنة مؤكدة، فهي ثابتة عن الحبيب المصطفى، وفيما يأتي سوف نلقي الضوء على بعض الأحاديث التي وردت فيهنّ هذه الصلاة: [3]

  • ورد عن عائشة أم الؤمنين -رضي الله عنها- ما سيأتي: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ ذاتَ لَيْلَةٍ مِن جَوْفِ اللَّيْلِ، فَصَلَّى في المَسْجِدِ، فَصَلَّى رِجالٌ بصَلاتِهِ، فأصْبَحَ النَّاسُ، فَتَحَدَّثُوا، فاجْتَمع أكْثَرُ منهمْ، فَصَلَّوْا معهُ، فأصْبَحَ النَّاسُ، فَتَحَدَّثُوا، فَكَثُرَ أهْلُ المَسْجِدِ مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ، فَخَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَصَلَّوْا بصَلاتِهِ، فَلَمَّا كانَتِ اللَّيْلَةُ الرَّابِعَةُ عَجَزَ المَسْجِدُ عن أهْلِهِ حتَّى خَرَجَ لِصَلاةِ الصُّبْحِ، فَلَمَّا قَضَى الفَجْرَ أقْبَلَ علَى النَّاسِ، فَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قالَ: أمَّا بَعْدُ، فإنَّه لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ مَكانُكُمْ، لَكِنِّي خَشِيتُ أنْ تُفْرَضَ علَيْكُم، فَتَعْجِزُوا عَنْها”. [4]
  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُرَغِّبُ في قِيَامِ رَمَضَانَ مِن غيرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ فيه بعَزِيمَةٍ، فيَقولُ: مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ فَتُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَالأمْرُ علَى ذلكَ، ثُمَّ كانَ الأمْرُ علَى ذلكَ في خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَصَدْرًا مِن خِلَافَةِ عُمَرَ علَى ذلكَ”. [5]

حكم ترك صلاة التراويح

أجمع علماء المسلمين على أنّ ترك صلاة التراويح لا يُعدّ إثمًا ولا ذنبًا، سواء تركها المسلم بعذر أو بغير عذر، فهي صلاة غير واجبة على المسلمين، وحكمها سنة مؤكدة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فعلها النبي ولم يداوم عليها خوفًا من أن تُفرض على المسلمين والأفضل أنّ يحاول المسلم الحفاظ على هذه الصلاة لما فيها من أجر وثواب عظيم، فهي قيام رمضان وفيها مغفرة الذنوب، قال عليه الصلاة والسلام في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: “مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ” [1]والله تعالى أعلم. [6]

شاهد أيضًا: كيفية صلاة التراويح بالتفصيل

هل يأثم من لا يصلي التراويح

لا يأثم من لا يصلي التراويح في شهر رمضان المبارك، لأنّ صلاة التراويح ليست صلاة واجبة على المسلمين، والصلوات الواجبة في اليوم والليلة هي الصلوات الخمس وهي صلاة الفجر وصلاة الظهر وصلاة العصر وصلاة المغرب وصلاة العشاء فقط، ولكن من فاتته صلاة التراويح فقد فاته خير كثير، لأنها الصلاة التي يغفر الله تعالى بها ذنوب المسلمين، وفيما يأتي نذكر قول الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في مسألة ترك صلاة التراويح: [7]

صلاة التراويح هي قيام رمضان، ولكنها سميت بهذا الاسم لأن السلف كانوا إذا صلوا أربع ركعات يعني بتلسيمتين جلسوا للاستراحة والفصل؛ لأنهم كانوا يدرون الركعات فيما سبق، وقيام رمضان ليس بواجب، فالتراويح إذاً ليست بواجبة.

كيفية صلاة التراويح

إنّ صلاة التراويح هي صلاة قيام الليل في رمضان، وصلاة قيام الليل تُصلى ركعتين ركعتين، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الذي رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: “صلاةُ اللَّيلِ مَثنى مَثنى ، فإذا خِفتَ الصُّبحَ فأوتِرْ بواحِدةٍ” [8]وهذا يعني أنّ صلاة التراويح تؤدي ركعتين ركعتين، فيصلي المسلم ركعتين بتكبيرة وتسليمة، وهذا متفق عليه، أمّا المختلف فيه بين أهل العلم فهو أن يصلي المسلم كل ركعات صلاة التراويح بتسليمة واحدة، وفيما يأتي نلقي الضوء على آراء أهل العلم في هذه المسألة: [2]

  • ذهب الشافعية إلى أنّه إذا صلى المسلم أربع ركعات من صلاة التراويح بتسليمة واحدة فقد بطلت صلاته إذا فعل ذلك عمدًا.
  • ذهب الحنابلة إلى أنّه لا يجوز للمسلم أن يصلي أربع ركعات بتسليمة واحدة في صلاة التراويح أيضًا.
  • ذهب المالكية إلى أنّ التسليم بين كل ركعتين في صلاة التراويح مندوب ويكره للمسلم أن يسلم بعد كل أربع ركعات في هذه الصلاة.

شاهد أيضًا: هل يجوز القراءة من المصحف في صلاة التراويح

كم ركعة صلاة التراويح

اختلف أهل العلم في عدد ركعات صلاة التراويح وذهبوا في قولين اثنين، وهما: [9]

  • القول الأول: إنّ صلاة التراويح تؤدي عشرين ركعة، وتكون مثنى مثنى، وأصحاب هذا القول هم الشافعية والحنفية والحنابلة، واستدلوا بهذا الحكم فيما ورد عن الصحابة رضوان الله عليهم.
  • القول الثاني: إنّ صلاة التراويح تُصلى ست وثلاثين ركعة من دون حساب الشفع والوتر التي تصلى بعدها، وهذا ما ذهب إليه أتباع المذهب المالكي، والله أعلم.

أدعية صلاة التراويح

إنّ أفضل الأدعية التي يمكن أن يدعو بها المسلم في صلاة التراويح هي الأدعية التي وردت في صحيح السنة النبوية الشريفة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومنها الأدعية الآتية: [10]

  • الدعاء الأول: اللهم ربنا لك الحمد أنت قيّم السماوات والأرض، ولك الحمد أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، أنت الحق، وقولك الحق، ووعدك الحق، ولقاؤك الحق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق، اللهم: لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك خاصمت، وبك حاكمت، فاغفر لي: ما قدمت، وما أخرت، وأسررت، وأعلنت، وما أنت أعلم به مني، لا إله إلا أنت.
  • الدعاء الثاني: اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار، وعذاب النار، وفتنة القبر، وعذاب القبر، ومن شر فتنة الغنى، ومن شر فتنة الفقر، وأعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال، اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد، ونقِّ قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والمأثم والمغرم.
  • الدعاء الثالث: اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمتُ منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمتُ منه وما لم أعلم، اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك ونبيك، اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا.
  • الدعاء الرابع: اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق أحيني ما علمتَ الحياة خيراً لي، وتوفني إذا علمت الوفاة خيراً لي، اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب، وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيماً لا ينفد، وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضاء بعد القضاء، وأسألك بَرْد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين.

ما يقرأ في صلاة التراويح

إنّ الأفضل أن يقرأ الإمام في صلاة التراويح القرآن الكريم فيختمه مرة في شهر رمضان المبارك، وما ثبت في الصحيحين من مدارسة جبريل للنبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم- للقرآن الكريم في رمضان هو خير دليل على أنّه من الأفضل أن يقرأ المسلم القرآن الكريم في صلاة التراويح في هذا الشهر المبارك، قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى: “يمكن أن يفهم من ذلك أن قراءة القرآن كاملة من الإمام على الجماعة في رمضان نوع من هذه المدارسة لأن في هذا إفادة لهم عن جميع القرآن، ولهذا كان الإمام أحمد رحمه الله يحب ممن يؤمهم أن يختم بهم القرآن وهذا من جنس عمل السلف في محبة سماع القرآن كله، ولكن ليس هذا موجبًا لأن يعجل ولا يتأنى في قراءته، ولا يتحرى الخشوع والطمأنينة بل تحري هذه الأمور أولى من مراعاة الختمة”، والله تعالى أعلم. [11]

ما هي فضائل صلاة التراويح

في ختام ما ورد من حديث عن حكم ترك صلاة التراويح جدير بالقول إنّ فضل صلاة التراويح في الإسلام يتجلّى في الأحاديث النبوية الشريفة التي تحدثت عن هذه الصلاة المباركة، ومن هذه الأحاديث ما سيأتي في النقاط الآتية: [2]

  •  روى أبو ذرّ الغفاري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “من قامَ معَ الإمامِ حتَّى ينصرفَ فإنَّهُ يعدلُ قيامَ ليلةٍ”. [12]
  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال :”أَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ الصَّلَاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ، وَأَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ صِيَامُ شَهْرِ اللهِ المُحَرَّمِ”. [13]
  • روى أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُرَغِّبُ في قِيَامِ رَمَضَانَ مِن غيرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ فيه بعَزِيمَةٍ، فيَقولُ: مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ فَتُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَالأمْرُ علَى ذلكَ، ثُمَّ كانَ الأمْرُ علَى ذلكَ في خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَصَدْرًا مِن خِلَافَةِ عُمَرَ علَى ذلكَ”. [5]
  • عن عمرو بن مرة الجهني قال: “جاء رجلٌ إلى النَّبيِّ، فقال: يا رسولَ اللهِ أرأيتَ إن شهدتُ أن لا إله إلا اللهُ، وأنك رسولُ اللهِ، وصليت الصلواتِ الخمسِ، وأديت الزكاةَ، وصمت رمضانَ، وقُمتُه، فممَّن أنا؟ قال: من الصِّدِّيقين والشهداء”. [14]

إلاى هنا نختم هذا المقال الذي مررنا فيه بالتفصيل على التعريف بصلاة التراويح، ثم ألقينا فيه الضوء على ما هو حكم ترك صلاة التراويح وما هو حكم صلاة التراويح في الإسلام ومررنا فيه على عدد ركعات هذه الصلاة وعلى ما يقرأ في هذه الصلاة وعلى أدعية صلاة التراويح وفضائلها في الشريعة الإسلامية.

المراجع

  1. ^ صحيح البخاري، أبو هريرة، البخاري، 37، صحيح.
  2. ^ wikiwand.com، صلاة التراويح، 30/03/2023
  3. ^ dorar.net، صَلاةُ التَّراويحِ (قيامُ رَمضانَ)، 30/03/2023
  4. ^ صحيح البخاري، عائشة أم المؤمنين، البخاري، 924، صحيح.
  5. ^ صحيح مسلم، أبو هريرة، مسلم، 759، صحيح.
  6. ^ islamqa.info، صلاة التراويح غير واجبة ، وحكم الإفطار مع أهل البدع، 30/03/2023
  7. ^ binothaimeen.net، هل يأثم من لا يصلي التراويح ؟، 30/03/2023
  8. ^ صحيح النسائي، عبد الله بن عمر، الألباني، 1667، صحيح.
  9. ^ islamqa.info، عدد ركعات صلاة التراويح، 30/03/2023
  10. ^ islamweb.net، أدعية مأثورة، 30/03/2023
  11. ^ islamqa.info، القراءة في صلاة التراويح، 30/03/2023
  12. ^ فتاوى نور على الدرب لابن باز، أبو ذر الغفاري ، ابن باز، 9/429 ، إسناده صحيح.
  13. ^ صحيح مسلم، أبو هريرة، مسلم ، 1163، صحيح.
  14. ^ صحيح الترغيب، عمرو بن مرة الجهني، الألباني، 1003 ، صحيح.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *