حكم صلاة الاستسقاء فرض كفاية أم فرض عين أم سنة مؤكدة

حكم صلاة الاستسقاء فرض كفاية أم فرض عين أم سنة مؤكدة
حكم صلاة الاستسقاء فرض كفاية

حكم صلاة الاستسقاء فرض كفاية أم فرض عين أم سنة مؤكدة هو أحد أهم أسئلة الأحكام الشرعية التي ينبغي على جميع المسلمين معرفة إجابتها والتفصيل فيها، وذلك من باب الحرص على التفقه في الدين الإسلامي، فالتفقه في الدين وفي الأحكام الشرعية هو فرض واجب على المسلمين، وفي هذا المقال سوف نقوم بالحديث بالتفصيل على حكم صلاة الاستسقاء فرض عين فرض كفاية سنة مؤكدة كما سوف نعرف هذه الصلاة وسوف نذكر حكم تركها وحكم أدائها في البيت، وسوف نلقي الضوء على أبرز الأحاديث النبوية التي ذُكرت فيها صلاة الاستسقاء في السنة النبوية الشريفة.

صلاة الاستسقاء

تُعرّف صلاة الاستسقاء بأنّها الصلاة التي تُصلّى في وقت انحباس المطر واشتداد الجفاف على المسلمين، وهي صلاة ثابتة في السنة النبوية الشريفة، حيث ثبت أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- صلّاها في حياته، وهذا ما جعلها سنة مؤكدة عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وجدير بالقول إنّ هذه الصلاة تُصلّى ركعتين فقط مع وجود الإمام حصرًا ويُنادى عليها بالصلاة جامعة، ولا بدّ من القول إنّ هذه الصلاة شبيهة بالدعاء، حيث يُقصد فيها الدعاء وسؤال الله رب العالمين أن ينزل على المسلمين الغيث من عنده سبحانه وتعالى، والله تعالى أعلم. [1]

شاهد أيضًا: ما حكم صلاة الاستسقاء

حكم صلاة الاستسقاء فرض كفاية

إنّ سؤال حكم صلاة الاستسقاء فرض عين فرض كفاية سنة مؤكدة هو من الأسئلة الموجودة في مادة الشريعة الإسلامية في المناهج الدراسية، وهو سؤال مع خيارات متعددة، والسؤال هو ما حكم صلاة الاستسقاء في الإسلام، والخيارات هي: صلاة الاستسقاء سنة مؤكدة أم فرض كفاية أم فرض عين، والجواب الصحيح أنّ صلاة الاستسقاء في الشرع الإسلامية هي سنة مؤكدة، حيث ثبت عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه صلاها في حياته، حيث ورد عن عبد الله بن زيد -رضي الله عنه- أنّه قال: “خَرَجَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى المُصَلَّى يَسْتَسْقِي واسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وقَلَبَ رِدَاءَهُ قالَ سُفْيَانُ: فأخْبَرَنِي المَسْعُودِيُّ، عن أبِي بَكْرٍ، قالَ: جَعَلَ اليَمِينَ علَى الشِّمَالِ” [2]والله تعالى أعلم. [3]

شاهد أيضًا: ما الحكمة من مشروعية صلاة الاستسقاء

حكم ترك صلاة الاستسقاء

ذهب فقهاء المسلمين وعلماؤهم إلى أنّ تارك صلاة الاستسقاء غير آثم ولا ذنب عليه وإنّما تركها من خوارم المروءة، وذلك لأنّ ترك السنة المؤكدة بشكل عام لا يأثم عليه الإنسان وإنّما يخرم مروءة المسلم، فالسنة المؤكدة يعني أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فعلها في حياته وثبت ذلك بالدليل القاطع في صحيح السنة النبوية الشريفة، وهذا ما ثبت عن النبي في صلاة الاستسقاء، لذلك فالأولى أن يؤديها المسلم متى حان وقتها واجتمع عليها المسلمون، والله تعالى أعلم. [4]

حكم صلاة الاستسقاء في البيت

ذكر أهل العلم أنّه يجوز للمسلم أن يصلّي صلاة الاستسقاء وحده منفردًا أو أن يصليها مع أهل بيته أو أن يصليها في البيت أو في أي مكان آخر، ولكنّ الأفضل أن تُصلّى جماعة مع المسلمين في وقتها، فالسنة النبوية وردتْ أنّ المسلمين اجتمعوا على أداء هذه الصلاة، وفيما يأتي نذكر قول الشيخ عبد الله بن صالح العثيمين -رحمه الله تعالى- في مسألة صلاة الاستسقاء في البيت: [5]

أما على كلام الفقهاء رحمهم الله فيجوز أن يصليها فرداً، أو مع أهله في البيت، أو في المدرسة، لكن السنة والأكمل أن يجتمع المسلمون في مكان واحد، على إمام واحد، ويسألون الله؛ لأنه كلما كثر الجمع واتحدوا كان أقرب إلى الإجابة، فلذلك ننصح إخواننا أن يحضروا إلى مصلى العيد للاستسقاء، والفقهاء قالوا: يخرج إلى مصلى العيد ومعه الشيوخ، والصبيان المميزون، وأهل الصلاح؛ لأن ذلك أقرب إلى الإجابة، فالحضور هو الأفضل.

شاهد أيضًا: لماذا يقلب الرداء في صلاة الاستسقاء

أحاديث نبوية عن صلاة الاستسقاء

لقد وردت في السنة النبوية الشريفة العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي ذُكرت فيها صلاة الاستسقاء، ومن هذه الأحاديث ما سيأتي: [1]

  • روى الصحابي الجليل أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: “أنَّ رَجُلًا، دَخَلَ المَسْجِدَ يَومَ  جُمُعَةٍ مِن بَابٍ كانَ  نَحْوَ دَارِ القَضَاءِ ، ورَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَائِمًا، ثُمَّ قالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، هَلَكَتِ الأمْوَالُ وانْقَطَعْتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ يُغِيثُنَا، فَرَفَعَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ أغِثْنَا، اللَّهُمَّ أغِثْنَا، اللَّهُمَّ أغِثْنَا قالَ أنَسٌ: ولَا واللَّهِ، ما نَرَى في السَّمَاءِ مِن سَحَابٍ، ولَا قَزَعَةً وما بيْنَنَا وبيْنَ سَلْعٍ مِن بَيْتٍ ولَا دَارٍ، قالَ: فَطَلَعَتْ مِن ورَائِهِ سَحَابَةٌ مِثْلُ التُّرْسِ فَلَمَّا تَوَسَّطَتِ السَّمَاءَ انْتَشَرَتْ، ثُمَّ أمْطَرَتْ، فلا واللَّهِ، ما رَأَيْنَا الشَّمْسَ سِتًّا، ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ مِن ذلكَ البَابِ في الجُمُعَةِ، ورَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَهُ قَائِمًا، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ هَلَكَتِ الأمْوَالُ وانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ يُمْسِكْهَا عَنَّا، قالَ: فَرَفَعَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا ولَا عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ علَى الآكَامِ والظِّرَابِ، وبُطُونِ الأوْدِيَةِ، ومَنَابِتِ الشَّجَرِ قالَ: فأقْلَعَتْ، وخَرَجْنَا نَمْشِي في الشَّمْسِ قالَ شَرِيكٌ: سَأَلْتُ أنَسَ بنَ مَالِكٍ: أهو الرَّجُلُ الأوَّلُ؟ فَقالَ: ما أدْرِي”. [6]
  • قالتِ السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: “شكا الناسُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قحوطَ المطرِ، فأمر بمنبرٍ يوضعُ لهُ في المُصلَّى، ووعد الناسَ يومًا يخرجون فيهِ، فخرج النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حين بدا حاجبُ الشمسِ، فقعد على المنبرِ وكبَّرَ وحمد اللهَ عزَّ وجلَّ وقال: إنكم شكوتم جدبَ دياركم، واستئخارَ المطرِ عن إبانِ زمانِهِ عنكم، وقد أمركمُ اللهُ سبحانَهُ أن تدعوهُ، ووعدكم أن يستجيبَ لكم، ثم قال: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ، لا إلهَ إلا اللهُ يفعلُ ما يريدُ، اللهمَّ أنت اللهُ لا إلهَ إلا أنتَ الغنيُّ ونحنُ الفقراءُ، أَنْزِلْ علينا الغيثَ، واجعلْ ما أنزلتَ لنا قوةً وبلاغًا إلى حين، ثم رفع يديهِ فلم يزل في الرفعِ حتى بدا بياضُ إبطيهِ، ثم حوَّلَ إلى الناسِ ظهرَهُ، وقلب أو حوَّلَ رداءَهُ وهو رافعٌ يدَهُ، ثم أقبلَ على الناسِ، ونزل فصلَّى ركعتينِ، فأنشأ اللهُ سبحانَهُ وتعالى سحابةً فرعدتْ وأبرقتْ، ثم أمطرتْ بإذنِ اللهِ، فلم يأتِ مسجدَهُ حتى سالتِ السيولُ، فلما رأى سرعتهم إلى الكن ضحك حتى بدت نواجذُهُ، فقال : أشهدُ أنَّ اللهَ على كلِّ شيْءٍ قدير، وأنِّي عبدُ اللهِ ورسولُه”. [7]

بهذه الأحاديث النبوية الشريفة نصل إلى نهاية وختام هذا المقال الذي مررنا فيه بالتفصيل على تعريف صلاة الاستسقاء، ثمّ تحدثنا عن حكم صلاة الاستسقاء فرض كفاية أم فرض عين أم سنة مؤكدة ومررنا فيه على مجموعة من الأحكام الشرعية المهمة التي تتعلق بصلاة الاستسقاء، ومنها حكم صلاة الاستسقاء في البيت وحكم ترك صلاة الاستسقاء.

المراجع

  1. ^ wikiwand.com، صلاة الاستسقاء، 02/01/2023
  2. ^ صحيح البخاري، عبدالله بن زيد، البخاري، 1023، صحيح.
  3. ^ alukah.net، صلاة الاستسقاء: تعريفها وحكمها ومكانها وصفتها، 02/01/2023
  4. ^ islamweb.net، تارك السنة المؤكدة غير آثم، 02/01/2023
  5. ^ binothaimeen.net، حكم أداء صلاة الاستسقاء منفرداً، 02/01/2023
  6. ^ صحيح البخاري، أنس بن مالك، البخاري، 1014، صحيح
  7. ^ صحيح أبي داود، عائشة أم المؤمنين، الألباني، 1173، صحيح.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *