ما حكم مقولة الله في كل مكان وهل يصح للمسلم قول الله موجود في السماء

ما حكم مقولة الله في كل مكان وهل يصح للمسلم قول الله موجود في السماء
حكم قول الله في كل مكان

حكم قول الله في كل مكان، فالله عز وجل هو الأول الذي لا يسبقه أي شيء ولا يأتي قبله أي شيء، وهو الآخر الذي لا يأتي بعده شيء، وجوده أمرٌ مطلقٌ لا ريب فيه، وهو خالق هذا الكون بكل تفاصيله، وهو الواحد القهار، سبحانه وتعالى هو القادر على كل شيء، ومن ذلك يقول الناس “الله موجود معنا” أو “الله موجود في كل مكان”، ولكن هل يجوز قول مثل هذا؟ لا سيما الله موجود في كل مكان، هذا ما سنعرفه من خلال هذا المقال.

حكم قول الله في كل مكان

الله سبحانه وتعالى موجود فوق جميع الخلق، وموجود فوق العرش، وبالتالى لا يجوز هذاا القول إطلاقًا، فهذا القول كفر وضلال، فقد قال جل وعلا في كتابه الكريم في سورة الأعراف: “إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ”[1]، وقال أيضًا في سورة طه: “الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى”[2]، وقال عز وجل في سورة الأنعام: “وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ”[3]، فهو فوق العرش جلَّ وعلا، وعلمه في كل مكانٍ، علمه معنا، يطَّلع علينا، وهو أقرب إلينا من كل شيءٍ، باطِّلاعه وعلمه ورؤيته، يعلم أحوالنا، ويطلع على كل شيءٍ، ويعلم ما في قلوبنا، ويعلم ما في جميع أجزاء الدنيا، ولكنه فوق العرش، ومَن قال: “إنه موجودٌ في كل مكانٍ” فهذا كفرٌ وضلالٌ، يقوله أهل البدع، وهذا من أقبح الكفر والضَّلال، فلا يُقال: إنَّ الله في كل مكانٍ، تعالى الله علوًّا كبيرًا، بل هو كما أخبر عن نفسه: فوق العرش، وعلمه في كل مكان، والله سبحانه وتعالى أعلم. [4]

حكم قول نور الله عليك

الكلام الطيب يزرع بذور الألفة والمحبة بين الناس، ودعاء المسلم لأخيه المسلم بالخير يمد جسور التواصل الاجتماعي فيما بينهم، وبالتالي يجوز قول “نور الله عليك”؛ لأنه من الكلام الطيب ومن أبواب الدعاء بالخير للناس ولمن نحبهم، فلا حرج على قال هذه الجملة بابتسامة ترتسم على محياه، فابتسامة المسلم بوجه أخيه المسلم صدقة، فكيف الدعوة بالخير، فهي كلام طيب. بعضه دعاء بخير، وبعضه ثناء، ومجاملة محمودة، وما دامت العبارات التي يَعتادها الناس خالية من المخالفات الشرعية؛ فالأصل فيها الإباحة، فقد قال السعدي رحمه الله: “هذه المسائل وما أشبهها مبنية على أصل عظيم نافع، وهو أن الأصل في جميع ‌العادات ‌القولية ‌والفعلية الإباحة والجواز”، فلا يحرم منها ولا يكره إلا ما نهى عنه الشارع، أو تضمن مفسدة شرعية، وهذا الأصل الكبير قد دل عليه الكتاب والسنة في مواضع، وذكره شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره، والله تعالى ورسوله الكريم أعلم. [5]

شاهد أيضًا: ما هو حكم قول صدق الله العظيم بعد الانتهاء من قراءة القرآن

حكم قول يا وجه الله

لا يجوز لأحد من المسلمين أو غير المسلمين أن يدعو صفات الله سبحانه وتعالى، وهذا ما أجمع عليه علماء المسلمين وفقهائهم، ومن ذلك أن يقال: يا رحمة الله، أو يا وجه الله، أو يا علم الله، أو ما أشبه ذلك. وإنما الواجب على المسلمين أن يدعو الله عز وجل بأسمائه الحسنى؛ لقول سبحانه وتعالى: “وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ”[6]، فيجب القول: يا الله، يا عزيز، يا قدير، يا غفور، يا كريم، يا رحمن، يا رحيم. ونحو ذلك، كما يُستحب التوسل بصفات الله جل وعلا فيقول: اللهم إني أسألك بأنك عظيم، أو بعجائب قدرتك العظيمة، أو بحلمك وصبرك الجميل، أو بقوتك وعظمتك، ونحو ذلك، والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم. [7]

حكم قول بحق الله

الله سبحانه وتعالى هو صاحب النعم والفضل على عباده، وبالتالي له حق عليهم في أن يحمدوه ويشكروه على ما أعطاهم، وعلى ما أبعد عنهم من أذى وشرور، ولهذا لا يجوز أن يُقال: “بحق الله” سواء كانت من باب القول فقط أو من باب الحلفان، فلا يُحلف بحق الله، بل يحلف بالله فقط، أو بأحد ألفاظ الحلفان، مثل: والله، وتالله، وبعزة الله، وأسماء الله الحسنى وصفاته، مثل: الرحمن الرحيم، والقادر على كل شيء، ورب العالمين، ومثل: والذي نفسي بيده، وعلى ما سبق، فلا يحلف بحق الله؛ لأن حق الله علينا تعظيمه، وطاعته، وتعظيمه وطاعته من أفعالنا، من أفعال المخلوقين، حقه علينا توحيده، وطاعته، وتعظيمه، وتوحيدنا له، وتعظيمنا له، وطاعته من أفعالنا، وأفعالنا مخلوقة، ومعناه الحلف بمخلوقاته؛ فلا يصح؛ الحلف لا يكون إلا بالله وحده، أو بأسمائه وصفاته، جل وعلا، فسبحان الله العظم، والحمد لله رب العالمين. [8]

شاهد أيضًا: ما هو حكم قول شاءت الأقدار عند الكلام عن المصيبة

هل يجوز قول الله ونبيه معنا

يقول بعض الناس العديد من الجمل والعبارات التي تساعدهم في تسكين نفوسهم، وتساعد في إدخال الطمأنينة إلى قلوبهم، كأن يقول أحدهم”الله ونبيه معنا”، ولكن هذا القول لا يجوز أبدًا؛ لأن النبي محمد عليه الصلاة والسلام قد مات وانتقل إلى الرفيق الأعلى، وحسن أولئك رفيقًا، فليس هو مع أحد من الناس في هذه الدنيا، لا بحفظٍ، ولا بنصرٍ وتأييدٍ، ولا بعلمٍ وإحاطةٍ، ولا بغير ذلك، والله تعالى وحده المحيط بخلقه، وهو معهم بعلمه، وإحاطته، وسمعه، وبصره، ونصره، وتأييده، فلا يجوز أن يُقرن أحدٌ في المعية مع الله تعالى في هذه المعاني، وقد ذكر الله تعالى في كتابه معيته مع خلقه، ولم يقرن معها معيةَ النبي صلى الله عليه وسلم، ولا معيةَ أحد من الخلق، فذكر أنه مع المتقين، ومع الصابرين، ومع المؤمنين، ومع المحسنين، قال الله تعالى: “إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا”[9]، وقال سبحانه أيضًا: “وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ”[10]، وعلى ما سبق لا يجوز أن يقال: الله ونبيه معك. والله سبحانه وتعالى أعلم. [11]

شاهد أيضًا: ما هو حكم قول ربنا ولك الحمد في الصلاة بعد الرفع من الركوع

هل يجوز قول الله موجود في السماء

لا حرج على القائل في قوله: “الله عز وجل موجود في السماء”؛ لأنه قول صحيح، ولا بأس في أن يُقال، فالله عز وجل استوى على العرش وهو موجود فوقه، وموجود فوق عباده سبحانه وتعالى، وهذا ما دلّ عليه القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، وأجمع عليه أهل السنة والجماعة، فقد قال سبحانه وتعالى: “إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ”[12]، فمن خلال هذه الآية الكريمة نجد الاستواء هو العلو والارتفاع فوق العرش على الوجه الذي يليق بجلال الله سبحانه، لا يعلم كيفيته سواه كما قال مالك رحمه الله لما سئل عن ذلك: “الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، ومراده رحمه الله السؤال عن كيفيته”، وبذلك يعلم أن قول أهل البدع بأن الله سبحانه موجود في كل مكان من أبطل الباطل، بل هو كفر وضلال وتكذيب لله سبحانه وتكذيب لرسوله صلى الله عليه وسلم، فيما صح عنه من كون ربه في السماء،  الله سبحانه وتعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام أعلم. [13]

ومن خلال هذا المقال نكون قد بيّنا لكم أنَّ حكم قول الله في كل مكان لا يجوز إطلاقًا، فهذا القول كفرٌ وضلال، فالله سبحانه وتعالى موجود فوق جميع الخلق، وموجود فوق العرش، وبالتالى لا يجوز قول مثل هذا، والله سبحانه وتعالى أعلم

المراجع

  1. ^ سورة الأعراف، الآية 54
  2. ^ سورة طه، الآية 5
  3. ^ سورة الأنعام، الآية 18
  4. ^ binbaz.org.sa، ما حكم من يقول: الله موجود في كل مكان؟، 02/04/2023
  5. ^ islamweb.net، حكم قول: الله ينور عليك، 02/04/2023
  6. ^ سورة الأعراف، الآية 180
  7. ^ binbaz.org.sa، حكم فول: يا وجه الله، 02/04/2023
  8. ^ binbaz.org.sa، حكم الحلف بحق الله، 02/04/2023
  9. ^ سورة الأنفال، الآية 12
  10. ^ سورة محمد، الآية 35
  11. ^ islamweb.net، قول: "الله ومحمد معاك"، 02/04/2023
  12. ^ سورة الأعراف، الآية 54
  13. ^ binbaz.org.sa، ربنا في السماء، 02/04/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *