ما حكم قول الله موجود أو موجود في كل مكان أو في السماء

ما حكم قول الله موجود أو موجود في كل مكان أو في السماء
حكم قول الله موجود

حكم قول الله موجود، فالله سبحانه وتعالى الواحد الأحد، وجوده أمرٌ مطلقٌ لا ريب فيه، وهو الأول الذي لا يسبقه أي شيء ولا يأتي قبله أي شيء أبدًا، وهو الآخر الذي لا يأتي بعده شيء أبدًا، خالق هذا الكون بكل تفاصيله، سبحانه وتعالى هو القادر على كل شيء، ولكن هل يجوز قول الله موجود؟ هذا ما سنعرفه من خلال هذا المقال.

حكم قول الله موجود

الله سبحانه وتعالى موجود ويجب الاعتقاد بوجوده جل جلاله ولا بأس أن حرج في قول الله موجود، فهذا القول جائز؛ لأن الله عز وجل هو الأول الذي ليس قبله شيء، وهو الآخر الذي ليس بعده شيء، فلا حرج بلفط “موجود” بأنه لا بُدَّ من موجد لأي شيء موجود، فقد تعالى الله عن العدم، وهو على العرش استوى، ومن على عرشه بائن من خلقه، وإنه هو الأول، فلا شيء قبله، وليس لوجوده ابتداء، سبحانه وتعالى، وهو الآخر فلا شيء بعده، وليس لآخريته انتهاء، جل جلاله أن يحيط به زمان، أو أن يحويه مكان؛ فهو قبل كل مخلوق، وفوق كل مخلوق، وعلى ما سبق، فقول: “الله سبحانه وتعالى موجود”، هو قول جائز، ولا بأس على قائله أو حرج؛ إذ يجب الاعتقاد بوجوده سبحانه وتعالى. [1]

شاهد أيضًا: ما هو حكم قول ربنا ولك الحمد في الصلاة بعد الرفع من الركوع

حكم قول الله موجود في كل مكان

لا يجوز هذا القول إطلاقًا، فهذا القول كفر وضلال؛ لأن الله سبحانه وتعالى موجود فوق جميع الخلق، موجود فوق العرش، فقد قال جل وعلا في كتابه الكريم في سورة الأعراف: “إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ”[2]، وقال أيضًا في سورة طه: “الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى”[3]، وقال سبحانه في سورة الأنعام: “وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ”[4]، فهو فوق العرش جلَّ وعلا، وعلمه في كل مكانٍ، علمه معنا، يطَّلع علينا، وهو أقرب إلينا من كل شيءٍ، باطِّلاعه وعلمه ورؤيته، يعلم أحوالنا، ويطلع على كل شيءٍ، ويعلم ما في قلوبنا، ويعلم ما في جميع أجزاء الدنيا، ولكنه فوق العرش، ومَن قال: “إنه موجودٌ في كل مكانٍ” فهذا كفرٌ وضلالٌ، يقوله أهل البدع، وهذا من أقبح الكفر والضَّلال، فلا يُقال: إنَّ الله في كل مكانٍ، تعالى الله علوًّا كبيرًا، بل هو كما أخبر عن نفسه: فوق العرش، وعلمه في كل مكان، والله سبحانه وتعالى أعلم. [5]

حكم قول الله موجود في السماء

الله سبحانه وتعالى استوى على العرش وهو موجود فوقه، وموجود فوق عباده جلّ وعلا، وقول الله عز وجل موجود في السماء هو قول صائب ولا حرج على صاحبه، وهذا ما دلّ عليه القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، وأجمع عليه أهل السنة والجماعة، فقد قال سبحانه وتعالى: “إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ”، فمن خلال هذه الآية الكريمة نجد الاستواء هو العلو والارتفاع فوق العرش على الوجه الذي يليق بجلال الله سبحانه، لا يعلم كيفيته سواه كما قال مالك رحمه الله لما سئل عن ذلك: “الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، ومراده رحمه الله السؤال عن كيفيته”، وبذلك يعلم أن قول أهل البدع بأن الله سبحانه موجود في كل مكان من أبطل الباطل، بل هو كفر وضلال وتكذيب لله سبحانه وتكذيب لرسوله صلى الله عليه وسلم، فيما صح عنه من كون ربه في السماء،  الله سبحانه وتعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام أعلم. [6]

شاهد أيضًا: حكم قول لو لابن عثيمين وحكم قول لو لابن باز

هل يجوز قول يا وجه الله

أجمع علماء المسلمين وفقهائهم أنه لا يجوز لأحد من المسلمين أو غير المسلمين أن يدعو صفات الله عز وجل: كأن يقول: يا رحمة الله، أو يا وجه الله، أو يا علم الله، أو ما أشبه ذلك. وإنما الواجب على المسلمين أن يدعو الله عز وجل بأسمائه الحسنى؛ لقول سبحانه وتعالى: “وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ”[7]، فيجب القول: يا الله، يا عزيز، يا قدير، يا غفور، يا كريم، يا رحمن، يا رحيم. ونحو ذلك، كما يُستحب التوسل بصفات الله جل وعلا فيقول: اللهم إني أسألك بأنك عظيم، أو بعجائب قدرتك العظيمة، أو بحلمك وصبرك الجميل، أو بقوتك وعظمتك، ونحو ذلك، والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم. [8]

هل يجوز قول الله ينور عليك

يجوز قول مثل هكذا كلام؛ لأنه من الكلام الطيب ومن أبواب الدعاء بالخير للناس ولمن نحبهم، فلا حرج على قال هذه الجملة بابتسامة ترتسم على محياه، فتزرع من خلالها بذور الألفة والمحبة بين الناس، فابتسامة المسلم بوجه أخيه المسلم صدقة، فكيف الدعوة بالخير، فهي كلام طيب. بعضه دعاء بخير، وبعضه ثناء، ومجاملة محمودة، وما دامت العبارات التي يَعتادها الناس خالية من المخالفات الشرعية؛ فالأصل فيها الإباحة، فقد قال السعدي رحمه الله: “هذه المسائل وما أشبهها مبنية على أصل عظيم نافع، وهو أن الأصل في جميع ‌العادات ‌القولية ‌والفعلية الإباحة والجواز”، فلا يحرم منها ولا يكره إلا ما نهى عنه الشارع، أو تضمن مفسدة شرعية، وهذا الأصل الكبير قد دل عليه الكتاب والسنة في مواضع، وذكره شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره، والله تعالى ورسوله الكريم أعلم. [9]

شاهد أيضًا: ما هو حكم قول صدق الله العظيم بعد الانتهاء من قراءة القرآن

هل يجوز قول بحق الله

لا يجوز قول هذه الجملة سواء كانت من باب القول فقط أو من باب الحلفان، فالله سبحانه وتعالى حق على عباده في حمده وشكره على ما أعطاهم، وعلى ما أبعد عنهم من أذى وشرور، ولكن لا يُحلف بحق الله، بل يحلف بالله فقط، أو بأحد ألفاظ الحلفان، مثل: والله، وتالله، وبعزة الله، وأسماء الله الحسنى وصفاته، مثل: الرحمن الرحيم، والقادر على كل شيء، ورب العالمين، ومثل: والذي نفسي بيده، وعلى ما سبق، فلا يحلف بحق الله؛ لأن حق الله علينا تعظيمه، وطاعته، وتعظيمه وطاعته من أفعالنا، من أفعال المخلوقين، حقه علينا توحيده، وطاعته، وتعظيمه، وتوحيدنا له، وتعظيمنا له، وطاعته من أفعالنا، وأفعالنا مخلوقة، ومعناه الحلف بمخلوقاته، فلا يصح؛ لأن الحلف لا يكون إلا بالله وحده، أو بأسمائه وصفاته، جل وعلا، فسبحان الله العظم، والحمد لله رب العالمين. [10]

ومن خلال هذا المقال نكون قد بيّنا لكم أن حكم قول الله موجود جائز؛ لأن الله سبحانه وتعالى موجود ويجب الاعتقاد بوجوده جل جلاله، وهو الأول الذي ليس قبله شيء، وهو الآخر الذي ليس بعده شيء، ولا بأس في قول ذلك ولا حرج، والله تعالى أعلم.

المراجع

  1. ^ /islamqa.info، هل يجوز أن يقال الله موجود؟ لأن ذلك يجعل الله مرتبطا بالمكان والزمان المخلوقين؟، 02/04/2023
  2. ^ سورة الأعراف، الآية 54
  3. ^ سورة طه، الآية 5
  4. ^ سورة الأنعام، الآية 18
  5. ^ binbaz.org.sa، ما حكم من يقول: الله موجود في كل مكان؟، 02/04/2023
  6. ^ binbaz.org.sa، ربنا في السماء، 02/04/2023
  7. ^ سورة الأعراف، الآية 180
  8. ^ binbaz.org.sa، حكم قول: يا وجه الله، 02/04/2023
  9. ^ islamweb.net، حكم قول: الله ينور عليك، 02/04/2023
  10. ^ binbaz.org.sa، حكم الحلف بحق الله، 02/04/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *