حكم قول والنبي وما هي كفارة الحلف بالنبي

حكم قول والنبي وما هي كفارة الحلف بالنبي
حكم قول والنبي

حكم قول والنبي وما هي كفارة الحلف بالنبي من المعلومات التي يبحث عنها كثير من الناس حتى لا يقع فيما لا يرضي الله تعالى، حيث توجد كثير من الأحكام التي يجهلها كثير من الناس، ومن الضروري أن يتعرف المسلم عليها حتى يكون من المتقين الذين يحرصون على طاعة الله تعالى ورضوانه، وسوف نتعرف في هذا المقال على حكم الحلف بغير الله تعالى وعلى حكم قول والنبي في الإسلام، وسوف نتعرف على كفارة الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم وغيرها من المعلومات والأحكام المتعلقة.

الحلف بغير الله في الإسلام

إنَّ الحلف بغير الله تعالى محرم وغير جائر في الإسلام، وقد أشار العديد من الفقهاء إلى أنَّ الحلف بغير الله تعالى قد يكون من الشرك والكفر، وقد ورد في الحديث عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أدْرَكَ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ، وهو يَسِيرُ في رَكْبٍ، يَحْلِفُ بأَبِيهِ، فقالَ: ألا إنَّ اللَّهَ يَنْهاكُمْ أنْ تَحْلِفُوا بآبائِكُمْ، مَن كانَ حالِفًا فَلْيَحْلِفْ باللَّهِ أوْ لِيَصْمُتْ”،[1] وفي حديث آخر عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: “من حلفَ بغيرِ اللهِ فقد كفرَ أو أشركَ”،[2] وقد ذهب بعض الفقهاء إلى أنَّ المسلم الذي يحلف بغير الله تعالى يريد التعظيم فهو شرك، وأمَّا إذا أراد الحلف من باب التأكيد فقط على عادة العرب فقط، فهو ليس بالشرك والله تعالى أعلم.[3]

شاهد أيضًا: كفارة الحلف بالله ثم التراجع

حكم قول والنبي

اختلف الفقهاء على حكم قول والنبي في الإسلام، إذ أنَّ البعض اعتبر ذلك من باب الحلف بغير الله تعالى، والبعض لم يعتبره كذلك، وبناءً على هذا تباينت أقوال الفقهاء من أهل العلم في الإسلام في حكم قول والنبي صلى الله عليه وسلم، وفيما يأتي سيتم إدراج مختلف أقوال الفقهاء في حكم قول والنبي:

تحريم قول والنبي

ذهب كثير من الفقهاء إلى عدم جواز قول والنبي، واعتبروا ذلك من باب الحلف بغير الله تعالى، فمن قال والنبي قاصدًا الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم فقد أثم لأنَّ الحلف بغير الله تعالى غير جائز ومحرَّم في الإسلام، وذلك بناءً على الحديث الذي ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” مَن كانَ حالِفًا فَلْيَحْلِفْ باللَّهِ أوْ لِيَصْمُتْ”، وفي الحديث عن بريدة بن حصيب الأسلمي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “منْ حلفَ بالأمانةِ فليسَ منَّا”،[4] والله أعلم.[5]

جواز قول والنبي

ذهب جمهور الفقهاء من أهل العلم إلى أنَّ قول والنبي إذا كان من باب اللغو كما جرت على عادة الناس وليس من باب الحلف والتعظيم، وقد كان ذلك دارج على عادة العرب قديمًا ووردَ في على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرًا، فقد ورد في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “جَاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ أَجْرًا؟ فَقالَ: أَما وَأَبِيكَ لَتُنَبَّأنَّهُ أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ، تَخْشَى الفَقْرَ، وَتَأْمُلُ البَقَاءَ”،[6] وفي حديث آخر عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال: ” أنَّ أعرابيًّا جاءَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وَهوَ ثائرُ الرَّأسِ، فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ، أخبرني ماذا فرضَ اللَّهُ عليَّ منَ الصَّلاةِ؟ قالَ: الصَّلواتُ الخمسُ إلَّا أن تطوَّعَ شيئًا قالَ: أخبرني ماذا فرضَ اللَّهُ عليَّ منَ الزَّكاةِ؟ قالَ: فأخبرَهُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بشرائعِ الإسلامِ قالَ: والَّذي أَكْرمَكَ لا أتطوَّعُ شيئًا، ولا أنقصُ شيئًا ممَّا فرضَ اللَّهُ عليَّ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: أفلحَ وأبيهِ إن صَدقَ أو دخلَ الجنَّةَ وأبيهِ إن صَدقَ”،[7] فقوله صلى الله عليه وسلم “وأبيك” وقوله “وأبيه”، تشير إلى أنَّ هذا من الكلام الدارج على ألسنة العرب وليس من باب الحلف ولا اليمين.[8]

شاهد أيضًا: كفارة حلف الطلاق عند الغضب ، ما هو حكم يمين الطلاق بالثلاثة

حكم قول والنبي ابن باز

ذهب الإمام ابن باز رحمه الله تعالى إلى أن قول والنبي هو حلف بغير الله تعالى، ولذلك لا يجوز وهو محرم وقد يكون من باب الشرك والكفر إذا كان من باب تعظيم غير الله تعالى، لأنَّ المقصود بالحلف هو التأكيد من خلال القسَم بشيء عظيم، ولا يجوز تعظيم غير الله تعالى، وقد قال رحمه الله تعالى في ذلك: “الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم أو غيره من المخلوقات منكر عظيم، ومن المحرمات الشركية، ولا يجوز لأحد الحلف إلا بالله وحده، وقد حكى الإمام ابن عبد البر رحمه الله الإجماع على أنه لا يجوز الحلف بغير الله”.[9]

حكم قول والنبي إسلام ويب

ذهب الفقهاء في إسلام ويب إلى أنَّ قول والنبي إذا كان القصد منه الحلف واليمين فهو محرم وغير جائز، لأنَّ الحلف بغير الله تعالى غير جائز كما سبق في الأحاديث النبوية الشريفة، أمَّا إذا كان به التوسل من أجل قضاء حاجة معينة فهو جائز، وهذا من الأمور التي كانت جارية على ألسنة العرب قديمًا، مثل قولهم: أنشدك بالله والرحم، أو سألتك بالله والرحم، وقد ورد ذلك في قوله تعالى في سورة النساء: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا”،[10] ولكن التوسل إلى الله بذلك لا يجوز لأنَّه لا حق لأي مخلوق على الله تعالى ولأن ذلك لم يرد في النصوص الشرعية.[11]

شاهد أيضًا: حكم قول اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين

ما هي كفارة الحلف بالنبي

إنَّ الحلف بغير الله تعالى غير جائز كما سبق، وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية الصحيحة، ولا توجد كفارة لمن يحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم أو غيره من المخلوقات إلا أن يتوب عن ذلك توبة نصوحة إلى الله تعالى، وأن يعزم على عدم العودة إلى مثل هذا الذنب، وأن يندم على ذلك الحلف الذي لا يجوز، وقد ورد في كتاب الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ۖ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”،[12] وليس هنالك كفارة على الحلف بالنبي غير ما سبق والله أعلم.[13]

في نهاية مقال حكم قول والنبي وما هي كفارة الحلف بالنبي تعرفنا على حكم الحلف بغير الله تعالى في الشرع الإسلامي، وعلى حكم قول والنبي صلى الله عليه وسلم، وعلى حكم قول والنبي حسب ابن باز وموقع إسلام ويب، بالإضافة إلى كفارة الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم وغير ذلك من المعلومات والأحكام المتعلقة به.

المراجع

  1. ^ صحيح البخاري، عبد الله بن عمر، البخاري، 6646، صحيح
  2. ^ إرواء الغليل، عبد الله بن عمر، الألباني، 2561، صحيح
  3. ^ aliftaa.jo، حكم الحلف بغير الله تعالى، 27/03/2023
  4. ^ الجامع الصغير، بريدة بن حصيب الأسلمي، السيوطي، 8627، صحيح
  5. ^ binbaz.org.sa، حكم الحلف بالنبي عليه الصلاة والسلام، 27/03/2023
  6. ^ صحيح مسلم، أبو هريرة، مسلم، 1032، صحيح
  7. ^ صحيح ابن خزيمة، طلحة بن عبيد الله، ابن خزيمة، 410، أخرجه في صحيحه
  8. ^ aliftaa.jo، حكم قول والنبي، 27/03/2023
  9. ^ binbaz.org.sa، حكم الحلف بالنبي عليه الصلاة والسلام، 27/03/2023
  10. ^ سورة النساء، الآية 1
  11. ^ islamweb.net، حكم قول "افعل لي هذا بجاه النبي"، 27/03/2023
  12. ^ سورة التحريم، الآية 8
  13. ^ islamway.net، القسم بالنبي صلى الله عليه وسلم هل هو يمين له كفارة؟ ، 27/03/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *