حكم من نوى صيام الإثنين والخميس ثم أفطر بعذر وبدون عذر

حكم من نوى صيام الإثنين والخميس ثم أفطر بعذر وبدون عذر من المعلومات التي يبحث عنها كثير من المسلمين، وذلك خشية الوقوع في أخطاء قد تؤدي إلى إفساد الصيام، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال معلومات عن صيام الإثنين والخميس بشكل مفصل في الإسلام، وسوف نتعرف على حكم الإفطار بعد النية في صيام الإثنين والخميس، وعلى حكم قطع نية صيام التطوع في الإسلام، وعلى حكم من نوى الصيام ولم يصم وما إلى هنالك من معلومات أخرى متعلقة.

حكم صيام الإثنين والخميس في الإسلام

إنَّ صيام يومي الإثنين والخميس سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ذهب جمهور الفقهاء من أهل العلم إلى أنَّ صيامها من صيام النوافل المندوبة، ولها أجر كبير عند الله تعالى، حيث أنَّ الصيام بشكل عام لا يعلم أجره إلا الله تعالى، فقد ورد في الحديث القدسي  الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه: “قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: قالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلَّا الصِّيَامَ؛ فإنَّه لي، وأَنَا أجْزِي به، والصِّيَامُ جُنَّةٌ”،^[1] وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم يومي الإثنين والخميس ويحافظ على صيامهما، وقد أشار إلى أنَّه يصومهما لأنَّ الأعمال تعرض على الله تعالى فيهما، وكان يحب أن تعرض أعماله على الله تعالى وهو صائم، ففي الحديث أيضًا عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “تُعْرَضُ الأعمالُ على اللهِ يومَ الاثنينِ والخميسِ ، فأُحِبُّ أنْ يُعرضَ عملي وأنا صائمٌ”،^[2] ولذلك يستحب صيام هذين اليومين والله أعلم.^[3]

حكم من نوى صيام الإثنين والخميس ثم أفطر

قد ينوي أحد المسلمين صيام الإثنين أو الخميس تطوعًا ويفطر خلال صيامه في النهار، وفيما يأتي سوف يتم التفصيل في حكم الإفطار لمن نوى صيام الإثنين والخميس خلال النهار:

حكم من نوى صيام الإثنين والخميس ثم أفطر بعذر

إنَّ صيام الإثنين والخميس من صيام النوافل والسنن المتسحبة في الإسلام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا صام المسلم ثمَّ اضطر أن يفطر خلال النهار وأثناء الصيام يجوز له أن يفطر وليس عليه حرج في ذلك ولا قضاء عليه، وقد ورد في الحديث عن فاختة بن أبي طالب أم هانئ رضي الله عنها قالت: “الصائِمُ الْمُتطَوِّعُ أمَيرُ نفسِهِ ، إنْ شاءَ صامَ ، و إِنْ شاءَ أفْطَرَ”،^[4] وفي رواية أخرى أيضًا: “أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ دخلَ عليها فدَعى بشَرابٍ فشربَ ثمَّ ناولَها فشَربت فقالت يا رسولَ اللَّهِ أما إنِّي كنتُ صائمةً فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ الصَّائمُ المتطوِّعُ أمينُ نفسِهِ إن شاءَ صامَ وإن شاءَ أفطرَ”،^[5] ولذلك لا حرج على المسلم أن يفطر بعذر في صيام الإثنين والخميس وليس عليه قضاء ولا حرج في ذلك.^[6]

حكم من نوى صيام الإثنين والخميس ثم أفطر بدون عذر

يعتقد بعض المسلمين أنَّه لا يجوز الإفطار خلال صيام التطوع من دونِ عذر، ولكنَّ رسول الله صلى الله على وسلم أكَّد على أنَّه يجوز في صيام التطوع الإفطار سواء كان ذلك بعذر أو بدون عذر، وقد شربت أم هانئ وهي صائمة وأخبرها أنَّه لا حرج عليها في ذلك، وحتى لو كان الصائم صحيحًا معافى يجوز له أن يفطر، ولكن الأفضل أن يتابع ويداوم على الخير ليحصل على الأجر العظيم، وقد سُئِل الإمام ابن باز رحمه الله تعالى عن ذلك فقال: “من صام؛ فله أجر، ومن ترك؛ فلا شيء عليه، ولو كان يصوم، ثم ترك؛ فلا حرج عليه، حتى ولو كان صحيحًا، ليس بتعبان، من صام؛ فله أجر، ومن ترك؛ فلا شيء عليه، لكن الأفضل الاستمرار إذا تيسر له ذلك”.^[7]

هل يجوز قطع صيام التطوع بدون عذر

يجوز للمسلم أن يقطع صيام التطوع وهو صائم خلال النهار من دون عذر ولا حرج في ذلك، فالصائم تطوعًا هو أمير نفسه كما أكَّد رسول الله صلى الله عليه وسلم في العديد من الأحاديث، ففي الحديث عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “دَخَلَ عَلَيَّ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ذَاتَ يَومٍ فَقالَ: هلْ عِنْدَكُمْ شيءٌ؟ فَقُلْنَا: لَا، قالَ: فإنِّي إذَنْ صَائِمٌ ثُمَّ أَتَانَا يَوْمًا آخَرَ فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللهِ، أُهْدِيَ لَنَا حَيْسٌ فَقالَ: أَرِينِيهِ، فَلقَدْ أَصْبَحْتُ صَائِمًا فأكَلَ”،^[8] فلا حرج على المسلم في قطع صيام التطوع وليس عليه قضاء.^[6]

حكم من نوى الصيام ولم يصم في التطوع

إنَّ صيام التطوع من الأمور المندوبة في الإسلام، وأجر الصائم كبير لا يعلمه إلا الله تعالى، ولكن من نوى صيام يوم لوجه الله تعالى تطوعًا أو اتباعًا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل يومي الإثنين والخميس أو الأيام البيض وغيرها من الأيام المسنونة ثم تراجع عن الصيام ولم يصم فلا حرج عليه، كما لو أنه قطع صيامه خلال النهار فلا حرج عليه أيضًا فهو أمير نفسه يصوم إن شاء ويفطر إن شاء، وهذا ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته من بعده، ولم يقل أحد منهم بعدم جواز الفطر في التطوع، ولكن الأفضل أن يكمل صيامه لينال الأجر العظيم ويداوم على فعل الخيرات.^[7]

هل يجوز قطع صيام التطوع بالجماع

يجوز للمسلم أن يقطع صيام التطوع بغض النظر عن السبب أو الوسيلة التي أفطر فيها، وسواء كان ذلك بعذر أو بدون عذر، ولذلك لا حرج على المسلم أن يقطع صيام التطوع سواء كان الإثنين والخميس أو غيرهما من الأيام بالجماع ومداعبة الزوجة، فذلك مباح فالمتطوع هو أمين نفسه وسيد صيامه وليس عليه حرج في ذلك، ولا يتوجب عليه التوبة ولا الاستغفار ولا القضاء، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صائمًا متطوعًا في أحد الأيام ثم أفطر من دون عذر، وللمسلمين في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعماله أسوة حسنة، ولكن يرى الفقهاء أنَّه من الأفضل متابعة الصيام والله أعلم.^[9]

مقالات قد تهمك

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال حكم من نوى صيام الإثنين والخميس ثم أفطر بعذر وبدون عذر وقد تعرفنا على حكم صيام الإثنين والخميس في الإسلام، كما تمَّ التعرف على حكم قطع صيام الإثنين والخميس، وعلى حكم الإفطار في صيام التطوع وما إلى هنالك من معلومات أخرى متعلقة.