حكم من ينسب المطر إلى الكواكب والنجوم على أنها هي التي تمطر

حكم من ينسب المطر إلى الكواكب والنجوم على أنها هي التي تمطر
حكم من ينسب المطر إلى الكواكب والنجوم على أنها هي التي تمطر

حكم من ينسب المطر إلى الكواكب والنجوم على أنها هي التي تمطر من الأسئلة الشرعية الهامة التي يجب توضيحها وبيانها، فقد أنعم الله -عز وجل- على عباده المسلمين منهم والكافرين بنعم لاتعد ولا تحصى، وجعل لهذه النعم أسباباً، فعلى المسلم أن يشكر الله -عز وجل- على هذه النعم، والمطر من أهم النعم التي أنعم الله بها على سائر خلقه، وفي هذا المقال سنوضح بالتفصيل حكم  نسبة المطر الى الكواكب والنجوم على انها هي التي تمطر.

حكم من ينسب المطر إلى الكواكب والنجوم على أنها هي التي تمطر

إن حكم نسبة المطر الى الكواكب والنجوم على انها هي التي تمطر يختلف باختلاف حال القائل:[1]

  • فإن حكم من نسب المطر الى الكواكب والنجوم معتقداً أن النجم أو الكوكب يمطر بذاته، فهذا كفر أكبر، وقد ثبت عن النبي ﷺ أنه قال عن الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “ألم تسمعوا ماذا قال ربكم الليلة ؟ قال: ما أنعمت على عبادي من نعمة إلا أصبح طائفة منهم بها كافرين يقولون مطرنا بنوء كذا وكذا فأما من آمن بي وحمدني على سقياي فذاك الذي آمن بي وكفر بالكوكب ومن قال : مطرنا بنوء كذا وكذا فذاك الذي كفر بي وآمن بالكوكب”.[2]
  • أما حكم من ينسب المطر إلى الكواكب والنجوم على أنها هي التي تمطر، معتقداً أنها سبب في المطر، فهذا شرك أصغر، وقد روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ” أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة. وقال: النائحة إذا لم تتب قبل موتها، تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران، ودرع من جرب.”،[] فنسب المطر الى الكواكب والنجوم أمر منكر، ولا يجوز اعتقاده.

شاهد أيضاً: حكم سماع الاغاني وقت المطر

حكم من ينسب النعم لغير الله

حذر الله تعالى من إضافة النعم إلى أسبابها الظاهرة مع نسيان المسبب والمنعم الحقيقي لها، قال تعالى:{يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ}[4]، وحكم من ينسب النعم لغير الله -تعالى- يختلف باختلاف صوره على النحو الآتي:[1]

  • الجواز: وذلك إذا نسب الأمر إلى سببه الشرعي مع اعتقاده التام بأنه بفضل الله -تعالى-، كالقول لولا الله ثم المعلم لما نجح الطالب، فالإنسان مجرد سبب بفضل الله أعطى النعمة على يده.
  • شرك أصغر: وهو نسبة النعمة إلى غير الله -تعالى- باللسان فقط، مع الاعتقاد أن الله هو سبب النعمة كقول نزل المطر بسبب ظهور النجم الفلاني، فهذا شرك أصغر، ويجب نسب الأمر لله -تعالى-.
  • كفر أكبر: من ينسب النعمة إلى غير الله -تعالى- مع إقراره بأنها ليست من عند الله، أو انكاره نعم الله مطلقًا، أو نسبتها إلى الله بلسانه مع كفره بها في قلبه.

شاهد أيضًا: حكم لبس الاساور للرجال

أنواع الشرك

للشرك نوعان، وفيما يأتي أنواعه:[5]

  • الشّرك الأكبر: ويقصد به أن يتوجه الإنسان بالتضرع لغير الله -عز وجل- في العبادة، والإخلاص، والتوحيد والتوكل، كالذبح لغير الله، أو التوجه لغير الله بالدعاء والتضرع في أمور لا يقدر عليها إلا الله، وهو مخرج من الملة والدين، قال الله -تعالى-: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}،[6] وينقسم الشرك الأكبر إلى عدة أقسام وهي: الشّرك في ربوبيّة الله، والألوهية، والأسماء والصفات.
  • الشرك الأصغر: والشرك الأصغر لا يخرج من الملة كالشرك الأكبر، ويعد من نواقص التوحيد، ويأتي هذا الشّرك على صورٍ، كالرّياء في العبادات والأعمال، والحلف بغير الله.

شاهد أيضًا: حكم طلب الرقية من الاخرين

أنواع الكفر

للكفر بالله عز وجل نوعان، وهما:

  • الكفر الأكبر: وهو كفر يخرج صاحبه من الملة، وولكفر الأكبر أنواع هي: كفر الجحود، كفر الإعراض، كفر النفاق، كفر التكذيب، كفر الإباء والاستكبار مع التصديق، كفر الظن والشك بيوم القيامة، والغيبيات أو إنكارها وعدم التصديق .[7]
  • الكفر الأصغر: هو الذي لا يخرج صاحبه من الإسلام مثل كفر النعمة: والدليل قوله -تعالى- يخاطب المؤمنين مِن قوم موسى – عليه السّلام – {وَإذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ] [8] والكفر العملي، والحكم بغير ما أنزل الله وهو مُعترِف بحكم الله، قال ابن عباس: “من أقرَّ به فهو ظالم فاسق”، وقال عطاء: “كفر دون كفر”.[9]

أجبنا في هذا المقال على حكم من ينسب المطر إلى الكواكب والنجوم على أنها هي التي تمطر فحكم هذه المسالة يختلف باختلاف اعتقاد الشخص، فإن كان الشخص يعتقد أن النجم أو الكوكب هو بذاته من يقوم بالمطر فهو كافر خارج من الملة، أما إذا نسبها للكوكب معتقداَ أنه مجرد سبب فقد أشرك بالله شرك أصغر، كما بينا أنواع الكفر، وأنواع الشرك.

المراجع

  1. ^ alukah.net، الاعتقاد في النجوم والأنواء، 18/12/2022
  2. ^ صحيح النسائي، زيد بن خالد الجهني، الألباني، 1524، صحيح.
  3. ^ صحيح مسلم، أبو مالك الأشعري، 934، صحيح.
  4. ^ سورة النحل، الآية: 83.
  5. ^ shamela.ws، كتاب عقيدة التوحيد وبيان ما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع وغير ذلك، 18/12/2022
  6. ^ سورة يونس، آية:18.
  7. ^ alukah.net، الكفر الأكبر وأنواعه، 18/12/2022
  8. ^ سورة إبراهيم، آية: 7.
  9. ^ alukah.net، الكفر الأصغر وأنواعه، 18/12/2022

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *