عناصر المقال
حوار بين شخصين عن الصلاة هو الموضوع الّذي سيتمّ الحديث عنه في هذا المقال، فالحوار هو أهمّ وسيلةٍ للتّفاهم بين الأشخاص، والوسيلة للمناقشة بين الأفراد حول موضوعٍ ما، والحوار يعدّ من وسائل التواصل التي لها آدابها وقواعدها التي يجب على كلّ الأطراف المتحاورة احترامها، ولا بدّ في هذا المقال من تقديم عدّة نماذج لحوارٍ يدور حول الصلاة ووجوبها ومكانتها في الإسلام.
الصلاة في الإسلام
تعدّ الصّلاة أعظم الفروض الّتي أمر بها الله سبحانه وتعالى عباده في الأرض، والصّلاة هي الرّكن الثّاني من الأركان الخمسة الّتي يقوم عليها الإسلام، فهي تأتي في المرتبة الثّانية بعد شهادة أنّ لا إله إلّا الله وأنّ محمّدًا عبده ورسوله، والصّلاة كما أخبرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في السّنّة المطهّرة أنّها العمود الّذي يقوم عليه الدّين الإسلامي، فمن أقام الصّلاة وأدّها كما أمر الله تعالى فقد أقام دينه كلّه، ومن تركها فقد كفر وهدم دينه كلّه وحبط عمله.
كذلك وردت العديد من الأحاديث التي تفيد بأنّ أوّل ما يُحاسب عليه المرء يوم القيامة هي الصّلاة، فمن صلحت صلاته صلح عمله ونال الجنّة بإذن الله تعالى، ومن فسدت صلاته فسد عمله وحبط، وأمره يرجع إلى الله تبارك وتعالى، لذا فعلى المسلم أن يستقيم وأن يقيم صلاته فهي عليه كتابًا موقوتًا، ليكون من الفالحين والفائزين في الآخرة بإذن الله تعالى والله أعلم.[1]
شاهد أيضًا: شروط الصلاة واركانها وواجباتها
حوار بين شخصين عن الصلاة
في مقابلةٍ افتراضيّة بين طالبين من طلّاب الدّراسة الشّرعيّة أحمد وإبراهيم، يدور حوار بين شخصين عن الصلاة ومدى أهميّتها ومكانتها في الدّين الإسلاميّ الحنيف:
- أحمد: السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي إبراهيم.
- إبراهيم: وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته، كيف حالك يا أحمد؟
- أحمد: الحمد لله ربّ العالمين وأنت؟
- إبراهيم: الحمد لله.
- أحمد: سأطرح بعض الأسئلة يا إبراهيم عن الصّلاة وأتمنى أن أجد الإجابات المناسبة والصّحيحة عندك.
- إبراهيم: إن شاء الله يا أحمد، تفضل إنني أنصت.
- أحمد: أخبرني متى فُرضت الصّلاة على المسلمين وأين؟
- إبراهيم: قد فرض الله تعالى الصلاة على المسلمين في ليلة الإسراء والمعراج الّتي اختلف في تحديد تاريخها الصّحيح أهل العلم، لكنّ المؤكّد أنّ الله تبارك وتعالى أمر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بالصّلاة في حادثة المعراج ورسول الله في السّماء السّابعة واقفًا عند سدرة المنتهى والله أعلم.
- أحمد: نعم سبحان الله، والآن أريد أن أعرف هل فُرضت الصّلاة على المسلمين في وقتها وكانت كما هي عليه اليوم؟
- إبراهيم: عندما فرض الله تعالى الصلاة، أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بخمسين فرضًا في اليوم والليلة، ولأنّ المسلمين غير قادرين على أدائها، فلا زال رسول الله يناجي الله تعالى أن يخفّف عن أمّته هذا الحمل، حتّى فُرضت خمس صلواتٍ في اليوم والليلة ولكن بأجر خمسين صلاة.
- أحمد: الحمد لله ربّ العالمين، أودّ أن تخبرني ما حكم تارك الصّلاة والمقصّر فيها، وما مصيرهما يوم القيامة؟
- إبراهيم: حسنًا، تارك الصّلاة الّذي يجحدها ويُنكر أنّها مفروضةٌ مكتوبة، هو كافرٌ كفرًا أكبر يخرجه من الملّة، ومصيره يوم القيامة أن يكون حطبًا لنار جهنّم والعياذ بالله، لأنّه كفر بما أنزل على محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم، وأمّا من يتركها إهمالًا وتقصيرًا لكنّه يؤمن ويوقن بأنّها مفروضةٌ عليه، يكفر كفرًا أصغر لا يخرجه من الملّة، ولا يُدخله إلى نار جهّنم، وأمره لله تعالى يوم القيامة إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه في تقصيره، وكلٌ ينال بما كسبت يداه.
- أحمد: شكرًا لك أخي إبراهيم وجزاك الله تعالى عنّا كلّ خير على هذه المعلومات القيّمة عن الصلاة في الإسلام.
شاهد أيضًا: حوار بين شخصين قصير جدا عن بر الوالدين
حوار بين شخصين عن الصلاة قصير ومميز
نعرض فيما يأتي حوار بين شخصين عن الصلاة في الإسلام وسنتعرّف من خلاله على أركان الصّلاة وواجباتها:
- خليل: عامر صديقي قد رأيتك وأنت تصلّي قبل قليل، ولم تكن ترفع يديك مع كلّ تكبيرة ٍمن التّكبيرات في الصّلاة لماذا؟ رغم أنّها يا عامر فرضٌ عليك!
- عامر: ومن قال لك يا خليل بأنها فرضٌ عليّ، إنّها ليست من أركان الصّلاة بل من السنن التي فعلها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
- خليل: أحقًا ليست كذلك؟! هل يمكنك أن تعرّفني على أركان الصلاة من فضلك؟
- عامر: إنّ أركان الصلاة أربعة عشر، وهي تكبيرة الإحرام وقراءة سورة الفاتحة والرّكوع والرّفع من الرّكوع والاعتدال قائمًا بعدها، وكذلك السّجود مرتين والرّفع من السّجود والجلوس بين السّجدتين، ومن أركانها أيضًا الطمأنينة والسّكون مع كلّ ركنٍ فعليّ، ومن ثمّ يأتي التشهد الأخير والجلوس لقراءة التشهد، والتسليم عن اليمين وعن الشّمال في آخر الصّلاة، وأهمّ وآخر أركانها هو الترتيب بين الأركان السابقة.
- خليل: والآن من فضلك علمني واجبات الصلاة.
- عامر: حسنًا، واجبات الصّلاة يا عامر عددها ثمانيةٌ فقط، وهي التّكبير عند الرّكوع وعند السجود وغيرها من المواضع، وقول سمع الله لمن حمده، والقول عند الرّكوع سبحان ربّي العظيم، وعند السّجود سبحان ربّي الأعلى، وقول ربّ اغفر لي عند الجلوس بين السّجدتين، كذلك التشهد الأول والجلوس.
- خليل: وماذا عن السّنن فما هي؟
- عامر: السّنن في الصلاة هي كلّ ما زاد على الواجبات والأركان، ومنها رفع اليدين عند التكبير ودعاء الاستفتاح ووضع اليدين فوق بعضهما عند القراءة والنظر لموضع السّجود، وهناك الكثير والكثير من السّنن القوليّة والفعليّة في الصلاة لذا عليك يا خليل تعلّمها كلّها.
- خليل: جزاك الله خيرًا يا عامر، سأتعلّمها وأحفظها إن شاء الله.
حوار بين أختين عن الصلاة
سيتمّ في الآتي تقديم حوار بين شخصين عن الصلاة ، والشخصين هما أختان تبيّن فيه إحداهنّ للأخرى عقاب المقصّر وتارك الصّلاة في الدّنيا والآخرة:
- سمر: رهف عزيزتي هل صلّيت فروضك اليوم؟
- رهف: أمممم… لقد صليّت الظّهر فقط بصراحة، وقد نسيت أن أصلّي فروضي الباقية، آسفة.
- سمر: لماذا يا رهف، ألّا تعرفين أنّك صرت الآن تُحاسبين على تقصيرك في طاعة الله سبحانه وتعالى؟
- رهف: آسفة يا سمر، سوف أقضيهم الآن.
- سمر: لا تتأسفّي منّي، بل اطلبي العفو والمغفرة من الله تعالى، وحاولي جاهدةً ألّا تقصّري في طاعة الله تعالى وخاصّة الصّلاة، لما يترتّب على المقصّر فيها وتاركها من العذاب في الدّنيا والآخرة.
- رهف: عفوك يا الله، أرجو أن يسامحنى الله تعالى على ما فعلت، لكن ما العقاب الّذي يناله من قصّر في الصلاة أو من تركها؟
- سمر: الصلاة عماد الدّين يا رهف، فمن أقامها فقد أقام دينه كلّه، وأمّا تاركها كفرًا وجحدًا فإنّه يعدّ كافرًا، لأنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أخبرنا بأنّ العهد بين المسلمين والكفار هو الصلاة، فمن تركها فقد كفر والعياذ بالله، وعقوبة الكافر هي الخلود في جهنّم في الآخرة، وأمّا في الدّنيا فإنّ أمره لله تعالى يعاقبه بما شاء من أنواع العقاب كزوال النّعم عنه وسقوط الجاه والعزّ فيكون ذليلًا بين القوم، كذلك يُعاقب من تركها إهمالًا وتقصيرًا، فإنّ الله تعالى يبتليه بما يكره في الدّنيا، وفي الآخرة له عذاب الحريق في وادٍ اسمه الويل وقد ذكره الله تعالى في القرآن الكريم، وأمره يومئذٍ لله تعالى إن شاء غفر له وعفا عنه، وإن شاء عذّبه، والله أعلم.
- رهف: أرجو أن يسامحني الله يا سمر، لكن لن أقصّر في صلاتي بعد الآن إن شاء الله، وسأحاول جاهدةً أن أصلّيها كما أمرني الله تعالى.
- سمر: إنّ شاء الله يا عزيزتي، والآن اقضِ ما فاتك واستغفري الله العليّ العظيم.
شاهد أيضًا: شروط صحة صلاة الجمعة
حوار عن الصلاة سؤال وجواب
إنّ الحوار الآتي يدور بين معلّمةٍ وطالبها، والذي تسأله فيه عدّة أسئلةٍ عن الصلاة مختبرةً بها حفظه لدروسه السابقة:
- المعلمة: هل حفظت دروسك يا يحيى؟
- الطّالب: أجل يا معلّمتي لقد حفظتها كلّها.
- المعلّمة: حسنًا سأسألك بضعة أسئلة من دروس الصّلاة.
- الطّالب: أنا جاهز.
- المعلّمة: ما هي أوّل صلاةٍ صلاها المسلمون بعد أن فُرضت الصلاة عليهم؟
- الطالب: صلاة الظّهر.
- المعلمة: صحيح، هل تكبيرة الإحرام ركنٌ أم سنّةٌ أم واجبٌ في الصلاة؟
- الطّالب: هي ركنُ من أركان الصلاة.
- المعلمة: متى فرض الله تعالى الصّلاة على المسلمين؟
- الطالب: في حادثة الإسراء والمعراج.
- المعلّمة: والآن يا يحيى، ما هي الصّلوات الواجبة على المسلم؟
- الطالب: صلاة الفجر وصلاة الظّهر وصلاة العصر وصلاة المغرب والعشاء، وصلاة الجمعة للرّجال فقط.
- المعلمة: والآن السّؤال الآخير، هل يمكنك أن تعطيني شرطين من شروط صحّة الصلاة؟
- الطّالب: الطّهارة من الحدثين الأكبر والأصغر ودخول وقتها.
- المعلّمة: أحسنت يا يحيى، إنّ إجاباتك كلّها صحيحةٌ وكاملة، جزاك الله تعالى كلّ الخير ووفقك إلى كلّ ما تتمنّاه.
أدلة وجوب الصلاة من القرآن والسنة
بعد الخوض في تقديم حوار بين شخصين عن الصلاة لا بدّ من عرض وتقديم بعض الأدلة من القرآن الكريم والسّنة النّبويّة المطهرة على وجوب الصلاة فيما يأتي:
- قال الله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}.[2]
- قال الله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}.[3]
- قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “بيْنَ الرَّجُلِ وبيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلَاةِ”.[4]
- قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إنَّ أوَّلَ ما افتَرضَ اللَّهُ على النَّاسِ من دينِهِمُ الصَّلاةُ ، وآخرَ ما يبقى الصَّلاةُ ، وأوَّلَ ما يحاسبُ بِهِ الصَّلاةُ ، ويقولُ اللَّهُ انظُروا في صلاةِ عبدي”.[5]
بهذا نصل لختام مقالنا حوار بين شخصين عن الصلاة حيث ورد فيه عدّة نماذج حواريّة عن الصلاة، عرضنا فيه معلوماتٍ أساسيّة وهامّة يمكن للجميع الاستفادة منها، إلى جانب عرض أدلة وجوب الصلاة ومكانتها في الإسلام.
التعليقات