خطبة جمعة قصيرة عن الاستغفار مكتوبة

خطبة جمعة قصيرة عن الاستغفار مكتوبة
خطبة جمعة قصيرة عن الاستغفار

خطبة جمعة قصيرة عن الاستغفار مكتوبة، هي من الخطب التي يُكثِر الخطباء من الحديث عنها وبخاصة في الأوقات المباركة وذلك لما للاستغفار من فوائد عظيمة للمسلمين قد وردت فيها كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة، وفي هذا المقال سوف يكون هنالك وقفات متعددة مع بعض الخطب التي يمكن الإفادة منها في خطب الجمعة حول الاستغفار وفضائله ونحو ذلك مما يشتمل عليه الاستغفار من فضائل وغيرها.

خطبة جمعة قصيرة عن الاستغفار

خطب الجمعة هي من العبادات التي يجتمع عليها المسلمون كل أسبوع مرّة في يوم الجمعة الذي هو يوم عيد للمسلمين، فيجتمع المصلون حول الخطيب يسمعون منه المواعظ والعبر، وهنا يوجد خطبة تصلح ليوم الجمعة حول الاستغفار، فالاستغفار هو جلاء القلوب وزوال الهموم بإذن الله تعالى، وفيما يأتي خطبة قصيرة حول الاستغفار.

الخطبة الأولى

الحمد لله ثمّ الحمد لله، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، سبحانك اللهم لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، نستغفرك ونتوب إليك ونؤمن بك ونتوكل عليك، وأشهد ألّا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله وصفيّه وخليله، أدّى الأمانة ونصح الأمّة وجاهد في الله حقّ الجهاد، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد يا عباد الله، فأوصيكم وإيّاي بتقوى الله فإنّه تعالى مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.

عباد الله، إنّ الله تعالى لمّا أمر عباده بالاستغفار فإنّه وعدهم بفضل عظيم، وهذا الفضل قد يكون الله تعالى وعد به صراحة في القرآن الكريم أو على لسان نبيّه المصطفى صلّى الله عليه وسلم، أو قد يكون هذا الوعد على لسان نبيّ من أنبيائه السابقين حين كان ينصح قومه بالاستغفار كي يرزقهم الله تعالى من فضله، كقوله تعالى حكاية عن نبيه هود عليه السلام حين خاطب قومه: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ}.[1]

وقد يذكر الله تعالى الاستغفار ويذكر ما يعقبه من ثواب كنزول الرحمة والتوبة على عباده ونحو ذلك من الأجر العظيم الذي وعد به الله تعالى، فيقول جلّ من قائل: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَاللهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ}،[2] ويقول تعالى مؤكذًا مغفرته لذنوب من استغفر: {وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُورًا رَّحِيمًا}،[3] فالله تعالى يغفر الذنوب ويتوب على عباده ويحثّهم على استغفاره ويعدهم بالرحمة والمغفرة والبركة والرحمة وغير ذلك، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الثانية

الحمد لله ثمّ الحمد لله، نحمده على ما أنعم وعلى ما منع فهو تعالى أعلم بالخير أين يكون، وأصلّي وأسّم على نبيّه المختار من ولد عدنان محمد صلى الله عليه وآله وسلم، عباد الله، اتقوا الله واعلموا أنّه أمركم بأمر عميم بدأ به بنفسه وثنّى بملائكة قدسه فقال ولم يزل قائلًا عليمًا وآمرًا حكيمًا: {إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}،[4] فاللهم صلّ وسلّم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

أمّا بعد فيا معشر المؤمنين، الاستغفار هو أسلوب حياة، ليس مجرّد ذكر وورد نردده على ألسنتنا ثمّ ندعه ونمشي، بل الاستغفار ينبغي له أن يُشعِرَنا بقدرة الله تعالى على عباده، وبأنّه هو وحده المتصرّف بهذا الكون، وأنّه هو القادر على كلّ شيء وأنّه وحده الغفور الرحيم ذو القوة المتين، وإنّي داعٍ فأمّنوا.

الدعاء

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، المؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والاموات، اللهم أعزّ هذا الدين وأرسل له جندك الذين وعدتَ، اللهم أعد العزّة لهذه الأمّة بعزّ عزيز أو بذلّ ذليل، اللهم أصلح أحوالنا ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين واجعلنا للمتقين إماما، اللهم آمين آمين والحمد لله رب العالمين وصلّ اللهمّ وسلّم وبارك على نبيّك محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم، واعلموا عباد الله أنّ الله {يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}،[5] أقم الصلاة.

شاهد أيضًا: خطبة الجمعة مكتوبة قصيرة

خطبة عن الاستغفار لنزول المطر

فيما يأتي خطبة حول فضل الاستغفار في نزول المطر يمكن لمن شاء أن يستفيد منها في خطبة الجمعة، فللاستغفار عظيم الأثر في نزول المطر والخيرات والرحمات من الله تعالى إن كان المسلمين قد استغفروا ربّهم سبحانه بصدق وإخلاص، وفيما يأتي خطبة يمكن الإفادة منها في يوم الجمعة من أجل حثّ الناس على الاستغفار لنزول المطر والخيرات.

الخطبة الأولى

الحمد لله حمدًا كما أمر، أشكره تعالى وهو الذي وعد المزيد لمن شكر، وأصلّي وأسلّم على سيدّ الأنبياء وبني البشر النبي الهادي محمّد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه فأبصر واعتبر، عباد الله، {اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}،[6] واعلموا أنّ الله تعالى يحول بين المرء ونفسه، فاتقوا الله وأطيعوه، وبعد يا عباد الله، أوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله تعالى وأستفتح بالذي هو خير:

يقول الله تعالى حكاية عن نبيه نوح -عليه السلام- حين كان ينصح قومه لئلّا يحلّ بهم العذاب وتنزل عليهم الرحمات والخيرات، فيقول تعالى في سورة نوح: {ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا * فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا}،[7] هنا يا عباد الله كان الله تعالى قد حبس المطر عن قوم نوح عليه السلام لأنّهم كذّبوه، فهلكت زروعهم وأعقمَ الله تعالى أرحام نسائهم فلم تلد لهم زمنًا طويلًا، فلمّا لجؤوا إلى نوح -عليه السلام- قال لهم أن استغفروا الله.

نعم استغفروا الله تعالى، اطلبوا العفو والمغفرة من الله تعالى، فإنّه إذا عفا ورضي عن عباده فإنّه يدهشهم بعطائه، فإنّ الاستغفار كان سيعطيهم يرات السماء والأرض، وأوّل ما قاله نوح عليه السلام هو أنّه بالاستغفار سيأتي المطر، فأكثروا من الاستغفار عباد الله وتوجهوا إلى الله تعالى بقلوب سماويّة لا ترجو من الأرض شيئًا وتتعلّق بباريها، وحين رأى سعدون المجنون الناس وهم يصلون صلاة الاستسقاء فإنّه سألهم هل تتوجّهون لله بقلوب سماوية أو بقلوب خاوية؟ فكونوا سماويين والله سبحانه سيرسل إليكم المطر، أقول قولي هذا وأستغفر الله.

الخطبة الثانية

الحمد لله ثمّ الحمد لله، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، سبحانك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك، نستغفرك ونتوب إليك، واعلموا عباد الله أنّ الله أمركم بأمر عميم بدأ به بنفسه وثنّى بملائكة قدسه فقال تعالى: {إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}،[4] اللهم صلّ وسلّم على هذا النبي الكريم ذي القلب الرحيم وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد يا عباد الله، فإنّ أفضل ما يقال في الاستغفار هو صيغة سيد الاستغفار المأثورة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فيقول عليه وآله الصلاة والسلام: “سَيِّدُ الِاسْتِغْفارِ أنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي؛ فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ. قالَ: ومَن قالَها مِنَ النَّهارِ مُوقِنًا بها، فَماتَ مِن يَومِهِ قَبْلَ أنْ يُمْسِيَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ، ومَن قالَها مِنَ اللَّيْلِ وهو مُوقِنٌ بها، فَماتَ قَبْلَ أنْ يُصْبِحَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ”،[8] اللهم فاغفر لنا وارحمنا، إنّي داعٍ فأمّنوا:

الدعاء

اللهم اغفر وارحم وأنت خير الراحمين، اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولأمهاتنا ولمن سبقنا من أهل الإيمان إلى دار البقاء، اللهم إنّا عبادك بنو عبادك بنو إمائك، اللهم أحينا على الإيمان وتوفنا على الإيمان واجعلنا من عبادك الصالحين، اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين، وأذلّ الشرك والمشركين والمنافقين الذين يظهرون الإسلام ويبطنون العداوة للإسلام والمسلمين، اللهم إنّا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم فإنّك عليهم قادر.

اللهم آمين والحمد لله رب العالمين وصلّ اللهم على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعبن، عباد الله إنّ الله {يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}،[5] قوموا إلى صلاتكم يرحمنا ويرحمكم الله.

شاهد أيضًا: خطبة عن بر الوالدين مكتوبة

خطبة جمعة قصيرة عن الاستغفار والدعاء

الحمد لله وكفى، وصلاته وسلامه على عباده الذين اصطفى، وأشهد ألّا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدًا نبيّه ورسوله وخليله الذي اصطفى، أمّا بعد فيا عباد الله، اتقوا الله حق تقاته فإنّه يعلم السر والجهر ويعلم ما تضع كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكلّ شيء عنده بمقدار، عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال، وبعد يا معشر المسلمين، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “لا يَرُدُّ القَدَرَ إلَّا الدُّعاءُ، ولا يَزيدُ في العُمرِ إلَّا البِرُّ، وإنَّ الرَّجلَ ليُحرَمُ الرِّزقَ بالذَّنبِ يُصيبُهُ”.

فأكثروا يا عباد من الدعاء واستعينوا بالله ولا تقنطوا، فإنّكم لا تعلمون متى تكون ساعة الإجابة، واستعينوا على استجابة الدعاء بالاستغفار، فإنّ الاستغفار يقرّب العبد من ربه، وكي يكون الاستغفار نابعًا من القلب فإنّه ينبغي للمسلم أن يستحضر قدرة ربّه سبحانه وتعالى على غفران الذنوب وتغيير حال العبد من حال إلى حال، وأن يتذكّر الإنسان أنّه ليس سوى عبد مهمّته عبادة الله تعالى على الوجه الذي ينبغي وأنّ ارتكابه للمعاصي مخالف لنهج العبودية ذاك الذي ارتضاه له ربّه سبحانه وتعالى، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

الحمد لله ثمّ الحمد لله ولا حول ولا قوة إلّا بالله، نحمده على ما أعطى ونشكره ونسأله مزيدًا من العطاء ونعوذ به من كلّ شر، ونشهد ألّا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله وصفيه وخليله، اعلموا عباد الله أنّ الله تعالى أمركم بالصلاة على نبيّه الكريم فقال في محكم التنزيل: {إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}،[4] فاللهم صلّ وسلّم وبارك وزد وأنعم على نبيّك محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين، إنّي داعٍ فأمّنوا:

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، المؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، اللهم اغفر وارحم وأنت خير الراحمين، اللهم تب علينا وعافِنا واعفُ عنّا وإلى غيرك لا تكلنا، نلقاك وأنتِ راضٍ عنّا، اللهم اختر لنا ولا تخيّرنا فإنّ الخير فيما اخترته لنا، اللهم أصلح لنا شاننا كلّه ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقلّ من ذلك، اللهم وأبرم لهذه الأمّة أمرًا رشدًا، يُعزّ فيه أهل طاعتك، ويذلّ فيه أهل المعاصي والشرور، آمين آمين، والحمد لله رب العالمين، عباد الله إنّ الله {يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}،[5] وأقم الصلاة.

شاهد أيضًا: دعاء خطبة الجمعة مكتوب

خطبة عن الاستغفار ملتقى الخطباء

في السطور القادمة خطبة عن الاستغفار من موقع ملتقى الخطباء:[9]

الْحَمْدُ للهِ الَّذِي يَغْفِرُ الزَّلاَّتِ، وَيُقِيلُ العَثَرَاتِ، وَيُفَرِّجُ الْكُرُبَاتِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ أَمَّا بَعْدُ:

فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ – حَقَّ التَّقْوَى، وَاسْتَمْسِكُوا مِنَ الإِسْلاَمِ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى، وَاعْلَمُوا أَنَّ السَّعِيدَ مَنِ اسْتَدْرَكَ عَلَى نَفْسِهِ وَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَتَابَ مِنْ ذَنْبِهِ.

وَلَـمَّا قَسَا قَلْبِي وَضَاقَتْ مَذَاهِبِي جَعَلْتُ الرَّجَا مِنِّي لِعَفْوِكَ سُلَّمَا
تَعَـاظَمَنِي ذَنْبِي فَـلَمَّا قَـرَنْتُــــهُ بِعَفْوِكَ رَبِّي كَانَ عَفْوُكَ أَعْــظَمَا

وَاعْلَمُوا -عِبَادَ اللهِ- أَنَّ اللهَ قَدْ أَمَرَنَا بِالاِسْتِغْفَارِ فِي آيَاتٍ كَثِيرَةٍ مِنْ كِتَابِهِ الْكَرِيمِ، كَمَا فِي قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: {وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}، وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ}، وَأَمَرَ خَاتِمَ رُسُلِهِ نَبِيَّنَا مُحَمَّداً -صلى الله عليه وآله وسلم- بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}، وَسَمَّى نَفْسَهُ الْغَفَّارَ، وَوَصَفَ نَفْسَهُ بِغَافِرِ الذَّنْبِ وَذِي الْمَغْفِرَةِ؛ وَفِي هَذَا إِشَارَةٌ لِلنَّاسِ وَحَثٌّ لَهُمْ عَلَى الاسْتِغَفارِ. وَالاسْتِغْفَارُ هُوَ: طَلَبُ الْعَبْدِ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ الْمَغْفِرَةَ وَالسَّتْرَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَقَدْ قَصَّ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَلَيْنَا عَنْ أَنْبِيَائِهِ أَنَّهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ رَبَّهُمْ، وَيَتُوبُونَ إِلَيْهِ، فَذَكَرَ عَنِ الأَبَوَيْنِ -آدَمَ وَحَوَّاءَ- عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ أَنَّهُمَا قَالاَ: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}، وَذَكَرَ لَنَا عَنْ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}، وَذَكَرَ عَنْ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي} [القصص:16]، وَذَكَرَ عَنْ نَبِيِّهِ دَاوُدَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- قَائِلاً سُبْحانَه: {فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ}، وَذَكَرَ عَنْ نَبِيِّهِ سُلَيْمَانَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- أَنَّهُ قَالَ: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي}.

إِخْوَةَ الإِيمَانِ:

إِنَّ لِلاِسْتِغْفَارِ فَضَائِلَ كَثِيرَةً وَفَوَائِدَ عَظِيمَةً, مِنْهَا: مَغْفِرَةُ الذُّنُوبِ وَتَكْفِيرُ السَّيِّئَاتِ؛ قَالَ تَعَالَى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ}، يقول عليه الصلاة والسلام فِيمَا رَوَى عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ: “يَا عِبَادِي: إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلاَ تَظَالَمُوا. يَا عِبَادِي: كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلاَّ مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ. يَا عِبَادِي: كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلاَّ مَنْ أَطْعَمْتُهُ فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ. يَا عِبَادِي: كُلُّكُمْ عَارٍ إِلاَّ مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ. يَا عِبَادِي: إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا, فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ”. ويقول عليه الصلاة والسلام: “قَالَ اللَّهُ: يَا ابْنَ آدَمَ: إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلاَ أُبَالِي. يَا ابْنَ آدَمَ: لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلاَ أُبَالِي. يَا ابْنَ آدَمَ: إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً”. ويقول عليه الصلاة والسلام: “مَنْ قَالَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيَّ الْقَيُّومَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ, غُفِرَ لَهُ وَإِنْ كَانَ قَدْ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ”. وَمِنْ فَوَائِدِ الاسْتِغْفَارِ -عِبَادَ اللهِ- أَنَّهُ يَدْفَعُ العُقُوبَةَ وَيَرْفَعُ الْعَذَابَ: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}، وَأَنَّهُ يَجْلِبُ السَّعَادَةَ وَالاِطْمِئْنَانَ وَالْمَتَاعَ الْحَسَنَ؛ قَالَ تَعَالَى: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ}.

خطبة عن الاستغفار PDF

في الملف التالي كل الخطب عن الاستغفار التي وردت في المقال أعلاه، ويمكن الإفادة منها في خطب الجمعة لمن شاء من الخطباء، وهذا الملف مرفوع بصيغة pdf الجاهزة للطباعة، فيمكن بسهولة تنزيل الملف وإحالته إلى الطباعة فورًا، ويمكن تنزيل الملف بسهولة من خلال الضغط على زر التحميل “من هنا“.

وإلى هنا يكون قد تم مقال خطبة جمعة قصيرة عن الاستغفار مكتوبة بعد الوقوف على بعض الخطب المتنوعة التي تتعلق بالاستغفار وفضائله وكيف يحقق الاستغفار المعجزات.

المراجع

  1. ^ سورة هود، الآية: 52
  2. ^ سورة محمد، الآية: 19
  3. ^ سورة النساء، الآية: 110
  4. ^ سورة الأحزاب، الآية: 56
  5. ^ سورة النحل، الآية: 90
  6. ^ سورة آل عمران، الآية: 102
  7. ^ سورة نوح، الآية: 9 - 12
  8. ^ صحيح البخاري، شداد بن أوس، البخاري، 6306، حديث صحيح.
  9. ^ khutabaa.com، خطبة مختصرة فضل الاستغفار وفوائده، 27/03/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *