عناصر المقال
شرح قصيدة ألا ليت الشباب يعود يوما لأبو العتاهية، وهو ما سوف نسلط عليه الضوء في هذا المقال، وتعتبر هذه القصيدة من القصائد المشهورة والتي يتم تعليمها للتلاميذ في المناهج الدراسة، ويتساءل عن شرحها العديد من الأشخاص المهتمين بالشعر، ولذلك سوف نقوم بشرحها وذكر نبذة عن كاتب هذه القصيدة وبينا معاني المفردات الصعبة فيها وتحليل أهم النقاط فيها وتوضيح الأفكار العامة والرئيسية التي وردت فيها.
أبو العتاهية
إن كاتب قصيدة ألا ليت الشباب يعود يوما هو الشاعر أبو العتاهية، واسمه الكامل هو إسماعيل بن القاسم بن سُويد العنزي أبو إسحاق، ولد في 747 للميلاد في القرب من الكوفة، ويعود نسبه إلى قبيلة عنزة، وهو شاعر مبدع وسريع الخاطر، مال إلى العلم والأدب، ونظم الشعر حتى نبغ فيه، ثم انتقل إلى بغداد، واتصل بالخلفاء، فمدح الخليفة المهدي والهادي وهارون الرشيد، وقد كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره، وقد قرر أبو العتاهية أن يهجر الشعر، فبلغ ذلك المهدي العباسي، الذي قام بسجنه، ثم أحضره إليه، وهدده بالقتل أو يقول الشعر، وبذلك عاد إلى قوم الشعر ونظمه، فأطلق سراحه، وقد قام الإمام يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري القرطبي بجمع ما وجد من زهديات أبي العتاهية وشعره في الحكمة والعظة، وتوفي في بغداد في عام 826 للميلاد.
شرح قصيدة ألا ليت الشباب يعود يوما
ما يزال هذا البيت يتكرر أمامنا عندما يتم الحديث عن تقدم العمر والندم على ما فات، وكان أبو العتاهية يكرره دائمًا كلما تقدم في العمر، وكأن شريط حياته يمر أمام عينيه ويفكر كان هذا كل ما يمكنه فعله، وفيما يأتي سنقوم بشرح أبيات قصيدة ألا ليت الشباب يعود يومًا:
- بَكيتُ عَلى الشَبابِ بِدَمعِ عَيني **** فَلَم يُغنِ البُكاءُ وَلا النَحيبُ
يعبر الشاعر أبو العتاهية في هذا البيت عن مشاعر الحزن التي تعتصر قلبه، ويقول بحسرة بأنّه بكى كثيرًا على سنوات الشباب التي ضاعت منه، ولكن كل هذا البكاء والدموع التي انهملت لم تجدي نفعًا.
- فَيا أَسَفا أَسِفتُ عَلى شَبابِ **** نَعاهُ الشَيبُ وَالرَأسُ الخَضيبُ
أما في هذا البيت فيعبر أبو العتاهية عن الأسف والأسى والندم على سنوات الشباب كيف ضاعت منه، وقد انتشر الشيب في رأسه، وقد تلون شعره باللون الأبيض بدلًا من الأسود.
- عَريتُ مِنَ الشَبابِ وَكانَ غَضّاً **** كَما يَعرى مِنَ الوَرَقِ القَضيبُ
يصف الشاعر أبو العتاهي في هذا البيت بأنّه انكشف عن الشباب، وتعرّى منه كما يتعرى الإنسان من الملابس، وقد كان ذلك الشباب مليئًا بالحيوية والنشاط، وقد تعرى وانكشف كما يتساقط ورق الأشجار عن الساق والأغصان.
- فَيا لَيتَ الشَبابَ يَعودُ يَوماً **** فَأُخبِرُهُ بِما صَنَعَ المَشيبُ
يتمنى الشاعر أبو العتاهية في هذا البيت أن تعود سنوات حياته وترجع، كالإنسان الذي يرجع بعد غياب، وذلك لأعلمه وأخبره بما فعله تقدم العمر بصحتي وشكلي وقوتي التي ضعفت بتقدم السنوات.
الصور الفنية في قصيدة ألا ليت الشباب يعود يوما
هناك العديد من الصور الفنية والمحسنات البديعية التي استخدمها الشاعر أبو العتاهية في قصيدته ألا ليت الشباب يعود يومًا، والتي سنذكرها لكم على النحو التالي:
- استعارة مكنية: عندما قال “فلن يغن البكاء”، وهنا صور الشاعر بأن البكاء بإنسان لا ينفع ولا يفيد ولا يغنيه عن سنوات الشباب التي مرت عليه وضاعت منه.
- استعارة مكنية: عندما قال الشاعر “نعاه الشيب”، فقد شبه الشيب أو الشعر الأبيض وكأنه إنسان يحمل خبر وفاة أو نعي سنوات الشباب.
- طباق: استخدم الشاعر محسن بديعي وهو الطباق، كما هو الحال في كلمتي الشباب والشيب، عندما قال “أسفت على شباب نعاه الشيب”.
- استعارة مكنية: عندما قال الشاعر “عريت من الشباب”، فهو يشبه الشباب كأنه ثياب تعرّى منها وانكشف عنها، فقد حذف المشبه به، وأبقى على شيء من لوازمه.
- استعار مكنية: عندما قال الشاعر “وكان غضًا”، يشبه الشاعر الشباب بالغصن الغض الممتلئ بالحيوية والنشاط، وهنا حذف المشبه به، وأبقى على شيء من لوازمه.
- تشبيه تمثيلي: عندما قال الشاعر “كما يعرى من الورق القضيب”، وقد شبه انقضاء سنوات شبابه عنه كما هو الحال عندما يتساقط الورق عن الأغصان.
- استعارة مكنية: عندما قال الشاعر “فيا ليت الشباب يعود”، فقد شبه الشاعر الشباب بالإنسان الذي يعود ويرجع، وقد حذف المشبه به، وأبقى على شيء من لوازمه.
- استعارة مكنية: عندما قال الشاعر “بما صنع المشيب”، شبه المشيب أو الشخص الكبير في السن، بالإنسان الذي يصنع ويؤثر، وبالتالي فقد حذف المشبه به، وأبقى على شيء من لوازمه.
معاني المفردات الصعبة في قصيدة ألا ليت الشباب يعود يوما
يعاني الكثير من الأشخاص من عدم معرفة معاني بعض الكلمات في قصائد الشعر العربي، وعلى وجه الخصوص القصائد القديمة مثل القصائد الجاهلية وقصائد العصور الإسلامية الأولى، إذ إنّ العديد من هذه الكلمات التي يستخدمها الشعراء تستخدم في الشعر فحسب، ولا تستخدم في الحياة العادية، وهنالك بعض المفردات الصعبة التي استخدمها أبو العتاهي في هذه القصيدة الشهيرة، وسنقوم بشرحها لكم من خلال النقاط الآتية:
- النحيب: البكاء بصوت عالٍ.
- نعاه: جاء بخبر وفاته أو موته.
- الشيب: الشعر الأبيض.
- الخضيب: المصبوغ أو الملون.
- غضًا: مليئًا بالحيوية والنشاط، وممشوق القمة.
- القضيب: تعني هنا الساق أو غصن الشجرة.
- المشيب: كبر السن.
تحليل قصيدة ألا ليت الشباب يعود يومًا لأبو العتاهية
فيما يأتي نعرض أهم التحليلات لقصيدة الشاعر أبو العتاهية في قصيدته المشهورة ألا ليت الشباب يعود يومًا:
- عبر الشاعر في أبياته الأولى عن الأسى والحزن الذي يشعر به بعد انقضاء سنوات الشباب نادمًا ومتحسرًا عمّا أضاعه من بين يديه.
- استخدم الشاعر العديد من المحسنات البديعية بطريقة سلسة وبسيط لإيصال فكرة الندم والحسرة على سنوات الشباب.
- استخدم الشاعر أسلوب التمني ليظهر مدى حسرته على أيام الشباب.
- استخدم الشاعر أسلوب الوصف ليصف حاله أيام الشباب، وما وصل إليه عند تقدم العمر.
شرح قصيدة ألا ليت الشباب يعود يوما pdf
يرغب الكثير من الأشخاص في الحصول على شرحِ قصيدةِ ألا ليت الشباب يعود يومًا للشاعر أبو العتاهية على شكل ملف بصيغة pdf بهدف استخدامه في أغراض متنوعة، مثل نسخها أو الاحتفاظ به على الهاتف المحمول، أو على جهاز الحاسوب واستخدامه في أوقات لاحقة لأغراض مختلفة، كما يرغب به الناس من أجل طباعته والحصول عليه ورقيًا وتوزيعه في الصفوف الدراسية أو الجامعة، أو من أجل الاستفادة منه في إعداد تحليل ومعرف الصفات الفنية وشرح المفردات الصعبة في قصيدة ألا ليت الشباب يعود يومًا للشاعر أبو العتاهية، أو من أجل كتابة بحث عن القصيدة بشكل مفصل وما إلى هنالك من استخدامات متعددة، ويمكن الحصول على شرح هذه القصيدة على شكل ملف بصيغة pdf من خلال الضغط على الرابط التالي “من هنا“.
مقالات قد تهمك
إلى هنا أعزاءنا رواد موقع تصفح، نكون قد وصلنا إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان شرح قصيدة ألا ليت الشباب يعود يوما لأبو العتاهية، وقد تعرفنا فيه عن كاتب هذه القصيدة، ورح أبياتها بشكل مبسط وسهل، والصور الفنية التي وردت فيها، وشرح المفردات الصعبة التي استخدمها أبو العتاهية لإصال فكرته من الأبيات، وتحليل أهم النقاط فيها، وقد وفرنا لكم جميع المعلومات السابقة على شكل ملف بصيغة pdf.
التعليقات