شرح قصيدة امرؤ القيس وكاف وكفكاف وأهم الصور الفنية فيها

شرح قصيدة امرؤ القيس وكاف وكفكاف وأهم الصور الفنية فيها من المعلومات التي يبحث عنها كثير من الناس، فقد تثير بعض القصائد فضول القراء ومحبي القصائد العربية القديمة وخصوصًا قصائد العصر الجاهلي والتي تكون صعبة في معظم الأحيان، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال معلومات عن امرؤ القيس، وسوف نتعرف على شرح قصيدة وكاف وكفكاف لامرؤ القيس، وعلى أهم الصور الفنية والبلاغية في قصيدة وكاف وكفكاف، وعلى شرح المفردات فيها وغيرها من التفاصيل.

نبذة عن امرؤ القيس

يعدُّ الشاعر الكبير امرؤ القيس واحدًا من أهم الشعراء العرب إن لم يكن أهمهم وأعظمهم على الإطلاق، وقد وصِف بأنه أشعر الناس في كل عصور الشعر العربي، فهو صاحب أشهر معلقة من معلقات الشعر العربي والتي كان مطلعها: قفا نبكِ من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحوملِ، ورغم شهرته الكبيرة التي ملأت الآفاق إلا أنَّه اشتهر بلقبه فقط والذي هو امرؤ القيس، واختلف المؤرخون في اسمه الحقيقي، فقد قيلَ أنَّ اسمه جندح أو حندج أو عدي أو مليكة، وينتمي امرؤ القيس إلى قبيلة كندة العربية الشهيرة من أهل نجد ونسبه امرؤ القيس بن حجر بن الحارث بن عمرو المقصور بن حجر آكل المرار والي ينتهي نسبه إلى كندة، كما يلقب باسم الملك الضليل أو بذي القروح، ويكنى باسم أبي زيد أو أبي الحارث أو أبي وهب، لم يعش امرؤ القيس حياةً طويلة ولكن حياته كانت مليئة بالأحداث رغم قصرها، وبعد مقتل أبيه وضياع ملكه استنجد الشاعر بالعديد من القبائل لمساعدته في استرداد الملك ولكنه لم يفلح، ثم قصد بلاد الروم، وأصيب هناك بداء الجدري وتوفي غالبًا في عام 540م بالقرب من أنقرة.^[1]

شرح قصيدة امرؤ القيس وكاف وكفكاف

تبدأ قصيدة وكاف وكفكاف بقول الشاعر: لمن طلل بين الجدية والجبل، وتعدُّ هذه القصيدة من أشهر قصائد الشاعر امرؤ القيس إلى جانب معلقته كما سبق، وهي من القصائد الطللية التي نسبت إلى امرؤ القيس لأنَ أسلوب كتبابتها يشبه أسلوبه، ولكن كثير من المؤرخين والأدباء والنقاد أشاروا إلى أنها ليست له، وقد بدأ فيها امرؤ القيس بذكر أطلال الأماكن وآثارها، وقيل أنه هو أول من أبدع هذا النوع من الشعر في الوقوف على الأطلال، ويبلغ عدد أبيات القصيدة 55 بيت شعري نظمها الشاعر على البحر الطويل وقافية اللام الساكنة، وفيما يأتي سوف يتم إدراج شرح قصيدة امرؤ القيس وكاف وكفكاف:

لِمَن طَلَلٌ بَينَ الجُدَيَّةِ والجبَل
مَحَلٌ قَدِيمُ العَهدِ طَالَت بِهِ الطِّيَل
عَفَا غَيرَ مُرتَادٍ ومَرَّ كَسَرحَب
ومُنخَفَضٍ طام تَنَكَّرَ واضمَحَل
وزَالَت صُرُوفُ الدَهرِ عَنهُ فَأَصبَحَت
عَلى غَيرِ سُكَّانٍ ومَن سَكَنَ ارتَحَل

بدأ الشاعر قصيدته بالوقوف على الأطلال والتساؤل حول ما تبقى من آثار الديار القديمة بين الجبل والجدية وهي اسم مكان قديم في شبه الجزيرة العربية غالبًا وقد مرت عليه الطيل وهي الليالي الطويلة ودل على ذلك اندثاره وزواله، ويشير إلى أنَّ الأيام قد مرَّت عليها سريعًا مثل السرحب وهو الحصان الطويل، وأصبحت الديار منخفضة كثيرة لا تكاد تعرف لاضمحلال ملامحها، كما أنَّ عوامل الطبيعة والأمطار قد ساهمت في تحويل هذه الديار إلى آثار بالية متهدمة، وقد أصبحت هذه الأطلال مكانًا قديمًا مهدمًا خاليًا من سكانه، لأنَّ سنة الحياة أنَّ كل من سكن سوف يرحل في يوم من الأيام من مكانه، ويتابع قصيدته في وصف هذه الأطلال.

لَقَد طَالَ مَا أَضحَيتِ فَقراً ومَألَف
ومُنتظَراً لِلحَىِّ مَن حَلَّ أَو رحَل
ومَأوىً لِأَبكَارٍ حِسَانٍ أَوَانسٍ
ورُبَّ فَتىً كالليثِ مُشتَهَرِ بَطَل
لَقَد كُنتُ أَسبى الغِيدَ أَمرَدَ نَاشِئ
ويَسبِينَني مِنهُنَّ بِالدَّلِّ والمُقَل

يتابع الشاعر في وصف الأطلال، ويقول أنها أصبحت مكانًا مقفرًا من الناس وليس بها من يألفها، إلا أنها تنتظر من يأتيها من الناس مسافرًا أو مقيمًا، ويتذكر أيضًا كيف كانت مكانًا تقيم فيه الفتيات الجميلات الحسناوات وقد كان يأنس بهن، ثمَّ يبدأ بالافتخار بنفسه ويصف نفسه بالبطل مثل الليث كان يأسر الصبايا ويسلب عقولهنَّ، وهنَّ أيضًا يأسرنه بدلالهنَّ وحسنهنَّ وجمال مقلهنَّ.

تَعَلَّقَ قَلبي طَفلَةً عَرَبِيَّةً
تَنَعمُ في الدِّيبَاجِ والحَلى والحُلَل
لَهَا مُقلَةٌ لَو أَنَّهَا نَظَرَت بِهَ
إِلى رَاهِبٍ قَد صَامَ لِلّهِ وابتَهَل
لَأَصبَحَ مَفتُوناً مُعَنَّى بِحُبِّهَ
كأَن لَم يَصُم لِلّهِ يَوماً ولَم يُصَل

بعد ذلك ينتقل الشاعر إلى قصته مع محبوبته العربية، فيقول إنَّ قلبه تعلَّق بتلك الفتاة العربية، وقد وصفها بقول طفلة في إشارة إلى أنها ناعمة طرية وغضة الجسد، كما أنها ترتع في الحرير والديباج من الألبسة المزخرفة، ولها عينان جميلتان جدًّا لو أنَّ راهبًا كان قد نذر حياته كلها صيامًا لله تعالى وابتهالًا له رآها، لأصبح هائمًا بحبها ولسلبته عقله وقلبه، وكأنه لم يصم يومًا ولم يصل لله أبدًا، وهذا يعني أنها تفتن كل الناس حتى الرهبان والنساك والعبَّاد من شدة حسنها.

وكافٌ وكَفكافٌ وكَفِّي بِكَفِّهَ
وكافٌ كَفُوفُ الوَدقِ مِن كَفِّها انهَمل
فَلَو لَو ولَو لَو ثمَّ لَو لَو ولَو ولَو
دَنَا دارُ سَلمى كُنتُ أَوَّلَ مَن وَصَل
وعَن عَن وعَن عَن ثمَّ عَن عَن وعَن وَعَن
أُسَائِلُ عَنها كلَّ مَن سَارَ وارتَحَل

في هذه الأبيات يصف الشاعر حبيبته ويكرر الألفاظ بشكل كبير من باب التوكيد اللفظي، ويشير إلى أنّه عندما اجتمعت كفه بكف محبوبته شعر وكأن الأمطار تتدفق من يدها في إشارة إلى الحب والاشتياق بينهما، وفي البيت الذي يليه يقول أنه سيكون أول الواصلين إلى ديار سلمى لو أنها كانت قريبة، وقد تكون هنالك أسباب تمنعه من الارتحال إليها حيث هي الآن، وهو يسأل عنها كل الناس الذين يسافرون والذين يرجعون ليحصل على أخبار عنها.

الصور الفنية في قصيدة امرؤ القيس وكاف وكفكاف

توجد في قصيدة امرؤ القيس وكاف وكفكاف كثير من الصور الفنية والبلاغية التي زيَّن بها الشاعر قصيدته، وذلك مثل كل قصائد الشعر العربي والتي تقوم أساسًا على الصور البيانية والفنية والبلاغية والتي تضفي على القصيدة جمالًا كبيرًا ومعانٍ ساحرة، وفيما يأتي أهم الصور الفنية والبلاغية في قصيدة وكاف وكفكاف للشاعر امرؤ القيس:

استعارة تصريحية

استخدم الشاعر الاستعارة التصريحية في كثير من أبيات كما في قوله: عَفَا غَيرَ مُرتَادٍ ومَرَّ كَسَرحَب ومُنخَفَضٍ طام تَنَكَّرَ واضمَحَل، حيث يشبَّه الزمن أو الأيام هنا بالحصان الطويل السريع بمروره على تلك الأطلال، ولكنه حذف المشبه في هذه الجملة وهو الزمن أو الأيام، وذكر المشبه به وهو السرحب أو الحصان الطويل السريع، ولذلك يعتبر هذا الأسلوب الفني من الاستعارات التصريحية في اللغة العربية.

أسلوب الكناية

استخدم الشاعر أسلوب الكناية في مواضع كثيرة في القصيدة كما في قوله: تَعَلَّقَ قَلبي طَفلَةً عَرَبِيَّةً تَنَعمُ في الدِّيبَاجِ والحَلى والحُلَل، فقد ذكر كلمة طفلة، رغم أنَّ كلمة طفلة تعني الفتاة الصغيرة التي ما تزال دون سنِّ البلوغ، ولكنه أراد بذلك أنها فتاة ناعمة وغضة الجسد، وأسلوب الكناية كما هو معروف استخدام الكلمة في معنى آخر غير الذي وضعت له، ومنها قوله: لَهَا مُقلَةٌ لَو أَنَّهَا نَظَرَت بِهَ إِلى رَاهِبٍ قَد صَامَ لِلّهِ وابتَهَل لَأَصبَحَ مَفتُوناً مُعَنَّى بِحُبِّهَ كأَن لَم يَصُم لِلّهِ يَوماً ولَم يُصَل، كنى به عن شدة جمالها مقلتيها والفتنة التي تحملها.

أسلوب التوكيد

استخدم الشاعر التوكيد في مواضع كثيرة في أبيات القصيدة، حيث استخدم أساليب التوكيد المعنوي والتوكيد اللفظي، ومن ذلك قوله: فَلَو لَو ولَو لَو ثمَّ لَو لَو ولَو ولَو دَنَا دارُ سَلمى كُنتُ أَوَّلَ مَن وَصَل، حيث جاء تكرار كلمة “لو” كنوع من التوكيد اللفظي والذي يكون بتكرار اللفظ نفسه، وأما التوكيد المعنوي فيكون باستخدام واحدة من أدوات التوكيد مثل: كل وجميع، وقد وردت هذا في قوله: أُسَائِلُ عَنها كلَّ مَن سَارَ وارتَحَل، فقد استخدم كلمة “كل” كنوع من التوكيد المعنوي.

شرح مفردات قصيدة امرؤ القيس وكاف وكفكاف

قد يجد بعض الأشخاص مفردات كثيرة غامضة وغير مفهومة في قصيدة امرؤ القيس وكاف وكفكاف مثل كثير من القصائد العربية القديمة وخصوصًا قصائد العصر الجاهلي التي كانت لغته صعبة بعض الشيء، حيث أنَّ كثير من الكلمات لم تعد مستخدمة بسبب تطور اللغة العربية وانتشار اللهجات العامية في الدول العربية، بالإضافة إلى أنَّ بعض الكلمات قد تكون مستخدمة لكنها مجهولة المعاني بالنسبة لأكثر القراء، وفيما يأتي سوف يتم إدراج شرح أهم المفردات في قصيدة امرؤ القيس وكاف وكفكاف:

شرح قصيدة امرؤ القيس وكاف وكفكاف pdf

كثير من الزوار وخصوصًا من الطلاب يرغبون بالحصول على قصيدة امرؤ القيس وكاف وكفكاف على شكل ملف بصيغة pdf وذلك من أجل استخدامها في أغراض شتى، حيث يفضل البعض الحصول على هذا الملف من أجل الاحتفاظ به على الهاتف أو الحاسوب واستخدامه في أوقات لاحقة، أو من أجل طباعته واستخدامه ورقيًا في توزيعه على الطلاب أو الاستفادة منه في إعداد بحث عن قصيدة لمن طلل بين الجدية والجبل أو من أجل تحليل القصيدة وما إلى هنالك من استخدامات عديدة، ويمكن الحصول على شرح قصيدة امرؤ القيس وكاف وكفكاف على شكل ملف بصيغة pdf من خلال الضغط على الرابط “من هنا“.

مقالات قد تهمك

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال شرحُ قصيدةِ امرؤ القيسِ وكافِ وكفكاف وأهم الصور الفنية فيها وقد تعرفنا على بعض المعلومات عن صاحب قصيدة وكاف وكفكاف لامرؤ القيس، وتمَّ إدراج شرح قصيدة امرؤ القيس وكاف وكفكاف وتعرفنا على أهم الصور الفنية والبلاغية فيها، كما تمَّ إدراج شرح المفردات في قصيدة لمن طلل بين الجدية والجيل وغيرها من التفاصيل المتعلقة الأخرى.