عناصر المقال
شرح قصيدة إن الذي سمك السماء بنى لنا والصور الفنية فيها هذه القصيدة التي تُعدّ من بين القصائد المميزة التي وردت في كثير من المناهج التعليمية في مادة اللغة العربية في مختلف الدول العربية، لذا فإنّ الطلاب يهتمون بشرح هذه القصيدة ودراستها بشكل مفصل، وفي هذا المقال سوف نتحدث أولًا عن كاتب هذه القصيدة ثم سوف نمر على شرح هذه القصيدة والصور الفنية الموجودة فيها ومعنى المفردات الصعبة فيها وسوف نلقي الضوء على رابط ملف بي دي إف يتضمن شرح هذه القصيدة كاملة.
كاتب قصيدة إن الذي سمك السماء بنى لنا
إنّ قصيدة إنّ الذي سمك السماء بنى لنا هي قصيدة من أجمل القصائد التي كُتبت في العصر الأمور، وهي من قصائد النقائض بين جرير والفرزدق حيث هجا فيها الفرزدق جريرًا، والفرزدق كاتب القصيدة هو الفرزدق همام بن غالب بن صعصعة المجاشعي التميمي البصري المولود في سنة 641 ميلادية وهو من الشعراء النبلاء الأشراف، ولد ونشأ في دولة الخلافة الراشدة، حيث كان مولده في زمن خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو من بني تميم الموجودين قرب كاظمة، وقد عُرف هذا الشاعر واشتهر في العصر الأموي وصار من أفضل شعراء زمانه، وكان الفرزدق من أكثر الشعراء الذي عُرف أثرهم في اللغة حتّى قيل فيه: “لولا شعر الفرزدق لذهب ثلث لغة العرب، ولولا شعره لذهب نصف أخبار الناس”.
وكان الفرزدق قد وفد على كثير من الخلفاء الراشدين والأمويين في ذلك الزمان، مثل الخليفة علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان ويزيد بن معاوية وعبد الملك بن مروان والوليد بن عبد الملك وسلمان بن عبدو الملك ويزيد بن عبد الملك وهشام بن عبد الملك كما ورد على الخليفة عمر بن عبد العزيز وعلى العديد من الأمراء والولاة من بني أمية، وقد عُرف عن الفرزدق أنه كان عزيزًا شريفًا كريمًا جوادًا، وقد عاش قرابة مئة عام، وتوفي سنة 728 ميلادية. [1]
شرح قصيدة إن الذي سمك السماء بنى لنا
سوف نوضح من خلال ما سيأتي شرح قصيدة الفرزدق التي يقول في مطلعها: إن الذي سمك السماء بنى لنا، وهي قصيدة لامية كتبها الفرزدق على البحر الكامل:
- إِنَّ الَّذي سَمَكَ السَماءَ بَنى لَنا / / / بَيتاً دَعائِمُهُ أَعَزُّ وَأَطوَلُ
بَيتاً بَناهُ لَنا المَليكُ وَما بَنى / / / حَكَمُ السَماءِ فَإِنَّهُ لا يُنقَلُ
بَيتاً زُرارَةُ مُحتَبٍ بِفِنائِهِ / / / وَمُجاشِعٌ وَأَبو الفَوارِسِ نَهشَلُ
يَلِجونَ بَيتَ مُجاشِعٍ وَإِذا اِحتَبوا / / / بَرَزوا كَأَنَّهُمُ الجِبالُ المُثَّلُ
لا يَحتَبي بِفِناءِ بَيتِكَ مِثلُهُم / / / أَبَداً إِذا عُدَّ الفَعالُ الأَفضَلُ
مِن عِزِّهِم جَحَرَت كُلَيبٌ بَيتَها / / / زَرباً كَأَنَّهُمُ لَدَيهِ القُمَّلُ
يبدأ الفرزدق هذه القصيدة بهذه الأبيات التي يفخر فيها بنفسه ويقلل من قيمة المقصود بالهجاء وهو الشاعر الأموي جرير بن عطية، فيقول الفرزدق: إن الله تعالى الذي رفع السماوات بغير عمد بنا لنا بيتًا عزيزًا مشرفًا لا يمكن لأحد أن يطاول عزتنا وقدرنا، ثم يقول إنّ هذا البيت هو البيت الذي تلجأ إليه العرب وساداتهم عندما تشتد الخطوب، إنه البيت الذي حكمه العقلاء والسادة وهم مجاشع وأبو الفوارس نهشل وهم أجداد الفرزدق وهم من سادة العرب، ثم يهاجم الفرزدق قبيلة جرير وهي قبيلة كليب فيقول إنّ كليبًا لا يمكن أن تجد مثل هذا العز والجود في بيتها، ولا يمكن لكليب أن تضاهي عز تميم وعظمة تميم.
- ضَرَبَت عَلَيكَ العَنكَبوتَ بِنَسجِها / / / وَقَضى عَلَيكَ بِهِ الكِتابُ المُنزَلُ
أَينَ الَّذينَ بِهِم تُسامي دارِماً / / / أَم مَن إِلى سَلَفي طُهَيَّةَ تَجعَلُ
يَمشونَ في حَلَقِ الحَديدِ كَما مَشَت / / / جُربُ الجِمالِ بِها الكُحَيلُ المُشعَلُ
في هذه الأبيات يبدأ الشاعر الفرزدق بكيل السباب إلى الشاعر جرير بن عطية، فيوجه له الإهانات تباعًا، فيقول لجرير إن بيتك واهن كبيت العنكبوت لا عزة ولا كرامة فيه، وليس فيه النسب الشريف والأصل العريق، ثم يعود ليمدح قومه وبأسه فيصفه وهم في دروعهم كالجمال الصبورة كما تمشي جرب الجمال.
- وَالمانِعونَ إِذا النِساءُ تَرادَفَت / / / حَذَرَ السِباءِ جِمالُها لا تُرحَلُ
يَحمي إِذا اِختُرِطَ السُيوفُ نِساءَنا / / / ضَربٌ تَخِرُّ لَهُ السَواعِدُ أَرعَلُ
وَمُعَصَّبٍ بِالتاجِ يَخفِقُ فَوقَهُ / / / خِرَقُ المُلوكِ لَهُ خَميسٌ جَحفَلُ
يتحدث الشاعر في هذه الأبيات عن شدة بأس قومه، وكيف أنّهم إذا اشتدّ بهم القتال والضرب يحمون النساء بشدة بأسهم وحنكتهم وقوتهم، وكيف أنّ ضربهم تخر له الرجال وتخر أمامه الأبطال، ثم يتحدث عن سيد قومه كيف أنّ راياته في القتال رايات ملوك عظيمة يخشاها الجميع.
الصورة الفنية في قصيدة إن الذي سمك السماء بنى لنا
هناك العديد من الصور الفنية التي يمكن إلقاء النظر عليها في هذه القصيدة المميزة التي كتبها الشاعر الفرزدق، ومن هذه الصور ما سيأتي:
- يَلِجونَ بَيتَ مُجاشِعٍ وَإِذا اِحتَبوا / / / بَرَزوا كَأَنَّهُمُ الجِبالُ المُثَّلُ: في هذا البيت الشعري تشبيه ذكر فيه الشاعر الكاف وهي أداة التشبيه والمشبه به الجبال المثل، والمشبه هُم الذين برزوا، فهو تشبيه حُذف منه وجه الشبه، أي أنه تشبيه مجمل.
- قضى عليك به الكتاب المنزل: في هذا الشطر الشعري استعارة مكنية، حيث شبه الشاعر الكتاب بالإنسان الذي يقضي، فحذف المشبه به وهو الإنسان وكنى عنه بشيء من صفاته على سبيل الاستعارة المكنية.
- يَحمي إِذا اِختُرِطَ السُيوفُ نِساءَنا / / / ضَربٌ تَخِرُّ لَهُ السَواعِدُ أَرعَلُ: في هذا البيت الشعري شبه الشاعر الضرب بالإنسان الذي يحمي، فحذف المشبه به وهو الإنسان وكنّى عنه بشيء من صفاته وهو الحماية على سبيل الاستعارة المكنية.
معاني مفردات قصيدة إن الذي سمك السماء بنى لنا
تتميز قصائد الشاعر الفرزدق بجزالة اللفظ وصعوبة الكلمة، وهذا يؤدي إلى وجود الكثير من الكلمات الصعبة التي تحتاج إلى شرح، ومن هذه الكلمات:
- سمك السماء: أي رفع السماء.
- مُجاشِعٌ وَأَبو الفَوارِسِ نَهشَلُ: أسماء رجال من سادة قبيلة تميم.
- خَميسٌ جَحفَلُ: هو الجيش الجرار كثير عدد الجنود.
- كليب: هي قبيلة الشاعر جرير بن عطية.
- خرق: أي الرايات والأعلام التي تُرفع في المعارك.
شرح قصيدة إن الذي سمك السماء بنى لنا pdf
هناك الكثير من الأشخاص الذين يهتمون بالحصول على شرح قصيدة الفرزدق إن الذي سمك السماء بنى لنا بصيغة ملف بي دي إف، وذلك من أجل سهولة الاطلاع على هذه القصيدة وقراءتها وقراءة شرحها في أي وقت، أو من أجل طباعة هذا الملف على ورق مكتوب، فإلى من يرغب بالحصول على هذا الملف يمكن القيام بتحميله بشكل مباشر “من هنا“.
مقالات قد تهمك
إلى هنا نصل إلى ختام ونهاية هذا المقال الذي ألقينا فيه الضوء على كاتب قصيدة إن الذي سمك السماء بنى لنا ثم مررنا على شرح قصيدة إن الذي سمك السماء بنى لنا والصور الفنية فيها وألقينا فيه الأضواء على معاني مفردات قصيدة إن الذي سمك السماء بنى لنا وقدمنا في الختام رابط تحميل ملف بي دي إف يتضمن شرح هذه القصيدة.
التعليقات