عناصر المقال
شرح قصيدة الراي قبل شجاعة الشجعان للمتنبي والكلمات الصعبة فيها يبحث عنها كثير من الأشخاص من عشاق الشعر العربي القديم الذي يأسر قلوب معظم الناس، ولا سيما أشعار المتنبي، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال معلومات عن الشاعر أبي الطيب المتنبي، وسوف نتعرف على شرح القصيدة بشكل واضح، وسوف نتعرف على شرح المفردات والكلمات الصعبة في القصيدة، وعلى أهم الصور الفنية فيها وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل الأخرى.
من هو كاتب قصيدة الراي قبل شجاعة الشجعان
إن كاتب هذه القصيدة هو الشاعر العباسي أبو الطيب المتنبي، والذي يعدُّ واحدًا من أشهر الشعراء العرب، ويعتبره بعض النقاد أهم شاعر عربي في تاريخ الشعر العربي، واسمه الكامل أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكندي الكوفي، وجده جعفي بن سعد العشيرة من قبيلة مذحِج، وقبيلة كندة التي ينتسب إليها المتنبي هي مكان في الكوفة في العراق وليست نفسها قبيلة كندة العربية الشهيرة التي ينتسب إليها الشاعر الجاهلي امرئ القيس، ولد المتنبي في عام 915م، وكان يوصف بأنه أعجوبة من أعاجيب العصر، فما تزال أشعاره وقصائده حتى اليوم مصدر إلهام للكثير من الشعراء، وهو مفخرة من مفاخر الأدب العربي، كتب الكثير من قصائد المدح للملوك، وقد قال الشعر وعمره تسع سنوات فقط فقد كان ذكيًا ذا موهبة عظيمة.
مدح المتنبي سيف الدولة الحمداني وكافور وغيرهم، وكانت أفضل وأكثر الأيام راحة له التي عاشها في بلاط سيف الدولة في مدينة حلب، والمتنبي من الشعراء الذي قتلهم شعرهم، فقد هجا شخصًا اسمه ضبة بن يزيد الأسدي العيني، وقد أثقل عليه بالهجاء وطعن في شرفه وشرف أمه، وفي أحد الأيام كان المتنبي راجعًا إلى الكوفة، وكان معه ابنه محمد وغلامه مفلح، فلقيه رجل يدعى فاتك بن أبي جهل الأسدي وهو خال ضبة الذي هجاه المتنبي، فلمّا تقاتل الطرفان قُتل المتنبي وابنه وغلامه في منطقة النعمانية قرب دير العاقول في جنوب غرب مدينة بغداد، وكان ذلك عام 965م وعمره حوالي 50 سنة.[1]
شرح قصيدة الراي قبل شجاعة الشجعان
تعدُّ هذه القصيدة من أشهر قصائد الشاعر الكبير أبي الطيب المتنبي، فقد كتبها الشاعر في مدح سيف الدولة الحمداني وضمنها كثير من الحكم الجليلة، حيث قال في مطلعها: الرَأيُ قَبلَ شَجاعَةِ الشُجعانِ هُوَ أَوَّلٌ وَهِيَ المَحَلُّ الثاني، وهي من القصائد الطويلة فقد بلغ عدد أبيات القصيدة 49 بيتًا، وقد نظمها الشاعر على البحر الكامل وقافية النون المكسورة، وفيما يأتي سوف يتم إدراج شرح قصيدة:
- الرَأيُ قَبلَ شَجاعَةِ الشُجعانِ
هُوَ أَوَّلٌ وَهِيَ المَحَلُّ الثاني
فَإِذا هُما اِجتَمَعا لِنَفسٍ حُرّةٍ
بَلَغَت مِنَ العَلياءِ كُلَّ مَكانِ
تبدأ القصيدة بحكَم عظيمة، حيث يقول الشاعر: إنَ الرأي السديد مقدَّم على الشجاعة، لأنَ الشجاعة مع الرأي الفاسد تكون وبالًا على صاحبها، فالرأي السديد في المقدمة وبعده تأتي الشجاعة، فإذا ما امتلك أحد الناس الرأي السديد والحكمة والشجاعة في نفس الوقت فسوف يصل إلى أعلى مراتب المجد والعلياء.
- وَلَرُبَّما طَعَنَ الفَتى أَقرانَهُ
بِالرَأيِ قَبلَ تَطاعُنِ الأَقرانِ
لَولا العُقولُ لَكانَ أَدنى ضَيغَمٍ
أَدنى إِلى شَرَفٍ مِنَ الإِنسانِ
وقد يتمكن الإنسان من توجيه الضربات القوية والسديدة لخصومه بالرأي قبل أن يوجه ضرباته بالسيف، ولولا العقل الذي يمتلكه الإنسان ويستخدمه بشكل صحيح لكان أقل حيوان وضاعة ومرتبة أقرب إلى الشرف من الإنسان نفسه، بسبب وحشية الإنسان ومفاسده.
- وَلَما تَفاضَلَتِ النُفوسُ وَدَبَّرَت
أَيدي الكُماةِ عَوالِيَ المُرّانِ
لَولا سَمِيُّ سُيوفِهِ وَمَضاؤُهُ
لَمّا سُلِلنَ لَكُنَّ كَالأَجفانِ
ولولا العقل أيضًَا لما تمكن التفضيل بين شخص وآخر، ولما تمكنت أيدي الأبطال الفرسان من التحكم بالرماح لإظهار بطولاتها وشجاعتها، ثم ينتقل إلى مدح سيف الدولة الحمداني، فيقول: لولا بريق سيوف سيف الدولة وحدتها عندما استلت من أغمادها بقيت مثل الحديد الذي لا نفع منه.
- خاضَ الحِمامَ بِهِنَّ حَتّى ما دُرى
أَمِنِ اِحتِقارٍ ذاكَ أَم نِسيانِ
وَسَعى فَقَصَّرَ عَن مَداهُ في العُلى
أَهلُ الزَمانِ وَأَهلُ كُلِّ زَمانِ
وقد اقتحم بتلك السيوف غمار الموت وقارع الأهوال في المعارك، ولست أعلم إذا ما كان ذلك بسبب استصغار الموت واحتقاره أو نسيانه تمامًا، وقد سعى إلى المجد والعلياء، ولم يتمكن أحد من أهل هذا الزمان من اللاحق به، فعجز الجميع عن الوصول إلى غاياته وطموحاته.
- تَخِذوا المَجالِسَ في البُيوتِ وَعِندَهُ
أَنَّ السُروجَ مَجالِسُ الفِتيانِ
وَتَوَهَّموا اللَعِبَ الوَغى وَالطَعنُ في ال
هَيجاءِ غَيرُ الطَعنِ في المَيدانِ
فجميع الناس كانوا قد اتخذوا من البيوت مجالس للسمر وتبادل الأحاديث فيها، بينما عند سيف الدولة الحمداني فإنَّ مجالس الشباب والرجال هي فقط فوق ظهور الخيل لخوض المعارك والحروب وتحقيق الانتصارات، وقد كان أعداؤه يعتقدون أن القتال والطعن في اللهو واللعب مثل الطعن والقتال في المعارك والحروب، ولكن شتان بينهما فالطعن في اللهو لا موت فيه.
- في جَحفَلٍ سَتَرَ العُيونَ غُبارُهُ
فَكَأَنَّما يُبصِرنَ بِالآذانِ
يَرمي بِها البَلَدَ البَعيدَ مُظَفَّرٌ
كُلُّ البَعيدِ لَهُ قَريبٌ دانِ
فقد كان يخوض المعارك ويحقق الانتصارات بجيش كبير جرار يثير الغبار أمامه ويحجب الرؤية عن الأنظار، وكأن النظر بالنسبة للخيول صار بالآذان عن طريق الأصوات فقط، وفي هذا إشارة إلى حجم ذلك الجيش، فهو يقصد به البلدان البعيدة ليحقق النصر في كل مرة، فكل مكان بعيد وكل مدينة بعيدة هي قريبة إذا ما أراد الذهاب إليها.
- رَفَعَت بِكَ العَرَبُ العِمادَ وَصَيَّرَت
قِمَمَ المُلوكِ مَواقِدَ النيرانِ
أَنسابُ فَخرِهِمِ إِلَيكَ وَإِنَّما
أَنسابُ أَصلِهِمِ إِلى عَدنانِ
لقد ارتفع بك مجد وعزُّ العرب أيها الملك العظيم، فقد حولت عروش الملوك والأمراء من حولك إلى مواقد التهبت بها نيران المعارك، وهزمت جيوشهم وكسرت جبروتهم، ورغم أنَّ نسب العرب جميعًا يعود إلى عدنان وهذا هو النسب في الدم والعرق، ولكن نسب فخر العرب يرجع إليك فأنت أصل فخرهم جميعًا.
- يا مَن يُقَتِّلُ مَن أَرادَ بِسَيفِهِ
أَصبَحتُ مِن قَتلاكَ بِالإِحسانِ
فَإِذا رَأَيتُكَ حارَ دونَكَ ناظِري
وَإِذا مَدَحتُكَ حارَ فيكَ لِساني
يختم الشاعر القصيدة بأبيات يعبر فيها عن حبه لسيف الدولة الحمداني فيقول: يا أيها البطل المغوار الذي تقتل من تريد بسيفك من الأعداء دون رحمة أو هوادة، لقد أصبحت من قتلاك وضحاياك ولكن بسبب إحسانك وعطائك وإكرامك لي وليس بسبب سيفك، وفي كل مرة أنظر إليك فيها تقع عيني في حيرة كبيرة لحسنك وجمالك ومهابتك، وكلما هممت أن أمدحك وأذكر صفاتك وخصالك الرفيعة وقع لساني في حيرة أيضًا لعجزي عن إعطائك حقك.
الصور الفنية في قصيدة الراي قبل شجاعة الشجعان
ضمَّت القصيدة كثير من الصور الفنية التي تزيد النص جمالًا وتقدم المعاني بطرق أجمل للقراء، كما تُستخدَم الصور البيانية لزخرفة النصوص لغويًا، ولا تخلو قصيدة من قصائد الشعر منها، ولها أنواع عديدة مثل التشبيهات والاستعارات والجناس والطباق وغيرها، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أهم الصور الفنية في القصيدة سابقة الذكر:
- أسلوب الكناية: كنَّى الشاعر بكلمات كثيرة عن معانٍ مختلفة غير معانيها الأصلية كما في قوله: فَكَأَنَّما يُبصِرنَ بِالآذانِ، كناية إلى أنهم الجيش كبير أثار الغبار وصاروا يمشون حسب الأصوات والسمع.
- استعارة مكنية: وردت الاستعارة المكنية في قوله: وَإِذا مَدَحتُكَ حارَ فيكَ لِساني، فقد شبه لسانه بشخص يمكن أن يقع في الحيرة، ولكنه حذف المشبه وهو الإنسان وذكر ما يدل على إحدى صفاته وهو القدرة على الحيرة.
- أسلوب الطباق: ورد أسلوب الطباق في قوله: يَرمي بِها البَلَدَ البَعيدَ مُظَفَّرٌ كُلُّ البَعيدِ لَهُ قَريبٌ دانِ، وردت كلمة بعيد وكلمة قريب، وهما متعاكستان في المعنى.
- جناس تام: ورد في قول الشاعر: لَولا العُقولُ لَكانَ أَدنى ضَيغَمٍ أَدنى إِلى شَرَفٍ مِنَ الإِنسانِ، وردت كلمة أدنى بمعنى أقل وأكثر وضاعة وكلمة أدنى الثانية بمعنى أقرب، وهذا جناس تام بسبب تشابه الكلمتين وتطابقهما تمامًا.
معاني المفردات الصعبة في قصيدة الراي قبل شجاعة الشجعان
توجد كثير من الكلمات التي يجدها بعض الناس صعبة الفهم وغامضة في القصيدة، حيث أنَّ كثير من الكلمات التي يستخدمها الشعراء في الشعر لا تستخدم في الحياة العادية بين الناس، وذلك نظرًا لتطور اللغة العربية وتطور استخداماتها مع مرور عشرات القرون من الزمن، كما أنَّ اللهجات العامة بين الناس تختلف عن اللغة العربية الفصحى كثيرًا، وفيما يأتي سوف يتم إدراج معاني أهم الألفاظ الصعبة في القصيدة:
المفردة | شرح المفردة |
العلياء | المكانة العالية ذات الشرف والمجد |
طعن | أصاب وغرس ووخز |
الأقران | الأمثال والأشباه |
ضيغم | الحيوان الذي يعض ويسمى به الأسد |
الكماة | الأبطال والفرسان الشجعان |
المران | الرماح |
أجفان | جمع جفنة وهي القصعة |
الحمام | الموت |
قصَّر | عجزَ |
مداه | غايته وطموحه |
جحفل | جيش كبير |
شرح قصيدة الراي قبل شجاعة الشجعان pdf
قد يميل كثير من الأشخاص إلى الحصول على شرحِ القصيدة السابقة على شكل ملف pdf من أجل استخدامه في أغراض عديدة، مثل الاحتفاظ به على الهاتف المحمول أو اللابتوب أو على أي جهاز آخر واستخدامه في وقت آخر، كما يرغب بعض الناس بالحصول عليه من أجل طباعته والحصول عليه ورقيًا والاستفادة منه أغراض أخرى، ويمكن الحصول على شرح القصيدة على شكل ملف بصيغة pdf من خلال الضغط على الرابط “من هنا“.
مقالات قد تهمك
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال شرح قصيدة الراي قبل شجاعة الشجعان للمتنبي والكلمات الصعبة فيها وقد تعرفنا على بعض المعلومات عن الشاعر أبي الطيب المتنبي، كما تعرفنا على شرح أبيات قصيدته الشهيرة، وتم إدراج أهم الصور الفنية ومعاني الكلمات الصعبة فيها، وغير ذلك من التفاصيل والمعلومات المتعلقة الأخرى.
التعليقات