شرح قصيدة حجازية العينين مكية الحشا للشاعر امرئ القيس

شرح قصيدة حجازية العينين مكية الحشا للشاعر امرئ القيس
شرح قصيدة حجازية العينين مكية الحشا

شرح قصيدة حجازية العينين مكية الحشا للشاعر امرئ القيس هذه القصيدة التي تُعدّ من القصائد المنسوبة للشاعر الجاهلي المعروف بالملك الضليل امرئ القيس بن حجر الكندي من قبيلة كندة، ولأنها من القصائد المنتشرة بشكل كبير حيث ألقاها الكثيرون من ذواقي ومحبي الشعر العربي القديم، وفي هذا المقال سوف نقوم بتسليط الضوء على كاتب هذه القصيدة وسوف نمر على نص القصيدة وشرحها ومعاني بعض المفردات الصعبة الواردة فيها.

كاتب قصيدة حجازية العينين مكية الحشا

إنّ كاتب قصيدة حجازية العينين مكية الحشا في الغالب هو الشاعر الجاهلي امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي أول من وقف واستوقف وبكى واستبكى، وهو من مواليد سنة 80 قبل الهجرة أي سنة 497 ميلادية، وهو شاعر من قبيلة كندة، أمه هي أخت المهلهل عدي بن ربيعة ومن خاله أخذ الشعر، كان أبوه مالك كندة، فثار عليه بنو أسد فقتلوه، فعاش حياته يطلب الثأر لأبيه من بني أسد وكتب في ثأره الكثير من الشعر والقصائد، وفي يوم من الأيام ذهب امرؤ القيس مع صديق له إلى قيصر الروم يوستينياس في القسطنطينية يطبل منه المؤازرة والدعم، فوعده خيرًا ولكن ماطله، وبينما هو عائد من القسطنطينية توفي بداء الجدري في أنقرة في تركيا في سنة 130 قبل الهجرة وتحديدًا في سنة 545 ميلادية، وقد جُمع ما كتب امرؤ القيس في ديوان صغير يُنسب إليه. [1]

قصيدة حجازية العينين مكية الحشا مكتوبة

إنّ قصيدة حجازية العينين مكية الحشا هي من القصائد الطويلة، لذا نذكر منها الأبيات الأولى فقط:

لِمَن طَلَلٌ بَينَ الجُدَيَّةِ والجبَل * * * مَحَلٌ قَدِيمُ العَهدِ طَالَت بِهِ الطِّيَل
عَفَا غَيرَ مُرتَادٍ ومَرَّ كَسَرحَب * * * ومُنخَفَضٍ طام تَنَكَّرَ واضمَحَل
وزَالَت صُرُوفُ الدَهرِ عَنهُ فَأَصبَحَت * * * عَلى غَيرِ سُكَّانٍ ومَن سَكَنَ ارتَحَل
تَنَطَّحَ بِالأَطلالِ مِنه مُجَلجِلٌ * * * أَحَمُّ إِذَا احمَومَت سحَائِبُهُ انسَجَل
بِرِيحٍ وبَرقٍ لَاحَ بَينَ سَحَائِبٍ * * * ورَعدٍ إِذَا ما هَبَّ هَاتِفهُ هَطَل
فَأَنبَتَ فِيهِ مِن غَشَنِض وغَشنَضٍ * * * ورَونَقِ رَندٍ والصَّلَندَدِ والأَسل
وفِيهِ القَطَا والبُومُ وابنُ حبَوكَلِ * * * وطَيرُ القَطاطِ والبَلندَدُ والحَجَل
وعُنثُلَةٌ والخَيثَوَانُ وبُرسُلٌ * * * وفَرخُ فَرِيق والرِّفَلّةَ والرفَل
وفِيلٌ وأَذيابٌ وابنُ خُوَيدرٍ * * * وغَنسَلَةٌ فِيهَا الخُفَيعَانُ قَد نَزَل
وهَامٌ وهَمهَامٌ وطَالِعُ أَنجُدٍ * * * ومُنحَبِكُ الرَّوقَينِ في سَيرِهِ مَيَل
فَلَمَّا عَرَفت الدَّارَ بَعدَ تَوَهُّمي * * * تَكَفكَفَ دَمعِي فَوقَ خَدَّي وانهمَل

شرح قصيدة حجازية العينين مكية الحشا

سوف نقوم فيما يأتي شرح مجموعة أبيات من قصيدة حجازية العينين مكية الحشا، وهي الأبيات الأشهر من هذه القصيدة المميزة للشاعر الجاهلي امرئ القيس بن حجر الكندي:

  • لِمَن طَلَلٌ بَينَ الجُدَيَّةِ والجبَل * * * مَحَلٌ قَدِيمُ العَهدِ طَالَت بِهِ الطِّيَل
    عَفَا غَيرَ مُرتَادٍ ومَرَّ كَسَرحَب * * * ومُنخَفَضٍ طام تَنَكَّرَ واضمَحَل
    وزَالَت صُرُوفُ الدَهرِ عَنهُ فَأَصبَحَت * * * عَلى غَيرِ سُكَّانٍ ومَن سَكَنَ ارتَحَل

في هذه الأبيات الأولى من هذه القصيدة يتساءل الشاعر امرؤ القيس عن آثار ديار حبيبته التي اندرست، فيقول لمن هذا الطلل الموجودة بين الجدية وهي مكان قديم في شبه الجزيرة العربية، ثم يقول هذا المكان الذي مرت عليه الليالي الطويلة فتغير حالك، ثم يقول إنّ هذا المكان قد عفا أي اندرست زالت ملامحه ومر عليها الزمان سريعا كما يمر السرحب وهو الحصان الأسود السريع، وصارت تلك البلاد منخفضة بسبب العوامل الطبيعية الكثيرة التي مرت عليها خلال هذه السنوات والتي حولتها إلى بلاد مهجورة بالية، ثم يقول إنّ هذه الديار صارت بلا سكن بعد أن ارتحل سكانها الأصليون.

  • لَقَد كُنتُ أَسبى الغِيدَ أَمرَدَ نَاشِئ * * * ويَسبِينَني مِنهُنَّ بِالدَّلِّ والمُقَل
    لَيَالِيَ أَسبِى الغَانِيَاتِ بِحُمَّةٍ * * * مُعَثكَلَةٍ سَودَاءَ زَيَّنَهَا رجَل
    كأَنَّ قَطِيرَ البَانِ في عُكنَاتِهَ * * * عَلَى مُنثَنىً والمَنكِبينِ عَطَى رَطِل

بعد الانتهاء من وصف الاطلال والآثار البالية ينتقل الشاعر إلى الفخر بنفسه، حيث يقول أنَه كان يسلب عقول وقلوب النساء منذ أن كان شابًا صغيرًا أمردًا أي لم ينبت الشعر في وجهه بعد، ولكن رغم ذلك كنَّ يسلبنه عقله ويأسرنه بدلالهنَّ ومقلهنَّ، ثمَّ كان في الليالي الكثيرة يأسر الفتيات بجماله وشعره الطويل المرسل الذي تزين بالتمشيط والترجيل، ويتابع في وصف جمال شعره، فيقول كأنَّ عطور البان بين خطلات شعره، وبأنَّ منكبيه معطران أيضًا ومدهونان بالعطور.

  • تَعَلَّقَ قَلبي طَفلَةً عَرَبِيَّةً * * * تَنَعمُ في الدِّيبَاجِ والحَلى والحُلَل
    لَهَا مُقلَةٌ لَو أَنَّهَا نَظَرَت بِهَ * * * إِلى رَاهِبٍ قَد صَامَ لِلّهِ وابتَهَل
    لَأَصبَحَ مَفتُوناً مُعَنَّى بِحُبِّهَ * * * كأَن لَم يَصُم لِلّهِ يَوماً ولَم يُصَل

يتحدث الشاعر في هذه الأبيات عن محبوبته، تلك الطفلة العربية التي كانت منعمة سعيدة في حياتها، وهي التي كانت تعيش بين الديباج والحرير والحليّ، ثم يصفها بأنها لها مقلة ساحرة الجمال، حتّى أنها لو نظرت إلى راهب لقام يصلي لله رب العالمين ويبتهل من شدة جمالها، وصار هذا الراهب مفتونًا عاشقًا هيمانًا في حبها كأن لم يصم لله رب العالمين مرة في حياته ولم يصل له.

  • أَلا رُبَّ يَومٍ قَد لَهَوتُ بِذلِّهَ * * * إِذَا مَا أَبُوهَا لَيلَةً غَابَ أَو غَفَل
    فَقَالَتِ لِأَترَابٍ لَهَا قَد رَمَيتُهُ * * * فَكَيفَ بِهِ إن مَاتَ أَو كَيفَ يُحتَبَل
    أَيخفَى لَنَا إِن كانَ في اللَّيلِ دفنُهُ * * * فَقُلنَ وهَل يَخفَى الهِلَالُ إِذَا أَفَل

يصف الشاعر امرؤ القيس في هذه الأبيات الأيام التي كان يلهو بها معه حبيبته، أيام كان ينتظر غياب أبيها أو غفلته لكي يذهب لرؤيتها واللهو معها، ثم يقول إنّ محبوبته سألت صديقاتها مرة من المرات: كيف أفعل إذا مات وكيف أفعل كي أجعله يقع في حبي، فأجبنها إنه كالهلال الذي لا يخفى حتّى لو أنه اختفى أو أفل في الليل.

  • فَهِي هِي وهِي ثمَّ هِي هِي وهي وَهِي * * * مُنىً لِي مِنَ الدُّنيا مِنَ النَّاسِ بالجُمَل
    أَلا لا أَلَا إِلَّا لآلاءِ لابِثٍ * * * ولا لَا أَلَا إِلا لِآلاءِ مَن رَحَل
    فكَم كَم وكَم كَم ثمَّ كَم كَم وكَم وَكَم * * * قَطَعتُ الفَيافِي والمَهَامِهَ لَم أَمَل
    وكافٌ وكَفكافٌ وكَفِّي بِكَفِّهَ * * * وكافٌ كَفُوفُ الوَدقِ مِن كَفِّها انهَمل

يتابع الشاعر الجاهلي امرؤ القيس وصف الفتاة التي يحبها في هذه الأبيات، فيكثر من ذكر الضمير هي لكي يشير إليها مؤكدًا أن حديثه عنها فقط، فيقول: إنها أمنيته في هذه الحياة الدنيا وهي الشخص الوحيد الذي يريد أن يعيش معه، ثم يقول إنّ من أُصيب بداء الحب يبقى في مكانه بجانب من يحب، أما من أصيب بداء اليأس فسيرحل من يأسه، ثم يتحدث عن المسافات الواسعة التي قطعها من أجل أن يصل إلى محبوبته دون أن يمل من المسير إليها، ثم يصف اللقاء الأول حين وضع كفه في كفها وكيف انهمر المطر من يديها.

معاني مفردات قصيدة حجازية العينين مكية الحشا

سوف نقدم من خلال النقاط الآتية مجموعة من الكلمات مع كتابة شرح هذه الكلمات بالتفصيل:

  • أمرد: هو الشاب الذي لم ينبت الشعر به بعد.
  • معثكلة: الطويلة المسترسلة.
  • الجدية: هي اسم لمكان قديم في شبه الجزيرة العربية.
  • الطيل: أي الليالي الطويلة.
  • سرحب: هو الحصان الأسود السريع.
  • الغيد: الفتيات الحسان.
  • الودق: المطر الخفيف.
  • الفيافي: الصحارى.

الأفكار العامة في قصيدة حجازية العينين مكية الحشا

تضم قصيدة حجازية العينين مكية الحشا للشاعر الجاهلي امرئ القيس العديد من الأفكار العامة، نذكرها في النقاط الآتية:

  • يبدأ الشاعر امرؤ القيس في هذه القصيدة واقفًا على الأطلال كعادته وعادة الشعراء الجاهليين، فيصف الأطلال وديار المحبوبة.
  • يصف الشاعر محبوبته وصفًا دقيقًا، وهذا ما فعله امرؤ القيس في الكثير من قصائده، حيث يبدع في وصف جمالها ورقتها وحياتها وتذكر الأيام التي قضاها معها.
  • يتحدث الشاعر في هذه القصيدة عن المعاناة الكبيرة التي عاناها في سبيل الوصول إلى محبوبته، وكيف أنّه قطع الفيافي وسار طويلًا لكي يصل إلى ديارها ولكي يتذكر الأيام الجميلة التي قضاها معها في هذه الديار.

مقالات قد تهمك

شرح قصيدة المساء للشاعر خليل مطران كاملة شرح قصيدة في مدخل الحمراء للشاعر نزار قباني
شرح قصيدة امرؤ القيس فهي هي وَهِي وأهم الصور الفنية فيها شرح قصيدة واحر قلباه ممن قلبه شبم وأهم الصور الفنية فيها
شرح قصيدة الخنساء في رثاء أخيها صخر وتحليلها شرح قصيدة روعة البيان للشاعر شفيق جبري
انشودة المولد النبوي الشريف مكتوبة .. اجمل قصائد وأشعار وأناشيد المولد النبوي شرح قصيدة بانت سعاد فقلبي اليوم متبول لكعب بن زهير

إلى هنا نصل إلى نهاية وختام هذا المقال الذي عرضنا فيه معلومات عن كاتب قصيدة حجازية العينين مكية الحشا ثم ألقينا فيه الضوء على شرح قصيدة حجازية العينين مكية الحشا للشاعر امرئ القيس ثم ألقينا فيه الضوء على معاني مفردات هذه القصيدة والأفكار العامة التي تحدث عنها الشاعر في هذا النص.

المراجع

  1. ^ aldiwan.net، امرؤ القيس، 27/08/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *