عناصر المقال
شرح قصيدة عشقة تميم البرغوثي والصور الفنية فيها هذه القصيدة المميزة التي تُعدّ من بين أشهر القصائد للشاعر تميم البرغوثي؛ حيث انتشرت هذه القصيدة بشكل كبير بعد أن ظهر الشاعر البرغوثي يلقيها في فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي هذا المقال سوف نقوم بالحديث عن الشاعر تميم البرغوثي ثم سوف نمر على شرح قصيدة عشقة وعلى الصور الفنية فيها وشرح المفردات الصعبة، كما سوف نقدم رابط تحميل ملف بي دي إف يتضمن شرح هذه القصيدة.
من هو الشاعر تميم البرغوثي
إنّ كاتب قصيدة عشقة هو الشاعر الفلسطيني تميم مريد البرغوثي، المولود في القاهرة في يوم الثالث عشر من شهر يونيو حزيران من عام 1977 ميلادية، وهو من قرية دير غسانة في فلسطين، أمه هي الروائية رضوى عاشور، ولد تميم وتربى في عائلة أدبية، فأبوه هو الشاعر مريد البرغوثي أيضًا، وفي نفس السنة التي ولد فيها تميم بدأت عملية السلام بين مصر وإسرائيل وبعد زيارة أنور السادات إلى القدس، تم نفي العديد من الشخصيات الفلسطينية الموجودة في مصر ومنها مريد البرغوثي، درس تميم البرغوثي في القاهرة وحصل على البكالوريوس في العلوم السياسية من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة، ثم حصل على شهادة الماجستير في العلاقات الدولية والنظرية السياسية من الجامعة الأمريكية في القاهرة، ثم حصل على شهادة الدكتوراة في العلوم السياسية من جامعة بوسطن في الولايات المتحدة الأمريكية.
كتب تميم البرغوثي العديد من المؤلفات الأدبية، ومنها: ديوان ميجنا وهو منشور باللهجة الفلسطينية، صدر عن بيت الشعر الفلسطيني في رام الله في سنة 1999 ميلادية، وأصدر ديوانين باللهجة المصرية وهما:المنظر الذي صدر في سنة 2002 عن دار الشروق في القاهرة، وديوان قالوا لي بتحب مصر قلت مش عارف وصدر أيضًا عن دار الشروق في القاهرة في سنة 2005، كما صدر ديوان شعر فصحى وهو مقام عراق في سنة 2005 عن دار أطلس، وصدر له ديوان شعر فصحى آخر وهو ديوان في القدس عن دار الشروق في القاهرة في سنة 2009 وصدر ديوان يا مصر هانت وبانت باللهجة العامية المصرية في سنة 2012 عن دار الشروق في القاهرة. [1]
شرح قصيدة عشقة تميم البرغوثي
نضع فيما يأتي نص قصيدة عشقة للشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي ونضع شرح هذه القصيدة بالتفصيل:
-
كم أظهرَ العشقُ من سرٍ وكم كتَما / / / وكم أماتَ وأحيا قبلنا أُمَما
قالت: غلبتُكَ يا هذا، فقلتُ لها: / / / لم تغلبيني ولكنْ زِدتِني كرما
بعضُ المعاركِ في خُسرانِها شرفٌ / / / من عادَ مُنتَصراً من مثلها انهزما!
يبدأ الشاعر تميم البرغوثي هذه القصيدة بالقليل من التعجب والاستفهام، فيقول: كم مرة في تاريخ الإنسان أظهر العشق أو الحب أسرارًا وكم كتم، وكم كان الحب سببًا في فناء بشر وإحياء بشر، ثم يتحدث على لسان المحبوبة فيقول إنها قالت له غلبتك، فأجابها: لم تغلبيني بل زدتني كرمًا؛ لأنّ الحب لا غالب فيه على الحقيقة، بل هو الغالب، ثم يقول: إنّ في الحياة معارك يُهزم فيها المنتصر وينتصر فيها المهزوم، ففي خسرانها شرف كبير وهي المعارك التي تكون بين العاشقين.
-
ما كنت أتركُ ثأري قطُّ قبلَهمْ / / / لكنّهم دخلُوا من حُسنِهِم حَرَما
يقسو الحبيبانِ قدْرَ الحبِّ بينهما / / / حتى لَتَحْسَبُ بينَ العاشِقَيْنِ دما
ويرجعانِ إلى خمرٍ مُعَتقةٍ / / / من المحبةِ تَنفي الشكَّ والتُهَما
جديلة طرفاها العاشقانِ فما / / / تراهُما افترقا .. إلا ليلتَحِما
في ضمةٍ تُرجعُ الدنيا لسنَّتِها / / / كالبحرِ من بعدِ موسى عادَ والْتأَما
يقول الشاعر: إنّه قبل الحب والعشق لم يكن ينام على ضيم ولم يكن يترك ثأره من أحد أبدًا، ولكنّ العشق يدخل العاشق في المنطقة المحرمة التي تُمحى دونها الخطوط الحمراء كلها، ثم يقول: إنّ القسوة بين الحبيبين تكون على قدر الحب بينهما، فإذا زاد الحب وعظم، ظنّ الشخص أنّ الذي بين الحبيبين دم من شدة القسوة التي تترافق مع الحب، ولكن هذه القسوة تنتهي بخمرة الحب التي تنفي الشك وتلغي التهم، فيصير العاشقان في رباط واحد، إذا ظنّهما الشخص افترقا فإنهما في الواقع يلتحمان مع بعضهما البعض، ويكون اتحادهما بضمة مليئة بالحب والحنان، ترجع الحب بينهما كما كان، وهنا يأتي تميم البرغوثي بتشبيه وهو تشبيه ضمة العاشقين وتأثيرها بما حصل في البحر بعد أن انشق بأمر الله لسيدنا موسى عليه الصلاة والسلام.
-
هذا الجمالُ الذي مهما قسا، رَحِما / / / هذا الجمال الذي يستأنسُ الألما
دمي فداءٌ لطَيفٍ جادَ في حُلُمٍ / / / بقُبْلَتَيْنِ فلا أعطى ولا حرَما
إنَّ الهوى لجديرٌ بالفداءِ وإن / / / كان الحبيبُ خيالاً مرَّ أو حُلُما
أو صورةٌ صاغَها أجدادُنا القُدَما / / / بلا سَقامٍ فصاروا بالهوى سُقَما
يتابع الشاعر الحديث عن جمال الحب، الذي لا يمكن أن يكون قاسيًا، فالحب مهما كان قاسيًا سوف تظهر الرحمة في عينيه، ثم يقول الشاعر: إنني مستعد لأن أفتدي طيف حبيبتي بدمي، هذا الطيف الذي جاءني في الحلم فجاد عليه بقبلتين، فلم يعطني كما أريد ولم يحرمني حرمانًا كاملًا، والهوى جدير بأن يُفتدى حتّى لو كان الحبيب الذي مر، مر خيالًا أو حلمًا، أو مر كصورة صاغها الشعراء القدامى في أشعارهم من دون أن يشعروا بمعاناة العاشقين، ولكنهم لما عشقوا رأوها وشعروا بها.
-
الخَصْرُ وهمٌ تكادُ العينُ تخطئُهُ / / / وجوده بابُ شكٍ بعدما حُسِما
والشَّعرُ أطولُ مِن ليلي إذا هجرت / / / والوجْهُ أجملُ من حظي إذا ابتسما
في حُسنها شبقٌ غضبانُ قَيَّدَهُ / / / حياؤُها فإذا ما أفلتَ انتقما
يقول الشاعر في هذه الأبيات واصفًا طيف محبوبته الجميل الذي زاره في سكون الليل، إنّ خصرها المياس يضعك في شك بين وجوده وعدم وجوده لكثرة خفته وجماله، وشعرها الأسود الطويل كالليل الذي تغيب فيه، ووجها أجمل من حظه المبتسم في يوم سعده، ثم يقول: إنّ حسنها الفتان هذا فيه من الشبق ما تكبل بحبال الحياء التي لو انفكت عنه، لانتقم انتقام العاشقين اللذيذ.
-
والحبٌ طفلٌ متى تحكمْ عليهِ يَقُلْ / / / ظلمتَنِي ومتى حكَّمْتَه ظلما
إن لم تُطِعْهُ بكى وإن أطعتَ بغى / / / فلا يُريحُكَ محكوماً ولا حَكما
مُذ قلتُ: دعْ ليَ روحي ظلَّ يطلُبُها / / / فقلتُ: هاكَ اسْتَلِمْ روحي، فما اسْتلما
في هذه الأبيات يقول الشاعر إنّ الحب في هذه الحياة كالطفل الذي لا يمكن أن يستقر على أمر أو قرار، فإذا حكمت عليه شعر بالظلم، وإذا تركته يحكم بك ظلمك ظلمًا شديدًا، وإذا لم تطعه في أمره بكى وإذا أطعته فيه بغى وتجبر عليك، فلن تشعر معه بالراحة لا إذا كنت الحاكم ولا المحكوم، فأنا منذ أن قلت له: اترك لي روحي ألح عليه بطلبها، ولما منحته روحي رفضها، فهو متقلب لا يرسو على حال.
-
وإنَّ بي وجَعاً شبهتُهُ بصدىً / / / إنْ رنَّ رانَ، وعشبٍ حينَ نمَّ نما
كأنني علَمٌ لا ريحَ تَنْشُرُهُ / / / أو ريحُ أخبارِِ نصرٍ لم تَجِدْ عَلما
يا منْ حَسَدْتُم صبِياً بالهوى فَرِحاً / / / رِفقاً به، فَهُوَ مقتولٌ وما علما
ثم يختم الشاعر هذه القصيدة واصفًا الوجع والمعاناة التي يعيشها، فيقول: إنني موجوع بوجع يشبه الصدى، إذا ظهر الصوت مني ازداد الألم وازدادت المعاناة، فكأنني علم ذابل لم يجد ريحًا تنشره، أو ريح تحمل أخبار النصر ولكنها لم تجد علمًا توقظه ليرفرف فرحًا بهذا النظر، ثم يوجه الشاعر الحديث للناس: أيها الناس، أنتم يا من حسدتم صبيًا فرحًا في حبه وهواه، ترفقوا به، فهو ميت ومقتول في الحب ولكنه لم يعلم بموته بعد.
الصور الفنية في قصيدة عشقة تميم البرغوثي
ضمت قصيدة عشقة للشاعر تميم البرغوثي العديد من الصور الفنية الرائعة، ومن هذه الصور ما سيأتي:
- في قول الشاعر: (كم أظهرَ العشقُ من سرٍ وكم كتَما) محسن بديع يزيد من جمالية النص وخاصة في مستهل القصيدة، وهو الطباق في قوله أظهر وكتم، ومثله أيضًا قوله: (وكم أماتَ وأحيا قبلنا أمما) وقوله: (من عادَ مُنتَصراً من مثلها انهزما!).
- في قول الشاعر: (هذا الجمالُ الذي مهما قسا، رَحِما) شبه الشاعر الجمال بالإنسان الذي يمكن أن يقسو ويرحم، فحذف المشبه به وهو الإنسان وكنّى عنه بشيء من صفاته على سبيل الاستعارة المكنية.
- في قول الشاعر: (الخَصْرُ وهمٌ) شبه الشاعر الخصر بالوهم، فالخصر هو المشبه والوهم هو المشبه به، وجه الشبه محذوف والأداة محذوفة، فهذا تشبيه بليغ.
- في قول الشاعر: (والحبٌ طفلٌ) تشبيه بليغ، فالحب هو المشبه، وطفل هو المشبه به، وأداة التشبيه محذوفة ووجه الشبه أيضًا محذوف.
معاني المفردات في قصيدة عشقة تميم البرغوثي
نقدم من خلال النقاط الآتية مجموعة من المفردات الصعبة في قصيدة عشقة للشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي، مع الشرح الصحيح لهذه المفردات:
- التأم: أي التحم وزال الشرخ الذي كان فيه.
- يستأنسُ: أي يأنس بالشيء ولا يضجر منه.
- سَقام: هو المرض.
- رانَ: أي تألم واشتد عليه الحزن والأسى.
- بغى: أي أسرف في الظلم.
شرح قصيدة عشقة تميم البرغوثي pdf
يهتم الكثيرون بالحصول على ملف بي دي إف يتضمن شرح قصيدة عشقة للشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي؛ والهدف من الحصول على هذا الملف هو سهولة الاطلاع على نص القصيدة وسهولة الاطلاع على شرح أبياتها أو سهولة القيام بطباعة هذه القصيدة وشرحها على ورق، فإلى كل من يرغب بالحصول على هذا الملف، يمكن تحميله بشكل مباشر “من هنا“.
مقالات قد تهمك
إلى هنا نصل إلى نهاية وختام هذا المقال الذي مررنا فيه بالتفصيل على من هو الشاعر تميم البرغوثي ثم مررنا على شرح قصيدة عشقة تميم البرغوثي والصور الفنية فيها وألقينا فيه الضوء على شرح المفردات الصعبة في هذه القصيدة، ثم مررنا على رابط تحميل ملف بي دي إف يتضمن شرح هذه القصيدة.
المراجع
- ^ wikiwand.com، تميم البرغوثي، 08/09/2023
التعليقات