شرح قصيدة قذى بعينك للخنساء والمفردات الصعبة فيها

شرح قصيدة قذى بعينك للخنساء والمفردات الصعبة فيها كثير من الزوار يسعون للحصول عليها وبشكل خاص من الذين يعشقون الشعر القديم سواء الجاهلي أو الشعر في العصور الإسلامية المختلفة، وسوف نقدم للزوار في هذا المقال معلومات عن الشاعرة الشهيرة الخنساء، وسوف نتعرف على شرح القصيدة بشكل واضح، كما سنتعرف على معاني أهم الكلمات والمفردات الصعبة فيها، وسوف نتعرف على الصور البلاغية والفنية التي احتوت عليها القصِيدَة وغير ذلك من المعلومات المتعلقة الأخرى.

من هو كاتب قصيدة قذى بعينك للخنساء

تعدُ الخنساء واحدة من أشهر الشاعرات في تاريخ العرب، وهي تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد وهو عمرو بن رياح بن يقظة بن عصية بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وهي من آل شريد وسادات وملوك بني سليم في الجاهلية، وقد اشتهرت باسم الخنساء وطغى هذا اللقب على اسمها، وهي من المخضرمين الذين عاشوا في العصر الجاهلي والعصر الإسلامي من الشعراء، وهي شاعرة وصحابية شهيرة، ولدت الخنساء في عام 575م تقريبًا، وقد أطلق عليها هذا اللقب بسبب ارتفاع أرنبتي أنفها ويقول الحُصري في كتاب زهر الأدب عن ذلك: “لقبت بالخنساء كناية عن الظبية وكذلك الذلفاء والذلف قصر في الأنف ويريدون به أيضًا أنه من صفات الظباء”، ولا يعرف كثيرًا عن حياتها وتفاصيلها أو صفاتها، لها شعر كثير وأكثر ما اشتهر من شعرها هي القصائد التي رثت فيها أخويها صخر ومعاوية، وقيل لم يكن في العرب شاعرة لا قبلها ولا بعدها أشعر منها، توفيت في عام 645م وعمرها 70 سنة تقريبًا.^[1]

شرح قصيدة قذى بعينك للخنساء

تعدُّ القَصيدَة من أشهر قصائد الخنساء والتي قالتها بعد وفاة أخيها صخر ورثته فيها وأظهرت حزنها الشديد وأثر الفاجعة الكبيرة التي حلت بها، حيث تقول في مطلعها الشهير: قذىً بعينكَ أَم بالعينِ عوَّار، وقد نظمت القصيدة على البحر البسيط وقافية الراء المضمومة، ويبلغ عدد أبيات القصيدة 36 بيتًا، وفيما يأتي سوف يتم إدراج شَرح القََصيدة:

• قَذىً بِعَينِكِ أَم بِالعَينِ عُوّارُ
  أَم ذَرَفَت إِذ خَلَت مِن أَهلِها الدارُ
  كَأَنَّ عَيني لِذِكراهُ إِذا خَطَرَت
  فَيضٌ يَسيلُ عَلى الخَدَّينِ مِدرارُ

تتساءل الخنساء عن سبب الأذى الذي أصاب عينيها مخاطبةً نفسها إذ تقول: هل دخل بعينك أذى سبب لك كل هذا الألم، وأصيبت عينك بالرمد، أمَّ كل تلك ما أصاب عينيك بسبب كثرة البكاء على أخويك اللذين فارقوا الحياة وأصبح الدار خالية من بعدهم، فكلما خطرت على بالي ذكرى أخي صخر الذي مات تصبح عيني سيلًا من الدموع يفيض ولا ينتهي، وكأنهما نهران من دموع.

• تَبكي لِصَخرٍ هِيَ العَبرى وَقَد وَلَهَت
  وَدونَهُ مِن جَديدِ التُربِ أَستارُ
  تَبكي خُناسٌ فَما تَنفَكُّ ما عَمَرَت
  لَها عَلَيهِ رَنينٌ وَهيَ مِفتارُ

ثم تتحدث عن نفسها وتقول: إنَّ الخنساء تبكي على موت أخيها صخر وهي التي فجعت بموته وأصابها جزع كبير بسبب ذلك فقد كانت تحبه كثيرًا، وهي التي لا تجف دموعها ولا تتوقف عن سكب الدموع حزنًا وألمًا،  وقد أصبح الآن تحت التراب وعليه أستار من الترات تحجبه عني، كما تبكي الخنساء على أخيها طوال الدهر حتى آخر يوم في حياتها وسوف يكون بكاؤها عاليًا وله صوت مسموع مثل الرنين من شدته، ورغم كل ذلك وحتى لو بقيت الدهر أبكي عليه بذلك الصوت فأنا مقصرة بحقه ولم أوفه حقه من الحزن والتفجع.

• تَبكي خُناسٌ عَلى صَخرٍ وَحُقَّ لَها
  إِذ رابَها الدَهرُ إِنَّ الدَهرَ ضَرّارُ
  وَما عَجولٌ عَلى بَوٍّ تُطيفُ بِهِ
  لَها حَنينانِ إِعلانٌ وَإِسرارُ

وما تزال الخنساء تبكي على موت أخيها أبد الدهر، ويحق لها ذلك، حيث يحق لها أن تحزن وتبكي عليه، وأن تذرف الدموع على فراقه، فقد أصابها الدهر بمصاب كبير جدًّا، وهذه سنة الدهر يلقي بالنوائب والشدائد والمصائب على الناس، ثم تشبه الخنساء نفسها بالناقة التي يموت وليدها فيتمُ حشو جلده حتى تظل تعطي اللبن، وهي تدور حوله يائسة منه وهو من دون حراك، ويكون لها صوت الحزن والتفجع صوتًا خارجًا وهو صوت الأنين والبكاء، وحرقة الصدر داخلها التي لا تنتهي.

• يَوماً بِأَوجَدَ مِنّي يَومَ فارَقَني
  صَخرٌ وَلِلدَهرِ إِحلاءٌ وَإِمرارُ
  وَإِنَّ صَخراً لَوالِينا وَسَيِّدُنا
  وَإِنَّ صَخراً إِذا نَشتو لَنَحّارُ

فتلك الناقة التي فقدت وليدها ليست بأشد حزنًا من الخنساء يوم فارقها أخوها صخر، وهكذا عادات الدهر وسنة الأيام، هنالك أيام حلوة وأيام مرة، فمن سره يوم ساءته أيام كثيرة، وقد حق لي أن أبكي على صخر، لأنَّ صخر كان سيد القوم ووالي القوم المدافع عنهم، وهو الكريم السخي صاحب المال الوفير، إذا ما أقبل الشتاء ولم يكن هنالك طعام أو صيد لدى الناس يذبح المواشي من أجل إطعام الناس وإكرامهم.

• وَإِنَّ صَخراً لَمِقدامٌ إِذا رَكِبوا
  وَإِنَّ صَخراً إِذا جاعوا لَعَقّارُ
  وَإِنَّ صَخراً لَتَأتَمَّ الهُداةُ بِهِ
  كَأَنَّهُ عَلَمٌ في رَأسِهِ نارُ

وقد كان صخر أشجع الشجعان فكان إذا سار الركب والقوم في المقدمة دائمًا، وإذا ما جاع القوم أول من يذبح ويطعم الناس، كما أنَّه كان قدوة للأئمة والقادة وكبار القوم، حتى أنَّ الكبار هم من يمشون على خطاه، وكأنه راية عالية مرفوعة وقد اشتعلت النار في رأسها لتكون دليلًا للناس حتى يسيروا وراءها خشية الضياع والتشتت.

• جَلدٌ جَميلُ المُحَيّا كامِلٌ وَرِعٌ
  وَلِلحُروبِ غَداةَ الرَوعِ مِسعارُ
  حَمّالُ أَلوِيَةٍ هَبّاطُ أَودِيَةٍ
  شَهّادُ أَندِيَةٍ لِلجَيشِ جَرّارُ

وقد كان صبورًا جدًّا على ملمات ومصائب الدهر، ولا يتصف بالجزع ولا الهلع ولا الخوف، وكان أحسن الناس وجهًا وكأنه القمر في جمال محياه وطلعته البهية، كما أنه كان على خلق حسن، ورعًا لا يقترف الآثام والأخطاء والنواقص، وفي الحروب كان أكثر الأبطال والفرسان حماسًا وإذكاء لنار الحرب، وكان يحمل ألوية القوم في كل مكان رفعةً ومنعةً ويهبط بها الوديان ويصعد بها الجبال، وكان من سادة القوم يجتمع معهم في النوادي، وكان يقود الجيوش الجرارة الكبيرة والضخمة في المعارك.

• فَبِتُّ ساهِرَةً لِلنَجمِ أَرقُبُهُ
  حَتّى أَتى دونَ غَورِ النَجمِ أَستارُ
  لَم تَرَهُ جارَةٌ يَمشي بِساحَتِها
  لِريبَةٍ حينَ يُخلي بَيتَهُ الجارُ

ومن حزني عليه صرت أسهر وحيدةً أراقب النجوم وأنا أتوجع وأبكي على صخر حتى تغيب النجوم وتختفي وتحجب عني بأستار النهار، فقد كان صخر أكثر الناس حياءً وورعًا، ولم يكن يقترب من بيوت الجيران حتى يبعد عن نفسه الشكوك والريبة إذا لم يكن جاره وصاحب البيت في بيته، ولذلك كان شريفًا عفيفًا لا يدنس نفسه ولا أعراض الناس.

الصور الفنية في قصيدة قذى بعينك للخنساء

تحتوي القصيدة على عدد كبير من الصور البلاغية والفنية المتميزة والتي تبثُّ في القصيدة موسيقى رائعة ولمسة جمالية تزيِن الكلام، حيث يحرص الشاعر من خلال هذه الأساليب على تقريب المعاني من القراء وتوصيله إليهم بطرق فنية متميزة ومختلفة وغير مباشرة، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أهم الصور الفنية فيها:

• أسلوب الكناية: ورد أسلوب الكناية أكثر من مرة في قول الشاعرة مثل: وَدونَهُ مِن جَديدِ التُربِ أَستارُ، كناية عن أنه دُفن تحت التراب ولن تستطيع رؤيته بعد الآن.
• أسلوب الطباق: ورد أسلوب الطباق في القصيدة بقول الشاعرة: وَما عَجولٌ عَلى بَوٍّ تُطيفُ بِهِ لَها حَنينانِ إِعلانٌ وَإِسرارُ، حيث جاءت كلمة إعلان معاكسة لكلمة إسرار.
• تشبيه تام: ورد التشبيه التام في قولها: وَإِنَّ صَخراً لَتَأتَمَّ الهُداةُ بِهِ كَأَنَّهُ عَلَمٌ في رَأسِهِ نارُ، حيث شبه صخر بالعلم، فالمشبه هو صخر، والعلم هو المشبه به، وأداة التشبيه كأنه، ووجه الشبه وجود النار في رأسه.
• أسلوب الترخيم: استخدم الشاعرة أسلوب الترخيم في القصيدة وهو حذف حرف أو حرفين من آخر الاسم للتخفيف، وقد يكون الموقف دفعها لذلك لأنها في فاجعة كبيرة فراحت تخفف الاسم إذ قالت: تَبكي خُناسٌ عَلى صَخرٍ وَحُقَّ لَها، فقد حذفت الألف والهمزة من آخر اسم خنساء.

معاني المفردات الصعبة في قصيدة قذى بعينك للخنساء

توجد العديد من الكلمات التي ربما قد تكون صعبة الفهم بالنسبة للعديد من القراء في قصائد الشعراء خصوصًا القصائد القديمة منها، وقد تكون هذه من الكلمات التي لا يتمُّ استخدامها في الحياة العامة ولذلك من الضروري أن يتمُّ البحث عنها في المعاجم، وفيما يأتي سوف يتم إدراج شرح أهم المفردات والألفاظ الصعبة في القصيدة:

شرح قصيدة قذى بعينك للخنساء pdf

يرغب كثير من الأشخاص بأن يحتفظو بملف شَرح القصِيدة على الجهاز المحمول مثل الموبايل أو الآيباد أو الحاسوب وغير ذلك من أجل استعماله في أوقات أخرى، ويمكن تحقيق ذلك من خلال الحصول على الملف بصيغة pdf، كما يمكن استخدام هذا الملف في الكثير من الأمور الأخرى، كما يرغب البعض بالحصول على الشَرح في هذا الملف من أجل طباعته واستخدامه بشكل ورقي في أمور شتَّى، ويمكن الحصول على شَرحِ أبيات القَصيدَة على شكل ملف pdf من خلال الضغط على الرابط “من هنا“.

مقالات قد تهمك

وإلى هنا نكون قد وصلنا أحبتي إلى نهاية مقال شرح قصيدة قذى بعينك للخنساء والمفردات الصعبة فيها وقد تعرفنا على أهم المعلومات عن الشاعرة العربية الخنساء، كما تمَّ إدراج شَرح أبيات القصيدة الشهيرة، وتمَّ إدراج أهمِّ الصور الفنية والأساليب البلاغية فيها، وتمَّ التعرف على معاني الكلمات والمفردات الصعبة فيها وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل.