عناصر المقال
شرح قصيدة لا تصالح للشاعر أمل دنقل والصور الفنية فيها هذه القصيدة العظيمة التي كتبها الشاعر المصري أمل دنقل والتي تُعدّ مرتبطة في ذاكرة عشاق الأدب بهذا الشاعر، فإذا ذُكر أمل دنقل ذُكرت هذه القصيدة معه، وفي هذا المقال سوف نقوم بتسليط الضوء على الشاعر أمل دنقل وعلى شرح قصيدته لا تصالح، ثم سوف نمر على مناسبة هذه القصيدة والصور الفنية الواردة فيها، وسوف نضع مجموعة من المفردات الصعبة الواردة فيها وشرحها، كما سوف نقدم رابط تحميل ملف بي دي إف يتضمن شرح هذه القصيدة.
من هو كاتب قصيدة لا تصالح
إنّ الشخص الذي كتب قصيدة لا تصالح هو الشاعر المصري القومي العربي أمل دنقل، وهو شاعر ولد في قرية القلعة الواقعة في مركز قفط في محافظة قنا في صعيد مصر من أسرة صعيدية في سنة 1940 ميلادية، والده كان من علماء الأزهر الشريف، وهذا ما أثر في شخصية الشاعر بشكل كبير، سمّي الشاعر أمل دنقل بهذا الاسم لأنّ والده حصل على إجازة عالمية في نفس السنة التي ولد فيها، فسمّاه أمل تفاؤلًا وتيمنًا بالنجاح، درس أمل نقل في قنا حتّى أنهى الدراسة الثانوية ثم ارتحل إلى القاهرة وهناك ترك الدراسة في السنة الأولى له لكي يتفرغ للعمل.
عمل أمل دنقل موظفًا في محكمة قنا وجمارك السويس والإسكندرية، ثم عمل موظفًا في منظمة التضامن الأفروآسيوي، وقد كان يكتب الشعر في تلك الأثناء فظهرت على شعره الغرابة والدهشة التي شعر بها عندما ترك الصعيد وجاء إلى القاهرة، كتب الشاعر قصائده مستوحاة من رموز التراث العربي، ولم يتأثر بالتيارات التي كانت سائدة في تلك الفترة وهي التأثر بالتيارات الغربية في الأدب، وبسبب أحلامه الكبيرة في الثورة المصرية والحلم العربي بالانتصار والوحدة، شعر بصدمة كبيرة عند هزيمة النكسة في سنة 1967 ميلادية، فكتب أجمل قصائده بعد هذه الحادثة وهي البكاء بين يدي زرقاء اليمامة ومجموعته الشعرية الموسومة تعليق على ما حدث، وقد تزوج من الصحفية عبلة الرويني في سنة 1979 ميلادية، ثم أصيب بمرض السرطان وظل يعاني من المرض ثلاث سنوات، ثم مات وهو في الثالثة والأربعين من العمر في يوم الحادي والعشرين من شهر مايو أيار من عام 1983 ميلادية. [1]
شرح قصيدة لا تصالح
إنّ قصيدة لا تصالح هي من القصائد الحديثة التي كتبها الشاعر أمل دنقل على قواعد الشعر العربي الحديث، وهي قصيدة مميزة، نعرض بعض مقاطعها فيما يأتي مع شرح هذه المقاطع:
لا تصالحْ!
ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى:
يتحدث الشاعر أمل دنقل في هذه الأبيات عن قصة كليب بن ربيعة والزير سالم ويعكسها على الأحداث العربية الواقعية التي كانت تحصل في العالم العربي في ذلك الوقت، فيدعو العرب إلى عدم المصالحة، لأنّ الشرف والكرامة لا يعوضان أبدًا.
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
حسُّكما فجأةً بالرجولةِ،
هذا الحياء الذي يكبت الشوق حين تعانقُهُ،
الصمتُ مبتسمين لتأنيب أمكما وكأنكما
ما تزالان طفلين!
تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي بين عينيك ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..
تلبس فوق دمائي ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..
ولا تتوخَّ الهرب!
يتحدث الشاعر في هذا المقطع عن الأشياء التي لا تُشترى؛ أي أنّ قيمتها أعظم من المال كله، وهي: ذكريات الطفولة، شعور الإنسان بالرجولة أي في عمر البلوغ، الصمت عند توبيخ الأم والحياء الذي يتربى عليه الطفل والطمأنينة العظيمة التي يعيشها الإنسان ويشعر بها في عائلته وبين أهله، ثم يتساءل الشاعر مستغربًا كيف يصير الدم ماءً بين العرب، فيقول: هل نسي العرب رداء إخوته الملطخ بالدماء التي سالت دفاعًا عن بعضهم بعضًا، ثم يقول: إن الرحب ثقيلة على قلوب الناس، ولكن عار العرب يوجب الحرب ويوجب عدم المصالحة ويوجب عدم الهرب.
لا تصالح على الدم حتى بدم
لا تصالح ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك؟!
أعيناه عينا أخيك؟!
وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك
بيدٍ سيفها أثْكَلك؟
يقول الشاعر أمل دنقل في هذا المقطع: لا تصالح على الدم، أي لا تبادل الرجال بالرجال، لأنّ الرجل من العدو ليس كفؤًا لرجل من رجالنا، فليست الرؤوس سواء، وليس قلب الغريب من الأعداء كقلب أخيك القريب منك، وليست عيني الغريب كعينيّ أخيك، ولا تتساوى اليد التي كانت تحمل سيفًا معك مع اليد التي كانت تحمل سيفًا ضدك.
سيقولون
جئناك كي تحقن الدم
جئناك كن يا أمير الحكم
سيقولون: ها نحن أبناء عم
قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
واغرس السيفَ في جبهة الصحراء
إلى أن يجيب العدم
إنني كنت لك
فارسًا
وأخًا
وأبًا
ومَلِك!
ينبه الشاعر فيقول: إنّ الأعداء يجيئون ويقولون من باب الحيلة والخداع: إننا جئنا لكي نحقن الدم ونوقف القتال، ولكن هذا كذب واضح المعالم، فلا تصالح عليه أبدًا ولا تصدق هذه الأقوال الزائفة الكاذبة، ثم يقول الشاعر للمخاطب: إنني أنصحك فأنا كنت فارسًا وكنت أخًا وكنت أبًا، وقد خبرت كل هذه الأمور وأنا أعلم بها منك.
لا تصالح..
ولو حرمتك الرقاد
صرخاتُ الندامة
وتذكَّر
إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد
ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة
أن بنتَ أخيك “اليمامة”
زهرةٌ تتسربل في سنوات الصبا
بثياب الحداد
كنتُ، إن عدتُ:
تعدو على دَرَجِ القصر
تمسك ساقيَّ عند نزولي
فأرفعها وهي ضاحكةٌ
فوق ظهر الجواد
ها هي الآن صامتةٌ
حرمتها يدُ الغدر
من كلمات أبيها
ارتداءِ الثياب الجديدةِ
في هذا المقطع الشعري يتحدث الشاعر عن صورة قاسية تهز القلب وتكسر الفؤاد والقلب وهي صورة الشخص المقتول غدرًا وما هي الأشياء التي تحصل بعد قتله من يتم أطفاله وضياعه، وفي هذا المقطع يعود الشاعر لاستحضار قصة كليب والزير سالم وكلمات اليمامة ابنة كليب ومأساتها ومعاناتها مع اليتم.
لا تصالح
ولو ناشدتك القبيلة
باسم حزن “الجليلة”
أن تسوق الدهاءَ
وتُبدي لمن قصدوك القبول
سيقولون: ها أنت تطلب ثأرًا يطول
فخذ الآن ما تستطيع:
قليلًا من الحق في هذه السنوات القليلة
إنه ليس ثأرك وحدك
لكنه ثأر جيلٍ فجيل
في هذا المقطع من القصيدة يقول الشاعر: إياك يا أخي العربي أن تصالح ولو ناشدك الناس جميعًا ولو كانوا أهلك وأبناء قبيلتك وبلدك، ثم يستحضر الشاعر من جديد الجليلة امرأة كليب التي قُتل زوجها وكانت من أهل الشخص الذي قتل زوجها، ثم يعود الشاعر ويؤكد على عدم التنازل عن الحق وعدم الرضوخ لمطالبات الناس بالصلح، فالثأر لا يموت خاصة إذا كان ثأر جيل وراء جيل من أجيال العرب.
مناسبة قصيدة لا تصالح لأمل دنقل
على الرغم من أن الشعراء العرب في فترة أمل دنقل كانوا يتأثرون بالتيارات الغربية واليونانية في شعرهم، إلّا أنّ أمل دنقل أصر على الغوص في الشعر العربي القديم وقصص العرب في الجاهلية ليستحضر في قصيدته هذه قصة مقتل كليب بن ربيعة على يد جساس بن مرة، ثم يؤكد في قصيدته على عدم الصلح، حيث عكس قصة كليب وجساس وابنة كليب اليمامة وزوجته الجليلة على الأحداث التي دارت في العالم العربي في ذلك الزمن، فتنبأ بالكوارث الكبيرة التي كانت ستحصل بسبب الصلح، ولكنّ المناسبة الحقيقة لهذه القصيدة هي أنّ الرئيس المصري أنور السادات زار القدس وعقد الصلح مع دولة الاحتلال في فلسطين، فكانت هذه القصيدة بمثابة شرح للواقع المؤلم ونصيحة للإنسان العربي كي يحسن التصرف في هذا الواقع.
الصور الفنية في قصيدة لا تصالح
تتضمن قصيدة لا تصالح للشاعر أمل دنقل العديد من الصور الفنية المميزة، نذكر منها ما سيأتي:
- في قول الشاعر: (هذا الحياء الذي يكبت الشوق حين تعانقُهُ) شبه الشاعر الحياء بالإنسان الذي يكبت، فحذف المشبه به وكنّى عنه بشيء من صفاته على سبيل الاستعارة المكنية.
- في قول الشاعر: (واغرس السيفَ في جبهة الصحراء) شبه الشاعر الصحراء بالإنسان الذي له جبهة، فحذف المشبه به وكنّى عنه بشيء من صفاته على سبيل الاستعارة المكنية.
شرح مفردات قصيدة لا تصالح
تتضمن قصيدة الشاعر أمل دنقل لا تصالح العديد من المفردات الصعبة التي تتطلب شرحًا حتّى يتوضح المعنى المقصود في النص، ومن هذه المفردات ما سيأتي:
- أثْكَلك: أي قتلك أو آذاك أو قتل أحبابك.
- الجليلة: هو اسم الشخصية التاريخية الجليلة بنت مُرَّة بن ذُهْل بن شيبان البكرية.
- العمومة: لفظة تدل على القرابة من جهة الأب، أي أبناء العم.
- الدهاءَ: يعني الذكاء.
الأفكار الرئيسية في قصيدة لا تصالح
تحدث الشاعر المصري أمل دنقل في قصيدته لا تصالح عن مجموعة من الأفكار الرئيسية، يمكن حصر هذه الأفكار في النقاط الآتية:
- تحدث الشاعر في هذه القصيدة عن أنّ الصلح وعن السلام الذي يكون بين الأنداد المتكافئين، أمّا إذا كان بين قوي وضعيف فهذا يعني الخضوع فقط ولا يوجد له أي تفسير.
- تحدث الشاعر في هذه القصيدة عن أنّ دماء الشهداء الذين قضوا في حربنا مع العدو هم أمانة في أعناق الأمة، ويجب على الأمة العربية أنْ تعرف كيف تصون هذا الدم.
- سلّط الشاعر أمل دنقل الضوء في هذه القصيدة على أنّ القرار في هذه الأمة يجب أن يكون جماعيًا لا فرديًا، ولا يجوز لأي شخص مهما كانت سلطته في البلاد أن يتخذ قرارًا مفصليًا بنفسه من دون أخذ المشورة من الناس.
شرح قصيدة لا تصالح pdf
يسعى الكثير من الأشخاص إلى الحصول على شرح قصيدة لا تصالح بصيغة بي دي إف من أجل الاطلاع على هذه القصيدة وشرحها بسهولة في أي وقت أو من أجل طباعة هذه القصيدة وشرحها على ورق خارجي، فإلى كل من يرغب بتحميل هذا الملف يمكن ذلك بشكل مباشر “من هنا“.
مقالات قد تهمك
إلى هنا نصل إلى ختام ونهاية هذا المقال الذي مررنا فيه على أمل دنقل الشاعر المصري الذي كتب قصيدة لا تصالح، ثم مررنا على شرح قصيدة لا تصالح للشاعر أمل دنقل والصور الفنية فيها ثم مررنا على مناسبة هذه القصيدة ومعاني المفردات الصعبة الواردة فيها ثم مررنا على رابط تحميل ملف بي دي إف يتضمن شرح هذه القصيدة.
التعليقات