عناصر المقال
شرح قصيدة لهوى النفوس سريرة لا تعلم ومعاني بعض مفرداتها، وهو موضوع هذا المقال، حيثُ تعد من أجمل القصائد الشعرية التي كتبها شاعر العرب أبو الطيب المتنبي، والتي نظمت على البحر الكامل وقافية الميم، وهي من القصائد المميزة والطويلة نوعًا ما حيث يبلغ عدد أبياتها 36 بيتًا شعريًا، وفي هذا المقال سوف نقوم بتسليط الضوء على قصيدة لهوى النفوس سريرة لا تعلم، وبيان معلومات عن كاتب القصيدة الشاعر أبي الطيب المتنبي، ثمّ بيان نص القصيدة وشرحها بالتفصيل، كما سوف نمر على معاني المفردات والأفكار العامة في القصيدة.
كاتب قصيدة لهوى النفوس سريرة لا تعلم
إنَّ كاتب قصيدة لهوى النفوس سريرة لا تعلم هو شاعر العرب المعروف باسم أبي الطيب المتنبي، وهو يعدّ واحدًا من أعظم الشعراء على مر العصور وخصوصًا في العصور الإسلامية، واسمه هو أحمد بن الحسين الجفعي الكوفي الكندي، وُلـد في مدينة الكوفـة في عام 915م، وقد عاش في بداية حياته مع أهل البادية ليتعلّم الأدب والشعر وعلوم اللغة العربيّة، وقد ظهرت العبقرية الشعرية لديه في وقت مبكر وهو في سن الصبا، وكتب العديد من القصائد الشعرية والتي كانت معظمها حول المدح، والرثاء، والوصف، والغزل، والهجاء، والفخر، وقد عاش المتنبي في نهاية العصر العباسيّ، وكانت أفضل أيامه التي عاشها في بلاط سيف الدولة الحمداني في مدينة حلب.
ويعتبر المتنبي بأنه أحد شعراء الحكمة، واشتهر أيضًا بذكائه الحاد، كما كان صاحب شجاعة وكبرياء وطموح، وكان يحب الافتخار بنفسه لدرجة كبيرة، فقد قال في إحدى قصائده: “لا بقومي شَرُفتُ بل شَرُفُوا ب وبنفسي فَخَرْتُ لا بجدودي، وَبِهِم فَخرُ كُلِّ مَن نَطَقَ الضادَ وَعَوذُ الجاني وَعَوثُ الطَريدِ”، أما وفاته فكانت في الثالث والعشرين من شهر سبتمبر/ أيلول لعام 965 ميلادي، فقد قتل على يد فاتك بن أبي جهل الأسدي وهو خال ضبّة بن يزيد العوني الذي كان المتنبي قد هجاه وأثقل عليه وطعن في شرفه، وقد ورد في عدة مصار بأنّ المتنبي قتل عن عمرٍ يناهز الخمسون عامًا.[1]
مناسبة قصيدة لهوى النفوس سريرة لا تعلم
قيل في مناسبة قصيدة “لهوى النفوس سريرة لا تعلم” أنّ أبو الطيب المتنبي في أحد الأيام وهو يسافر إلى مدينة أنطاكيا في الجمهورية التركية نزل في مدينة طرابلس، وفي الطريق مرّ بمجلس لرجل اسمه “أبو إسحاق الأعور” وقد كان المتنبي يعادي والد هذا الرجل لأنه رجًلا جاهلًا، فذهب المتنبي وجلس في مجلسه وكان حول أبي إسحاق ثلاثة من الرجال، وبعد مدة من الوقت غادر المتنبي، وإذا بالرجال الثلاثة أشعلوا الفتنة وقالوا لأبي إسحاق إنّ المتنبي خرج ولم يمدحك وهذا تصرف لا يليق بك، فأرسل إلى المتنبي حتى يمدحه لكنه رفض وأخبره أنه أخذ عهد على نفسه بألّا يمدح أحدًا لمدة من الوقت، فغضب أبو إسحاق ومنعه من الخروج من طرابلس إلى أن تنتهي هذه المدة، وفي تلك الفترة مات هؤلاء الرجال، فكتب المتنبي قصيدته ” لهوى النفس سريرة لا تعلم” وذم أبو إسحاق فيها.
شرح قصيدة لهوى النفوس سريرة لا تعلم
تعدُّ قصيدة لهوى النفوس سريرة لا تعلم من أشهر قصائد الشاعر العربي أبو الطيب المتنبي، فقد نظم هذه القصيدة بسبب الموقف الذي حصل معهم وهو في مجلس أبي إسحاق الأعور، وذلك عندما حاول الرجال من حوله إشعال الفتنة بينه وبين إبي إسحاق فخرج ولم يمدحه، وقد نظمها على البحر الطويل وقافية الميم وعدد أبياتها 36 بيتًا، وفيما يأتي سوف يتم إدراج شرح القصيدة بشكل واضح ومفصل:
-
لِهَوى النُفوسِ سَريرَةٌ لا تُعلَمُ عَرَضاً نَظَرتُ وَخِلتُ أَنّي أَسلَمُ
يا أُختَ مُعتَنِقِ الفَوارِسِ في الوَغى لَأَخوكِ ثَمَّ أَرَقُّ مِنكِ وَأَرحَمُ
يَرنو إِلَيكِ مَعَ العَفافِ وَعِندَهُ أَنَّ المَجوسَ تُصيبُ فيما تَحكُمُ
راعَتكِ رائِعَةُ البَياضِ بِعارِضي وَلَوَ أَنَّها الأولى لَراعَ الأَسحَمُ
لَو كانَ يُمكِنُني سَفَرتُ عَنِ الصِبا فَالشَيبُ مِن قَبلِ الأَوانِ تَلَثُّمُ
يقول الشاعر أنّ سرى الهوى أي سر العشق مجهول، فلا أحد يدري كيف يدخل قلب العاشق، فإذا نظر إلى محبوبته من غير قصد عشقتها، فقد كان يعتقد بأنه لن يجر إلى هذا الحب ولن يُسلم من هواها، وينتقل الشاعر لمدح أخ المحبوبة فيقول بأنه رجل شجاع في الحرب، وأن محبوبته قاسية القلب وأن أخوها إذا لقي عدوًا في الحرب كان أرق على عدوه وأرحم منك على العاشق، ثم يتابع القول أفزعك شيبي ولو كان أول شعري بياضًا فهو يسودّ من خوفك، فلا تخافين من البياض فهو كالسواد، فلو كان يمكنه أن يظهر صباه لفعل ذلك، لكن الشيب جار عليه وستر شبابه.
-
وَلَقَد رَأَيتُ الحادِثاتِ فَلا أَرى يَقَقاً يُميتُ وَلا سَواداً يَعصِمُ
وَالهَمُّ يَختَرِمُ الجَسيمَ نَحافَةً وَيُشيبُ ناصِيَةَ الصَبِيِّ وَيُهرِمُ
ذو العَقلِ يَشقى في النَعيمِ بِعَقلِهِ وَأَخو الجَهالَةِ في الشَقاوَةِ يَنعَمُ
وَالناسُ قَد نَبَذوا الحِفاظَ فَمُطلَقٌ يَنسى الَّذي يولى وَعافٍ يَندَمُ
لا يَخدَعَنَّكَ مِن عَدُوٍّ دَمعُهُ وَاِرحَم شَبابَكَ مِن عَدُوٍّ تَرحَمُ
يتحدث الشاعر بأنه جرب مصائب الدنيا ورأى أنّ هذه سواد الشعر لا يمنع الموت، وبياض شعره لا يقرب إلى الموت، فإن جاء الأجل لا يفرق بين شاب أو شيخ، فالهم هو من يذيب الجسم ويأخذ منه حتى يصبح الشخص نحيفًا، ويشيب أول شعره بسبب الهموم والأحزان التي واجهها، حيث إنّ العاقل يشقى ويتعب في هذه الحياة حتى وإن كان يعيش في نعم كثيرة، وذلك بسبب تفكره في عواقب الأمور وتحول الأحوال، أما الجاهل ينعم حتى وإن كان يشقى في هذه الحياة بسبب غفلته وقلة تفكيره بالعواقب، كما يتابع القول بأنّ الناس لا يحافظون على الحقوق ولا يراعون حرمتها، وهم يتركون عرفان النعم وينسون الإحسان الذي قدمه الغير لهم، ويعفون عن المسيئين لهم ويندمون بسبب ما يرونه من كفران الصنيعة وعدم شكرها، ثم يقول الشاعر لا تنخدع ببكاء الأعداء فهم يستعطفونك لترحمهم، فلا ترحمهم وارحم نفسك، لأنه إذا رحمتهم وأبقيت عليهم لن يرحموك أبدًا.
-
لا يَسلَمُ الشَرَفُ الرَفيعُ مِنَ الأَذى حَتّى يُراقَ عَلى جَوانِبِهِ الدَمُيُ
ؤذي القَليلُ مِنَ اللِئامِ بِطَبعِهِ مَن لا يَقِلُّ كَما يَقِلُّ وَيَلؤُمُالظُلمُ
مِن شِيَمِ النُفوسِ فَإِن تَجِد ذا عِفَّةٍ فَلِعِلَّةٍ لا يَظلِمُ
وَمِنَ البَليَّةِ عَذلُ مَن لا يَرعَوي عَن غَيِّهِ وَخِطابُ مَن لا يَفهَمُ
يَقلي مُفارَقَةَ الأَكُفِّ قَذالُهُ حَتّى يَكادَ عَلى يَدٍ يَتَعَمَّمُ
يقول الشاعر في هذه الأبيات إنّ الشريف لا يسلم شرفه مطلقًا من أذى الحساد، إلا إذا قتل الأشخاص الذين يحسدونه، فإذا أراق دماءهم سلم شرفه، ففي هذه الحالة يصبح شخص مهيب لا يتعرض له أحد، فاللئيم يؤذي غيره بسبب طبعه الذي يتمثل مطبوع على أذى الكريم لعدم المشاكلة بينهما، فهو لا يريد القليل إنما يريد الخسيس الدنيء، كما يتحدث الشاعر عن الناس الذين أصبح الظلم من طبيعتهم، فيقول إذا رأيت عفيفًا لا يظلم فاعلم بأنه ترك الظلم بسبب الخوف والعجز، ثم يتابع القول إن من البلية أي الأشياء التي يبتلي بها الإنسان لومًا من الجاهل الذي لا يرجع ولا يقلع عن جهله، فلا أحد يفهم خطابه لأنه جاهل، فقد تعود أن يصفع على مؤخرة رأسه دائمًا، فهو لا يكره مفارقة الأكف، حيث يعتقد أنّ الأيدي عمائم تحيط به.
معاني المفردات في قصيدة لهوى النفوس سريرة لا تعلم
يجد الكير من القراء صعوبة في فهم تلك الكلمات الواردة في قصيدة لهوى النفوس سريرة لا تعلم، وذلك بسبب تطور اللغة العربية وتبدل أحوالها من العصور القديمة إلى العصر الحالي، حيث إنَّ العديد من الكلمات التي استخدمها الشاعر أبا الطيب المتنبي هي كلمات عربية قوية لا يستخدمها الناس في الحياة العادية، فهي كلمات فصحى وليست عامية، ولذلك سوف يتم إدراج معاني أهم المفردات الصعبة في القصيدة:
المفردة | شرح المفردة |
الهوى | العشق. |
عرضًا | فجأة. |
خلت | حسبت. |
السريرة | السر. |
الوغى | الحرب. |
راعتك | أفزعتك. |
يعصم | يحفظ. |
يققًا | الأبيض. |
يخترم | يقتطع |
الجسيم | عظيم الجسم. |
الناصية | شعر مقدمة الرأس. |
نبذ الشيء | ألقاه. |
يولى | أنعم به عليه. |
عاف | من العفو. |
العذل | اللوم. |
يرعوي | يكف. |
الغي | عكس الرشد. |
يقلى | يكره. |
القذال | مؤخر الرأس. |
الأفكار العامة في قصيدة لهوى النفوس سريرة لا تعلم
تحتوي قصيدة لهوى النفوس سريرة لا تعلم على مجموعة من الأفكار الرئيسية المهمة، فقد اهتم شاعر العرب أو الطيب المتنبي بإيصال تلك الأفكار للقراء بصورة سهلة ومبسطة من أجل التعرف على المغزى الأساسي من القصيدة، ويجدر بالإشارة إلى أنّ تلك الأفكار تساعد القارئ على فهم الكلمات الجديدة في القصيدة، ومن خلال السطور القادمة سوف يتم بيان أهم أفكار القصيدة:
- بدأ الشاعر الأبيات الأولى في مدح المحبوبة وأخيها.
- بيّن الشاعر بأنّ الهموم تجعل الإنسان يكبر بالعمر.
- يتحدث الشاعر في القصيدة عن ذم ابن إسحاق الأعور.
- ينقل الشاعر أهمية العقل والحكمة في حياة الإنسان.
- بين الشاعر أنّ الجهل عدو للإنسان، فهو يعرضه للإهانة كلما حافظ عليه.
- وضح الشاعر أنّ الشيب أو السواد لا يبعد الموت عن الإنسان، فهو لا يعرف صغير أم كبير.
- ركزّ الشاعر على عدم رحمة الأعداء والاستعطاف ببكائهم، فلو كان الإنسان يريد الرحمة منهم لما رحموه.
شرح قصيدة لهوى النفوس سريرة لا تعلم PDF
تعتبر قصيدة لهوى النفس سريرة لا تعلم من القصائد الشعرية المميزة، لذلك يرغب الكثير من الأشخاص بالحصول على شرح القصيدة بصيغة PDF، حتى يتسنى لهم استخدامها في أغراض متنوعة، كالاحتفاظ بالملف على الهاتف المحمول أو على جهاز الحاسوب واستخدامه داخل المدرسة، أو وطباعته والحصول عليه ورقيًا، ومن ثمّ توزيعه في الجامعة، أو من أجل الاستفادة منه في إعداد تحليل عن القصيدة أو من أجل كتابة بحث عن القصيدة بشكل مفصل وما إلى هنالك من استخدامات متعددة، بالإضافة إلى الاحتفاط بتنسيقات الملف المختلفة دون إحداث أي تغيير عليها، ويمكن تحميل شرح قصيدة لهوى النفس سريرة لا تعلم بصيغة PDF مُباشرةً “من هنا“.
مقالات قد تهمك
وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقال شرح قصيدة لهوى النفوس سريرة لا تعلم ومعاني بعض مفرداتها، والذي سلّط الضّوء على كاتب القصيدة شاعر العرب أبو الطيب المتنبي، ثمّ بيّنا شرح وتحليل القصيدة بالتفصيل، كما تمّ بيان أهم المعاني والمفردات الجديد في القصيدة، وأدرجنا الأفكار الرئيسية في قصيدة لهوى النفوس سريرة لا تعلم، وختمنا المقال في بيان الخصائص الفنية في القصيدة، نرجو أن نكون قد وفقنا في كتابة هذا المقال وأن نكون حملنا لكم الفائدة والمتعة فيه.
المراجع
- ^ wikiwand.com، أبو الطيب المتنبي، 01/09/2023
التعليقات