عدد تكبيرات صلاة الاستسقاء

عدد تكبيرات صلاة الاستسقاء
عدد تكبيرات صلاة الاستسقاء

عدد تكبيرات صلاة الاستسقاء هو من المواضيع المهمة التي من الواجب على كلّ مسلم أن يعرفها بشكل مفصل، وذلك لأنّ صلاة الاستسقاء ثابتة في السنة النبوية الشريفة وهي جزء من هذا الدين الحنيف، والتفقه في الدين أمر واجب على كل مسلم، ليعرف دينه وأحكامه كاملة، وفي هذا المقال سوف نقوم بالحديث عن صلاة الاستسقاء ثمّ سوف نمر على كم عدد تكبيرات صلاة الاستسقاء، وسوف نتحدث عن صفة صلاة الاستسقاء وحكمها في الإسلام وحكمها بالنسبة للنساء.

صلاة الاستسقاء

يمكن القول في تعريف صلاة الاستسقاء بأنّها صلاة من الصلوات النافلة الثابتة في الشرع الإسلامي، وثبوتها جاء بسبب أنّها وردت في السنة النبوية الشريفة في غير موضع واحد، وهي صلاة تؤدى ركعتين مثل صلاة العيد بحسب ما أفتى غالبية أهل العلم، وتكون هذه الصلاة في فترة الجفاف، عندما تجف الأرض وينتشر الجفاف وينقطع الغيث من رب العالمين، فيصليها المسلمون طلبًا للغيث والمطر من الله رب العالمين، وتصلّى هذه الصلاة جماعة بوجود الإمام، وينادى عليها بقول: الصلاة جامعة، ولا بدّ من القول إنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- صلاها في حياته.

فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّه قال في الحديث الوارد في صحيح البخاري: “أنَّ رَجُلًا، دَخَلَ المَسْجِدَ يَومَ  جُمُعَةٍ مِن بَابٍ كانَ  نَحْوَ دَارِ القَضَاءِ ، ورَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَائِمًا، ثُمَّ قالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، هَلَكَتِ الأمْوَالُ وانْقَطَعْتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ يُغِيثُنَا، فَرَفَعَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ أغِثْنَا، اللَّهُمَّ أغِثْنَا، اللَّهُمَّ أغِثْنَا قالَ أنَسٌ: ولَا واللَّهِ، ما نَرَى في السَّمَاءِ مِن سَحَابٍ، ولَا قَزَعَةً وما بيْنَنَا وبيْنَ سَلْعٍ مِن بَيْتٍ ولَا دَارٍ، قالَ: فَطَلَعَتْ مِن ورَائِهِ سَحَابَةٌ مِثْلُ التُّرْسِ فَلَمَّا تَوَسَّطَتِ السَّمَاءَ انْتَشَرَتْ، ثُمَّ أمْطَرَتْ، فلا واللَّهِ، ما رَأَيْنَا الشَّمْسَ سِتًّا، ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ مِن ذلكَ البَابِ في الجُمُعَةِ، ورَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَهُ قَائِمًا، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ هَلَكَتِ الأمْوَالُ وانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ يُمْسِكْهَا عَنَّا، قالَ: فَرَفَعَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا ولَا عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ علَى الآكَامِ والظِّرَابِ، وبُطُونِ الأوْدِيَةِ، ومَنَابِتِ الشَّجَرِ قالَ: فأقْلَعَتْ، وخَرَجْنَا نَمْشِي في الشَّمْسِ قالَ شَرِيكٌ: سَأَلْتُ أنَسَ بنَ مَالِكٍ: أهو الرَّجُلُ الأوَّلُ؟ فَقالَ: ما أدْرِي” [1]والله أعلم وأحكم. [2]

شاهد أيضًا: كم عدد خطبة صلاة الاستسقاء

عدد تكبيرات صلاة الاستسقاء

وردت في عدد تكبيرات صلاة الاستسقاء في الإسلام عدة أقوال، وفيما يأتي سوف نقوم بتسليط الضوء على هذه الأقوال كافّة من خلال هذا الجدول: [3]

القول الأول إن تكبيرات صلاة الاستسقاء تكبيرة واحدة، وهي تكبيرة الافتتاح، وهي مثل أي صلاة أخرى، وهذا ما ذهب إليه الإمام مالك وبعض علماء الفقه الحنفي، بالإضافة إلى الأوزاعي.
القول الثاني إنّ تكبيرات صلاة الاستسقاء مثل تكبيرات صلاة العيد، فهي سبع تكبيرات في الركعة الأولى مع تكبيرة الإحرام وخمس تكبيرات في الركعة الثانية، وهذا قول غالبية أهل العلم، وإليه ذهب علماء المذهب الشافعي والحنبلي وفيه جاء قول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.

شاهد أيضًا: كيفية صلاة الاستسقاء للرجال

صفة صلاة الاستسقاء

ورد في صلاة الاستسقاء وكيفيتها قولان اثنان، أحدهما أنّها تصلى مثل أي صلاة أخرى، والآخر أنّها تصلى مثل صلاة العيد، وفيما يأتي سوف نمر بالتفصيل على القول الراجح وهو القول الثاني، أي الذي ورد فيه أنّ صلاة الاستسقاء تصلى مثل صلاة العيد: [2]

  • يبدأ المصلي صلاة الاستسقاء بتكبيرة الإحرام، ثمّ يكبر بعد الإحرام ست تكبيرات.
  • يقرأ سورة الفاتحة وما شاء من كتاب الله تعالى، والأفضل هو أن يقرأ سورة الأعلى في هذه الركعة.
  • يقوم بالركوع مرة واحدة ثمّ السجود مرتين.
  • يعتدل من الركعة الأولى ويكبر خمس تكبيرات متتالية.
  • يقوم المصلي في الركعة الثانية بقراءة سورة الفاتحة وما تيسر له من القرآن الكريم، ولكنّ الأفضل أن يقرأ مع سورة الفاتحة سورة الغاشية.
  • يركع في الركعة الثانية مرة واحدة ويسجد مرتين.
  • يقرأ في الجلوس الأخير التحيات والصلوات الإبراهيميّة ويسلم.

شاهد أيضًا: ما الحكمة من مشروعية صلاة الاستسقاء

حكم صلاة الاستسقاء للنساء

إنّ حكم صلاة الاستسقاء للنساء مرتبط بحكم الصلاة جماعة بالنسبة للنساء، وذلك لأنّ الاستسقاء لا تصلّى إلّا جماعة، وقد اختلف علماء المسلمين في موضوع صلاة النساء جماعة، فمنهم من رأى أنّ صلاة النساء جماعة أمر مستحب وهذا قول الشافعية، بينما رأى المذهب الحنفي أن صلاتة النساء جماعة من غير الرجال أمر مكروه، بينما رأى الحنابلة أنّ صلاة الجماعة للنساء مسنونة بالنسبة لصلاة التراويح وصلاة الاستسقاء وصلاة الكسوف، قال الحنابلة في كتاب مطالب أولي النهى: “وتسن الجماعة لمقضية وكسوف واستسقاء وتروايح لعموم الأخبار، وتسن لعبيد وصبيان وخناثى تحصيلا للفضيلة، وتسن أيضا لنساء منفردات عن رجال في دورهن، لفعل عائشة وأم سلمة ذكره الدارقطني، وأمر صلى الله عليه وسلم أم ورقة بأن تجعل لها مؤذنا يؤذن لها، وأمرها أن تؤم أهل دارها. رواه أبو داود والدارقطني. وسواء كان منهن إمامهن أو لا ، لأنهن من أهل الفرض أشبهن الرجال”، والله أعلم. [4]

شاهد أيضًا: لماذا يقلب الرداء في صلاة الاستسقاء

مشروعية صلاة الاستسقاء

إنّ صلاة الاستسقاء في الشرع الإسلامي هي صلاة مشروعة وثابتة في السنة النبوية الشريفة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقد ورد عن ابن قدامة رحمه الله تعالى أنّه قال: “صَلَاةُ الِاسْتِسْقَاءِ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ، ثَابِتَةٌ بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَخُلَفَائِهِ رضي الله عنهم”، والدليل من السنة ما ورد عن إسحق بن عبد الله بن الحارث أنّه قال: “أَرْسَلَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُقبَةَ وَكَانَ أَمِيرَ الْمَدِينَةِ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَسْأَلُهُ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الِاسْتِسْقَاءِ فَقَالَ : خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَبَذِّلًا مُتَوَاضِعًا مُتَضَرِّعًا حَتَّى أَتَى الْمُصَلَّى فَرَقَى عَلَى الْمِنْبَرِ وَلَمْ يَخْطُبْ خُطَبَكُمْ هَذِهِ وَلَكِنْ لَمْ يَزَلْ فِي الدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ وَالتَّكْبِيرِ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَمَا يُصَلِّي فِي الْعِيد” [5]والله تعالى أعلم وأحكم. [6]

سنن صلاة الاستسقاء

هناك مجموعة من السنن التي يجب على المسلم أن يحرص عليها إذا خرج مع المسلمين لأداء صلاة الاستسقاء، وهذه السنن هي: [7]

  • ألّا يتزين المسلم بثيابه عند خروجه لأداء هذه الصلاة، وذلك لأنّ الثابت عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه كان يخرج بتذلل وخشوع لأداء هذه الصلاة، قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: “خرجَ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يعني في الاستسقاءِ متبذِّلًا متواضعًا متخشِّعًا متضرِّعًا”.
  • من السنة عند أداء صلاة الاستسقاء أو عند الخروج لأدائها أن يستقبل المسلم القبلة في كل دعاء وأن يكون ملحًا في الدعاء على الله رب العالمين.
  • من السنة عند أداء صلاة الاستسقاء أو عند الخروج لأدائها أن يقلب المسلم رداءه، فيجعل يمينه في شماله وشماله في يمينه، والدليل ما ورد عن عبد الله بن زيد حين قال: “أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ بالنَّاسِ يَسْتَسْقِي لهمْ، فَقَامَ فَدَعَا اللَّهَ قَائِمًا، ثُمَّ تَوَجَّهَ قِبَلَ القِبْلَةِ وحَوَّلَ رِدَاءَهُ فَأُسْقُوا”. [8]

شاهد أيضًا: شروط صلاة الاستسقاء

متى تصلى صلاة الاستسقاء

وردت ثلاثة أقوال لمسألة وقت صلاة الاستسقاء في الإسلام، قال الإمام النووي -رحمه الله تعالى- عن أوقات صلاة الاستسقاء: “في وقت صلاة الاستسقاء ثلاثة أوجه: أحدها: وقتها وقت صلاة العيد، الوجه الثاني: أول وقت صلاة العيد، ويمتد إلى أن يصلي العصر، والثالث: وهو الصحيح، بل الصواب: أنها لا تختص بوقت، بل تجوز وتصح في كل وقتٍ من ليلٍ ونهار، إلا أوقات الكراهة على أحد الوجهين، وهذا هو المنصوص للشافعي، وبه قطع الجمهور، وصححه المحققون”، وبناءً على هذا القول فإنّ فإنّ الأوقات الثلاثة لأداء صلاة الاستسقاء هي: [2]

  • تؤدى صلاة الاستسقاء في نفس الوقت الذي تُصلّى فيه صلاة العيد وتصلى مثلها.
  • تؤدى صلاة الاستسقاء من شروق الشمس حتّى وقت العصر.
  • تؤدى صلاة الاستسقاء في أي وقت من الليل أو النهار إلّا في الأوقات التي تُكره فيها الصلاة.

إلى هنا نصل إلى نهاية وختام هذا المقال الذي مررنا فيه على تعريف صلاة الاستسقاء وتحدثنا عن عدد تكبيرات صلاة الاستسقاء ومررنا فيه على حكم صلاة الاستسقاء للنساء وعلى مشروعية صلاة الاستسقاء كما تحدثنا عن سنن هذه الصلاة والمواقيت التي تصلى فيها.

المراجع

  1. ^ صحيح البخاري، أنس بن مالك، البخاري، 1014، صحيح
  2. ^ wikiwand.com، صلاة الاستسقاء، 02/01/2023
  3. ^ shamela.ws، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، 02/01/2023
  4. ^ islamweb.net، حكم أداء النساء منفردات صلاة الاستسقاء جماعة، 02/01/2023
  5. ^ تخريج المسند لشاكر، إسحاق بن عبدالله بن الحارث، أحمد شاكر، 5/115، إسناده صحيح.
  6. ^ islamqa.info، ما هو الدليل على صلاة الاستسقاء ؟، 02/01/2023
  7. ^ alukah.net، صلاة الاستسقاء، 02/01/2023
  8. ^ صحيح البخاري، عبدالله بن زيد، البخاري، 1023، صحيح.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *