علامات عقوق الوالدين وأسبابه ومظاهره

علامات عقوق الوالدين وأسبابه ومظاهره
علامات عقوق الوالدين

علامات عقوق الوالدين وأسبابه ومظاهره ، عقوق الوالدين من الأخلاق الذميمة والأفعال الدنيئة التي تؤدي إلى فساد المجتمع وهلاكه، وقد حذر الإسلام من خلال الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة من عاقبة عقوق الوالدين وبين أنها من أكبر الكبائر وبالرغم من هذا ما نزال نرى العجب العجاب في كيفية تعامل الأبناء مع والديهم، ولكن كيف يعرف الإنسان أنه عّق والديه؟ وما هي العلامات التي قد يستدل بها الولد على أنه عاق؟ هذه التساؤلات وغيرها سنجيب عليها من خلال مقالنا علامات عقوق الوالدين.

مفهوم عقوق الوالدين

العقوق في اللغة مشتق من العق وهو القطع، يقال: عقّ الرجل فهو عاق، والعقوق: عكس البرّ وهو كل عمل أو فعل أو قول يصدر عن الابن وتلحق نتيجته أي نوع من أنواع الأذى بالوالدين، وللعقوق أشكال كثيرة وأنواع عديدة أدناها أي يقول الابن لأحد والديه كلمة اف على ما فيها من قلة في الحروف وخفة في اللفظ قال تعالى: { وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}[1]، وعقوق الوالدين من شرور الأعمال وقبائح الذنوب وكبائر المعاصي، وقد قرنه الله تعالى في الكثير من الآيات الكريمة بالشرك الذي هو أعظم الذنوب وذكره مباشرةً بعده في كثير من المواضع قال تعالى: { قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۖ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۖ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}.[2] وكذلك فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جعل العقوق من الكبائر وقرنه في أحاديثه مع الشرك وحذّر المؤمنين من الوقوع فيه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” أَلا أُخْبِرُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبائِرِ؟ قالوا: بَلَى يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: الإشْراكُ باللَّهِ، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ. [وفي رواية]: وكانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ، فقالَ: ألَا وقَوْلُ الزُّورِ، فَما زالَ يُكَرِّرُها حتَّى قُلْنا: لَيْتَهُ سَكَتَ”.[3]

شاهد أيضاً: حديث عن بر الوالدين ، أحاديث عن فضل الوالدين وبرهما بعد موتهما

علامات عقوق الوالدين

بالرغم من أن الإسلام لم يحدد علامات تظهر على الولد أو على أحد الأبوين نتيجة العقوق، إلا أن الإنسان يمكن أن يدرك ذلك من تصرفاته ومن طريقة معاملته مع والديه وطريقة معاملتهما معه، ومن العلامات التي يستنتج منها الإنسان أنه عاق ما يأتي:

  • تجنب الحديث مع الابن من الأساليب التي يتبعها الآباء لإبداء عتابهم على الأبناء.
  • تحاشي الوالدين للحديث أو طلب المساعدة من الابن في أي مسألة أو أي عمل.
  • عدم التوفيق في الدراسة أو في العمل أو في أي أمر من أمور الحياة من العلامات التي تدل على أن الشخص عاق لوالديه.
  • أن تكون مكانة الوالدين في قلب الابن أدنى أو تساوي مكانة بقية الناس العاديين.
  • الفقر أيضاً من الآثار التي يورثها عقوق الوالدين.

مظاهر عقوق الوالدين

وبعد ان أدرجنا لكم في الفقرة السابقة علامات عقوق الوالدين وهي العلامات التي يمكن للإنسان أن يستدل من خلالها إذا كان عاقّاً لوالديه أو لا والآثار التي يتركها هذا الخلق الذميم على نفسية الإنسان وتصرفاته، سننتقل في هذه الفقرة إلى ذكر مظاهر عقوق الوالدين التي هي التصرفات والأفعال التي تدخل ضمن نطاق عقوق الوالدين ومن هذه المظاهر:[4]

  • امتناع الابن عن الجلوس مع والديه ومحادثتهما وطلب المشورة منها.
  • إدخال المنكرات إلى البيت دون إذن الوالدين أو بعلمهما.
  • عدم مؤانسة الوالدين والسؤال عن احتياجاتهما.
  • تقديم العمل أو الزوجة أو الأولاد أو الحياة الشخصية على الوالدين.
  • قطع التواصل مع الوالدين وعدم السؤال عنهما أو زيارتهما.
  • الغياب عنهما لأوقات طويلة دون السؤال عنهما.
  • القيام بالأفعال التي تسبب لهما الغضب أو الانزعاج.
  • التسبب بأي نوع من أنواع الأذى الجسدي أو اللفظي معهما.
  • سب الوالدين أو لعنهما من خلال سب آباء الناس وأمهاتهم.
  • عدم سماع الكلام منهما وعدم تنفيذ طلباتهما أو مساعدتهما.
  • السرقة من أموالهما أو من ممتلكاتهما.
  • التخلي عنهما وعَدمِ الإنفاقِ عليهما في كبرهما.
  • تمنينهما بالنفقة أو بالسكن أو بالرعاية أو بأي شيء.
  • ذكر عيوبهما أمام الناس والاستهزاء بهما والتقليل من شأنهما.
  • عصيانهما في المعروف وعدم إطاعة أوامرهما فيما لا يخالف أمر الله تعالى.
  • التأفف من أوامرهما، والعبوس، وتقطيب الجبين أمامهما، والتَّضجُّرِ من وجودِهما.
  • رفع الصوت عليهما والمجادلة والمقاطعة أثناء حديثهما.
  • تَقديمِ الزَّوجةِ والأولادِ عليهما، ورفض سكونهما معهم في ذات البيت.
  • منَّة الابن على والديه وذكرُ إحسانه إليهما أمام الناس.
  • الاستغناء عن آرائهما ومشورتهما وعدم الاهتمام برأيهما.
  • ذكر عيوبهما والاستهزاء بهما والتقليل من شأنهما أمام الناس.
  • التأمّر عليهما وطلب أشياء يمكن للابن أن يفعلها بنفسه.

شاهد أيضاً: فوائد بر الوالدين في الدنيا ، أهمية بر الوالدين

أسباب عقوق الوالدين

إنّ عقوق الوالدين من الذنوب العظيمة والأخلاق الذميمة التي تؤدي إلى فساد المجتمع وتدميره، ولكن هذه الظاهرة كغيرها من الظواهر لا بد أن يكون لها أسباب أدت إلى ظهورها عند الأبناء ومن الأسباب المحتملة لعقوق الوالدين ما يأتي:

  • الجهل بعواقب العقوق: فالكثير من الناس يعرفون أن عقوق الوالدين من المحرمات ولكنهم لا يعرفون أنه من أكبر الكبائر وأن له الكثير من العواقب الشديدة التي يجدها الفرد في حياته الدنيا قبل الآخرة.
  • الجهل الاجتماعي: ومن أنواع الجهل الأخرى هي الجهل الاجتماعي أي عدم معرفة آداب المعاملة مع الناس والتكبر والغرور وازدراء الآخرين وهذه الصفات بلا شك ستنعكس على الوالدين والمسبب الأول لهذا الجهل الاجتماعي هو سوء التربية.
  • عقوق الوالدين لوالديهم: فالجزاء من جنس العمل، والابن الشقي العاق لوالديه لا بدّ أن يسلط الله عليه أحداً من أبنائه يعقّه كما كان يعقّ أبويه من قبل.
  • التفرقة بين الأبناء: وهي من التصرفات التي تبعث على الغيرة وتزرع الحقد في قلوب الأبناء على إخوتهم وعلى والديهم أيضاً وتسبب كره الابن لوالديه وعقوقهما.
  • سوء التربية: وسوء التربية أيضاً من الأسباب التي تؤدي إلى العقوق فالتصرفات التي تدخل في مجال البر سيتعلمها الولد من أبويه بالدرجة الأولى وأيضاً التصرفات التي تدخل في باب العقوق سيرثها الولد عن أبويه لذلك فإنّ للتربية عظيم الأثر في تقويم سلوك الابن وضبط تصرفاته وأقواله وأفعاله.
  • الدلال الزائد: وأيضاً الدلال الزائد للأولاد وإعطائهم قدرًا أكبر من الحرية التي تلزمهم وعدم مراقبة أقوالهم وتصرفاتهم وانفعالاتهم وتقويمها سيؤدي بلا شك إلى اعتياد الأبناء على حرية القول والفعل والتمرد على الوالدين.
  • كثرة المشاكل والخلافات الأسرية: تترك الخلافات الأسرية آثاراً سلبية في قلوب الأبناء لا تنسى، ومع تكرار الخلافات واستمرارها واعتياد الأولاد على الصراخ والجدال والخصام ستعشش هذه الخصال في قلوبهم وتسيطر على أفعالهم وتصرفاتهم وتنعكس في تعاملهم مع والديهم.

شاهد أيضاً: تعبير عن عقوق الوالدين بالعناصر كاملة

عواقب عقوق الوالدين

ومما لا شك فيه أن نهاية عقوق الوالدين عظيمة وعاقبته وخيمة فهو من الذنوب التي توجب العذاب في الحياة الدنيا قبل الآخرة، وقد ورد العقوق في الكثير من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي حرمت هذا الخلق الذميم وشددت على عاقبته في الدنيا والآخرة، ومن العواقب التي يورثها عقوق الوالدين ما يأتي:[5]

  • تعجيل العقاب على العقوق في الدنيا: فعقوق الوالدين من الذنوب التي توعد الله فيها عباده بالعذاب في الحياة الدنيا قبل الآخرة وذلك تأكيداً على عظمة هذا الذنب وتحذيراً للعباد من الوقوع فيه، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:” كلُّ ذنوبٍ يؤخِرُ اللهُ منها ما شاءَ إلى يومِ القيامةِ إلَّا البَغيَ وعقوقَ الوالدَينِ ، أو قطيعةَ الرَّحمِ ، يُعجِلُ لصاحبِها في الدُّنيا قبلَ المَوتِ”.[6]
  • استجابة دعوة الوالدين على الولد العاق: فدعاء أحد الوالدين على ولده العاق إذا كان نابعاً من قلبه ويقصده من جوارحه فإنّ هذه الدعوة أقرب ما تكون إلى الإجابة، وعلى المسلم أن يحذر كل الحذر من مخاصمة الأهل أو مجادلتهما وأن يبتعد عن الأفعال التي تسبب غضبهما وإن بدر منه ما يسيئهما عليه أن يبادر فوراً إلى الاعتذار وطلب الرضا منهما، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: “ثلاثُ دعواتٍ مستجاباتٌ لا شَكَّ فيهِنَّ ؛ دَعوةُ المظلومِ ، ودعوةُ المسافرِ ، ودعوةُ الوالدِ على ولدِهِ”.[7]
  • امتناع الله عن النظر إلى العاق: وما من عقاب أشد ولا حسرة أعظم من الحسرة التي قد تنال العبد إذا رفض رب العزّة النظر إليه، كما أن العقوق هو أحد الأسباب التي قد تحرم العبد من دخول الجنة وتكون سبباً في دخوله النار، عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاثةٌ لا ينظرُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ إليهم يومَ القيامةِ؛ العاقُّ لوالِدَيهِ، والمرأةُ المترجِّلةُ، والدَّيُّوثُ، وثلاثةٌ لا يدخُلونَ الجنَّةَ: العاقُّ لوالِدَيهِ، والمدمِنُ على الخمرِ، والمنَّانُ بما أعطى”. وفي هذا الحديث الشريف ذكر عقوق الوالدين في الفئتين، الفئة التي لا ينظر إليها الله تعالى، والفئة التي لا تدخل الجنة.[8]
  • دخول النار: فالعقوق من الذنوب الكبائر التي تلزمها التوبة النصوحة والعزم على عدم الرجوع إليها من جديد، كما أن العقوق من الذنوب التي تكون سبباً في دخول العبد النار، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ” رغِمَ أَنفُ رجلٍ ذُكِرتُ عندَهُ فلم يصلِّ عليَّ ، ورَغِمَ أنفُ رجلٍ دخلَ علَيهِ رمضانُ ثمَّ انسلخَ قبلَ أن يُغفَرَ لَهُ ، ورغمَ أنفُ رجلٍ أدرَكَ عندَهُ أبواهُ الكبرَ فلم يُدْخِلاهُ الجنَّةَ”.[9]
  • اللعن لمن لعن والديه: واللعنة تشمل الذي يسبّ والديه أو من يسب الآخرين فيجلب المسبة لوالديه، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “ملعونٌ مَنْ سبَّ أباهُ ، ملعونٌ مَنْ سَبَّ أُمَّهُ ، ملعونٌ مَنْ ذبَحَ لغيرِ اللهِ ، ملعونٌ مَنْ غَيَّرَ تُخومَ الأرضِ ، ملعونٌ مَنْ كَمَهَ أَعْمَى عَنْ طريقٍ ، ملعونٌ مَنْ وقعَ على بهيمَةٍ ، ملعونٌ مَنْ عمِلَ بعمَلِ قومِ لوطٍ”.[10]

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا علامات عقوق الوالدين وأسبابه ومظاهره والذي تعرفنا فيه على مفهوم عقوق الوالدين وبعضاً من العلامات التي يمكن للإنسان من خلالها معرفة نفسه إذا كان عاقاً أو لا وبعضاً من مظاهر العقوق الكثيرة وأشكاله العديدة ثمّ تعرفنا على بعض العواقب المترتبة على عقوق الوالدين في الدنيا وفي الآخرة وفي ختام مقالنا نسأل الله أن يحفظ آباءنا وآباءكم وأمهاتنا وأمهاتكم وأن يجعلنا بارين بهم محسنين لهم وأن يجعلنا عنده وعندهم من المرضيين.

أسئلة شائعة

أسئلة شائعة
من علامات رضا الوالدين عن أبنائهم؟
إن رضا الوالدين يجده العبد أمامه ويجني ثمراته في الحياة الدنيا على شكل التوفيق والتيسير والرزق والبركة، وانشرح الصدر وكثرة الخير وغير ذلك.
هل يغفر الله العقوق
إن الله تعالى لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء من عباده، ولكن العقوق من الكبائر التي تحتاج إلى التوبة النصوح والندم على ما فات والعزم على عدم العودة إليها.

المراجع

  1. ^ سورة الإسراء ، الآية 23
  2. ^ سورة الأنعام، الآية 151
  3. ^ صحيح البخاري، أبو بكرة نفيع بن الحارث، البخاري، 6273، صحيح
  4. ^ kalemtayeb.com، من مظاهر العقوق، 11/02/2023
  5. ^ كتاب دروس للشيخ صالح المغامسي، أسباب عقوق الوالدين، 11/02/2023
  6. ^ صحيح الأدب المفرد، أبو بكرة نفيع بن الحارث، الألباني، 459، صحيح 
  7. ^ صحيح الترمذي ، أبو هريرة، الألباني، 1905، حسن
  8. ^ صحيح النسائي ، عبدالله بن عمر، الألباني، 2561، حسن صحيح
  9. ^ صحيح الترمذي ، أبو هريرة ، الألباني، 3545، حسن صحيح
  10. ^ صحيح الجامع، عبدالله بن عباس، الألباني،5891، صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *