فضل صلاة الوتر وقيام الليل

فضل صلاة الوتر وقيام الليل
فضل صلاة الوتر وقيام الليل

فضل صلاة الوتر وقيام الليل، لقد شرع الله -عز وجل- لخلقه عددًا من العبادات، فمنها عبادات عملية ومنها عبادات قولية، ومنها عبادات تركية، وفي هذا المقال الذي يطرحه موقع تصفح سيتمُّ تخصيص الحديث عن عبادةٍ من العبادات العملية، وهي صلاة الوتر، وصلاة قيام الليل، حيث ستمُّ بيان فضلِ كلِّ واحدةٍ منهن، كما سيتمُّ بيان بعض الأحكام المتعلقة بكلِّ واحدةٍ منهنَّ، مثل الحكم الشرعي، والوقت المحدد لهنّ، وعدد ركعاتهن.

فضل صلاة الوتر وقيام الليل

إنَّ الجامع بين صلاة الوتر وقيام الليل، أنَّ كلا العبادتين تندرجان تحت صلاة الليل، وبدقة أكثر فإنَّ صلاة الوتر أساسًا تعدُّ جزءً من قيام الليل، وفي هذه الفقرة من مقال فضل صلاة الوتر وقيام الليل، سيتمُّ بيان فضل كلِّ واحدةٍ منها بقرة مستقلة، وفيما يأتي ذلك:

فضل صلاة الوتر

يُمكن إجمال الفضل المخصوص لصلاة الوتر في النقاط الآتية، وفيما يأتي ذكرها:[1]

  • أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حافظ عليها، واعتنى بها أشدُّ عناية، إلى درجة أنَّه لم يكن يتركها لا في سفرٍ ولا في حضر.
  • أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أكد على المحافظة عليها، حيث قال: “إنَّ اللهَ زادكم صلاةً فحافِظوا عليها ، و هي الوِترُ”.[2]
  • أنَّها خيرٌ من حمر النعم، ودليل ذلك الحديث الذي رواه خارجة بن حذافة العدوي -رضي الله عنه- حيث قال: “إنَّ اللهَ أمدَّكم بصلاةٍ هي خيرٌ لكم من حُمْرِ النَّعمِ. قلنا: وما هي يا رسولَ اللهِ؟ قال: الوترُ ما بين صلاةِ العشاءِ إلى طلوعِ الفجرِ”.[3]
  • أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أوصى أبا هريرة بأداء صلاة الوتر، ودليل ذلك قول أبو هريرة -رضي الله عنه-: “أَوْصَانِي خَلِيلِي بثَلَاثٍ لا أدَعُهُنَّ حتَّى أمُوتَ: صَوْمِ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، وصَلَاةِ الضُّحَى، ونَوْمٍ علَى وِتْرٍ”.[4]

شاهد أيضًا: افضل ساعه لصلاة الوتر ، افضل وقت للدعاء في صلاة الوتر

فضل قيام الليل

وفيما يأتي ذكر فضل قيام الليل بعددٍ من النقاط، وفيما يأتي ذلك:[5]

  • أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- قد مدح من يقوم الليل من عباده، حيث قال: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ* تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ* فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.[6]
  • أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- قد وعد عباده بالجنة، ودليل ذلك قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا* وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا .. أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا – خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا}.[7]
  • أن صلاة الليل من أفضل الصلوات بعد صلاة الفريضة، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “فْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ الصَّلَاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ”.[8]
  • أنَّ صلاة الليل مشهودة، ودليل ذلك الحديث الذي رواه عمر بن عبسة -رضي الله عنه- حيث قال: “قلتُ يا رسولَ اللَّهِ أيُّ اللَّيلِ أسمَعُ قالَ جوفُ اللَّيلِ الآخرُ فصلِّ ما شئتَ فإنَّ الصَّلاةَ مشْهودةٌ مَكتوبةٌ”.[]
  • أنَّ الثلث الأخير من الليل هو الوقت الذي ينزل الله -عزَّ وجلَّ- فيه إلى الدنيا، فيغفر لمن طلب المغفرة، ويستجيب لمن دعاه، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، يقولُ: مَن يَدْعُونِي، فأسْتَجِيبَ له؟ مَن يَسْأَلُنِي فأُعْطِيَهُ؟ مَن يَستَغْفِرُني فأغْفِرَ له؟”.[10]
  • أنَّ المسلم ينال الساعة التي لا يردُّ الله فيها سائلًا، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إنَّ في اللَّيْلِ لَسَاعَةً لا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ، يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا مِن أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، إلَّا أَعْطَاهُ إيَّاهُ، وَذلكَ كُلَّ لَيْلَةٍ”.[11]
  • أنَّ قيام الليل سبب في مغفرة الذنوب، ودليل ذقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “مَن تَعارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَقالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَديرٌ، الحَمْدُ لِلَّهِ، وسُبْحَانَ اللَّهِ، ولَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أَكْبَرُ، ولَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أوْ دَعَا؛ اسْتُجِيبَ له، فإنْ تَوَضَّأَ وصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ”.[12]

شاهد أيضًا: كيفية صلاة الوتر ثلاث ركعات

أحكام متعلقة بصلاة الوتر

تعدُّ صلاة الوتر هي الركعات التي يؤديها المسلم بعد صلاة العشاء بعدد فردي، وفي هذه الفقرة سيتمُّ بيان بعض الأحكام المتعلقة بها، وفيما يأتي ذلك:

حكم صلاة الوتر

تباينت آراء أهل العلم في حكم صلاة الوتر، لكن جمهور العلماء على أنَّ الوتر سنةٌ من السنن، مستدلين على ذلك بالحديث الذي رواه طلحة بن عبيدالله، حيث قال: “جاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مِن أهْلِ نَجْدٍ ثائِرُ الرَّأْسِ، نَسْمَعُ دَوِيَّ صَوْتِهِ، ولا نَفْقَهُ ما يقولُ حتَّى دَنا مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فإذا هو يَسْأَلُ عَنِ الإسْلامِ، فقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: خَمْسُ صَلَواتٍ في اليَومِ، واللَّيْلَةِ فقالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهُنَّ؟ قالَ: لا، إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ”،[13] ووجه الدلالة من هذا الحديث أنَّه ليس هناك أي صلاة مفروضة على المسلم الصوات الخمس.[14]

عدد ركعات صلاة الوتر

تباينت آراء الأئمة الأربعة في عدد ركعات صلاة الوتر على عدة أقوالٍ، وفي هذه الفقرة من مقال فضل صلاة الوتر وقيام الليل، سيتمُّ بيان عدد ركعات صلاة الوتر عند الأئمة الأربعة، وفيما يأتي ذلك:[15]

  • ذهب فقهاء الحنفية إلى أنَّ صلاة الوتر ثلاث ركعات، فلا يجوز للمسلم عندهم أن يوتر بواحدة.
  • ذهب فقهاء المالكية إلى جواز الوتر بركعةٍ واحدةٍ، لكنَّهم كرهوا صلاةَ ركعةٍ من غير الإتيان بركعتا الشفع.
  • ذهب الشافعية والحنابلة إلى جواز الوتر بركعة واحدة، إلَّا أنَّ أدنى الكمال عندهم ثلاث ركعات، وتصل صلاة الوتر عندهم إلى إحدى عشر ركعة، وذهب الشافعية في قول آخر إلى أنَّ أكثر الوتر ثلاث عشر ركعة.

شاهد أيضًا: هل يجوز صلاة التهجد بعد الوتر

وقت صلاة الوتر

يبدأ وقت صلاة الوتر بعد صلاة العشاء، ويستمرُّ حتى طلوع الفجر الصادق، ودليل ذلك الحديث الذي رواه خارجة بن حذافة العدوي، حيث قال: “إنَّ اللهَ أمدَّكم بصلاةٍ هي خيرٌ لكم من حُمْرِ النَّعمِ. قلنا: وما هي يا رسولَ اللهِ؟ قال: الوترُ ما بين صلاةِ العشاءِ إلى طلوعِ الفجرِ”.[3]

أحكام متعلقة بقيام الليل

لا بدَّ من التنبيه إلى أنَّ قيام الليل لا يقتصر على الصلاة فيه، بل قراءة القرآن والذكر والتسبيح وغير ذلك من العبادات تعدُّ من قيام الليل، لكن في هذه الفقرة من مقال فضل صلاة الوتر وقيام الليل، سيتمُّ تخصيص الحديث عن قيام الليل بالصلاة، وفيما يأتي ذلك:

حكم صلاة قيام الليل

إنَّ قيام الليل سنةٌ مؤكدةٌ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد حثَّ عليها في عددٍ من الأحاديث النبوية الشريف، ومنها الحديث الذي أورده ابن ماجه في صحيحه عن عبدالله بن سلام -رضي الله عنه عن سول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: “يا أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ، وأطعِموا الطَّعامَ، وصِلوا الأرحامَ، وصلُّوا باللَّيلِ، والنَّاسُ نيامٌ، تدخلوا الجنَّةَ بسَلامٍ”.[16]

عدد ركعات صلاة قيام الليل

لم يرد نصٌ شرعي لا من القرآن الكريم ولا من السنة النبوية المطهرة يعيِّن عددًا لركعات صلاة الليل، لكن ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّه كان يصلي أحد عشرة ركعة، ودليل ذلك الحديث الذي روته السيدة عائشة -رضي الله عنها- حيث قالت: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يُصَلِّي إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، كَانَتْ تِلكَ صَلَاتَهُ يَسْجُدُ السَّجْدَةَ مِن ذلكَ قَدْرَ ما يَقْرَأُ أحَدُكُمْ خَمْسِينَ آيَةً، قَبْلَ أنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ، ويَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الفَجْرِ، ثُمَّ يَضْطَجِعُ علَى شِقِّهِ الأيْمَنِ حتَّى يَأْتِيَهُ المُنَادِي لِلصَّلَاةِ”.[17]

شاهد أيضًا: متى يبدا الثلث الاخير من الليل

وقت صلاة قيام الليل

يبدأ وقت صلاة قيام الليل بعد صلاة العشاء، ويستمر حتى أذان الفجر، فيجوز للمسلم أن يصلي في أوله وفي وسطه وفي آخره، ودليل ذلك الحديث الذي رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه- حيث قال: “وكانَ لا تَشَاءُ أَنْ تَرَاهُ مِنَ اللَّيْلِ مُصَلِّيًا إلَّا رَأَيْتَهُ، ولَا نَائِمًا إلَّا رَأَيْتَهُ”، وبالرغم من جواز صلاة القيام في أيِّ وقتٍ شاءه المسلم من الليل، إلَّا أنَّ أفضل الأوقات هو الثلث الأخير من الليل.

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان فضل صلاة الوتر وقيام الليل، والذي تمَّ فيه تخصيص الحديث عن صلاة الوتر وصلاة قيام الليل، حيث تمَّ بيان فضل كلِّ من هاتين العبادتين، كما تمَّ بيان بعض الأحكام الشرعية المتعلقة فيهنَّ.

المراجع

  1. ^ shamela.ws، كتاب القنوت في الوتر، الوليد بن عبد الرحمن الفريان، (7-8)، بتصرف، 12/01/2023
  2. ^ صحيح الجامع، عبدالله بن عمرو، 1772، صحيح
  3. ^ حاشية بلوغ المرام ، خارجة بن حذافة العدوي، ابن باز، 263، إسناده حسن
  4. ^ صحيح البخاري، البخاري، أبو هريرة، 1178، صحيح
  5. ^ shamela.ws، كتاب تذكرة الصوام بشيء من فضائل الصيام والقيام وما يتعلق بهما من أحكام، عبدالله بن صالح القيصر، (49-52)، بتصرف، 12/01/2023
  6. ^ سورة السجدة، آية 15-17
  7. ^ سورة الفرقان، آية 64-76
  8. ^ صحيح مسلم، مسلم، أبو هريرة، 1163، صحيح
  9. ^ صحيح أبي داوود، عمر بن عبسة، الألباني، 1277، صحيح
  10. ^ صحيح البخاري، أبو هريرة، البخاري، 1145، صحيح
  11. ^ صحيح مسلم، جابر بن عبدالله، مسلم، 575، صحيح
  12. ^ صحيح البخاري، عبدالله بن الصامت، 1145، صحيح
  13. ^ صحيح مسلم، طلحة بن عبيد الله، مسلم، 11، صحيح
  14. ^ islamweb.net، حكم الوتر وكيفية قضائه، 12/01/2023
  15. ^ shamela.ws، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، مجموعة من المؤلفين، (297/27)، 12/01/2023
  16. ^ صحيح ابن ماجه، عبدالله بن سلام، الألباني، 2648، صحيح
  17. ^ صحيح البخاري، عائشة أم المؤمنين، البخاري، 1123، صحيح
  18. ^ صحيح البخاري، أنس بن مالك، البخاري، 1141، صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *