في اي سورة وردت حادثة الافك

في اي سورة وردت حادثة الافك
في اي سورة وردت حادثة الافك

في اي سورة وردت حادثة الافك، هو سنتحدث عنه في هذا المقال وحادثة الإفك هي الحادثة التي اتهمت فيها السيدة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها- في عرضها ثمّ برّأها الله وأنزل فيها آياتٍ بيّنات تثبت براءتها وتطهرها من الاتهامات الباطلة التي نسبت إليها، لذلك سنذكر لكم فيما يأتي في اي سورة وردت حادثة الافك وسندرج لكم ما تيسر لنا عن هذه الحادثة ونستنتج منها بعض الدروس والعبر المفيدة.

في اي سورة وردت حادثة الافك

وردت الآيات الدالة على حادثة الإفك في سورة النور وتحديداً في الآية 11 منها، في قوله تعالى: ” إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ”،[] وفي هذه الآية يبرّئ الله تعالى السيدة عائشة أمّ المؤمنين – رضي الله عنها- من التهم الباطلة التي نسبت إليها ويخبر بأن كلّ من شارك في هذه التهم سينال جزاءه من العقاب.

في اي سورة وردت حادثة الافك

شاهد أيضاً: في اي عام تم جمع القران الكريم

الآيات التي وردت فيها حادثة الإفك

وردت حادثة الإفك في سورة النور وهي سورة خصّها الله بالكثير من الحكم والمواعظ والآداب وضرورة حفظ النفس وتحصينها وحفظ أعراض المسلمين وعدم التعرض لها كما تضمنت على آداب الاستئذان والصبر والعفاف وغيرها الكثير من الأخلاق الفاضلة وكان من بين آيات هذه السورة الفضيلة آياتٌ ضرب لنا بها حادثة الإفك مثلاً لتكون لنا درساً في عدم الخوض في أعراض المسلمين دون وجود الأدلة الكافية والشهود التي تثبت أي ادّعاء في الأعراض وهذه الآيات هي:

” إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ * لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ * لَّوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ۚ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَٰئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ * وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ *إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ * وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبْحَانَكَ هَٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ * يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ”.[2]

في اي سورة وردت حادثة الافك

شاهد أيضاً: لماذا سمي الوضوء بهذا الاسم

قصة حادثة الإفك

هي القصة التي اتهمت فيها زوجة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها- في عرضها زوراً وبهتاناً وكذباً، ثمّ برأها الله تعالى وأنزل فيها الآيات من سورة النور برهاناً وبينّةً على طهارتها وبراءتها وذلك من فضل الله عليها وعلى رسوله الكريم -صلّى الله عليه وسلّم- وعلى سائر المسلمين، وملخص تلك الحادثة أن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- كان إذا أراد أن يخرج في سفر أجرى قرعةً بين أزواجه، فالزوجة التي يخرج سهمها تخرج معه، وقد خرج سهم عائشة في قرعة ذلك اليوم فخرجت مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في سفره.[3]

وكان ذلك في غَزْوةِ بَني المُصْطَلِق في السَّنةِ الخامسةِ مِن الهِجرةِ، وعندما فرغ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من غزوته، أعلن عن رحليه وأخبر الناس بذلك، وذهبت السيدة عائشة لقضاء حاجتها، وعندما عادت شعرت بأنّ عقدها قد انقطع -وهو عقد من الخَرَزُ اليَمانيُ- فعادت إلى المكان الذي كانت فيه لتلتمس عقدها وتبحث عنه فتأخرت في الرجوع، إلا أن القوم في ذلك الوقت قد رحلوا وهم يظنون أنها معهم وذلك أن أجساد النساء كانت نحيلةً فلم يشعروا فخفّة وزن الهودج، وما كان منها إلا أن تنتظر رجوع القوم عند شعورهم بفقدانها، فغلبها النعاس وهي تنتظر فنامت.[3]

وكان الصحابي صَفْوانُ بنُ المعطَّلِ -رَضيَ اللهُ عنه- يَتَفَقَّدُ مُخَلَّفاتِ الجَيشِ ويعيدها بعد رحيله، ، فوَجَدَ عائشةَ -رَضيَ اللهُ عنها- وهي نائِمةً وكان يعرفها من قبل أن يفرض الحجاب، فقال: إنَّا للهِ وإنَّا إليه راجِعون، فاستيقت من صوته وغطت وجهها مباشرة ولم ينطق أحدٌ منهما بكلمةٍ أخرى، فركبت على الراحلة وسار بها إلى الجيش الذي سبقهما، وبعدها انتشرت الفتنة وبدأ الناس بالحديث عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- واتهموها في عرضها وشرفها دون دليل ودون شهود.[3]

وكان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ينتظر الوحي من ربه على هذه الحادثة إلى أن أنزل الله الآيات الكريمة من سورة النور التي تبرّء السيدة عائشةَ -رَضيَ اللهُ عنها- وتقيم الحجة وتعد بالعذاب للذين جاءوا بالإفك وتحدثوا في عرض وشرف أمّ المؤمنين رضي الله عنها، وتلاها الكثير من الآيات في سورة النور التي تحث على تحصين النفس والفرج وغض البصر وحفظ اللسان وعدم الخوض في الأعراض والاستعفاف وتيسير الزواج وما إلى هنالك من التعاليم العظيمة التي أنزلها الله في تلك السورة.[3]

في اي سورة وردت حادثة الافك

فرح عائشة بتبرئتها من حادثة الإفك

أصاب السيدة عائشةَ -رَضيَ اللهُ عنها- من الحزن والألم الكثير بسبب ما تم افتراؤه عليها وتلفيقه لها دون علمٍ منها، ولكن بعد أن أنزل الله فيها تلك الآيات الكريمة فرحت -رضي الله عنها- بأن الله تعالى قد أنزل في كتابه العزيز ما يثبت براءتها، فقد روى البخاري عن عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيدالله بن عبدالله ” عَنْ حَديثِ عَائِشَةَ، حِينَ قالَ لَهَا أهْلُ الإفْكِ ما قالوا، وكُلٌّ حدَّثَني طَائِفَةً مِنَ الحَديثِ، قالَتْ: فَاضْطَجَعْتُ علَى فِرَاشِي وأَنَا حِينَئِذٍ أعْلَمُ أنِّي بَرِيئَةٌ، وأنَّ اللَّهَ يُبَرِّئُنِي، ولَكِنِّي واللَّهِ ما كُنْتُ أظُنُّ أنَّ اللَّهَ يُنْزِلُ في شَأْنِي وحْيًا يُتْلَى، ولَشَأْنِي في نَفْسِي كانَ أحْقَرَ مِن أنْ يَتَكَلَّمَ اللَّهُ فِيَّ بأَمْرٍ يُتْلَى، وأَنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: “إنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنكُم”[4]، حتى آخر الآيات.

في اي سورة وردت حادثة الافك

شاهد أيضاً: من هو ابو الانبياء ولماذا سمي بهذا الاسم

العبر والدروس المستفادة من حادثة الإفك

إنّ هذه الحادثة العظيمة كان لها عظيم الأثر في قلب السيدة عائشة -رضي الله عنها- وفي قلب الرسول الكريم -صلّى الله عليه وسلّم- وفي قلب كل مؤمن صادقٍ منذ ذلك الوقت إلى يوم الدين، ومن يدقق في هذه الحادثة وتفاصيلها يستنتج منها الكثير من الدروس والعبر، وفي حديثٍ طويل رواه البخاري عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- وهي تروي تفاصيل حادثة الإفك استخلصنا لكم منه العبر والدروس الآتية:[3]

  • بيان فضل وكرامة السيدة عائشة -رضي الله عنها- وبراءتها من التهم التي نسبت إليها ظلماً وبهتاناً وبنص قرآني صريح.
  • بيان جواز إجراء القرعة بين النساء في السفر.
  • ملاطفة الزوجة وحسن المعاشرة.
  • أهمية عيادة المريض والسؤال عن حاله.
  • أهمية المشورة والمشاركة في الرأي.
  • فضل المسلمين الذين شهدوا معركة بدر.
  • بيان فضل الصحابي صفوان بن المعطل رضي الله عنه.
  • بيان فضيلة أمّ المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنه الله عنها.
  • بيان فضل العفو والصفح عن الإساءة والمسيء.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مشوارنا في المقال الذي قدمناه لكم بعنوان في اي سورة وردت حادثة الافك ، وقدر ذكرنا لكم في هذا المقال أن هذه الآيات المباركة وردت في سورة النور وقد نزلت في السيدة عائشة أمّ المؤمنين – رضي الله عنها- لتطهرها وتبرّئها من الاتهامات الباطلة التي نسبت إليها، نرجو أن نكون قد وفقنا في تقديم هذا المقال ونسأل الله أن يستر أعراضنا وأعراضكم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وأزواجه أجمعين ورضي الله عن السيدة عائشة أمّ المؤمنين والحمد لله رب العالمين.

المراجع

  1. ^ سورة النور، الآية 11
  2. ^ سورة النور، الآية 11-19
  3. ^ dorar.net، حادثة الإفك، 30/09/2022
  4. ^ صحيح البخاري، عروة بن الزبير، البخاري، 7545، صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *