قصة عن الغيبة والنميمة في زمن الرسول

قصة عن الغيبة والنميمة في زمن الرسول
قصة عن الغيبة والنميمة في زمن الرسول

قصة عن الغيبة والنميمة في زمن الرسول، فإنَّ الغيبة والنميمة هما عبارة عن أفعال سلبية تؤثر سلبًا على العلاقات الاجتماعية والثقة بين الأشخاص، كلاهما يشكلان خرقًا للثقة ويمكن أن يتسببا في إشكالات وتوترات بين الأشخاص المعنيين، يجب محاولة تجنب هذه السلوكيات السلبية وأن نتعامل مع الآخرين بإحترام وتفهم، لبناء مجتمع سليم، وفي هذا المقال سنقدم لكم قصصًا عن هذه السلوكيات في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.

تعريف الغيبة والنميمة

الغيبة هي أن تتحدث عن شخص آخر بطريقة سلبية وتنشر عنه أقاويل وشائعات غير صحيحة أو مسيئة بدون أن يكون حاضرًا للدفاع عن نفسه، وإن الغيبة تعتبر من الأعمال السيئة والمحرمة في الإسلام وتعرف على أنها من الدخول في حرمة سِر الإنسان والنيل من سمعته وسوء الظن به.
وأمّا النميمة، فهي نقل الأخبار والشائعات والأقاويل السلبية عن الآخرين بطريقة تؤثر على سمعتهم وتخلق الفتن والمشاكل، ويتمتع النمام بالتحدث عن الآخرين دون تقديم أي دليل صحيح أو قوي على صحة ما يقوله، وغالبًا ما تكون هذه الأقاويل مبنية على الشك والتكهنات وليست على أساس حقائق مؤكدة. [1]

قصة عن الغيبة والنميمة في زمن الرسول

في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، حث الاسلام المسلمين على اتباع الأخلاق الحميدة ونبذ السلوكيات السيئة، ومن بين السلوكيات السيئة التي حذر منها الاسلام ووصفها بأنها من اخطر الآفات، هي الغيبة والنميمة، فإن الغيبة والنميمة تعبران عن نقص في الأخلاق وتؤثر سلبًا على المجتمع، وروى عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه مر مرة ما على قبّرين، فقال: “إنّهما ليعذَّبان وما يُعذَّبان في كبير، ثم قال: بلى، أمّا أحدهما فكان يسعى بالنّميمة، وأمّا الآخر فكان لا يستنزه من بوله، ثمَّ أخذ عودًا فكسره باثنينِ، ثمَّ غرَز كلَّ واحدٍ منهما على قبرٍ، ثمَّ قال: لعلَّه يُخفَّفُ عنهما العذابُ ما لم ييبَسا”[2].

تفاجأ الحاضرون من قساوة العقاب المتعلق بالغيبة والنميمة، وذلك يعكس رفض الاسلام واقتناعه بسوء هذه السلوكيات، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يأخذ عودًا ثم كان يكسره إلى قطعتين فينصب كل قطعة على قبر من القبور، ربما كان ذلك لتخفيف عذاب هؤلاء الذين اقترفوا تلك السلوكيات السيئة، فإنَّ هذه القصة تذكرنا بأهمية تجنب الغيبة والنميمة وتركهما، حيث تعدان من الأخطاء الضارة التي تؤثر على العلاقات الاجتماعية والأخلاق، فلنحرص على تعزيز الأخلاق الحميدة ونبذ السلوكيات السيئة كما أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك لنحقق الرضا الله ومحبته ونساهم في بناء مجتمع صحي وسليم.

قصة عن الغيبة في زمن النبي

تروي القصة أن عائشة -رضي الله عنها- أشارت إلى عيوب صفيّة -رضي الله عنها- أمام النبي -عليه الصلاة والسلام- فنهاها النبي صلى الله عليه وسلم عن الغيبة وحذّرها منها، فقد روت عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: “حسبك من صفية كذا وكذا”، فرد عليها النبي صلى الله عليه وسلم قائلًا: “غير مُسَدِّدٍ تعني قصيرةً، لقد قلتِ كلِمَةً لو مُزِجت بماءِ البحرِ لمزجته”[3].

هذا الموقف يعكس حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الآخرين وتعليم المسلمين الأخلاق الحميدة. وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على تجنب الغيبة والتشهير بالناس وذكر العيوب، وبدلاً من ذلك تشجيع المسلمين على بناء العلاقات الحسنة والمصادقة على الحق والصدق، فأثبت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالأمثلة الواقعية حقيقة أن كلمة واحدة قد تحمل وزنًا كبيرًا لدرجة أنها قادرة على تغيير أوجه العلاقات وإحداث تأثيرات شديدة، لذا، يجب علينا أن نحرص على استخدام الكلمات بحكمة وبصورة تعزز التفاهم والاحترام المتبادل في بيئتنا الاجتماعية.

قصة عن النميمة في عهد النبي

في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، كانت النميمة والغيبة من الأعمال الشريرة التي نهى عنها الرسول وحذر من تبعاتها المدمرة على المجتمع، وفي إحدى المرات، سأله صحابته عن العضه؛ أي الشر الكبير أو المنكر العظيم، وكانوا يشيرن إلى النميمة وانتشار الأقاويل السيئة بين الناس، فأجاب الرسول صلى الله عليه وسلم قائلًا: “ألا أنبئكم ما العضه؟ إنها الشيء الذي لا خير فيه ويمثل السحر والشر، وتعبر أيضًا عن النميمة التي تعمل على تفريق الناس وإشاعة الشحناء والعداوة بينهم”، ثم أشار الرسول إلى أن النميمة تتلذذ بنشر الأقاويل السيئة والتشهير بالآخرين وبناء الفتن والانقسامات.

وحث الرسول صلى الله عليه وسلم المؤمنين على الحذر من أن يكونوا مثل هؤلاء النمّامين والغيّابين، وأن يتحلوا بالصدق والأمانة في الكلام، وأن يعملوا على بناء الوئام والمحبة بين الناس، وبهذه الطريقة، جعل الرسول صلى الله عليه وسلم الناس يدركون خطورة النميمة وأثرها السلبي على المجتمع، ودعاهم إلى الابتعاد عنها والسعي لنشر الخير والسلام بين الناس، ونتمنى للجميع التوفيق والهداية في تجنب النميمة ورفع راية الصداقة والمحبة بين الناس.

مقالات قد تهمك

أجمل قصة عن إيثار الرسول للاطفال مكتوبة قصة سيدنا يوسف للاطفال مكتوبة.. 5 دروس مستفادة
قصة المولد النبوي الشريف للاطفال من هو النبى الذى صام عن الكلام ثلاث ايام.. القصة الكاملة

ومن خلال هذا المقال نكون قد قدمنا لكم قصة عن الغيبة والنميمة في زمن الرسول، بيّنا من خلالها الآثار السلبية التي تعصف بالمجتمع نتيجة مثل هذه السلوكيات، ومن الواجب تجنبها والابتعاد عنها، والتخلي بالصدق والأمانة في الكلام، كما قدمنا تعريفًا واضحًا لكل من الغيبة والنميمة على حد سواء.

المراجع

  1. ^ binbaz.org.sa، التحذير من الغيبة والنميمة، 31/07/2023
  2. ^ صحيح ابن حيان، عبدالله بن عباس،ابن حيان،3128،طريقه محفوظ
  3. ^ صحيح أبي داود، عائشة أم المؤمنين،الألباني،4875،صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *