كم مرة ورد لفظ رمضان في القرآن الكريم

كم مرة ورد لفظ رمضان في القرآن الكريم، وما هي السور التي ورد فيها ذكر كلمة رمضان، فالقرآن الكريم كلام الله ووحيه المنزل على النبي -صلى الله عليه وسلم- المعجز بلفظه، والمتعبد بتلاوته، والمُفتتح بسورة الفاتحة والمنتهي بسورة الناس، مكتوبٌ في المصاحف والمنقول للمسلمين بالتواتر، وهو المنزل في شهر رمضان، وتحديدًا في ليلة القدر فيه، ومن خلال هذا المقال سيتم بيان كم مره ذكر شهر رمضان في القران الكريم.

شهر رمضان

إن شهر رمضان المبارك هو الشهر التاسع في السنة الهجرية التي تعتمد على التقويم القمري، وهو الشهر الذي يأتي بعد شهر شعبان، ويكون قبل شهر شوال، وهو الشهر الذي فرض فيه الصيام على كل مسلم ومسلمة، وقد جعل الصيام فيه ركنٌ من أركان الإسلام الخمس التي لا يقوم إسلام العبد إلا بها، وكان قيام ليله من السنن التي حث عليها الإسلام ورتّب على ذلك مغفرةً عظيمة لما تقدم من الذنوب وما تأخر، وجعل فيه ليلة القدر التي هي أعظم الليالي، وجعله هو أعظم الشهور وسيدها.

شاهد أيضًا: ما هو فضل قراءة القران في شهر رمضان

كم مرة ورد لفظ رمضان في القرآن

وردت كلمة ولفظ رمضان في القرآن الكريم مرة واحدة فقط وذلك في سورة البقرة، وجاءت الكلمة في قوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.^[1] وهذه الآية الكريمة تبيّن أهمية شهر رمضان المبارك بنزول القرآن الكريم فيه، وتبيّن التزام المسلمين فيه بالصيام في نهاره وبالقيام في ليله، وذلك لينالوا الأجر والثواب العظيم في الدنيا والآخرة.^[2]

كم مرة ذكر كلمة الصيام في القرآن

وردت كلمة الصيام في القرآن الكريم في العديد من السور والآيات، وقد بلغ عدد مرات ذكرها أكثر من اثنتي عشرة مرة، وذلك بمختلف الصيغ فجاءت في سورة البقرة في الآيات 183 و 187 و 196 ، ووردت في سورة النساء في الآية 92 وفي سورة المائدة 89 وفي سورة المجادلة في الآية 4، كما وردت كلمة تصوموا في سورة البقرة في الآية 184، وجاءت كلمة ليصمه في سورة البقرة في الآية 184، وكلمة صيامًا في سورة المائدة الآية 95، وكلمة صومًا وردت في سورة مريم في الآية 26، وكلمة الصائمين ذكرت في سورة الأحزاب الآية 35، وجاءت كلمة الصائمات في سورة الأحزاب في الآية 35 منها.^[3]

شاهد أيضًا: اذكار رمضان اليومية ، أفضل ذكر في شهر رمضان

ما هي السورة التي ذكر فيها شهر رمضان

وردت كلمة رمضان في القرآن الكريم في سورة البقرة تحديدًا في الآية 185 فيها، وسورة البقرة هي السورة الأطول في القرآن الكريم، حيث يبلغ عدد آياتها المباركة 286 آية، وهي السورة الثانية في المصحف بعد أم الكتاب الفاتحة، وقد ذكر أهل العلم أن سورة البقرة هي أول سورة نزلت في المدينة المنورة، إلا بضع آياتٍ منها كان نزولها في مكة المكرمة، وتسمى سورة البقرة فسطاط القرآن الكريم، وذلك لعظمتها وبهائها وكثرة الأحكام الواردة فيها وكثرة المواعظ والقصص، وقد ورد عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-  أنه تعلمها في أكثر من عشر سنين، وابنه عبد الله بن عمر في حوالي ثماني سنوات، وتحوي سورة البقرة على أعظم آيةٍ في القرآن الكريم وهي آية الكرسي، والتي رقمها فيها 255، وتضم أيضًا أطول آيةٍ في القرآن وهي آية المداينة، وقد خصها الله -سبحانه وتعالى- بعظيم الفضل والبركة وهي سبب في طرد الشياطين وتركها حسرة على المسلمين، وقد سميت سورة البقرة بهذا الاسم لأنّها تروي قصة بني إسرائيل.^[4]

نزول القرآن في شهر رمضان

ورد في القرآن الكريم أن شهر رمضان المبارك هو الشهر الذي أنزل فيه القرآن الكريم على النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد ذكر أهل العلم أن المقصود في ذلك ابتداء النزول، وقيل أن القرآن الكريم أنزل من اللوح المحفوظ ليلة القدر جملةً واحدة فوضع في بيت العزة في السماء الدنيا، ثم كان ينزل به جبريل عليه السلام متفرقًا على النبي في إحدى وعشرين سنة، وقد تم اختيار شهر رمضان المبارك ليكون أعظم الأشهر لأنه تم تشريفه بنزول القرآن فيه، وقد جاء في سورة القدر قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}.^[5] وليلة القدر هي ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك في العشر الأواخر منه تحديدًا والله ورسوله أعلم.^[6]

شاهد أيضًا: لماذا العشر الاواخر من رمضان هي افضل اوقات الاعتكاف

فضل شهر رمضان

إن شهر رمضان المبارك له الكثير من الفضائل وله المنزلة العظيمة والمكانة الرفيعة، والتي جاء القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة مؤكدان هذا الفضل وهذه المنزلة، حيث من المهم للمسلم أن يسعى جاهدًا لينال الفضل والأجر الموجود فيه، ومن فضائل شهر رمضان ما يأتي:^[7]

• خص الله سبحانه وتعالى شهر رمضان بجعله مكانًا للركن الرابع من أركان الإسلام الخمسة وهو الصيام.
• خص الله شهر رمضان المبارك بنزول القرآن الكريم فيه.
• جُعلت في شهر رمضان أعظم ليلةٍ في الوجود وهي ليلة القدر التي هي أفضل من ألف شهر.
• صيام رمضان وقيام ليله إيمانًا واحتسابًا سبب لمغفرة الذنوب والخطايا.
• في شهر رمضان تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتصفد الشياطين.
• في ليالي شهر رمضان في كل ليلة منه يعتق الله عبادًا له من النار.
• صيام رمضان ومعه صيام ست من شوال يكون المسلم كمن صام الدهر كله.
• العمرة في رمضان تعدل في أجرها أجر حجةٍ في وقت الحج.
• صلاة القيام مع الإمام في رمضان حتى ينصرف تعدل قيام الليل كله.

شاهد أيضًا: فضل العشر الأواخر من رمضان

سبب تسمية رمضان بهذا الاسم

اختلف أهل العلم في تسمية شهر رمضان المبارك باسمه، وقد تباينت آراءهم في ذلك وجاء فيه ما يأتي:

• قيل أن رمضان أخذ اسمه من الرمضاء، وهو المطر الشديد الذي يكون في أول فصل الخريف ويكون ماؤه دافئًا ينظف الأرض من غبارها، ويغسلها ويخفف حرّها، ورمضان ينظف العبد ويطهره من ذنوبه.
• قيل أن شهر رمضان جاء من رمض النصل أي أن يُجعل حد السيف رقيقًا، لأنّ العرب قديمًا كانت تتجهز في رمضان للحروب بعده.
• وقد ذكر بعض أهل العلم أن رمضان جاء من الاحتراق والرمض لأن رمضان يحرق الذنوب والخطايا حتى تختفي برحمة الله.
• يؤخذ شهر رمضان من الرمضاء وهو شدة الحر وقد كان المسلمون يعانون فيه من شدة الجوع لأنّه يأتي في أشد أيام الحر.
• وقيل أنّ اسمه موضوع كبقية الشهور ولا علاقة بين رمضان والحر، لأن رمضان يتبدل وقته في كل سنة وكل عددٍ من السنين يكون في ربيع أو خريف أو صيف أو شتاء.

في نهاية المقال، تم التعرف على كم مرة ورد لفظ رمضان في القرآن الكريم، حيث إن شهر رمضان المبارك من أعظم الشهور وأفضلها، وقد سلط المقال الضوء على السورة التي ورد فيها ذكر رمضان وعدد مرات ذكر الصيام ومجموعة من المعلومات الأخرى.