كم مقدار زكاة الفطر من التمر 2023 للفرد الواحد

كم مقدار زكاة الفطر من التمر 2023 للفرد الواحد، ففي شهر رمضان المبارك وتحديدًا في ختامه يسارع المسلمون بعد الصيام والعبادة والقيام والتقرب من الله جل في علاه إلى إخراج زكاة الفطر المفروضة على كل مسلم كبير وصغير ذكر وأنثى حر وعبد، إن ملك فضلًا عن قوت يومه في يوم العيد وليلته وقوت من تلزمه نفقتهم من أهل بيته أو أقربائه، وزكاة الفطر هي زكاةٌ تُخرج من الطعام وهي فريضة من الفروض على المسلمين، التي تخرج بصفة مخصوصة وبوقتٍ مخصوص، وعبر هذا المقال سيتم بيان كمية زكاة الفطر من عدة أصناف ومن بينها التمر للشخص الواحد.

كم مقدار زكاة الفطر من التمر 2023 للفرد الواحد

إن زكاة الفطر زكاةٌ مفروضة ومحددة شرعًا، وقد فرضها النبي -صلى الله عليه وسلم- على المسلمين من التمر صاعًا أو من الشعير صاعًا أو من الزبيب صاعًا أو من الأقط صاعًا، وهي على الحر والعبد والذكر والأنثى والكبير والصغير واجبة، وهذا المقدار لا تغيره الأيام والسنين وهو ثابتٌ على من يريد إخراج زكاة الفطر عن الشخص الواحد، فمقدار زكاة الفطر من التمر في 2023 للفرد الواحد يساوي تقريبًا 3 كيلو جرامات من التمر، وتعدد الأصناف التي تُخرج منها زكاة الفطر لا يعني أن الشخص مطالب أن يقوم بإخراج زكاة الفطر من كل صنف إنما الواجب عليه أن يخرجها من الصنف الذي يغلب عليه أنّه من قوت الناس، فلو كان تمرًا يخرجه تمرًا وإن كان رزًا يخرجه منه وإن كان برًا كذلك، ويكون إخراج زكاة الفطر عن الشخص نفسه وعن من تلزمه نفقتهم جميعًا، وقد ورد في السنّة عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أنه قال: “فرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ زَكاةَ رمضانَ على كلِّ صغيرٍ وَكَبيرٍ ، حرٍّ وعبدٍ ، ذَكَرٍ وأنثى صاعًا من تمرٍ أو صاعًا من شعيرٍ”.^[1] والله ورسوله أعلم.^[2]

شاهد أيضًا: متى تكون زكاة الفطر وما الحكمة من وجوب زكاة الفطر

كم مقدار زكاة الفطر بالأرز

إن الثابت والصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه فرض زكاة الفطر على المسلمين صاعًا من التمر أو صاعًا من شعير، أو صاعًا من زبيب أو صاعًا من تمر، وأمر بها أن يتم إخراجها قبل صلاة العيد، وفي روايات كانت تخرج صاعًا من بر، وقد فسر أهل العلم البر في الحديث بأنه القمح، وآخرون قالوا بل هو قوت أهل البلد، أي كل طعامٍ يعتبره أهل الأمصار قوتًا لهم كالذرة أو الأرز، فلو أخرج المسلم زكاة فطره من التمر أو الأرز أجزأه ذلك، لأنها تكون مواساة من الغني للفقير بقوت البلد، والأفضل منه تحديدًا، والأرز من القوت الطيب الذي يستهلكه معظم الناس في هذا الزمان، والواجب في إخراج زكاة الفطر من الأرز أو أي صنفٍ من الأصناف هو صاع بصاع النبي صلى الله عليه وسلم والذي يقدر بأربع حفناتٍ بيدين معتدلتين، وهو اليوم 2.5 كيلو جرامات من الأرز، وفي الراجح لا يجوز إخراج القيمة عند جماهير أهل العلم بل لا بدّ من إخراج الفطرة طعامًا والله ورسوله أعلم.^[3]

زكاة الفطر عن كل شخص كم كيلو

إن مقدار زكاة الفطر عن الشخص الواحد مقدرة شرعًا صاعًا من قوت أهل البلد، وهو ما أخبر به أهل العلم أنّه يساوي خمسة أرطال، وهو ما يساوي باليدين المتوسطتين الممتلئتين أربع حفنات، على أن يكون الملء فيهما تامًا، وقد اختلف أهل العلم في تقدير زكاة الفطر عن الشخص الواحد بالكيلو جرام، فقد قال الشيخ ابن باز رحمه الله أنها ثلاثة كيلو جرامات من القوت، وقدّرها الشيخ ابن عثيمين بأنّها أكثر من اثنين كيلو جرام بمائة جرام فقط، وهذا الاختلاف في التقدير لوزن مقدار الزكاة سببه أن الصاع مكيال يقيس الأحجام لا الأوزان، وتقدير الزكاة بالوزن يكون لتسهيل الأمر على المسلمين وأقرب إلى ضبطها، ومن المعلوم أن وزن الطعام يختلف في كل صنفٍ عن الأخر فمنه الثقيل ومنه الخفيف فالاحتياط من المسلم وإخراج الزيادة أفضل وأكمل وأحسن، والله لا يضيع أجر المحسنين والله ورسوله أعلم.^[4]

شاهد أيضًا: طريقة احتساب الزكاة في الشركات والفرق بين زكاة المال وزكاة التجارة

ما هي الأصناف المسموح بها في زكاة الفطر

إن زكاة الفطر يتم إخراجها من أي طعامٍ يقتاته الناس، كالقمح والذرة والأرز واللوبيا والعدس والحمص والفول واللحم، فالفرض في زكاة الفطر أنها صاعٌ من الطعا، وكان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرجونها من الطعام الذي يقتاتونه، فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنه قال: “كُنَّا نُخْرِجُ في عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ الفِطْرِ صَاعًا مِن طَعَامٍ، وقالَ أبو سَعِيدٍ: وكانَ طَعَامَنَا الشَّعِيرُ والزَّبِيبُ والأقِطُ والتَّمْرُ”.^[5] وقد أخبر أهل العلم أن الفطرة تُخرج من أي طعامٍ يقتاته أهل البلد، سواء كان هذا الطعام برًا أو ذرة أو غيره، فالفطرة من المواساة من أغنياء المسلمين لفقرائهم ولا يكون ذلك إلا بقوت البلاد، فالصحيح والراجح عند أهل العلم أن كل ما كان قوتًا من حب وثمر ولحم ونحوه فهو مجزئ.^[6]

لمن تعطى زكاة الفطر مصارف الزكاة

اختلف أهل العلم في مسألة مصارف زكاة الفطر، فقد اختار أصحاب المذهب الشافعي أن مصارف زكاة الفطر هي ذاتها مصارف زكاة المال، واختار المالكية أن زكاة الفطر لا تكون إلا للفقراء والمساكين، ولا يجوز إعطاؤها لباقي مصارف زكاة المال، واختار هذا القول ابن تيمية وابن القيم والكثير من أهل العلم المعاصرين، وقد ذكر الشيخ ابن باز -رحمه الله- أن مصرف زكاة الفطر هو الفقراء والمساكين فقط دون غيرهم، وهو القول الراجح عند أهل العلم، وذلك لحديث عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال: “فرض رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ زكاةَ الفطرِ طهرةً للصائمِ من اللَّغوِ والرَّفثِ وطعمةً للمساكينِ من أدَّاها قبل الصلاةِ فهي زكاةٌ مقبولةٌ ومن أدَّاها بعد الصلاةِ فهي صدقةٌ من الصدقاتِ”.^[7] والله ورسوله أعلم.^[8]

شاهد أيضًا: الاصناف التي تجب فيها الزكاة ، شروط استحقاق الزكاة

موعد إخراج زكاة الفطر

أكّد علماء المسلمين أن وقت إخراج زكاة الفطر يبدأ من غروب شمس آخر يوم من شهر رمضان المبارك، ويستمر حتى صلاة العيد، ويكون ذلك في أول ليلة من شوال، ولا يجوز تأجيلها إلى بعد الصلاة، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- أمر أن تكون قبلها، وقد جاءت الأدلة الشرعية كثيرة في هذا الخصوص، فكل من أداها قبل الصلاة أجزأت عنه ومن أداها بعدها فهي صدقة من الصدقات، ولو أجلها لبعد الصلاة فإنها لا تسقط عنه حتى يؤديها لكنها تكتب صدقة وليست زكاةً، وقد ذكر أهل العلم أنه يباح للمسلمين أن يخرجوها قبل العيد بيوم أو يومين في القول الراجح عند جماهير أهل العلم، وأخبر بعضهم أنه يباح إخراجها من أول رمضان، وفي المذهب الحنفي يجوز تقديمها عامًا كاملًا قياسًا على زكاة المال، ومن أخّرها عن وقتها فإنه لا خلاف على أنّه آثم وعليه التوبة والاستغفار وتأديتها والله ورسوله أعلم.^[9]

هل زكاة الفطر مال أم طعام

إن الأصل في زكاة الفطر أنها تُخرج طعامًا ولكن من أخرجها مالًا أجزأ ذلك عنه عند أبي حنيفة وابن تيمية، إن كان في ذلك مصلحة للفقير، أما الأئمة مالك والشافعي وأحمد فقالوا لا يجزئ عنها إلا إخراجها طعامًا، ويكون إخراجها من قوت أهل البلد، ولو أخرجها المسلم عندهم مالًا لم تجزئ عنه، وزكاة الفطر واجبة على المسلمين أنفسهم وعلى من تجب عليهم نفقتهم من الأهل، وتكون بعد أن يجد المسلم ليلة العيد ويومه فضلًا عن قوته وقوتهم، وقد أخبر أهل العلم أنّه لو أخرج المسلم زكاة الفطر مالًا لا حرج عليه ولا يلزمه أن يخرجها طعامًا بعد ذلك بحسب ما جاء عن أبي حنيفة، وعلى المسلمين أن يحذروا من تأخير زكاة الفطر عن وقتها فهو محرمٌ قطعًا ولا تسقط عنهم بفوات وقتها إلا عن المعسر الذي لا يجد فضلًا عن قوته وقوت عياله، والله ورسوله أعلم.^[10]

شاهد أيضًا: خمسة لا يجوز دفع الزكاة إليهم من هم وما حكم إعطاء الزكاة لمن له راتب

أهمية زكاة الفطر

إن لزكاة الفطر أهدافٌ عظيمة وآثار كبيرة، يعود بعضها على المزكي وبعضها على المُزكى عليه وعلى المجتمع الإسلامي بشكلٍ كامل، وكانت الحكمة والأهمية لزكاة الفطر واضحة وجلية من خلال الأحاديث النبوية الشريفة التي وردت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث يمكن استنتاج أهميتها وفضلها كما يأتي:^[11]

• إن زكاة الفطر تكون طهرةً للصائمين من اللغو والرفث في شهر رمضان المبارك.
• تكون زكاة الفطر طعمة للفقراء والمساكين الذين لا يجدون كفايتهم ليكونوا أغنياء في العيد أمام الناس، وليشتركوا بفرحة العيد مع الأغنياء جميعًا.
• إن زكاة الفطر زكاة للبدن وشكرٌ لله على صحته وعافيته وأن عافاه الله وأبقاه أعوامًا عديدة وسنين مديدة ليشهد صاحبه فضل رمضان، ولذلك وجبت على الصغير والكبير والمجنون وغيرهم.
• أن زكاة الفطر من الشكر لله والحمد له على نعمة الصيام والقيام، والتوفيق للعمرة في رمضان إن اعتمر، فكما أن الهدي يكون شكرًا لله على نعمة الحج أيضًا تكون الفطرة شكرًا على نعمة الصيام.
• ينال المسلم الأجر العظيم والثواب الجزيل عندما يقوم بدفعها لمستحقيها في وقتها المحدد شرعًا.
• بزكاة الفطر يتم السرور للمسلمين وفرحتهم بيوم العيد ويتم جبر الخلل في الصيام وسده.

بهذا نصل لنهاية مقال، كم مقدار زكاة الفطر من التمر 2023 للفرد الواحد، والذي تم من خلاله تسليط الضوء على مقدار زكاة الفطر في العديد من الأصناف التي تُخرج منها زكاة الفطر، والمقدار المحدد شرعًا، كما تم تقديم أهم المعلومات الشرعية حول زكاة الفطر وقتها وحكمها وأهميتها وطريقة إخراجها.